قصة ابن الأرملة أو (The Widow’s Son) هي قصة خيالية من الحكايات الشعبية الفلبينية الي ظهرت في المنشورات، وكانت هناك محاولة لتقديم مجموعة شعبية شاملة من هذه المواد لعامة الناس، هذه المجموعة من الحكايات ستمنح المهتمين فرصة لتعلم شيء من السحر والخرافات والعادات الغريبة للفلبينيين.
الشخصيات:
- الصبي.
- الروح.
- المقاتلين.
قصة ابن الأرملة:
في منزل صغير على أطراف قرية تعيش أرملة مع ابنها الوحيد، وكانا في غاية السعادة معًا، كان الابن لطيفًا مع والدته، وكانوا يكسبون عيشهم من خلال زراعة الأرز في المناطق المزروعة على جانب الجبل وصيد الخنازير البرية في الغابة، وفي إحدى الأمسيات عندما نفذ الطعام لديهما قال الصبي لأمّه أنّه سيذهب للصيد وطلب منها أن تحضر له الأرز وتلحقه إلى الغابة عند الظهر.
لذلك نهضت الأم مبكرة وطهت الأرز، وعند الفجر غادر الصبي برمحه وكلبه وعلى بعد مسافة من القرية دخل الغابة الكثيفة وكان يمشي باستمرار ويبحث دائمًا عن بعض الصيد لكن لم يظهر أي شيء أمامه ثمّ جلس على صخرة ليستريح وأخرج صندوقه النحاسي ليحصل على قطعة من الجوز ليأكله وأثناء قيامه بذلك تساءل عن سبب عدم نجاحه في ذلك اليوم في الصيد، وفجأة سمع كلبه ينبح بحدة، فقفز وركض نحو الكلب.
عندما كان يقترب استطاع أن يرى خنزير كبير أمامه كان لونه أسود باستثناء أرجله الأربعة التي كانت بيضاء فرفع رمحه وصوبه نحوه ولكن بدأ الخنزير يركض مباشرة إلى أعلى الجبل وذهب الصبي في مطاردته بسرعة، توقف الخنزير ست مرات لفترة كافية ولم يتمكن الصبي من التصويب نحوه، لكن في المرة السابعة توقف على قمة صخرة كبيرة مسطحة ونجح الصبي في قتله.
ربط ساقيه وكان على وشك العودة إلى المنزل مع الخنزير على ظهره، وفجأة انفتح باب كان مخفياً في الحجر الكبير وخرج رجل وسأل الصبي: لماذا قتلت خنزير سيدي؟ أجاب الصبي: لم أكن أعرف أن هذا الخنزير ملك لأحد كنت أصطاد كما أفعل دائماً، وعندما وجد كلبي الخنزير قمت بالإمساك به، قال الرجل: تعال ليراك سيدي وتبعه الصبي إلى الحجر حيث وجد نفسه في غرفة كبيرة.
كان السقف والأرضية مغطيان بقطعة قماش خاصة بها سبعة خطوط عريضة من اللون الأحمر بالتناوب مع عدد مماثل من الخطوط الصفراء. ولمّا ظهر سيد المكان الذي قال عنه الخادم كان سرواله من سبعة ألوان وكذلك سترته وكان يرتدي منديل حول رأسه، طلب السيد الطعام للصبي ثم أكلوا أرزًا وسمكًا وتحدثوا معًا، لم يسأل السيد الصبي على قتل الخنزير، وأخبره أنّه يرغب في تكوين صداقة معه.
فصاروا أصدقاء وبقي الولد في الحجر سبعة أيام وفي نهاية ذلك الوقت قال إنّه يجب أن يعود إلى والدته التي ستكون قلقة عليه وفي الصباح الباكر غادر المنزل الغريب وعاد إلى المنزل، في البداية كان يمشي بسرعة ولكن مع حلول الصباح أصبح متعباً وكان يسير ببطء ، وفي النهاية عندما كانت الشمس عالية جلس على صخرة ليستريح، وفجأة نظر إلى الأعلى فرأى أمامه سبعة رجال مسلحين بالرماح والدروع والسيوف وقد وقفوا أمامه.
كانوا يرتدون ألوانًا مختلفة، وكان لكل رجل عيون بنفس لون ملابسه، كان القائد يرتدي ملابس حمراء بالكامل وكانت عيونه حمراء تحدث أولاً وسأل الصبي إلى أين يذهب، أجاب الولد أنه ذاهب إلى منزل والدته التي ستبحث عنه وسأل الصبي الرجال لم كلهم مسلحون وجاهزون للحرب، أجاب الرجل ذو الرداء الأحمر: نحن محاربون ونتجول في هذا العالم ونقتل كل من نراه والآن بعد أن قابلناك يجب أن نقتلك أيضًا.
صُدم الصبي بهذا الكلام الغريب، وكان على وشك الرد عندما سمع صوتًا بالقرب منه يقول: قاتلهم، لأنّهم سيحاولون قتلك، وعندما نظر إلى جانبه رأى رمحه ودرعه وسيفه الذين كانا في المنزل أمامه، ثم علم أنّ من كلّمه هي روح طيبة، فأخذ سلاحه وبدأ يقاتل وقاتلهم لمدة ثلاثة أيام وليالٍ، ولم يسبق لهؤلاء السبعة أن رأوا رجلًا بهذه الشجاعة، وفي اليوم الرابع أصيب القائد وسقط قتيلاً، ثمّ سقط ستة آخرون واحدا تلو الآخر.
وعندما قُتلوا جميعًا كان ابن الأرملة مغرماً جدًا بالقتال لدرجة أنه لم يفكر في العودة إلى المنزل، ولكنّه بدأ في العثور على المزيد من الناس لقتلهم، وفي تجواله جاء إلى منزل عملاق كبير كان منزله مليئًا بالرجال المقاتلين والأقوياء، فقاتلهم الصبي وقتل العملاق والرجال كذلك، وبعد ذلك توقف ابن الأرملة لفترة كافية فقط لحرق منزل العملاق، ولكنّه فكر في البحث عن شخص آخر ليقتله.
وفجأة سمع مرة أخرى الصوت الذي دفعه للقتال مع الرجال السبعة، وهذه المرة قال له الصوت: اذهب إلى المنزل الآن، لأنّ والدتك حزينة على غيابك وفي حالة من الغضب قفز إلى الأمام بسيفه للقتال، ولكنّه لم يستطع رؤية أي عدو، ثمّ قامت الروح التي كلمته جعلته ينام لوقت قصير وعندما استيقظ انتهى الغضب، وظهرت الروح مرة أخرى فقالت له: الرجال السبعة الذين قتلتهم أرسلوا ليقتلوك بروح الحجر العظيم.
لأنّه نظر وقرأ في يدك ورأى أنّك ستتزوج الفتاة اليتيمة التي كان هو يريد الزواج منها، لكنك انتصرت على أعداؤك وماتوا لذلك اذهب إلى المنزل الآن وتناول الطعام واسترح من رحلتك، فذهب ابن الأرملة إلى منزله وامتلأت أمه التي كانت تتوقع موته بالفرح بمجيئه، وخرج جميع أهل المدينة للترحيب به، وفي تلك الليلة كان هناك حفل عظيم، وجاءت روح الحجر العظيم ومحاربيه السبعة. وظهرت الروح الطيبة التي كانت تكلمه والعملاق الذين عادوا للحياة، وتزوج ابن الأرملة من الفتاة اليتيمة.