قصة إميليان الأحمق- الجزء الأول أو(Emelyan, the Fool) هي حكاية فولكلورية روسية، تمّ جمعها من كتيبات روسية مختلفة، حررها روبرت ستيل، ونشرت عام 1916، للناشر ( A. M. Philpo Limite London) روبرت إم ماكبرايد.
الشخصيّات:
- إميليان.
- أخوة إميليان.
- زوجات أخ إميليان.
- السمك.
قصة إميليان الأحمق- الجزء الأول:
كان يعيش في قرية معينة ذات مرة فلاح، له ثلاثة أبناء اثنان منهم أذكياء، والثالث كان أحمق واسمه إميليان، وعندما عاش الفلاح وقتًا طويلاً وأصبح شيخًا، استدعى أبنائه الثلاثة وقال لهم: أولادي الأعزاء ، أشعر أنّه لم يعد لدي الكثير لأعيشه، لذلك سأعطيكم البيت والماشية، فتقسمونهم بينكم وتشاركونهم، وتقاسمونهم، لقد أعطيتكم أيضًا مائة روبل.
بعد فترة وجيزة، توفي الرجل العجوز، وعندما دفنه الأبناء عاشوا سعداء وراضين، وبعد ذلك بوقت قصير فكّر إخوة إميليان أن يذهبوا إلى المدينة ويتاجروا بالمئة روبل التي تركها والدهم لهم، فقالوا لإميليان: اصغ يا أحمق! نحن ذاهبون إلى المدينة وسنأخذ معنا مائة روبل، وإذا ربحت تجارتنا، فسنشتري لك معطفًا أحمر وحذاءً أحمر وقبعة حمراء، لكن يجب أن تبقى في المنزل.
وعندما تريدك زوجاتنا أن تفعل أي شيء، افعل ما يطلبنه منك، فأجاب إميليان الذي كان يتوق بشدة لأن يمتلك معطف أحمر وقبعة وحذاء أحمر، أنّه سيفعل ما تأمره به زوجات أخوته، فنزل إخوته إلى المدينة، وبقي إميليان الأحمق في بيته مع زوجات أخوته، وذات يوم عندما جاء الشتاء، وكان البرد قارسًا، طلبت منه زوجات إخوانه أن يخرج لجلب الماء، ولكن الغبي ظلّ مستلقيًا على الموقد، وبدأت الزوجات في توبيخه، وقلن: أنّه من عمل الرجل أن يذهب ويحضر الماء.
لكنّه قال: أنا كسول، وصرخن، أنت كسول؟ ولكن بالتأكيد سترغب في تناول الطعام، وإذا لم يكن لدينا ماء لا يمكننا الطهي، وأضفن سنخبر أزواجنا فقط ألا يعطوه أي شيء عندما يشترون المعطف الأحمر الرائع وكل هذا من أجله! سمع الأحمق كلامهم، ولأنّه اشتاق بشدة إلى المعطف الأحمر والقبعة، رأى أنّه يجب أن يذهب، فنزل من على الموقد وبدأ في ارتداء حذائه وجواربه وارتداء ملابسه عند الخروج.
وعندما كان يرتدي ملابسه، أخذ الدلاء والفأس ونزل بقوة إلى النهر. وعندما وصل إلى النهر بدأ في إحداث ثقب كبير في الجليد، ثمّ قام بسحب الماء في الدلاء، ووضعها على الجليد، ووقف بجانب الحفرة، وهو ينظر إلى الماء، وبينما كان ينظر، رأى سمكةً كبيرةً تسبح حوله، وعلى الرغم من غباء إميليان، فقد شعر برغبة في الإمساك بهذه السمكة، لذلك اقترب بحذر ورفق إلى حافة الحفرة، وأمسك فجأة بالسمكة، وأخرجها من الماء.
ثمّ وضعها في حضنه، وأسرع إلى المنزل وهو يحملها معه، عندها صرخت السمكة: يا أحمق! لماذا أمسكت بي؟ أجاب: لأخذك إلى المنزل وأطلب من زوجات أخواني طبخك، فقالت السمكة: كلا، أيّها الأحمق! لا تأخذني إلى المنزل، ولكن ألقني مرة أخرى في الماء وسأجعل منك رجلاً ثريًا، لكنّ الأحمق لم يوافق، وركض في طريقه إلى المنزل.
فلمّا رأت السمكة أنّه الأحمق لن يتركها ترحل، قالت له: أصغ، أيّها الأحمق! أعدني إلى الماء وسأفعل لك كل ما لا تحب أن تفعله بنفسك، سيكون عليك فقط أن تتمنى وسيتم ذلك، وعند سماع ذلك، ابتهج الأحمق، لأنّه كان كسولًا بشكل غير مألوف، وفكّر في نفسه: إذا قامت السمكة بكل شيء ليس لديّ قدرة لفعله، فسيتم كل شيء دون أن أكون مضطراً للعمل.
فقال للسمكة: سأرميك مرة أخرى في الماء إذا فعلت كل ما وعدت به، فقالت السمكة: دعني أذهب أولاً وبعد ذلك سأفي بوعدي، لكنّ الأحمق أجاب: كلا، كلا، يجب عليك أولاً أن تفي بوعدك، وبعد ذلك سأتركك تذهبين، وعندما رأت السمكة أنّ إميليان لن يضعها في الماء، قالت: إذا كنت ترغب في أن أفعل كل ما تريد، يجب أن تخبرني أولاً ما هي رغبتك.
قال الأحمق: أتمنى أن تنطلق دلائي من النهر أعلى التل إلى القرية دون أن ينسكب منها الماء، ثم قالت السمكة: كرر ما سأقوله لك، بأمر من السمكة، وحسب رغبتي، اذهبي أيتها الدلاء، من أنفسكم فوق التل إلى القرية! ثمّ كرر الأحمق من بعده هذه الكلمات، وعلى الفور وبسرعة، ركضت الدلاء إلى أعلى التل، وعندما رأى إميليان ذلك، اندهش بشدة، وقال للسمكة: ولكن هل سيكون الأمر كذلك دائمًا؟
أجابت السمكة: كل ما تريده سينجز، لكنّي أحذرك ألّا تنسى الكلمات التي علمتك إياها، ثمّ وضع إميليان السمكة في الماء وتبع دلاءه إلى المنزل، اندهش الجيران جميعًا وقالوا لبعضهم البعض: هذا الأحمق يجعل الدلاء تخرج من النهر، ويتبعهم إلى المنزل في أوقات فراغه، كانت الدلاء في ذلك الوقت في المنزل، واقفة في مكانها، فقام الأحمق وجلس بجانب الموقد.
بعد فترة، قالت له زوجات أخواته مرة أخرى: إميليان، لماذا أنت كسول؟ انهض وانطلق واقطع الخشب، ألا ترى الآن الشتاء، وإذا لم تقطع الخشب فسوف تتجمد؟ قال الأحمق: أنا كسول، فقالت زوجات أخوته: إذا لم تذهب فورًا وتقطع الخشب، فسنخبر أزواجنا ألّا يعطوك المعطف الأحمر أو القبعة الحمراء أو الأحذية الحمراء الجميلة!
كان الأحمق الذي اشتاق للغطاء الأحمر والمعطف والأحذية رأى أنّه يجب أن يذهب ويقطع الخشب، لكن بما أنّ الجو كان باردًا جدًا، ولم يكن يحب النزول من على الموقد، فقد كرر الكلمات التي علمته إياها السمكة وقال: بأمر من السمكة، وبناءً على رغبتي، أحضر أيها الخشب، وتعالوا يا جذوع الأشجار، من أنفسكم إلى الموقد! وعلى الفور قفز الفأس، وركض إلى الفناء، وبدأ في قطع الخشب، ودخلت جذوعها إلى البيت ووضعت في الموقد.
ولما رأت زوجات أخوانه ذلك تساءلن بشدة عن ذكاء الأحمق، وما فعله الفأس من تلقاء نفسه، كان العمل كما أراد إميليان، فقد عاش لبعض الوقت في سلام وانسجام، وأخيرًا انتهى كل الخشب، ورأى إيميليان أنّه يجب أن يذهب ويقطع الحطب، فنزل من الموقد ولبس حذائه وجواربه، وعندما كان يرتدي ثيابه، ذهب إلى الفناء، وسحب الزلاجة من السقيفة، وأخذ معه حبلًا وفأسًا، ونادى على زوجات إخوانه: افتحن البوابة.
عندما رأت الأخوات أنه يذهب دون أي خيول، صرخن: لماذا يا إميليان ، لقد صعدت على الزلاجة دون أن تجرها على الخيول! لكنّه أجاب أنه لا يريد خيلًا، وأمرهن بفتح البوابة فقط، وفتحت الأخوات البوابة، وكرر الأحمق الكلمات: بأمر من السمكة، وحسب رغبتي تزلج بعيدًا، وانطلق إلى الغابة! وانطلقت الزلاجة على الفور من الفناء لدرجة أنّ سكان القرية عندما رأوها، امتلأوا بالدهشة من ركوب إميليان للمزلاجة بدون خيول، وبهذه السرعة التي لم يستطع زوج من الخيول التحرك بها أبدًا بمثل هذا المعدل.