قصة الأخوين وبالإنجليزية (The Two Brothers) هي قصة خيالية من ضمن الحكايات الخيالية والفولكلور المحبوبين في فرنسا، قامت بتقديم الشخصيات العالمية والتي ما زلنا نحبها حتّى اليوم. هيا بنا عزيزي القارئ لنتعرف ما هي أحداث هذه القصة الرائعة.
الشخصيات:
- تونيك.
- مايلي.
- الرجل العجوز.
- الطفل.
- المرأة العجوز.
قصة الأخوين:
منذ زمن بعيد عاش شابان وسيمان ، كانا أغنياء في بريتاني، كانت أسمائهم ميلي وتونيك، ميلي الأكبر في السادسة عشرة من عمرها، أمّا تونيك في الرابعة عشرة من عمره وكلاهما كانا متعلمين جيدًا، وكان تونيك شاباً تقياً من ناحية أخرى، بينما مايلي إذا أساء إليه أحد دائماً ما يفكر في الانتقام منه إذا استطاع، توفي والدهما عندما كانا صغيرين وقامت والدتهما بتربيتهما.
ولكن الآن بعد أن كبرا اعتقدت أنّ الوقت قد حان لإرسالهم إلى عمهما الذي كان يعيش في واحدة من أبعد أركان بريتاني، حيث سيقدم لهما عمهما لهما النصائح الجيدة ويعطيهما جميع ممتلكاته بعد وفاته، وذات صباح أعطت والدتهما كل من الأخوين ملابس فاخرة لارتدائها ومحفظة مليئة بالمال، وأخبرتهما أن الوقت قد حان للذهاب إلى قلعة عمهما.
بدأ الصبيان رحلتهما مسرورين وفي غضون أيام قليلة كانوا في دوقية أخرى، في بلد نمت فيه الأشجار والذرة من أنواع مختلفة عن تلك الموجودة في المنزل، وحدث أثناء ركوبهم على طول الطريق أنهم رأوا امرأة فقيرة جالسة بالقرب من تقاطع جانبي وكان وجهها مخبأ في مئزرها، سألها تونيك لماذا هي حزينة، بكت المرأة المتسولة وقالت: لقد فقدت ابني الذي كان كل ما لدي في العالم، والآن أصبحت أتسول الصدقة.
تأثر قلب الصبي، لكنّ مايلي اشتبه في جلوسها هناك وأعتقد أنها تفكر بأخذ المال من الناس فقط، فقال له تونيك: إنّها في عمر والدتنا يا أخي الكلمات غير اللطيفة تجعلها تبكي أكثر، ثمّ انحنى تونيك وأعطاها حقيبته، فقالت العجوز: بما أنك ترغب في مساعدة الفقراء فلن ترفض قبول هذه الهدية الصغيرة في المقابل وأعطته حبة جوز بداخلها دبور حيث لسعة ذلك الدبور تصنع الماس.
أخذ تونيك الجوز وقام بشكر المرأة العجوز ومضى في طريقه مع مايلي. وسرعان ما وصل الشقيقان إلى ضواحي الغابة وهناك رأوا طفلاً صغيراً يرتدي ملابس رقيقة وكان يجلس في شجرة جوفاء ويغني لنفسه أغنية حزينة ويفرك يديه الباردتين، ويهتف: الريح باردة، دمعت عيني تونيك، وقال لأخيه: انظر يا أخي كيف يعاني هذا الطفل الصغير من الرياح الباردة، ولكنّ أخوه لم يهتم وقال: لكنّه مجرد فلاح.
قال تونيك: يا أخي إنّ قلبي ينزف ولا يمكنني تحمل رؤيته يتألم ونزل من حصانه ونادى الصبي وسأله ماذا يفعل، قال الطفل: أنا أبحث عن ذبابة التنين وعندما يكون لدي الكثير سأبيعهم في المدينة، وبعد ذلك سأشتري ملابس دافئة، فسأله تونيك: هل وجدت الكثير؟ أجاب الطفل: واحد فقط، قال تونيك وهو يلقي بعباءته البنفسجية حول الطفل: سأشتريها منك، غطي نفسك في عباءتي مقابلها، وعندما تصلي أدعوا من أجل أخي مايلي ومن أجل والدتنا.
ورحل الشقيقان مرة أخرى، في البداية عانى تونيك من البرد ووصلوا مطولاً إلى مرج حيث كان هناك نبع بالقرب من الربيع كان جالسًا رجل كبير السن يحمل حقيبة على كتفه وحالما رأى الشابين نادى عليهما وقال: أنا مسن وضعيف ولا تستطيع قدمي أن تحملني بعد الآن وسأموت هنا إذا لم يبيع أحدكم لي حصانه، قال مايلي بازدراء: ولكن كيف يمكنك دفع ثمنه؟
قال المتسول: هل ترى هذا؟ وكان يحمل بلوطًا مجوفًا ليراه الأخوان، وقال إنّه يحتوي على عنكبوت يمكنه أن ينسج شبكة أقوى من السلاسل الفولاذية وطلب أحد الخيول مقابل العنكبوت في البلوط، انفجر مايلي ضاحكاً وقال: هل سمعت شيئًا مثل هذا يا تونيك؟ أجاب تانيك بلطف: الفقراء لا يستطيعون تقديم سوى ما لديهم ونزل عن حصانه وقال للمتسول: ها هو حصاني خذه إنّه ملكك.
امتطى الرجل العجوز الحصان واختفى عبر المرج، ولم يعجب مايلي أن شقيقه الأصغر كان كريمًا جدًا، وقال لأخيه بغضب: يالك من أحمق، أعتقد أنك ستتبرع بكل شيء، سأسمح لك بالحصول على نصف أموالي، ونصف عباءتي وركوب حصاني، لكنني أتمنى لك أن تتعلم كيف يتم سداد الإسراف في العطاء، أجاب تونيك بلطف: سآخذ الدرس على محمل الجد، لكنني لم أفكر أبدًا في تقاسم أموالك أو حصانك أو عباءتك، اذهب في طريقك دون أن أعيقك.
لم يقل مايلي شيئًا، وبعد ذلك انطلق على حصانه بينما واصل الأخ الأصغر رحلته سيرًا على الأقدام، وجاء مايلي إلى ممر ضيق بين جانبين جبليين شاهقين حيث عاش الغول الشرير في الوادي، وكان دائمًا في حالة تأهب للمسافرين الذين صادفوا المرور، لم يستطع الرؤية، لكنّ سمعه كان حادًا ولقد درب نسرين على خدمته، لأنّه كان ساحرًا قويًا.
وعندما سمع المسافرين يقتربون يرسل النسور للقبض عليهم وهذا هو السبب في أنّ الناس عند السفر عبر الوادي كانوا يحملون أحذيتهم في أيديهم، وبالكاد يجرؤون على التنفس، لكنّ مايلي لم يعرف شيئًا عن الغول، وعند سماع الغول صوت حلقات حوافر الحصان استيقظ وقال: تعالي إلى هنا يا نسوري، فخفق النسر الأحمر والنسر الأبيض بسرعة في الكهف.
وأخبرهم عن مرور مسافر، فاندفع النسران وغرقا في أعماق الوادي. واستولوا على مايلي من عباءته المخملية وحملوه إلى مسكن الغول، وفي تلك اللحظة وصل تونيك إلى فتحة الوادي في الوقت المناسب تمامًا ليرى شقيقه يحمله الطائران العظيمان وطاردهما، لكنّ النسور ومايلي قاموا بالصعود في السحب التي غطت أعلى قمة، وقف الصبي حزينًا وسرعان ما جثا على ركبتيه وصلى: يا إلهي أنقذ أخي مايلي.
وسمع في الحال ثلاثة أصوات صاخبة بالقرب منه تقول: دعنا نساعدك، استدار تونيك متفاجئًا وقال: من تكلم معي؟ أجابت الأصوات: نحن في جيب سترتك، وضع تونيك يده في جيبه وأخرج البلوط والجوز والقفص القصب بداخله ذبابة التنين، وسأل: هل يمكنك إنقاذ مايلي؟ قالت الأصوات: نعم فقط افتح سجوننا وسوف ترى، ففعل الصبي وخرج العنكبوت من الجوزة وسقط في نسج شبكة لامعة وقوية مثل الفولاذ.
ثم قفز العنكبوت على ظهر ذبابة التنين التي خرجت لتوها من قفصه الصغير، وطاروا معًا برفق في الهواء واستمر العنكبوت في نسج شبكته، وكانت الخيوط مغزولة لدرجة أنها شكلت سلمًا وبدأ تونيك على الفور في التسلق، متتبعًا العنكبوت وذبابة التنين حتّى وصل إلى قمة الجبل، ثمّ طار الدبور الذي كان محبوسًا في قشرة الجوز أمامهم ووصلوا إلى كهف الغول.
في المنتصف جلس الغول الأعمى حيث استلقى مايلي عند قدمي الغول وسيقانه وذراعيه مقيدتين، كان الغول يغني بعنف لدرجة أنه لم يسمع دخول تونيك وخدمه الصغار الثلاثة، لكن النسر الأحمر لاحظ الصبي وطار نحوه، لكن اندفع الدبور نحو النسر وأصابه بالعمى بلسعه وجاء النسر الأبيض لمساعدة النسر الأحمر، لكنه أيضًا أعماه الدبور، وجاء دور الغول الذي أوقف أغنيته عندما سمع صراخ النسور و طار الدبور نحوه وبدأ يلدغه بلا رحمة صرخ الغول مثل الثور، لكنّه لم يستطع الإمساك بالدبور.
أخيرًا سقط ووجهه إلى الأرض هربًا من اللسعات النارية، ثمّ اقترب العنكبوت الذي نسج شبكة على العملاق الساقط الذي أصبح الآن مسجونًا بلا حراك، وعبثاً دعا الغول نسراه الذين طاروا على الشبكة الفولاذية وبدآ في تمزيقها، لكنّ الغول كان بداخلها وكانا بكل نقرة يأخذان قطعة من لحمه، وتوقفت الطيور فقط عندما وصلت إلى عظام الغول، ثمّ مات على الفور وحلقت الطيور من الكهف.
وكانت تضرب سفح الجبل في رحلة، وتحطم أجنحتها لتموت ببطء، وفي هذه الأثناء قام تونيك بفك روابط أخيه وأخرجه من كهف الغول إلى حافة الصخرة العظيمة ،وظهرت ذبابة التنين والدبور مرة أخرى وحولوا قفص القصب الصغير إلى عربة وجلس الأخوين بداخلها، وانطلقوا بسرعة الريح، حتّى وصلوا أخيرًا إلى قلعة عمهما وهناك رأى الأخوان خيولهما في انتظارهما.
وعلى سرج حصان تونيك كان يعلق حقيبته وعباءته، لكن المحفظة كانت أكبر مما كانت عليه من قبل، وكان المعطف مرصعًا بالماس، تفاجأ تونيك وسأل عن معنى كل هذا، لكن العربة اختفت ووقف هناك بدلاً من الدبور وذبابة التنين، والعنكبوت كانت ثلاثة أضواء بيضاء، وخرج صوت من أحد الأضواء الساطعة، وقال لتونيك: لقد وصلت الآن إلى هدف رحلتك، ثمّ ارتفعت الأنوار بعيدًا تاركة تونيك ومايلي يحدقان وراءهما بذهول.