قصة إمبراطور البازلاء

اقرأ في هذا المقال


قصة إمبراطور البازلاء أو (The pea emperor) هي قصة من الثقافة الرومانية من نوع القصص التي تجمع بين الفولكلور والثقافة المكتسبة والتي نتجت عن الطابع الريفي للمجتمعات الرومانية ثقافة تقليدية إبداعية وحيوية بشكل استثنائي وكانت الإبداعات الشعبية هي النوع الأدبي الرئيسي حتى القرن الثامن عشر.

الشخصيات:

  • إمبراطور البازلاء.
  • الإمبراطور.
  • العجوز.

قصة إمبراطور البازلاء:

في يوم من الأيام كان هناك رجل فقير جداً، كان يتجول في جميع البلدان في العالم للبحث عن عمل لجني المال ولكن دون جدوى، فعاد إلى وطنه بعدما مرّ بالعديد من الأخطار في الخارج، وقرر متابعة العمل بالتجارة بكل سرور، لكن لم يكن لديه مال وفي أحد الأيام وجد ثلاث حبات بازلاء، وبعد أن أخذهنّ من الأرض على راحة يده ونظر إليهن وفكر مليًا.

ثمّ قال ضاحكًا: إذا زرعت هذه البذور في الأرض، سأحصل على مائة حبة في السنة وإذا زرعت بعد ذلك المئات فسيكون لدي الآلاف، وإذا وضعت هذه الآلاف في الأرض فسأحصد أعدداً هائلة، ثمّ إذا واصلت على هذا النحو سأصبح أخيرًا رجلًا ثريًا، وذهب إلى الإمبراطور وتوسل إليه أن يأمر عبر الإمبراطورية بأكملها أن يحصل على البراميل التي يحتفظ فيها بالبازلاء.

وعندما سمع الإمبراطور أنه بحاجة إلى مثل هذه الكمية من البراميل اعتقد أنه لا بد أنه يخفي الكثير من المال، وكان مقتنعًا به أكثر فأكثر عندما دخل في محادثة معه بحيث يغلق الرجل فمه وتفاخر حتّى بدا أنّ اللؤلؤ الحقيقي قد سقط من شفتيه وأخبر الإمبراطور بما رآه في الأراضي الأجنبية، وروى كيف كانت الأمور هنا وهناك حتى وقف الإمبراطور أمامه وفمه مفتوحًا.

وعندما رأى أنّ الإمبراطور مندهش من كلامه تفاخر أكثر قائلاً إنّ لديه قصورًا وقطعانًا وثروات أخرى وصدق الملك قصصه وقال له: أرى أنك سافرت وتعرف الكثير وأنك لديك خبرة، وإذا كنت ترغب فسأزوجك ابنتي بكل سرور، وعندها أسف الرجل الآن لأنّه قال الكثير من الأكاذيب، ولأنّه لم يكن يعرف كيف يفلت من عرض الملك، ثمّ تحلى بالشجاعة وقال: سأقبل بكل سرور وسأبين لك أنني أستحق ذلك.

وتمّ إجراء الاستعدادات اللازمة وبعد فترة من الوقت تمّ الاحتفال بزفاف إمبراطوري في القصر، ثم بقي الرجل هناك ومضت عدة أسابيع، ولم يظهر أي أثر للبازلاء والثروة وأخيرًا بدأ الإمبراطور في الندم عما فعله، لكن لم يكن هناك أي مساعدة وبدأت حاشية القصر والنبلاء لا يحترمونه واحترق بالعار، لقد وضع خططًا عديمة الجدوى للخروج من المأزق، ولم يتمكن حتى من النوم في الليل.

وذات صباح دون علم أحد غادر القصر عند الفجر ومشى حتى وصل إلى مرج، وتجول دون أن يعرف إلى أين يتجه وفجأة وقف أمامه رجل وسأل: إلى أين أنت ذاهب، تبدو حزينًا كما لو أن جميع سفنك قد غرقت في البحر، حكى صهر الإمبراطور مشكلته له فقال الرجل: إذا أنقذتك من هذه المشكلة، فماذا ستعطيني؟ أجاب: مهما طلبت، قال الرجل: هناك تسعة إخوة منا وكل واحد يعرف لغزًا، إذا حللتهم فستكون ممتلكاتنا كلها ملكًا لك.

ولكن إذا لم تفعل، فيجب أن يكون طفلك الأول لنا، وافق صهر الإمبراطور الذي كان يشعر بالخجل تمامًا على أمل أنه قبل ولادة الطفل قد يجد شخصًا يمكنه إخباره بما يجب عليه فعله، فقاموا معاً ليريه الغريب قطعان الماشية التي يملكها وقصوره التي لم تكن بعيدة كما أمر الرعاة والعمال أن يقولوا أنّ هذه الممتلكات لإمبراطور البازلاء إذا سأل أي شخص لمن تنتمي القطعان.

وعاد صهر الإمبراطور إلى القصر وقال إنه سيأخذ زوجته إلى المنزل في اليوم التالي، وفي طريق عودته التقى برجل عجوز في الحقول حيث أشفق عليه وقدم له الصدقات، ولكن لم يقبل الرجل العجوز شيئًا منها، لكنّه طلب منه الإذن للعمل في خدمته وقبل صهر الامبراطور بذلك واصطحبه معه، وعندما سمع الإمبراطور أن صهره يريد الذهاب إلى قصره، كان مسروراً للغاية لدرجة أنه أمر بترتيب كل شيء من أجل مرافقته مع الحرس من الإمبراطورية.

وفي اليوم التالي امتلأ القصر بالنبلاء والجنود، وكان الإمبراطور في حالة معنوية عالية وانطلق مع صهره إمبراطور البازلاء وعروسه ليرى ممتلكات صهره، لكنّ إمبراطور البازلاء المسكين كان شاحبًا ومكتئبًا وكان يفكر في الألغاز وكيف يمكنه حلها، وسافروا وانطلقوا حتى وصلوا إلى الحقول حيث كان هناك مرج جميل خلفه بستان مثل الجنة، فلما رآهم حارس الحقول وقف عندما سأله الإمبراطور: لمن تعود هذه العقارات يا صديقي؟ أجاب الرجل: إلى الإمبراطور البازلاء.

فرح الإمبراطور، لأنّه تأكد الآن أن صهره لم يكن متسولًا حقًا وسافروا على مسافة أبعد من ذلك والتقوا بالعديد من القطعان من جميع أنواع الحيوانات وسأل الإمبراطور حارسًا تلو الآخر لمن ينتمون، وأجاب الجميع: إلى إمبراطور البازلاء، وعندما وصلوا إلى قصر التنانين التسعة تعجب الإمبراطور من روعته حيث تمّ استقبالهم عند البوابة من قبل فرقة من الموسيقيين الذين عزفوا أجمل الألحان، وتمّ إعداد مأدبة رائعة.

بعد أن تمنى الإمبراطور كل السعادة لصهره، عاد إلى منزله سعيدًا جدًا بالثروات التي رآها، لكن إمبراطور البازلاء كان على وشك الموت بسبب القلق، وعندما جاء المساء. قال العبد العجوز لسيده وقال: سيدي ما رأيته مني منذ أن دخلت خدمتك يجب أن يكون قد أقنعك بإخلاصي، والآن أؤكد لك أنني أستطيع مساعدتك أكثر، فقال إمبراطور البازلاء: هل تقول الحقيقة؟ فقال العجوز: نعم.

وسأطلب شيئًا واحدًا آخر: دعني أقضي الليل في زاوية ما من الغرفة التي تنام فيها وأنصحك بعدم قول كلمة واحدة بغض النظر عمن يناديك بالاسم أو مدى الضجيج الذي يحدث، فقال إمبراطور البازلاء مندهشاً: حسناً، وعند النوم أطفأوا الضوء وسمعوا ضجيجًا خافتًا مثل هبوب عاصفة رعدية، ثمّ نادى صوت أجش: إمبراطور البازلاء، أجاب الرجل العجوز: ماذا تريد؟

فأجابه الصوت: أنا لا أناديك، أنا أنادي إمبراطور البازلاء، أجاب الرجل العجوز: سيدي نائم إنّه متعب، ثمّ سمع ضجيج أصوات كثيرة كأن الناس يتشاجرون ومرة أخرى كرر الصوت: إمبراطور البازلاء، إمبراطور البازلاء، وأجاب الرجل العجوز، فسأل الصوت: ما هو الواحد؟ فرد العجوز: القمر واحد، وقال صوت آخر: ما هو اثنان؟ فقال العجوز: عينان في الرأس، وسأل الصوت: ما هي الثلاثة؟

أجاب العجوز: يوجد ثلاث بنات كبيرات في المنزل، فقال الصوت: ما هو أربعة؟ قال العجوز: العربة ذات الأربع عجلات تعمل بشكل جيد، وما هو خمسة؟ رد العجوز: خمسة أصابع على اليد تمسك جيدًا، وسأل صوت آخر: ما هو ستة؟ فرد العجوز: الفلوت بستة ثقوب يعزف جيدًا، وقال صوت آخر: ما هي السبعة؟ ردّ العجوز: يوجد سبعة إخوة فلا تتدخلوا في شؤونهم.

وما هو ثمانية؟ ردّ العجوز: المحراث ذو الثمانية ثيران يحرث الأرض بشكل جيد، وما هو تسعة؟ ردّ العجوز: يوجد تسع بنات كبيرات في المنزل الذي لا يتم كنسه، كان إمبراطور البازلاء الذي سمع كل هذا لم يستطع النوم طوال الليل وكان ساكنًا بصبر، وعندما قام في صباح اليوم التالي اختفى الخادم العجوز وعندما خرج من القصر لرؤيته رأى الجثث المتناثرة لتسعة تنانين تأكلها للغربان.

وبينما كان يشكر الله على حفظ حياته وإنقاذه من العار، سمع صوتًا عذبًا يقول: رحمتك للرجل الفقير أنقذتك، حيث كانت الأصوات لتنانين كانت ستقتلك لولا وجود العجوز.


شارك المقالة: