قصة إرمين والصياد

اقرأ في هذا المقال


قصة إرمين والصياد أو (Ermine and the Hunter) هي حكاية فلكلورية أمريكية أصلية تم جمعها من كندا، للمؤلف سايروس ماكميلان، نشرها S) B. Gundy, Toronto) جون لين ذا بودلي هيد.

الشخصيات:

  • إرمين.
  • المزارع.
  • جنّية الجبل الأزرق.
  • الدب.

قصة إرمين والصياد:

بعيدًا في الدولة الشمالية الكندية، عاش رجل عجوز مع زوجته وأطفاله، لقد عاشوا بعيدًا عن الآخرين، لكنّهم لم يشعروا بالوحدة أبدًا، لأنّ لديهم الكثير من العمل للقيام به، كان الرجل العجوز صيادًا عظيمًا وفي الصيف عاش هو وزوجته وأطفاله على الأسماك التي كان يصطادها في الشتاء، وفي فصل الربيع كان يجمع أشجار القيقب والتي صنع منها شراب القيقب وسكر القيقب لتحلية طعامهم.

وفي أحد أيام الصيف، وجد ثلاثة دببة صغيرة تأكل مخزونه من السكر، وعندما جاء عليهم كان قد ذهب سكره بالكامل، وفي غضبه قام باستخدام عصاً قوية و قتل الدببة الصغيرة وسلخها وجفف لحومها، لكنّ زوجته قالت: لا خير من ذلك، ما كان يجب أن تقتل الدببة الثلاثة الصغار، لأنّهم كانوا أصغر من أن يذبحوا.

وفي اليوم التالي جاء الدب العجوز باحثًا عن أطفاله المفقودين، و عندما رأى جلودهم معلقة حتى تجف عرف أنّ الصياد قد قتلهم، كان حزينًا وغاضبًا للغاية، ونادى على الصياد وقال: لقد قتلت أشبالي الصغار، وفي مقابل هذا الشر، في ليلة ما عندما تكون بعيدًا عن حراسك سأقتل أطفالك، ثمّ سأقتلك وزوجتك وأكل كل طعامك.

أطلق عليه العجوز سهامه، لكنّ السهام لم تؤذيه، لأنّه كان الدب البني صاحب قلب حجري، ولا يمكن قتله بسهولة، ولعدة ليال وأيام حاول الرجل العجوز أن يوقعه في الفخ، لكنّه لم ينجح وفي كل يوم كان يرى أن متجره للطعام ينفذ ويقل، لأنّ الدب البني ذو القلب الحجري كان يسرقها دائمًا في الليل، فكر الصيّاد وقال في نفسه: بالتأكيد سوف نتضور جوعًا قبل حلول الشتاء.

وذات يوم في حالة من اليأس قرر أن يبحث عن شخص يخبره كيف يقتل الدب، فذهب إلى ضفة النهر وجلس هناك مفكرًا ودخن طويلًا بغليونه، ونادى بصوت عالي تجاه النهر وقال: يا إلهي، أيها النهر، ساعدني على إغراق الدب عندما يأتي للصيد، جاء النهر من بلاد الحجر الجيري بعيدًا بين الصخور، وكان يتدفق بسرعة إلى البحر.

وقال النهر: مائي لا يمكن أن يتباطأ، هناك ملايين من المحار على شاطئ المحيط في انتظار الأصداف، وأنا أسرع إلى هناك مع الجير لصنعها، واندفع بسرعة، ثمّ نادى الرجل العجوز إلى روح الريح، وقال: يا روح الريح، ابق معي هنا الليلة وساعدني في قتل الدب صاحب القلب الحجري، يمكنك هدم الأشجار العظيمة على وجهه، ويمكنك أن تسحقه إلى الأرض.

لكن روح الريح قالت: لا يمكنني أن أبقى، العديد من السفن التي تحمل حمولات غنية لا تزال صامتة في المحيط في انتظار الإبحار، ويجب أن أسرع بقوة لقيادتها، ومثل النهر أسرع في طريقه، ثمّ نادى الرجل العجوز سحابة العاصفة التي كانت تمر فوق رأسه، وقال: يا روح سحابة العاصفة، ابقي معي الليلة وساعديني في قتل الدب البني، لأنّه يسعى لتدمير أطفالي.

يمكنك إرسال البرق والرعد لضربه قتيلاً، لكنّ سحابة العاصفة قالت: لا أستطيع أن أتسكع في الطريق بعيدًا من هنا، هناك ملايين من ريش الذرة والعشب يموتون من العطش في حرارة الصيف، لأننّي أرى موجات الحر تتصاعد على الأرض، وأنا أسرع هناك مع المطر لإنقاذهم، ومثل النهر وروح الريح سارعت في عملها.

كان الرجل العجوز المسكين في حزن شديد، لأنّه يبدو أن لا أحد سيساعده في تخليص أرضه من الدب ذو القلب الحجري، وبينما كان جالسًا يتساءل عما يجب عليه فعله، جاءت امرأة عجوز، قالت له: أنا جائعة جدًا ومتعبة، لقد قطعت شوطاً طويلاً، هل تعطيني طعاماً وتتركني أرتاح هنا بعض الوقت؟  فقال: لدينا القليل جدًا من الطعام، لأنّ الدب البني يسرقه منّا كل ليلة.

ثمّ قال لها الرجل: ولكن يمكنك أن تشاركينا القليل الذي لدينا، فذهب بعيدًا وأحضر لها وجبة طعام جيدة، و بينما كانت تتناول عشاءها أخبرها بمشاكله مع الدب، وقال أنّه لم يجد من يساعده في التخلص من هذا الحيوان الشرير، و قال أنّ الدب لا يمكن أن يُقتل على يد الرجل، فقالت المرأة العجوز: هناك حيوان صغير يمكنه قتل الدب البني الشرير وحده يستطيع أن ينقذك.

ثمّ قالت العجوز: لقد أحسنت إلي و قدمت لي الطعام، لذلك ها هي عصاي سأعطيك إياها، اذهب للنوم هناك، قريبًا على ضفة النهر، ثمّ لوّح بهذه العصا قبل أن تنام و قل ما سأعلمك إياه، و عندما تستيقظ سيظهر أول حيوان تراه عندما تفتح عينيك، سيكون هذا الحيوان الذي أتحدث عنه، وسوف يخلّصك من الدب.

علمته قافية صغيرة وأعطته عصا أخذتها من السلة على ذراعها، ثمّ ابتعدت وعرف الرجل العجوز أنها كانت المرأة الغريبة هي جنيّة الجبل الأزرق و التي كان يسمع عنها كثيرًا، لقد تعجب كثيرًا، لكنّه عقد العزم على أن يفعل ما قالته له، وبعد رحيل المرأة العجوز، لوّح الرجل بالعصا الصغيرة ثلاث مرات، وصرخ: أيها الحيوان، تعال من مخبئك، ساعدني في ذبح الدب البني القديم! اجعل من سحري نبلةً بيضاء صغيرة، لتثقب قلب الدب الحجري القديم.

كرر القافية ثلاث مرات، ثمّ شعر بالنعاس وسرعان ما حلّ عليه النوم، كان قد نام لفترة قصيرة عندما أيقظه الحر، لأنّ الشمس الحارقة كانت تنهمر عليه، ثمّ استيقظ يفرك عينيه ونظر حوله، كان يراقبه من خلف شجرة حيوان صغير ذو معطف بني أشعث، فكر الرجل العجوز في نفسه وقال: من المؤكد أن الجنيّة الغريبة من الجبل الأزرق قد خدعتني، هذا الحيوان الصغير النحيل ذو المعطف المتسخ لا يمكنه قتل الدب.

لكنه عقد العزم على اختبار كلمتها، وكرر القافية مرة أخرى، وجاء الحيوان الصغير سريعًا نحوه، فقال الرجل: من أنت؟ قال الحيوان الصغير: أنا إرمين، فقال الرجل: هل أنت الحيوان الذي أخبرتني عنه جنيّة الجبل الأزرق؟ قال إرمين: أنا بالفعل هو نفسه، ولقد تمّ إرسالي إليك لقتل الدب، وهنا لدي السهام الصغيرة التي أصبحت قوية بسبب عصاك السحرية.

أشار إلى فمه وأظهر للرجل أسنانه البيضاء الحادة، قال الرجل العجوز في حالة معنوية عالية: إذن الآن انطلق لمهمتك، قال إرمين: ليس بهذه السرعة، يجب أن تدفع لي أولاً مقابل عملي، سأل الرجل: ما الذي يمكنني أن أفعله من أجلك؟ قال الحيوان: أشعر بالخجل من معطفي البني المتسخ الذي ارتديته منذ فترة طويلة.

لديك سحر رائع من العصا التي تلقيتها من المرأة الخيالية من الجبل الأزرق، أريد معطفًا أبيض أنيقًا ولامعًا يمكنني ارتداؤه دائمًا، لأننّي أريد أن أكون نظيفًا، لوّح الرجل بعصاه مرة أخرى وتمنّى ما سأله عنه الحيوان، وفي الحال تم استبدال معطف إيرمين البني الأشعث بمعطف أبيض أملس ولامع مثل الثلج الجديد في الشتاء.

ثمّ قال الحيوان: لدي شرط آخر لأفرضه عليك، يجب أن تتعهد ألا تقتل صغار الدب عندما لا يزالون يتّبعون أمهم في فصل الصيف، يجب أن تمنحهم فرصة للنمو بقوة، بحيث قد يكونون قادرين على القتال من أجل حياتهم، ووعد الرجل بعدم الأقتراب من صغار الدب مرة أخرى، ثمّ، عندما نظر مرة أخرى إلى يده، اختفت العصا من يده، لقد عادت عبر الهواء إلى جنيّة الجبل الأزرق.

ثمّ انطلق إرمين في بحثه عن الدب، حيث كان بعد الظهر حارًا جدًا، وكانت الغابة شديدة الحرارة كما كانت ساكنة ايضاً، ولم تكن هناك ورقة أو قطعة من العشب تتحرك، ولم يكن هناك تموج في الجدول، كان العالم كله متعباً في حرارة الصيف الجافة، لكنّ إرمين لم يشعر بالحرارة، فقد كان في حالة معنوية عالية بسبب معطفه الأبيض الجديد.

وسرعان ما وصل إلى الدب الذي كان ممدودًا بالكامل على ضفة النهر، يأخذ قيلولة بعد الظهر كما كانت عادته بعد وجبة منتصف النهار الدهنية، كان مستلقيًا على ظهره، وكان فمه مفتوحًا على مصراعيه، وكان يشخر بصوت عالٍ مثل شلال، ثمّ قال إرمين وهو يزحف بهدوء إلى جانبه: هذا هو نومك الأخير، لأنّك لص خطير، ولن تشخر بعد الآن.

ثمّ قفز إلى أسفل حلق الدب، وفي لحظة اخترق بأسنانه قلبه الحجري القوي الذي لم تستطع سهام الهنود الوصول إليه، ثمّ بمجرد قتله الدب، قفز إرمين مرة أخرى وهرب من المكان، ولم يعد الدب يشخر، كان ميتًا تمامًا، وتخلصت الأرض من سرقاته وأهواله.

ثم عاد إرمين إلى الرجل العجوز وأخبره أنّ المهمة قد تمّت، وكانت تلك الليلة ليلة عيد عظيمة في منزل الرجل العجوز، ومنذ ذلك الوقت، ارتدى إيرمين في شمال البلاد معطفًا أبيض أنيقًا مثل الثلج الجديد في الشتاء، ولم يقتل الصيادون في أقصى الشمال صغار الدب الذين لا يزالون يتابعون أمهاتهم عبر الغابة، إنّهم يمنحونهم فرصة للنمو والنمو بقوة حتى يتمكنوا من القتال من أجل حياتهم، كما طلبت جنيّة الجبل الأزرق.


شارك المقالة: