قصة الأرنب ومشترو الحبوب

اقرأ في هذا المقال


قصة الأرنب ومشترو الحبوب أو (Rabbit and the Grain Buyers) هي حكاية فولكلورية أمريكية أصلية تم جمعها من كندا، للمؤلف، سايروس ماكميلان، نشرها (S. B. Gundy، Toronto) جون لين ذا بودلي هيد.

الشخصيات:

  • الأرنب.
  • الدب.
  • الدودة.
  • البطة.
  • الصيّاد.

قصة الأرنب و مشترو الحبوب:

منذ زمن بعيد عندما كان الهنود يعيشون في كندا، كان الأرنب كسولًا جدًا، لقد عمل لفترة طويلة مع جلوسكاب، الحاكم العظيم للشعب كمرشد للغابات، لكن كدحه لم يكن موضع تقدير أو مكافأة، لقد رأى جميع الحيوانات الأخرى تتسكع في وقتها بعيدًا، وترتاح طوال اليوم، ولا تفعل شيئًا سوى ملء بطونها بالطعام، والنوم طوال فترة بعد الظهر في ضوء الشمس الحار.

وقال: لماذا يجب أن أعمل لأشخاص آخرين بينما لا يعمل لدي أحد؟ سأرتاح مثل كل الحيوانات الأخرى، لذا فقد غرق في منزله الصغير لفترة طويلة ولم يعد بالإمكان إقناعه أو دفعه للقيام بأي عمل، ولكن سرعان ما سئم من هذه الحياة الكسولة، لذلك قال في نفسه: يجب أن أجد بعض العمل لأقوم به وإلا سأفقد ذكائي بالتأكيد.

ولكن يجب أن يكون العمل هو الذي يجلب الربح لنفسي وليس للآخرين، ولفترة طويلة احتار دماغه في التفكير في عمل أو مهنة يجب اتباعها، وفي أحد الأيام الأخيرة رأى بعض الهنود يتاجرون بالجلود والسكاكين، كان أحدهم يبيع والآخرون يشترون ويبدو أنهم يكسبون قدرًا كبيرًا من المال دون القيام بالكثير من العمل، اعتقد الأرنب أنّ هذا بالفعل طريقة سهلة لكسب العيش.

ثم رأى بطة قادمة تحمل سلة من البيض، قال للبطة: كيف يمكنكِ التعايش مع العالم؟ يبدو أنكِ لا تفعلين شيئًا سوى الأكل واللعب والسباحة في البركة،لا يبدو أنكِ تعملين أبدًا، فقالت البطة: أنا أضع البيض وأبيعه مقابل الذرة، كل شيء سهل للغاية، لكنّ الأرنب علم أن البطة كانت تضحك عليه فقط، وأنّه لم يكن من المفترض أن تكسب رزقها بهذه الطريقة.

ثمّ قابل النحلة على طريق الغابة وقال: كيف تكسبين لقمة العيش، أيتها النحلة المتجولة؟ لا تفعلي شيئًا سوى التجوال طوال اليوم، وأنتِ تنتقلين من زهرة إلى زهرة مرتدية ملابسك الجيدة باللونين الأصفر والأسود ودائمًا وتغني أغنيتك التي لا صوت لها؟ فقال النحلة: أنا أصنع العسل والشمع وأبيعهما.

لدي متجر كبير للبيع الآن، لماذا لا تفعل ما أفعل؟ أنا دائمًا سعيدة، أنا دائمًا أغني في عملي، وما هو أكثر من ذلك، الأغنية ليست بلا صوت، وفقط من أجل وقاحتك، خذ ذلك: وهكذا قامت بلسع الأرنب على أنفه وذهبت في طريقها وهي تغني أغنيته الرنانة، فرك الأرنب أنفه في الأرض لتخفيف آلامه وقام بشتم النحلة، لأنّه كان يعلم أن النحلة أيضًا كانت تضحك عليه فقط.

لكنّه لم يكن يفكر في أيّ طريقة لكسب عيشه بسهولة، لأنّه لم يكن لديه ما يبيعه سوى معطفه، ولم يكن قادرًا على مقايضة ذلك، لأنّ الشتاء سيأتي قريبًا، لقد كان غاضبًا ومضطربًا للغاية وكان يحسد البطة والنحلة  على حظهما،أخيرًا فكر في الهنود الذين شاهدهم يبيعون  الجلود.

صرخ قائلاً: لقد حصلت عليها، سأصبح تاجراً عظيماً، سأكون تاجراً عظيماً. سأعيش في مزرعة حيث يزرعون الذرة والخضروات، وسأسرقهم وأبيعهم الحيوانات الأخرى، وبالتالي يكون لديّ مخزون كبير من المال، سأكون ثريًا جدًا في وقت قصير، لذلك، كان سعيدًا جدًا وذهب إلى حقل بالقرب من حديقة نباتية.

وكان يزرع فيه الذرة الهندية وجميع أنواع الحبوب التي كان يعلم أن الطيور والحيوانات الأخرى ستشتريها بكل سرور، فقام بصنع لوحة ووضعها أمام منزله، وكتب عليها: اشتر ذرة الأرنب الأفضل في كل الأرض، لم يتبق سوى كمية قليلة، تمّ أخذ الطلبات من هنا، ثمّ جلس في منزله وانتظر.

سرعان ما بدأ العديد من المشترين في الوصول، كانوا فضوليين وأرادوا معرفة نوع التجارة التي سيصنعها الأرنب، أوضح لهم الأرنب أنّه مجرد وكيل ، وعليهم أن يدفعوا له نقودهم، وأنّه سيأخذها إلى المزارع ويسلمهم حبوبهم بعد أسبوع من ذلك اليوم، دفع المشترون له النقود وذهبوا، لأنّهم كانوا يخشون أن يقتلهم المزارع إذا ذهبوا بأنفسهم لشراء الذرة.

لقد تركوا مخزونًا كبيرًا من المال مع الأرنب في تلك الليلة وعندما ارتفع القمر فوق التلال ذهب الأرنب إلى حقل الذرة بالقرب منه، لكنّ المزارع اكتشف السرقة بعد ظهر ذلك اليوم، ووضع حول الذرة سياجًا من الشباك القوية التي لم يستطع الأرنب المسكين العبور من خلاله، وأقام أيضًا حول الحقل العديد من كلاب الحراسة التي تدمر وتزمجر وتخيف اللصوص.

وليلة بعد ليلة حاول الأرنب التسلل إلى الحقل، لكن دون جدوى ومضى الأسبوع وما زال لا يملك ذرة للعملاء الذين كما كان يعلم، سيصلون قريبًا لشراء بضائعهم، وفي غضون ذلك، وكان قد أنفق كل أموالهم وكان يعلم أنّهم سيقعون عليه جميعًا ويقتلونه إذا فشل في الوفاء بوعده وتسليم مشترياتهم.

أخيرًا، عندما وصل اليوم المتفق عليه، رأى زبائنه يأتون من أجل حبوبهم، وكان يأمل أن تنقذه حيّله لأنّها أنقذته مرات عديدة من قبل، جلس في فناء منزله وهو يعزف على الناي، عندما وصل الزبون الأول وكانت دودة الأرض. قال الأرنب: يوم جيد، قالت دودة الأرض: يوم جيد، لقد جئت من أجل الذرة، لقد مرّ أسبوع: قال الأنب: جيد جدًا، لكن أولاً سوف نتناول العشاء.

سيكون جاهزًا في غضون بضع دقائق، و يجب أن تكوني جائعة بعد رحلتك الطويلة، وبينما كانوا جالسين في انتظار العشاء، رأوا بطة وهي زبون آخر، تتجول في الطريق مع سلة على رقبتها، وقال الأرنب: تريد البطة العجوز التي تأتي إلى هنا أن تأكلك؟ وقالت دودة الأرض: نعم، نعم، أين أختبئ؟ وكانت متحمسة جدًا.

قال الأرنب: اختبئي تحت هذه الصدفة، لذلك زحفت دودة الأرض تحت صدفة البطلينوس وجلست ساكنة جدًا، مرتجفة وعندما وصلت البطة، قال الأرنب: صباح الخير، قالت البطة: صباح الخير، لقد أتيت لأخذ الذرة، لأنّه يوم التسليم المحدد، قال الأرنب: صحيح، لكن أولاً سنتناول العشاء، سيكون جاهزًا في غضون بضع دقائق.

ثمّ قال الأرنب: سيكون شرفًا لي أن أتناول العشاء معك، بينما جلسوا في انتظار العشاء، قال الأرنب: هل تريدي أكل دودة الأرض قبل العشاء؟ ستكون مقبلات جيدة لك، قال البطة: شكرًا جزيلا لك، أنا مغرم جداً بديدان الأرض، رفع الأرنب صدفة البطلينوس وسرعان ما التهمت البطة دودة الأرض المسكينة، وفكّر وهو يضحك على نفسه: الآن أنا أتخلص من زبائني.

وبينما جلس مع البطة يتحدثان، رأوا الثعلب يهرول في الطريق، كان زبونًا آخر قادمًا من أجل الذرة، وقال الأرنب بلطف: سيدتي، أرى عدوك القديم الثعلب يقترب، ربما يرغب في التهامك، من الأفضل أن تختبئي، وقالت البطة وهي تنفض ريشها من الخوف: نعم، أين سأختبئ؟ فقال الأرنب: اختبئي تحت هذه السلة، لذلك زحفت البطة تحت السلة المقلوبة وجلست ساكنة جدًا.

سرعان ما جاء الثعلب وقال: يوم سعيد، أيّها الأرنب، لقد أتيت من أجل الذرة، لأننّي في حاجة ماسة إليها لاصطياد الدجاج، وقد مرت الأيام السبعة، قال الأرنب: لكن دعنا أولاً نتناول العشاء، سيجعلك أقوى لتحمل حمولتك الثقيلة، وبينما كانوا جالسين في انتظار العشاء، قال الأرنب: هل تهتم بأكل بطة سمينة الآن؟ سيكون لذيذًا قبل أن تتناول العشاء.

وقال الثعلب: أنت لطيف للغاية، أحب دائمًا أن آكل بطة قبل العشاء، ورفع الأرنب السلة وسرعان ما التهم الثعلب البطة المسكينة حتى لم يتبق منها ريشة، وضحك الأرنب على نفسه وقال: بالتأكيد أنا أتخلص من زبائني بسهولة شديدة، وبينما جلس الأرنب والثعلب يتحدثان في العصور القديمة في الغابة، رأوا الدب يقترب من الطريق.

فقال الأرنب: الدب في مزاج سيء اليوم، أتسائل ما يمكن أن يكون السبب، فقال الثعلب: هذا الصباح سرقت كل عسله ورآني أهرب، قال الأرنب: إنّه يشمّك هنا، وسيقتلك إذا وجدك؟ ربما عليك أن تختبئ، قال الثعلب: نعم، لكن أين سأختبئ؟ قال الأرنب: اختبئ في هذا الصندوق، فاختبأ الثعلب وأغلق الأرنب الغطاء.

وعندما وصل الدب قال بفظاظة: يوم جيد لقد أتيت من أجل الذرة ويجب أن أحصل عليها بسرعة، إنّه الوقت المحدد، قال الأرنب: إنّه حقًا الوقت المحدد، لكن أولاً سوف نتناول العشاء، لن أترك أي مسافر يغادر منزلي دون أن يتناول الطعام أولاً، يجب أن أتناول اليوم طبقًا من الأسماك الطازجة التي تحبها جيدًا، ولم نتناولها معًا من قبل.

وافق الدب على الانتظار وكا يفكر في وجبته الطيبة، وكان يتحدث بلطف، ثمّ قال الأرنب: لدي سر لأخبرك به، ثمّ وضع فمه بالقرب من أذن الدب وقال: اللص الماكر الذي سرق كل عسلك هذا الصباح مختبئ في الصندوق بجانبك، ولقد جاء إلى هنا ليتباهى بسرقته وضحك لي بصوت عالٍ لأنّه أخبرني كيف تم خداعك بسهولة.

لقد وصفك بالغبي، كان الدب غاضبًا جدًا وفي الحال قام بإخراج الغطاء من الصندوق وقتل الثعلب بضربة واحدة من مخلبه القوي، وقال الأرنب في نفسه: يا له من حظ، فقد ذهب آخر من زبائني، لكنّه تساءل كيف سيتخلص من الدب، وبينما جلس الدب والأرنب يتحدثان، رأوا آخر زبون للأرنب وهو الصياد قادمًا.

كان الدب سيهرب، لكنّ الأوان كان قد فات، فقال الأرنب: يريد الصياد قتلك؟وكان سعيد للاعتقاد أنّ هنا كانت نهاية الدب المسكين، قال الدب: في الواقع سيفعل، يا عزيزي، أين أختبئ؟ قال الأرنب: اختبئ تحت سريري وسرعان ما اندفع الدب المسكين وزحف تحت سرير الأرنب.

وعندما وصل الصياد: قال: يوم جيد، لقد أتيت من أجل الذرة، لأنّ أطفالي يحتاجون إلى الخبز، قال الأرنب: سوف تحصل عليه، لكن أولاً يجب أن أقدم لك في غضون بضع دقائق بعض الفطائر الساخنة وشراب القيقب الطازج، كان الصياد سعيدًا بفكرة تناول مثل هذه الوجبة الجيدة وقال إنّه سيكون سعيدًا بالانتظار.

ثم قال الأرنب: هل تريد بعض لحم الدب لأطفالك، وجلد دب دافئ جيد لموقدك؟ وقال الصياد: نعم، ولكن في هذه الأيام يصعب العثور على الدببة قال الأرنب:  لا، ليس كذلك، تحت سريري في بيتي، يختبئ دب سمين جيد. مستلق على ظهره، ويمكنك قتله بسهولة، فسارع الصياد إلى المنزل وقتله بضربة.

ثمّ قطّعه إلى قطع صغيرة ووضع اللحم والجلد في كيس ليأخذها إلى المنزل لأطفاله، وبينما كان مشغولاً، هرب الأرنب بعيدًا إلى الغابة، قائلاً لنفسه: الآن لقد تخلصت من جميع عملائي وأنا بأمان، لكن حياة التاجر لا تعجبني، لن أكون تاجر بعد الآن، سأجمع الذرة لنفسي، ولكن ليس لبيعها للآخرين، فهرب مسرعاً واختبأ في غابة كثيفة.


شارك المقالة: