قصة الأميرة والصياد

اقرأ في هذا المقال


قصة الأميرة والصياد أو (The princess and the fisherman) هي قصة من الثقافة الرومانية من نوع القصص التي تجمع بين الفولكلور والثقافة المكتسبة والتي نتجت عن الطابع الريفي للمجتمعات الرومانية ثقافة تقليدية إبداعية وحيوية بشكل استثنائي وكانت الإبداعات الشعبية هي النوع الأدبي الرئيسي حتى القرن الثامن عشر.

الشخصيات:

  • الصياد.
  • الأميرة.
  • الإمبراطور.

قصة الأميرة والصياد:

في يوم من الأيام كان هناك صياد فقير للغاية، لكنّه كان شاباً صغيرًا حسن المظهر، كان كلمّا مر بالقصر الإمبراطوري ترسل ابنة الإمبراطور إليه من يناديه وتشتري سمكته، وتعطيه عشرة أضعاف ما تستحقه السمكة من المال، وكان كلمّا كان لديه سمكة طازجة كان يأخذها إلى القصر ولم يمر يوم لم تشتري فيه الأميرة السمك من الصياد عندما يمر من أمامها.

وذات يوم بينما كانت الأميرة تدفع ثمن السمكة فاحمر الصياد خجلاً، ولكنه دخل في محادثة معها وحرص على عدم قول أي شيء وفي المرة التالية التي اشترت فيها الأميرة سمكة بدأ يتحدث لها بإسهاب وجعلها تفهم أنه قد فهم مشاعرها، وأنّه قد وقع في حبها مثل ما احبته تماماً، ومرة أخرى تحدث بحرية أكبر، وعلمت الأميرة أنّه غير متزوج إلى جانب ذلك كانت مسرورة جدًا بإجاباته الذكية.

ولأنّه كان جذابًا للغاية وقعت الأميرة في حبه أكثر وأعطته محفظة مليئة بالمال لشراء ملابس أنيقة، وطلبت منه أن يعود بعد ذلك إلى قصرها وبعد أن اشترى ملابس مثل تلك التي يرتديها السادة لبسها وعاد إلى الأميرة حيث بالكاد كانت ستعرفه، لأنه حتّى مشيته أصبحت مثل النبلاء، وأخيرًا كانت الأميرة غير قادرة على إخفاء الحب الذي كان في قلبها، لذلك أخبرته أنها ستتزوج منه.

وبالكاد استطاع الصياد تصديق ما سمعه بأذنيه، لكن عندما أكدت له الأميرة أنها لا تمزح قبل يدها على الرغم من الشكوك الكثيرة التي ساورته حيث لم يكن الزواج مناسبًا للإمبراطور تمامًا، ولكن نظرًا لحبه الكبير لابنته ولأنّها الطفلة الوحيدة له، فقد استجاب لرغباتها وقدمته إلى الإمبراطور، وتمت خطبتهما وتمّ الاحتفال بزفاف إمبراطوري رائع.

وعندما جلس الجميع للاستمتاع بالمأدبة تمّ إحضار بيضة مسلوقة وفقًا للعادات القديمة حيث يُسمح فقط للعروس والعريس لتناول الطعام وعندما كان الزوج على وشك أن يغمس القليل من الخبز في البيضة أوقفته الأميرة قائلة: يجب أن أغمس أولاً، لأنّني ابنة إمبراطور وأنت صياد، لم يرد العريس أي رد بل قام من على المائدة واختفى فنظر الضيوف الذين لم يعرفوا ما حدث إلى بعضهم البعض.

وسألوا في دهشة عما يعنيه ذلك، لأنّهم لم يسمعوا أن صهر الإمبراطور كان صيادًا سابقًا وعندها ندمت العروس على حماقتها، وعصرت يديها، لقد أكلت ما اضطرت إلى ابتلاعه، وبعد الحفل ذهبت إلى غرفتها، لكنها طوال الليل لم تستطع إغلاق عينيها أو النوم كانت حزينة للغاية وكانت تفكر في عريسها باستمرار لدرجة أنها كانت تخشى أن تمرض من الشوق له.

وكان حزنها الأساسي هو أنها لا تعرف سبب رحيله دون أن يتكلم بكلمة واحدة، وفي اليوم التالي ذهبت إلى الإمبراطور وأخبرته أنها شعرت بشوق كبير لزوجها وأنها ستتبعه حتى تجده، حاول الإمبراطور احتجازها، لكنّها لم تستمع إليها وانطلقت في رحلتها وفتشت المدينة بأكملها، لكنّها لم تجده في أي مكان ثمّ تجولت من مكان إلى آخر حتى قابلته وهو يخدم في متجر وبمجرد أن رأته صعدت وتحدثت إليه.

لكنّه تظاهر بأنه لا يعرفها وأدار رأسه بعيدًا، ولم يجبها وذهب يكمل عمله فتبعته الأميرة في كل مكان وتوسلت إليه أن يقول لها كلمة واحدة فقط، ولكن دون جدوى وعندما رأى مالك المتجر أنّ  المرأة  تتسبب في تعطيله عن العمل، قال: لماذا لا تدع خادمي ينهي عمله بسلام؟ ألا تري أنه غبي؟ كوني لطيفة بما يكفي واذهبي بعيدًا من هنا إذا كنتِ امرأة محترمة.

صرخت الأميرة: إنّه ليس غبيًا هذا زوجي الذي هجرني وهرب مني بسبب خطأي، فوقف جميع الناس في المتجر في ذهول عندما سمعوا كلامها، لكنّ المالك لم يصدق ذلك فقد اعتقد أنه سيكون من المستحيل على هذا الرجل الصامت منذ أن قدم قبل أسبوعًا كاملاً دون أن ينطق بكلمة واحدة أن يكون يتحدث، وكان كل شخص يدخل المتجر يعرفه حقًا كرجل غبي، واعتقدوا  أنّه يفهم بالإشارات فقط.

ثمّ دخلت الأميرة في اتفاق معهم جميعًا على أنها ستحثه على التحدث في غضون ثلاثة أيام إذا سمحوا لها بالبقاء معه فقط، ولكن إذا لم تنجح فستتركهم يشنقونها وتم وضع هذا الاتفاق كتابيًا وعرضه على القضاة لمعاقبتها وعندما تم إبرام العقد، تمّ الترتيب للمحاكمة لمدة ثلاثة أيام لتبدأ في صباح اليوم التالي، ولكن لم يعرف الصياد في البداية شيئًا عن هذه الاتفاقية رغم أنه سمع عنها بعد ذلك.

لكن ابنة الإمبراطور لم تتركه أبدًا، وقالت له يوماً: زوجي الحبيب، أنت تعلم أنني الملامة لقد اخترتك لأنني أحببتك وأقسم أنني لن أرتكب مثل هذا الخطأ الفادح مرة أخرى، ارحمني وقل لي كلمة واحدة وأنقذني من العار الذي يقتلني من أجل حبي اغفر لي، أدار الصياد رأسه تجاهها وهز كتفيه وتظاهر بأنّه لا يعرفها ولا يفهم ما تتحدث عنه، ومرّ يومان ولم يقل كلمة واحدة و عندما جاء الثالث.

كانت الأميرة خائفة بشكل رهيب وحيثما ذهب الرجل الغبي كانت تتبعه، وتوسلت إليه أن يقول لها كلمة واحدة، لكنّ الصياد الذي شعر أنها تلطفه بتوسلاتها هرب حتّى لا تهاجمه بالدموع متظاهراً أن قلبه كان كتلة من الجليد، لكنها لم تكف عن التضرع إليه ألف مرة حتّى يلين قلبه وأخيرًا مر اليوم الثالث، ولم يقل الصياد كلمة وكان كلّ شخص يتساءل عمّا يحدث.

ولم يتم الحديث عن أي شيء في المدينة بأكملها باستثناء الخادم الصامت في المتجر والفتاة الجميلة التي كان من المفترض أنها أخطأت بحق الرجل الغبي، وفي اليوم التالي كانت المشنقة جاهزة وتجمع كل السكان حولها ليشهدوا نهاية العلاقة وتمّ استدعاء القضاة إلى المكان، وأجبروا رغماً عنهم على تنفيذ ما ورد في الاتفاق، وجاء الجلاد ودعا الأميرة للخضوع للعقوبة.

التفتت الفتاة مرة أخرى إلى الصياد وحاولت وهي تبكي بمرارة أن تلين قلبه، ولكن دون جدوى وعندما رأت وفهمت أنه لا يمكن الهروب سارت نحو مكان الإعدام وكان كلّ الناس يبكون حولها، لكنّهم لم يستطيعوا مساعدتها، وعند وصولها إلى المشنقة، حدقت مرة أخرى بأمل في الرجل الغبي الذي جاء مع الحشد، لكنّه وقف كما لو كان غير متأثر تمامًا، فقالت له: زوجي العزيز نجني من الموت، وقل كلمة واحدة فقط وسأخلص لكن الرجل هز كتفيه فقط ونظر للخلف عبر الحقول.

وقف الجلاد والحبل في يده وقادها مساعدان إلى أعلى السلم، ووضع الجلاد الحبل حول رقبتها، ولكن في اللحظة التي كان الجلاد سيشنقها رفع الصياد يده صارخًا: توقف، ووقفوا جميعًا بلا حراك، وتدفقت دموع الفرح من كل عين، ثمّ قال الصياد وهو ينظر إلى الأميرة ثلاث مرات: هل ستقولين لي الصياد مرة أخرى؟ سارعت الأميرة للرد: ​​سامحني يا زوجي العزيز، أعدك ألا أفعل ذلك مرة أخرى. فقال للجلاد: دعها تنزل هي زوجتي، وذهبا إلى المنزل معًا وبعد ذلك عاشوا في سلام وسعادة.


شارك المقالة: