تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول ثلاثة فتيات يسألن جدهن عن أقوال قالها السلف عن أحوال الطقس، وكل قول من ذلك الأقوال له معنى عميق.
الشخصيات
- الجد
- ماري
- فيوليت
- روز
قصة إيريس ماري وأقوال الجد
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في المملكة المتحدة، حيث أنه في يوم من الأيام في واحدة من القرى الريفية كانت تعيش طفلة مع عائلتها، وتلك الطفلة تبلغ من العمر فقط أربع سنوات، وذات يوم رن جرس الباب، وحينما فتحت الطفلة الباب، وإذ بالقادم جدها، ومن شدة الأمطار في الخارج كان الجد مبلل بعض الشي، وهنا رحبت به الطفلة ودعته للدخول، فنفض الجد مظلته ودخل، وأول ما جلس الجد واستراح قليلاً قالت ماري: يا لهذا الطقس والأمطار الغزيرة، حينها رد عليها الجد وقال: إنه أمر عادل أن تهطل الأمطار من السماء.
وهنا تسللت الحيرة إلى الطفلة ماري وسألت الجد: ماذا يعني ذلك؟ فأوضح لها الجد: أنه لولا هطول الأمطار لما عاشت أي من الكائنات الحية، وهنا أومأت له ماري بأنها أدركت ما يقصده، وعلى الفور قامت بتناول مظلة الجد وتوجهت بها إلى مكان قريب من موقد النار حتى تجف،
بينما شقيقتها والتي تدعى فيوليت وهي ما تبلغ من العمر ست سنوات، فقد أخذت حذاء الجد المبلل ووضعته في المطبخ ليجف، وبناءً على أنها أكبر سناً كانت تعرف أمور أكثر من تلك التي تعرفها شقيقتها ماري، ومن ثم جاءت الشقيقة الثالثة وتدعى روز وهي ما تبلغ من العمر عشر سنوات وتناولت معطف الجد وقامت بوضعه في مكان قريب من المدفأة حتى يجف من مياه الأمطار، وبالنسبة لعمرها فهي كانت تعرف معلومات أعمق من تلك التي تعرفها فيوليت، وبعد أن انتهين من تجفيف ملابس الجد جلسن ثلاثتهن إلى جانب الجد على الكرسي.
وأول ما تحدث به الجد مع حفيداته هو أنه صرح لهن بأنه في قديم الزمان كانت إحدى عماته تشير إلى أن الأمطار تحمل قطط وكلاب، وهنا اعترت ماري الدهشة وسألته: ماذا تعني بذلك، فأجابها الجد: يعني أنها تحمل الأمطار في طياتها العديد من القطرات الثقيلة الحجم، فأومأت ماري بأنها فهمت ما يقصده الجد، واستطرد الجد حديثه قائلاً: كانت والدتي تخبرنا أن المطر ينزل في قضبان السلم، فسألته ماري: ماذا يعني ذلك؟ فأوضح الجد أن الأمطار الجليدية الحادة التي كانت تتساقط وكأنها قضبان سلم.
وهنا سألت ماري مرة أخرى: ما هو درج السلم؟ فقال الجد: عندما كنت صغيرة، كان يتم وضع سجاد السلم في مكانه بواسطة قضيب معدني في كل درجة، كان ذلك سلم درج، قالت ماري: أوه فهمت، وفي تلك اللحظة بدأت فيوليت بأسئلتها وقالت: هل تعرف المزيد من الأقوال عن الطقس؟ فأجاب الجد: نعم، البلوط قبل الرماد، أي أننا سوف نحصل على رذاذ الرماد قبل البلوط، وهنا عادت ماري بسؤال: ماذا يعني ذلك؟ فأجابها الجد: هذا يعني أنه إذا ظهر البلوط على الأشجار قبل ظهور الأوراق على أشجار الرماد، فسوف يكون فصل الربيع جاف، بينما إذا حصلت شجرة الرماد على أوراقها أولاً، فسوف يكون فصل الربيع رطبًا جدًا، وسوف يتبلل كل شيء.
كما أضاف الجد مقولة أخرى ألا وهي: ابحث عن عنكبوت وانظر إلى شبكته، إذا كان الويب كبيرًا، فسوف يجف الطقس ويكون لطيفًا، إذا كان الويب صغيرًا، فسوف تكون هناك رياح أو أمطار أو جليد قريبًا، وهنا تحدثت روز قائلة: إنني أعرف ماذا يعني ذلك، فقد اعتادت جدتي أن تخبرني أن السماء الحمراء في الليل هي بهجة الراعي، والسماء الحمراء في الصباح هي تحذير للراعي.
فسألت ماري الجد حول ما يعنيه بذلك، أجابها الجد: إذا كانت الغيوم في السماء عند غروب الشمس حمراء وردية، فسوف يكون اليوم التالي جافًا والراعي وأغنامه سوف يكونون سعداء بيومهم الجميل للرعي، ولكن إذا كانت السحب الحمراء عند شروق الشمس بدلاً من غروبها، فهذا يعني أنها سوف تمطر في وقت لاحق، وبهذا يتلقى الراعي تحذيرًا ليأخذ معطفه الواقي من المطر، وهنا سألت فيوليت الجد: هل تعرف المزيد من الأقوال عن العناكب؟ إذ أنها من أكثر أنواع الحشرات المفضلة لديها.
فأجاب الجد: ليس عن العناكب، لكنني أعرف البعض عن الطيور، إذا كانت الغربان تبني أعشاشًا عالية، فسوف يكون الصيف دافئًا وجافًا، وإذا كانت الغربان تبني أعشاشًا منخفضة، فسوف تثور العواصف وتهب الرياح، فسألته ماري: ماذا يعني ذلك؟
فأجابتها فيوليت وقالت: أعرف ما يعنيه ذلك، هذا يعني أن الغربان يمكنهم معرفة ما إذا كان طقس الربيع سوف يكون سيئًا، إذ أنهم يعلمون إذا بنوا أعشاشهم في عمق الشجرة، فلن تستطيع الرياح أن تهب أعشاشهم؛ وذلك لأن الأغصان ستحميهم، فأثنى الجد على معلومات فيوليت، ومن ثم قال الجد أعرف مقولتين عن طائر السنونو، وهنا بدأ الشغف يتسلل إلى روز، فهي من أكثر أنواع الطيور المفضلة لديها، فقال الجد: إذا طارت طيور السنونو عالياً، يبقى الطقس جاف، وهنا سألته ماري: ماذا يعني ذلك يا جدي؟
وهنا تحدثت روز قائلة: أعتقد أنني أعرف ذلك، إذ يأكل السنونو الحشرات، فحينما يكون الجو دافئ تطير الحشرات عالياً، وحينما يكون الجو بارد تطير الحشرات على ارتفاع أقل بكثير، لذلك يجب أن تطير طيور السنونو على ارتفاع منخفض كذلك، وقد أثنى الجد على معلومات روز وأكدها.
ثم أردف الجد حديثه حول المقولة الأخرى عن طيور السنونو وقال: ابتلاع واحد لا يصنع الصيف، فسألته ماري عن قصده بذلك، وأجابها الجد: تعيش كل طيور السنونو في فصل الشتاء في قارة إفريقيا حيث يكون الجو هناك دافئ، وحينما تكون الأجواء حارًا جدًا بالنسبة لهم، يطيرون إلى المناطق الشمالية من بلادنا بحيث يصلون وقت الصيف هنا، وهنا تحدثت فيوليت وقالت: لذلك حينما تصل طيور السنونو، نعلم أن الصيف قد حان، وقد أضاف الجد أنه في الكثير من الأحيان ينطلق السنونو مبكرًا جدًا، ويصل قبل أن يبدأ الطقس الدافئ، فتحدثت ماري قائلة: لذا قد يعني عدم ظهور السنونو أنه لم يحن الصيف بعد.
وفي النهاية أرادت كل من روز وفيوليت معرفة ما إذا كان الجد يعرف المزيد من الأقوال عن الحيوانات، فأومأ برأسه وقال: إذا جاء شهر مارس مثل الأسد، فسوف يخرج مثل الحمل، ولكن إذا جاء شهر مارس مثل الحمل، فسوف يخرج مثل الأسد، وهنا سألته ماري عن قصده من ذلك، فأخبرها الجد: أنه في شهر مارس يكون الطقس إما بريًا وعاصفًا في بداية الشهر أو في نهايته، ويكون الجو هادئًا جدًا في الطرف المقابل للرياح البرية، الرياح البرية كالأسود والرياح اللطيفة مثل الحملان.
وأخيراً ابتسم جدي لحفيداته الثلاث وقال: أما الطقس المفضل لديّ، فهو رياح شهر مارس، وزخات شهر أبريل والتي تأتي بزهور مايو، فقالت الحفيدات ونحن نحب تلك الأجواء كذلك يا جدي.
العبرة من القصة هي أنه كلما ازداد الإنسان وتقدم في السن، يصبح ذو علم ومعرفة أكثر من ذي قبل.
