ابنة الفلاح الحكيمة أو( The Peasant’s Wise Daughter) “ابنة الفلاح الذكية “أو” الفلاحة الذكية “هي قصة خيالية ألمانية جمعها الأخوان جريم في حكايات جريم الخيالية كرقم 94، انتشرت أيضًا في بوهيميا وتضمنت (Božena Němcová) كانت ضمن مجموعتها من الحكايات الشعبية التشيكية عام 1846، إنها من نوع (Aarne-Thompson 875/4) هذا النوع من الحكايات هو أكثر الحكايات الأوروبية شيوعًا التي تتعامل مع التبادلات الذكية.
الشخصيات:
- الفلاح.
- ابنة الفلاح.
- الملك.
قصة ابنة الفلاح الحكيمة.
كان هناك فلاح فقير ليس لديه أرض لكنه يملك بيت صغير وابنة واحدة، وفي يوم من الأيام جاءت الابنة قائلة: يجب أن نطلب من سيدنا الملك قطعة من الأرض لتساعدنا في عيشنا، وعندما سمع الملك بفقرهم قدم لهم قطعة أرض حيث قامت هي ووالدها بحفرها، وكانوا ينوون زرع القليل من الذرة والحبوب بها، وعندما حفروا كل الحقل تقريبًا، وجدوا في الأرض مضربًا على شكل هاون مصنوعًا من الذهب الخالص.
قال الأب للفتاة: اسمعي، بما أن سيدنا الملك كان كريمًا جدًا وقدم لنا الحقل، يجب أن نعطيه هذه القطعة مقابل ذلك، ولكن لم توافق الابنة على هذا، وقالت: أبي، إذا كان لدينا الهاون فسيتعين علينا الحصول على المدقة، لذلك من الأفضل أن لا تقول شيئًا عنه ولكن لم يطيعها والدها، ثمّ أخذ الهاون وحمله إلى الملك، وقال أنه وجده في الأرض التي منحها لهم.
وسأله عما إذا كان سيقبلها كهدية، ثمّ أخذ الملك الهاون وسأله إذا وجد شيئًا غير ذلك؟ أجاب الفلاح: لا ، ثم قال الملك أنه يجب عليه الآن أن يحضر له المدقة، فقال الفلاح إنهم لم يجدوا المدقة ولكنه لم يصدقه بل أمر بوضعه في السجن، وأمر ببقائه هناك حتى يحضر المدقة، وكان على الخدم كل يوم أن يحملوا له الخبز والماء، وهذا ما كان يحصل عليه الناس في السجن.
وكان يسمع الحرس يوميًا كيف يصرخ الرجل باستمرار ويقول : آه! لو كنت قد استمعت إلى ابنتي! للأسف، لو سمعت لابنتي! ثم ذهب الخدم إلى الملك وأخبروه كيف كان السجين يبكي على الدوام ويندم أنه لم يستمع لابنته وأخبروا الملك أنه لا يأكل ولا يشرب.
لذلك أمر الخدم بإحضار السجين أمامه، ثم سأل الملك الفلاح لماذا كان يبكي دائمًا! فقال الفلاح: آه، لو استمعت إلى ابنتي! فقال الملك: وماذا قالت ابنتك، قال الفلاح: أخبرتني أنه لا يجب أن آخذ الهاون إليك، لأنني يجب أن أحصل على المدقة أيضًا فقال الملك: إذا كان لديك ابنة حكيمة مثل هذه، دعها تأتي إلى هنا أمام الملك الذي سيألها عما إذا كانت حكيمة حقًا، وقال إنه سيضع لها لغزًا وإذا كان بإمكانها تخمين ذلك فسوف يتزوجها.
قال الفلاح على الفور: نعم، ستخمنه ثم قال الملك: اطلب منها أن تأتي الي لا تلبس شيئًا وليست عارية، ولا تركب شيئًا ولا تمشي، لا في الطريق ولا خارج الطريق، وإذا استطاعت فعل ذلك سأتزوجها، ثمّ فكرت الفتاة الذكية كيف لن ترتدي شيئًا ثم، لن تكون عارية ولحل هذا أخذت شبكة صيد كبيرة، وجلست فيها ولفتها بالكامل حولها واستأجرت حمارًا، وربطت الشبكة بذيل الحمار الذي جرها وبهذا لم تكن ذلك راكبة ولا ماشية.
وكان على الحمار أيضًا أن يجرها في الأخاديد بحيث لم تعد تلامس الأرض، ولم يكن ذلك في الطريق ولا خارج الطريق، وعندما وصلت بهذه الطريقة، قال الملك إنها خمنت اللغز واستوفت جميع الشروط، ثم أمر بإطلاق سراح والدها من السجن، وأخذها كزوجة ووفر لها حياة رائعه في العائلة المالكة.
وبعد مرور بضع سنوات، كان الملك يحشد قواته ذات مرة في موكب وعندما حدث أن بعض الفلاحين الذين كانوا يبيعون الأخشاب توقفوا بعرباتهم أمام القصر، وكان معهم الثيران وبعض الخيول، وكان بينهم هناك فلاح واحد لديه ثلاثة خيول، ولد أحدهم مهر صغير فركض واستلقى بين الثيران أمام العربة وعندما اجتمع الفلاحون، بدأوا في الخلاف وضرب بعضهم البعض وإحدثوا اضطراب أمام القصر.
حيث أراد الفلاح صاحب الثيران الاحتفاظ بالمهر، وقال إن أحد الثيران قد ولده، والآخر قال أن حصانه قد ولده، وأنه كان له، جاء الشجار أمام الملك، وأصدر حكمًا ببقاء المهر في مكان وجوده وحصل عليه الفلاح مع الثيران التي لا تنتمي إليها، ثم مضى الآخر وبكى على مهره، ثمّ سمعن مدى كرم سيدته الملكة لأنها نشأت هي نفسها بين الفلاحين الفقراء، لذلك ذهب إليها وتوسل إليها لمعرفة ما إذا كانت لا تستطيع مساعدته في استعادة مهره مرة أخرى.
قالت: نعم، سأخبرك ماذا تفعل إذا وعدتني بألا تخونني، في وقت مبكر من صباح الغد عندما يخرج الملك مع الحارس، ضع نفسك هناك في منتصف الطريق الذي يجب أن يسلكه عند مررره ، ثمّ خذ شبكة صيد كبيرة وتظاهر بالصيد، وأفرغ الشبكة كما لو كنت قد امتلأت، ثم أخبرته أيضًا بما سيقوله إذا تم استجوابه من قبل الملك.
في اليوم التالي وقف الفلاح هناك وتظاهر بالصيد في أرض جافة، فلما مر الملك ورأى ذلك أرسل رسوله ليسأل عن ماذا كان يفعل ذلك الغبي؟ وبعدما سأله الحارس: أجاب: أنا أصطاد، فسأل الرسول كيف تصطاد عندما لا يوجد ماء في هذا المكان؟ قال الفلاح: من السهل بالنسبة لي أن أصطاد في أرض جافة كما هو الحال بالنسبة للثور أن يولد لها مهراً.
عاد الرسول وأخذ الجواب إلى الملك، فأمر بإحضار الفلاح إليه وأخبره أن هذه ليست فكرته ويريد أن يعرف من أين أتى بها ؟ وعندما أخبره الملك أن يعترف من صاحب هذه الفكرة، لكن الفلاح لم يفعل ذلك وقال باستمرار: لا سمح الله! هذه الفكرة خاصة بي ومع ذلك، فقد أمر الملك بوضعه على كومة من القش، وضربوه وعذبوه لفترة طويلة لدرجة أنه اعترف أخيرًا أنه حصل على الفكرة من الملكة.
عندما عاد الملك إلى المنزل مرة أخرى، قال لزوجته: لماذا تصرفت معي بهذا الشكل الخاطئ؟ لن أكون معك بعد الآن لقد انتهى وقتك، يجب عليك العودة إلى المكان الذي أتيت منه إلى كوخ الفلاح، ولكنه منحها نعمة واحدة، وهي أن تأخذ معها الشيء الذي تعتقد أنه أغلى وأفضل من عينيها وهكذا تم طردها من القصر.
فقالت: نعم يا زوجي العزيز، إذا أمرت بهذا سأفعله فاحتضنته وقبلته، وقالت إنها سترحل عنه، ثم أمرت بإحضار مشروب نوم قوي لتوديعه، وبعدما شربه الملك نام نومًا طويلًا، وعندما تأكدت من نومه، طلبت من الخادم أن يأتي لمساعدته، وأخذت قطعة قماش بيضاء جميلة ولفت الملك بها واضطر الخادم إلى حمله في عربة واقفة أمام الباب و سارت معه إلى منزلها الصغير.
وضعته في سريرها الصغير، ونام يومًا وليلة دون أن يستيقظ، وعندما استيقظ نظر حوله وقال: يا إلهي! أين أنا؟ ثمّ دعا الحاضرين، لكن لم يكن أي منهم هناك، ثمّ جائت زوجته إلى سريره وقالت: سيدي الملك العزيز، لقد أخبرتني أنني أستطيع أن أحضر معي من القصر ما هو أغلى من عيني، وليس لدي شيء أغلى وأعز منك أنت لذلك أحضرتك معي
نزلت الدموع من عيون الملك وقال: زوجتي العزيزة، ستكونين لي وأنا سأكون لك للأبد ولن يفرقنا شيء ما دمت حيًا، وأخذها معه إلى القصر الملكي وعادت الملكة مرة أخرى وعاشوا بسعادة طويلة بفضل ذكائها وحكمتها.