قصة البطل الشهير بوفا كوروليفيتش والأميرة دروشنفنا- الجزء الأول

اقرأ في هذا المقال


قصة البطل الشهير بوفا كوروليفيتش والأميرة دروشنفنا- الجزء الأول أو ( The Renowned Hero, Bova Korolevich and the Princess Drushnevna) هي حكاية فولكلورية روسية، تم جمعها من كتيبات روسية مختلفة، حررها روبرت ستيل، ونشرت عام 1916، للناشر ( A. M. Philpo Limite London) روبرت إم ماكبرايد.

الشخصيّات:

  • الملك جيدون.
  • الأميرة ميليتريسا.
  • الخادم ليتشاردا.
  • الملك كيربيت.
  • القيصر دادون.
  • الطفل بوفا.
  • الخادم سيبمبالدا.

قصة البطل الشهير بوفا كوروليفيتش والأميرة دروشنفنا- الجزء الأول :

في مدينة أنطون الشهيرة حكم الملك جيدون الشجاع والجبّار، سمع هذا الملك هو والكثير من رعاياه عن جمال الأميرة ميليتريسا كيربيتوفنا، لدرجة أنّه كان يتوق لرؤيتها، فخرج وسافر إلى مدينة ديميتشتيان حيث رآها عدة مرات، وأحبّها بشدة، وعندما عاد الملك جيدون إلى المنزل، أرسل خادمه ليتشاردا سفيراً للملك كيربيت فيرسولوفيتش، والد الأميرة ميليتريسا كيربيتوفنا برسالة كتبها بخط يده، ليطلب زواج ابنته.

عندما وصل ليتشاردا إلى مدينة ديميشتيان، سلّم إلى الملك كيربيت رسالة سيده، وبعد أن قرأه كيربيت ذهب على الفور إلى الأميرة، وقال لها: ابنتي العزيزة، وصلت شهرة جمالك إلى الملك جيدون الشجاع والقوي، لقد جاء إلي المدينة لرؤيتك، وقد وقع في حبك بشدة، لقد أرسل رسولًا ليطلب يدك، وقد أعطيته موافقتي بالفعل، وعندما قال الملك كيربيت هذه الكلمات، بدأت ميليتريسا في البكاء.

ولمّا رأى والدها هذا قال: لا تحزني يا ابنتي العزيزة، إنّ جيدون قدير ومعروف وغني، سيكون زوجاً صالحاً لك وتشاركيه في الحكم، من المستحيل رفض طلبه، لأنّه سيعود بجيش كبير ويقتحم مدينتنا ويخرجك بالقوة، وعندما سمعت الأميرة ميليتريسا ذلك، بدأت تبكي وقالت: سيدي وأبي، لديك سلطة سيادية علي، لكن دعني أعترف بالحقيقة: لقد رأيت جيدون، لكن مظهره مرعب للغاية، لذلك أخشى أن أتزوجه.

أناشدك، أبي العزيز أن تغير قرارك، وأن تعطيني للقيصر دادون، جارنا الصديق المخلص والحامي لمملكتنا، لكنّ كيربيت لم يستمع إلى توسلاتها، وأرسلها إلى الملك جيدون لتكون زوجته في مدينة أنطون، ابتهج جيدون بشدة بوصولها، وأمر بإعداد وليمة كبيرة لحفل زفافهما في اليوم التالي، وأطلق سراح جميع السجناء في مملكته ابتهاجاً في هذا الحدث البهيج، عاش جيدون لمدّة ثلاث سنوات مع ميليتريسا، وأنجبا ابنًا واحدًا، يُدعى بوفا كوروليفيتش.

كان ذا شخصية قوية وكان وسيم المظهر، وذات يوم، تحدّثت الملكة ميليتريسا كيربيتوفنا لخادمها المخلص ليتشاردا، وقالت: اعمل لي خدمة حقيقية، وسأدفع لك الذهب والأحجار الكريمة: خذ هذه الرسالة إلى القيصر دادون، دون علم الملك جيدون، ولا تفشل في تنفيذ أمري، أو ستموت موتاً بائساً، أخذ ليتشاردا الرسالة الخاصة للملكة، وامتطى حصانه، وركب إلى القيصر دادون، وسلّم الرسالة إليه.

وعندما قرأها دادون ضحك بشدة، وقال لتشاردا: ملكتك إمّا تمزح أو ترغب في إهانتي، إنّها تدعوني لقيادة جيشي أمام مدينة أنطون ، ووعدت بتسليم زوجها لي، لا يمكن أن تقصد هذا حقًا، لأنّ لديها ابنًا صغيرًا، لكنّ ليتشاردا ردّ وقال: القيصر دادون العظيم، لا تدع هذه الرسالة تثير شكوكك، ضعني في السجن مع الطعام والشراب، واجمع جيشك، وانطلق إلى مدينة أنطون، وإذا ثبت أن محتويات الرسالة غير صحيحة، دعني أعاني من الموت.

عندما سمع القيصر دادون هذه الكلمات من ليتشاردا، ابتهج وأمر الأبواق بإصدار الصوت إعلاناً لتجهيز الجيش للمعركة، وجمع جيشًا قوامه ثلاثين ألف رجل، وسار في مدينة أنطون، ونزل في المروج الملكية، وما إن أبلغت ميليتريسا كيربيتوفنا أنّ القيصر دادون كان مخيماً قبل المدينة مع جيشه، حتّى ذهبت إلى الملك جيدون، متظاهرة بالمرض، وتوسلت إليه أن يخرج ويذبح غزالاً بري لها لأنَّها تريد أن تأكل.

كان الملك سعيدًا بطلب زوجته، وركب حصانه وخرج للصيد، وبمجرد أن غادر المدينة، أمرت ميليتريسا برفع الجسور المتحركة وإغلاق البوابات، وبالكاد اقترب الملك جيدون من الحرس الخلفي للقيصر دادون، عندها لاحقه دادون على الفور، فأدار جيدون حصانه نحو المدينة، لكنّ الهروب كان عبثًا، ولمّا وصل إلى الأبواب ووجدها مغلقة والجسور متحركة كان حزيناً في قلبه وصرخ:  أنا أشد الناس بؤسًا!

الآن أرى مكر زوجتي الشريرة والموت الذي أعدته لي، لكنّ بوفا، ابني العزيز، لماذا لم تخبرني بخيانة والدتك؟ وبينما كان يتحدث بهذه الكلمات، انقض دادون عليه، وطعنه في قلبه برمحه، وسقط جيدون ميتًا من على حصانه، وعندما رأت ميليتريسا كيربيتوفنا هذا من أسوار المدينة، أمرت بفتح البوابات وخلع الجسور، وخرجت لمقابلة القيصر دادون، وقبّلته، وأخذته من يديه، وأدخلته إلى القلعة، وهناك جلسوا معًا على طاولة حيث كانت هناك مأدبة كبيرة، وبدءا في تناول الوليمة.

لكنّ الصبي الصغير، بوفا كوروليفيتش عندما رأى سلوك والدته الشرير، خرج من القلعة إلى الإسطبل، وجلس هناك حزينًا في قلبه، وعندما رآه خادمه سيمبالدا جالسًا هناك، بكى عند رؤيته، وقال: سيدي الشاب العزيز، بوفا كوروليفيتش، والدتك القاسية قد تركت القيصر دادون يقتل سيدي العزيز والدك، والآن هي تأكل مبتهجة مع القاتل في القصر.

أنت صغير يا ولدي ولا يمكنك الانتقام لموت والدك، بل من يعلم لكنّها قد تقتلك كذلك؟ لذلك، لإنقاذ حياتنا سنهرب إلى مدينة سومين التي يحكم والدي عليها، وهكذا، اختار سيمبالدا لنفسه حصانًا جيدًا، وأمّا بوفا فقد أخذ معه ثلاثين شابًا شجاعًا، وأسرع إلى خارج المدينة، وبمجرد أن رأى أتباع دادون ذلك، ذهبوا وأخبروا سيدهم أن بوفا وسيمبالدا قد هربوا نحو سومين.

وعندما سمع القيصر دادون هذا، أمر على الفور بجمع جيشه، وإرساله لملاحقة بوفا كوروليفيتش وحاميه سيمبالدا اللذين تفوقا عليهما على مسافة قصيرة من سومين، رأى سيمبالدا في الحال خطرهم، فقام بالركض إلى المدينة وأغلق البوابات، لكنّ بوفا كوروليفيتش الذي كان صغيرًا جدًا، لم يستطع تثبيت مقعده على الحصان وسقط على الأرض، ثمّ قبض المطاردون على بوفا، وحملوه إلى القيصر دادون الذي أرسله إلى والدته ميليتريسا.

وجمع كل جيشه وصعد إلى مدينة سومين ليأخذها بالقوة ويقتل سكانها وسمبالدا، ونصب خيمته على المروج المحرمة حول المدينة، وذات ليلة حلم دادون أن بوفا كوروليفيتش قتله برمح، وعندما استيقظ نادى عليه، وأرسله إلى الملكة ميليتريسا، طالبًا منها أن تقتل بوفا، ولكن عندما سمعت ميليتريسا كيربيتوفنا هذا الطلب، ردت: لا يمكنني قتله بنفسي، لأنّه ابني، ولكنّي سوف آمر بأن يُلقى في زنزانة مظلمة، ويبقى بدون طعام أو شراب، فيموت جوعاً.

في هذه الأثناء، ظلّ القيصر دادون مخيماً أمام مدينة سومين لمدّة نصف عام، لكنّه لم يستطع الاستيلاء عليها بالقوة أو من خلال تجويع سكانها، لذا فكّر مطولاً معسكره وعاد إلى مدينة أنطون، وبعد رحيله حشد سيمبالدا جيشًا قوامه خمسة عشر ألف رجل، وسار إلى مدينة أنطون، وحاصرها من جميع الجهات، وطالب بضرورة تسليم بوفا له، لكنّ دادون جمع ضعف قوة جيش سيمبالدا، وأعاده إلى مدينة سومين.


شارك المقالة: