قصة اختفاء الطفلة مادلين ماكين

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول فتاة صغيرة في السن اختفت من وسط عائلتها بشكل مفاجئ، إذ يبدو وكأنها تبخرت في الهواء دون أن تترك خلفها أي أثر يدل حول ما حدث معها، وقد تم وصف تلك الحادثة بأنها أكثر حالة اختفاء غريبة حدثت على مر التاريخ.

الشخصيات

  • الأب جيري ماكين
  • الأم كيت ماكين
  • الطفلة مادلين

قصة اختفاء الطفلة مادلين ماكين

في البداية تدور وقائع وأحداث القصة في مملكة بريطانيا العظمى ودولة الأرجنتين، حيث أنه في يوم من الأيام كانت هناك إحدى العائلات التي تعرف باسم عائلة السيد ماكين مكونة من كل من الأب ويدعى السيد جيري ويعمل طبيب في أحد المستشفيات الحكومية، والأم وتدعى كيت وتعمل كذلك طبيبة في واحد من المستشفيات الخاصة، بالإضافة إلى ثلاثة من الأطفال وهم فتاة تدعى مادلين وتوأم يدعى شون وإيميلي.

وذات يوم قررت تلك العائلة أن تقوم باختيار مكان من أجل قضاء عطلتهم الصيفية، وقد وقع اختيارهم على مجموعة من المنتجعات الشهيرة في دولتي الأرجنتين والبرتغال وحينها توجهوا نحو أحد المنتجعات والذي يعرف باسم منتجع بارايا دي لويز، وبالفعل جاء اليوم الذي ذهبت به تلك العائلة برفقة مجموعة من أصدقائهم المقربين وأطفالهم.

وفي ذلك الوقت كانت ابنتهما الكبرى مادلين لم تكمل عامهما الرابع بعد، وخلال تلك الرحلة قرر الوالدان الخروج من أجل تناول وجبة الغداء بمفردهما، وبالفعل انتظر لحين غطوا أبنائهم في النوم بوقت ما بعد العصر وانتهزا الفرصة للخروج بمفردهما بعيداً عن ضجيج الأطفال، وحينما يغطون بالنوم يستمرون لفترة لا بأس بها تسمح لهم بقضاء وقت جيد لوحدهم، وقد اختارا أحد المطاعم والذي يعرف باسم مطعم بار تاباس، يقع على بعد مئة وعشرين مترًا من شقتهما بالمنتجع، وقد قضيا الزوجان وقت طويل في تناول الغداء والتجوال حول المنتج، وحينما عادت الأسرة حوالي الساعة العاشرة من مساء ذلك اليوم، أول ما قاما به هو الدخول إلى الغرفة التي ينام بها الأطفال من أجل الاطمئنان عليهم.

ولكن كانت تلك اللحظة هي لحظة صادمة بالنسبة لهما، إذ تفاجؤوا بأن ابنتهما الكبرى مادلين أو مادي حسب ما كانا يطلقان عليهما في الكثير من الأحيان ليست موجودة في سريرها، وهنا على الفور قاما بالبحث في كافة الغرف الموجودة في المنتجع، ومن ثم انطلقا بالبحث خارج الجناح المقيمين بها، إلا أن كافة بحثهما باءت بالفشل ولم تثمر بأي جدوى، ثم بعد ذلك رأى الوالدان أنه من الأفضل إبلاغ المركز الأمني، وحينما وصلت عناصر الشرطة للمكان على الفور قامت بالبحث في كل مكان عن الطفلة كما أنها قامت بمعاينة كافة الغرف، كما قامت بمسح الأدلة الجنائية من غرفة الطفلة.

وأشارت التقارير الأولية للشرطة أن هناك بعض أثار الدماء، وأن الطفلة ربما تكون قد تعرضت لحادثة قتل، ولكن الغريب في الأمر أنه أول ما تم توجه أصابه الاتهام كان نحو والداها، إذ اشتبهت عناصر الشرطة أن والدي الطفلة هما من قتلاها وقاما بإخفاء أثار الجريمة خلفهما، ولكن ما لم يثبت ذلك الأمر عليهم هو أنه لم يتم العثور على إثبات قوي حول تلك النظرية، وبعد لحظات قليلة قامت الشرطة بإجراء استجواب للعديد من الشهود، ولكن بعد عدة شهود قام المدعي العام بالتحفظ على القضية وإغلاقها بسبب نقص الأدلة.

ولكن ما حدث بسبب التشكيك في الوالدين أمر لا يمكن التغاضي عنه؛ وذلك لأن ذلك الأمر تسرب للصحافة والإعلام وقامت واحدة من المجلات بالتشهير بذلك الأمر والتأكيد أن الوالدان هم من قتلا طفلتهما، وسرعان ما قام الزوجان برفع دعوى تشهير ضد الصحيفة وهي ما تعرف باسم صحيفة تالكيوال، وذلك الأمر جعل أحد المحققين المشاهير من دولة البرتغال ويدعى غونكال أمارال بالترويج لهذه الفكرة من خلال تأليفه لكتاب أطلق عليه اسم (حقيقة الكذب).

وعلاوة على ذلك التشهير والضجة التي أحدثها قام بإنتاج فيلم تسجيلي للتليفزيون المحلي البرتغالي؛ وذلك حتى يقوم بتفسير الأدلة الجنائية التي تدعم الرواية المنصوص عليها في كتابه، وهذا الأمر قد أثار الغضب بداخل الزوجان وعلى الفور توجها ورفعا دعوى ضد المحقق، وقد أصدر قاضي المحكمة في مدينة لشبونة قرار بدفع مبلغ مئتين وتسع ألف جنيه إسترليني كتعويض لهما، وعلاوة على ذلك قامت المحكمة بإصدار قرار يقضي بمنع نشر كتاب حقيقة الكذب.

وطوال فترة طويلة بقيت تلك العائلة مقيمة في دولة الأرجنتين على أمل بأن يعثروا على طفلتهما المفقودة في يوم من الأيام، ولكن لم يتوصلا إليها ولا حتى لأي شيء يدل عليها، وفي يوم من الأيام قررت تلك العائلة العودة إلى بريطانيا، ولكن لم ينسيا أمر ابنتهما فأول ما وصلا إلى هناك قاما بتعيين محققين خاصين من أجل القيام بالبحث عن ابنتهم، وبعد فترة وجيزة عثر المحققون على بعض الأدلة، كما قام الوالدان في عيد ميلاد ابنتهما المفقودة الثامن بنشر أحد الكتب وتحدثا به حول قصة اختفاء طفلتهما مادي، وهذا الأمر أثار الرأي العام بشكل كبير وقد ساهم في أن تقوم الشرطة البريطانية التابعة إلى مدينة سكوتلانديارد بتبني القضية وفتح التحقيق في فيها وتم إطلاق اسم على عملية الاختطاف اسم عملية جرانج.

وفي تلك الأثناء أعلن المسؤول عن المحققين في القضية بأنه التعامل مع تلك القضية سوف يكون على أنه عمل إجرامي قام به شخص غريب، كما أوضح من خلال اطلاعه على معطيات القضية أن الخاطف كان على الأرجح كان يهدف بالأصل في عملية الخطف تلك إلى السرقة وأن الخطف لم يكن مخطط له.

وبعد مرور عامين من البحث والتحري حول القضية أصدر المركز الأمني لمدينة اسكوتلانديارد مجموعة من الصور الإلكترونية للعديد من الرجال المشتبه بارتكابهم الجريمة، وقد كان من ضمنهم شخص أدعت إحدى السيدات أنها شاهدته في ليلة وقوع الجريمة أنه يجري باتجاه الشاطئ وفي تلك اللحظات كانت بين يديه طفل، وبعد كافة تلك النتائج التي وصلت إليها الشرطة البريطانية قامت الشرطة الأرجنتينية بفتح التحقيق في القضية مرة أخرى من جديد للبحث في الأدلة الجديدة.

وفي النهاية على الرغم من كل ذلك لم يتم العثور على الطفلة، وفي ذات مرة تم تقليص ميزانية عملية الخطف، ولكن بعد فترة وجيزة تم أعادت رفع ميزانية العملية مرة أخرى، وحول ما دار حول تلك الطفلة أنه تمت رؤيتها ذات مرة مع أحد الأشخاص في دولة المغرب، ولكن بعد التوصل إلى المكان والبحث تبين أنها ليست هي ذاتها مادي، وحتى يومنا هذا ما زالت الأسرة تأمل في العثور على طفلتهما في يومًا ما.

العبرة من القصة أنه مهما كان الوالدان في حالة ضجر وبحاجة إلى الهدوء والراحة بعض الشيء من ضجيج الأطفال ينبغي أن يحيطوا أطفالهم بالاهتمام، فعلى مرّ العصور لم تنتهي في يوم من الأيام حوادث خطف الأطفال.


شارك المقالة: