قصة أول رجل عجوز وأنثى الأيل أو (The Story of the First Old Man and of the Hind) هي قصة خياية من كتاب الليالي العربية أدرجها اندرو لانغ في كتاب حكايات ألف ليلة وليلة.
الشخصيات:
- الرجل العجوز.
- زوجة الرجل العجوز.
- خادم الرجل العجوز.
- ابنة الخادم.
قصة أول رجل عجوز وأنثى الأيل:
وقف الرجل الهندي العجوز أمام الجنّي وأخبره قصته وقال: سأبدأ الآن قصتي، لذا يرجى الاستماع، أيها الجنّي، هذه التي تراها معي هي زوجتي، ليس لدينا أطفال، لذلك تبنيت ابن جارية مفضلة، وعقدت العزم على أن أجعله وريثًا لي، ومع ذلك فقد أبدت زوجتي كراهية كبيرة لكل من الأم والطفل والتي أخفتها عني حتى فوات الأوان، عندما كان ابني بالتبني يبلغ من العمر حوالي عشر سنوات، اضطررت للذهاب في رحلة.
وقبل أن أذهب عهدت بزوجتي إلى رعاية الأم والطفل، وتوسلت إليها أن تعتني بهم أثناء غيابي الذي استمر لمدة عام كامل، وخلال هذا الوقت درست السحر من أجل تنفيذ مخططها الشرير، وعندما تعلّمت من السحر ما يكفي، أخذت ابني إلى مكان بعيد وحولته إلى عجل، ثمّ أعطته أحد رجالي وطلبت منه أن يعتني به حيث أخبرته أنّها كانت قد اشترته، كما غيّرت المرأة إلى بقرة أرسلتها إلى نفس الرجل.
عندما عدت سألت عن جاريتي والطفل، فقالت زوجتي: ماتت جاريتك، وأما ابنك فلم أره منذ شهرين، ولا أعلم أين هو، شعرت بالحزن لسماع نبأ وفاة جاريتي، لكن بما أنّ ابني اختفى للتو، اعتقدت أننّي سأجده قريبًا، لكن ثمانية أشهر مرت، وما زالت لا توجد أي أخبار عنه، ثمّ جاء عيد الأضحى، وللاحتفال به، أمرت رجالي بإحضار بقرة سمينة للتضحية بها، ولقد فعلوا ذلك.
كانت البقرة التي أحضروها هي جاريتي التعيسة، لقد ربطتها، ولكن عندما كنت على وشك قتلها، بدأت في الانخفاض بشكل مثير للشفقة ورأيت عينيها تنهمر بالدموع، وبدا لي الأمر غير عادي للغاية، وشعرت بقلبي بالشفقة عليها، وأمرت الرجال بإخراجها وإحضار أخرى، أمّا زوجتي التي كانت حاضرة استهزأت بشفقتي، مما جعل حقدها بلا جدوى، ثمّ قالت: ماذا تفعل؟ اقتل هذه البقرة، إنّها أفضل ما لدينا للتضحية.
ولإرضائها، حاولت مرة أخرى، ولكن مرة أخرى نزعت دموع الحيوان رغبتي بقتله، ثمّ قلت للرجل: خذها بعيدًا واقتلها، انا لا استطيع فعل ذلك، وقتلها الرجل، ولكن عندما سلخ جلدها وجد أنّها ليست سوى عظام، على الرغم من أنها بدت سمينة جدًا، مما ازعجني بشدة، قلت للرجل: احتفظ بها لنفسك، وإذا كان لديك عجل سمين فاحضره بدلاً منها، وفي وقت قصير أحضر عجلاً سمينًا جدًا، رغم أنني لم أكن أعرفه فقد كان ابني الذي حاول جاهداً أن يكسر حبله ويأتي إلي.
ألقى بنفسه عند قدمي، ورأسه على الأرض، وكأنّه يرغب في إثارة شفقتي، وتوسل لي ألا أقتله، لقد تفاجأت وتأثرت بهذا العمل أكثر مما كنت عليه عند دموع البقرة، ثمّ قلت للرجل: اذهب وخذ هذا العجل، واعتني به كثيرًا، وأحضر لي آخر مكانه على الفور، وبمجرد أن سمعتني زوجتي أتحدث هكذا، صرخت على الفور وقال: ماذا تفعل يا زوجي؟ لا تضحي بأي عجل إلا هذا، فأجبتها: يا زوجتي، لن أضحي بهذا العجل مهما كلفني الأمر، وعلى الرغم من كل محاولاتها، بقيت حازماً.
تمسّكت برأيي وقتلت عجل آخر، وفي اليوم التالي طلب منّي احد الرجال التحدث معي على انفراد، ثمّ قال: لقد جئت لأخبرك ببعض الأخبار التي أعتقد أنك سترغب في سماعها، لديّ ابنة تعرف السحر، وبالأمس عندما كنت أقود العجل الذي رفضت التضحية به، لاحظت أنه ابتسم، وبعد ذلك مباشرة بدأ في البكاء، وعندما سألتها لماذا فعل ذلك، أجابت: يا أبي، هذا العجل هو ابن سيدنا.
ثمّ قال الرجل: ابتسمت بفرح لرؤيته لا يزال على قيد الحياة، وأبكي لأفكر في والدته التي تم التضحية بها أمس كبقرة، وقد تم إحداث هذه التغييرات على الصبي وأمه من قبل زوجة سيدنا التي كرهت الأم والابن، وبهذه الكلمات، أكمل الرجل العجوز كلامه، ولا يمكن بعدها لأحد أن يتخيل مدى دهشتي، فذهبت على الفور مع الرجل للتحدث مع ابنته بنفسي.
وبادئ ذي بدء، ذهبت إلى الإسطبل لرؤية ابني، وأجاب بطريقته الغبية على كل مداعباتي، وعندما جاءت ابنة الرجل سألتها عما إذا كان بإمكانها إعادة ابني إلى شكله الصحيح، فأجابت: نعم أستطيع ذلك بشرطين، الأول هو أنك ستعطيه لي كزوج، والآخر هو أنك ستدعني أعاقب المرأة التي غيرته إلى عجل، فأجبتها قائلاً: بالنسبة للشرط الأول، أتفق معك من كل قلبي، وسأمنحك مهرًا وافرًا.
وأمّا بالنسبة للشرط الثاني أوافق أيضًا، وأتوسل إليك فقط أن تنقذي حياة ابني، فأجابت: سأفعل، ثمّ أخذت إناء ماء ونطقت فوقه كلمات لم أفهمها، وبعد أن رشّت الماء عليه، أصبح على الفور شابًا مرة أخرى، فصرخت: ابني، ابني العزيز، وقبّلته وأنا في غاية الفرح، وقلت له: هذه الفتاة الطيبة أنقذتك من سحر رهيب، وأنا متأكد من أنك ستتزوجها بدافع الامتنان.
وافق ابني بفرح، لكن قبل أن يتزوجا غيرت الفتاة زوجتي إلى أنثى الأيل، وهي التي تراها أمامك، وقد تمنّيت لها أن يكون لديها هذا الشكل وليس غريبًا حتى نتمكن من رؤيتها في الأسرة دون اشمئزاز، ومنذ ذلك الحين شعر ابني بالحزن لفقدان امه وسافر، وأنا الآن أبحث عنه، ولا أرغب في تكليف أحد لرعاية زوجتي في غيابي بل آخذها معي، أليست هذه القصة الأكثر غرابة؟وعندما انتهى الرجل العجوز الأول من قصته.
قال الثاني الذي كان يقود الكلبين الأسودين للجنّي: سأخبرك بما حدث لي، وأنا متأكد من أنك ستجد قصتي أكثر غرابة من التي كنت تستمع إليها للتو، فأجاب الجني، أتمنى أن تفوق قصتك قصة أنثى الأيل.