قصة الأمنيات الثلاثة أو (THE THREE WISHES) هي حكاية من الحكايات الشعبية والأساطير الإنجليزية والويلزية، حررها جوزيف جاكوبس، ظهر تقليد الحكايات الخيالية الإنجليزية من قصص الفولكلور التي يعتقد أنها نشأت في الجزر البريطانية، تطور هذا الفولكلور على مدى قرون من خلال تقليد سرد القصص وهو فريد من نوعه.
الشخصيات:
- الجنية.
- الزوجة.
- الحطاب.
قصة الأمنيات الثلاثة:
ذات مرة كان هناك رجل حطاب فقير يعيش في غابة كبيرة، وفي كل يوم من أيام حياته كان يخرج ليقطع الأخشاب، وكان هذا العمل الرئيسي له الذي يساعده في كسب قوته، لذلك بدأ ذات يوم عمله المعتاد، بعد أن ملأت زوجتة حقيبته بالطعام ووضعت زجاجة من الماء على ظهره حتّى يتمكن من تناول طعامه في الغابة، لأنّه سيشعر بالجوع بعد يوم من العمل الشاق.
ثمّ انطلق إلى منتصف الغابة، وقد حدد شجرة بلوط ضخمة قديمة وكبيرة في السن، والذي اعتقد أنّه سيوفر الكثير والعديد من الألواح الخشبية الجيدة من خلال قطعها، وعندما وصل إليها أخذ فأسه في يده وأدارها حول رأسه كما لو كان يريد أن يسقط الشجرة بضربة واحدة، لكنّه توقف عندما أراد أن يوجه ضربة تجاهها، وذلك عندما سمع صوتاً يتوسل أليه بطريقة حزينة، وكانت مثيرة للشفقة.
وعندما نظر حوله لم يجد شيئاً، ولكن فجأة وقف أمامه جنيّة تتوسل وتطلب إليه أن يبتعد عن الشجرة ولا يلحق بها أي أذى، لقد كان مذهولًا بشدة، ووقف للحظات صامتاً، ولم يستطع أن يفتح فمه لينطق بكلمة، لكنّه وجد أن لسانه أخيرًا نطق، وقال: حسنًا، كوني مطمئنة وسأفعل ما يحلو لك، ولن ألمس الشجرة، أجابت الجنية: لقد قدمت لنفسك معروفاً أفضل مما تعرف، ولإظهار أنني لست جاحدًا لتلبيتك رغبتي، سأمنحك أمنياتك الثلاثة التي ستطلبها منّي مهما كانت كبيرة.
وبعد قولها هذا الكلام لم يعد من الممكن رؤية الجنية وابتعدت تاركة الحطّاب يفكر بأمنياته الثلاث، ثمّ علّق الحطاب حقيبته على كتفه وزجاجة الماء إلى جانبه، وانطلق إلى المنزل مسرعاً ليخبر زوجته بما حدث معه، لكن الطريق كان طويلًا، وكان الرجل الفقير في حالة ذهول من الشيء الرائع الذي حلّ به، وعندما وصل إلى المنزل لم يكن هناك شيء في تفكيره سوى الرغبة في الجلوس والراحة.
وكان يفكر في نفسه طوال الوقت قائلاً: ربما كانت خدعة من الجنيّة، من يستطيع أن يعرف كيف تفكر الجنيّات؟ ثمّ اقترب وجلس بالقرب من النار المشتعلة، وبينما كان جالسًا كان جائعًا على الرغم من أنّه لم يحن وقت العشاء، فقال لزوجته: ألم تشعري بالجوع بعد يا زوجتي العزيزة؟ فقالت الزوجة: لا، لن آكل قبل مرور بضع ساعات بعد، فتأوه الرجل من جوعه، وقال: كم أتمنى لو كنت قد حصلت على إناء كبير من الحلوى السوداء هنا أمامي.
ولم يكد ينطق بالكلمة، عندما سمع صوت قعقعة وحفيف، وعندما نظر لأعلى حيث كان مصدر الصوت حينها رأى إناءً كبيراً ينزل من المدخنة وكان مليئاً بأجود أنواع الحلوى السوداء التي يمكن أن يتمناها قلب الإنسان، عندها حدّق الحطاب بدهشة بالغة، وكانت زوجته أيضاً تحدّق وهي متصلبة، ثمّ قالت: ما كل هذا؟ ثمّ تذكر الحطاب ما حصل له في الصباح مع الجنيّة وأخبرها الزوج أن لا تخاف لأنّه سيشرح لها على الفور.
وأخبر الحطاب قصته لزوجته من البداية إلى النهاية، وعندما أخبرها بتلك القصة الغريبة توهجت الزوجة ولمعت عينيها، وعندما انتهى من الحديث انفجرت في وجهه وقالت: أنت رجل أحمق، لو تمنيت أكثر من تلك الحلوى، كم أتمنى لو كانت الحلوى في أنفك، فأنا بالفعل أريد الكثير من الحلوى، وقبل أن تكمل كلامها، جلس الحطاب الطيب هناك أمامها وكان أنفه أطول، وقد علق به كمية كبيرة من الحلوى السوداء.
قام بسحبها من أنفه لكنّها كانت عالقة بقوة، وحاولت زوجته سحبها لكنّها كانت عالقة، وسحب كلاهما حتى اقتربا من خلع الأنف من قوة السحب، لكن دون جدوى، فقال الرجل المسكين: ما العمل الآن؟ كيف سأزيل هذه الكمية الملتصق بأنفي، فقالت زوجته وهي تنظر إليه بجدية: لا تبدو لي قبيحًا جدًا، ثمّ فكّر الحطاب أنه إذا رغب أن يزيلها فيجب أن يتمنى ذلك بسرعة، وبقي حائراً لو فعل ذلك، فإنّ الحلوى السوداء قد تنفصل عن أنفه.
ولكنّه فكر أيضاً لو كان لديه فرصة لطلب أمنيته الثالثة حيث تكمن في طبق من الطعام الجيد على الطاولة، أو أن يركب الرجل الطيب والزوجة الحسنة عربة ذهبية، أو يرتديان الحرير والساتان، ولكنّه قال : لقد كان لدينا على الأقل حلوى سوداء رائعة لعشاءنا، مثل أي شيء قد يرغبه قلب الرجل.