قصة الابنة العاصية التي تزوجت جمجمة (The Disobedient Daughter who Married a Skull) هي قصة خيالية وحكاية شعبية نيجيرية، كتب مقدمتها أندرو لانج، للمؤلف (Elphinstone Dayrell)
الشخصيّات:
- أفيونج.
- والدي أفيونج.
- الجمجمة.
- والدة الجمجمة.
قصة الابنة العاصية التي تزوجت جمجمة:
كان هناك رجلاً اسمه أفيومنج أيدم من مواليد مدينة كوبهام، كان لديه ابنة جميلة جدًا، اسمها أفيونج، كان كلّ شباب البلد يريد الزواج منها بسبب جمالها، لكنّها كانت ترفض جميع عروض الزواج رغم التوسلات المتكررة من والديها حيث كانت متطلبة للغاية، وقالت أنّها لن تتزوج إلا من أفضل رجل في البلاد والذي يجب أن يكون شابًا وقويًا وقادرًا على تقديم الحب لها بشكل قوي وصحيح.
كان معظم الرجال الذين تقدموا للزواج بها قد أعجبوا والداها وأراداها أن تتزوج من أي واحد منهم، ولكن رغم أنّهم أغنياء، كانوا رجالًا مسنين وقبيحين، لذلك استمرت الفتاة في عصيان والديها، الأمر الذي جعلهم يشعران بالحزن الشديد لعصيانها لهما، سمع الجمجمة الذي عاش في أرض الأرواح عن جمال عذراء واعتقد أنّه من الممكن له امتلاكها.
فانتقل بين أصدقائه واستعار أجزاء مختلفة من أجسادهم، وأخذ من كل واحد جزء، من واحد حصل على رأس جيد، و استعار من آخر جسدًا، وأعطاه واحداً ثالث ذراعين قويتين، والرابع قدّم له زوجًا من الأرجل، وأخيرًا كان كاملاً، وكان نموذجًا مثاليًا للرجولة، ثمّ غادر أرض الأراوح وذهب إلى سوق كوبهام حيث رأى أفيونج، وأعجب بها كثيرًا، وفي هذا الوقت تقريبًا، سمعت أفيونج أنّ رجلاً رائعًا للغاية شوهد في السوق، وكان مظهره أفضل من أي من الرجال الذين يسكنون بلدتها.
لذلك ذهبت إلى السوق في الحال، ورأت بشكل مباشر الجمجمة في جماله المستعار، وقعت في حبه على الفور، ودعته إلى منزلها، كان الجمجمة سعيداً، وعاد معها إلى المنزل، وعند وصولهما قدّمت الفتاة الجمجمة لوالديها وتعرّفا عليه، وطلب على الفور موافقتهم على الزواج من ابنتهم، في البداية رفضوا، لأنّهم لم يرغبوا في زواجها من شخص غريب، لكنهم وافقوا في النهاية.
عاش الجمجمة مع أفيونج لمدة يومين في منزل والديها، ثمّ قال أنه يرغب في إعادة زوجته إلى بلده الذي كان بعيدًا، وافقت الفتاة على ذلك بسهولة، لأنّه كان رجلاً رائعًا، لكنّ والديها حاولا إقناعها بعدم الذهاب، ومع ذلك لكونها عنيدة للغاية، قررت أن تذهب، وبدأوا رحلتهما معًا، وبعد أن رحلوا بضعة أيام، استشار الأب رجل كان معروفاً بالسحر عن زوج ابنته، وسرعان ما اكتشف أنّ زوج ابنته ينتمي إلى أرض الأرواح، وأنّها ستُقتل بالتأكيد، لذلك حزنوا عليها جميعًا بشدة.
بعد مرور عدة أيام، عبرت أفيونج والجمجمة الحدود بين روح الأرض وبلد الإنسان، وقبل أن تطأ قدمه مباشرة في أرض الروح، ظهر أولاً وقبل كل شيء جاء رجل واحد إلى الجمجمة وطالب بساقيه، ثمّ طالب آخر برأسه، ثم التالي طالب بجسده، وهكذا حتّى في غضون بضع دقائق بقيت الجمجمة بمفردها في كل قبحها الطبيعي، في هذا الوقت كانت الفتاة خائفة للغاية، وأرادت العودة إلى المنزل، لكنّ الجمجمة لم يسمح لها بذلك، وأمرها بالذهاب معه.
وعندما وصلوا إلى منزل الجمجمة وجدوا والدته التي كانت عجوزًا جدًا غير قادرة تمامًا على القيام بأي عمل، ولم يكن بإمكانها سوى الجلوس، بذلت أفيونج قصارى جهدها لمساعدتها، وطهي طعامها، وجلبت الماء والحطب للسيدة العجوز، كانت العجوز المنهكة ممتنة جدًا لهذا الاهتمام، وسرعان ما أصبحت مولعة جدًا بأفيونج وأحبتها، وفي أحد الأيام، أخبرت المرأة العجوز أفيونج أنها حزينة جدًا عليها.
ثمّ اخبرتها أنّ جميع الناس في أرض الروح كانوا يأكلون لحوم البشر، وعندما سمعوا أنّ هناك إنسانًا في بلدهم، كانوا يخططون لقتلها وأكلها، ثمّ أخفت والدة الجمجمة أفيونغ، ولأنّها اعتنت بها جيدًا، وعدت بأنها ستعيدها إلى بلدها في أقرب وقت ممكن، شريطة أن تعدها أن تقوم في المستقبل بطاعة والديها، وافقت أفيونغ على هذا ووعدته بعدم عيان والديها أبداً.
ثمّ أرسلت المرأة العجوز إلى العنكبوت وهو مصفف شعر ذكي جداً، وجعلته يضع شعراً مستعاراً لأفيونج، وكان شعراً جميلاً جداً، كما أهدتها خلخال وأشياء أخرى لطيفة، ثمّ نادت وطلبت من قوة الرياح أن تأتي وتنقل أفيونج إلى منزلها، وفي البداية، جاء إعصار عنيف، مصحوبًا برعد وبرق ومطر، لكنّ العجوز الطيبة دفعتها بعيدًا بعد وداعها بكلمات الشكر.
ثمّ أصبحت الرياح القادمة نسيمًا لطيفًا، لذلك طلبت من النسيم أن يحمل أفيونج إلى منزل والديها يهدوء، وبعد ذلك بقليل، وضع النسيم أفيونغ بعد حمله لها في نهاية رحلتها خارج منزلها، وتركها هناك، وعندما رأى الوالدان ابنتهما، كانوا سعداء للغاية، لأنّهم لم يروها لعدة أشهر، ونشر الأب جلود الحيوانات الجافة على الأرض من حيث كانت ابنته واقفة على طول الطريق إلى المنزل حتى لا تتسخ قدميها.
ثمّ سارت أفيونغ إلى المنزل، ودعا والدها جميع الفتيات الصغيرات اللواتي كنّ صديقات مقربات لأفيونغ للحضور والرقص، واستمر الاحتفال والرقص لمدة ثمانية أيام وليال، وعندما انتهى الاحتفال، أبلغ الأب عمّا حدث لابنته لرئيس البلدة، وأصدر الرئيس بعد ذلك قانونًا ينص على أنّه لا ينبغي على الآباء أبدًا السماح لبناتهم بالزواج من غرباء من بلد بعيد.
ثمّ طلب الأب من ابنته أن تتزوج من صديق له، ووافقت عن طيب خاطر، وعاشت معه سنوات عديدة، وأنجبت منه أطفالاً وعاشت بسعادة وهناء.