قصة البطل الشهير بوفا كوروليفيتش والأميرة دروشنفنا- الجزء الثالث أو (The Renowned Hero, Bova Korolevich and the Princess Drushnevna) هي حكاية فولكلورية روسية، تمّ جمعها من كتيبات روسية مختلفة، حررها روبرت ستيل، ونشرت عام 1916، للناشر ( A. M. Philpo Limite London) روبرت إم ماكبرايد.
الشخصيّات:
- بوفا.
- الملك سينسيري.
- الأميرة دروشنفنا.
- القيصر ماركبرون.
- القيصر لوكوبر.
قصة البطل الشهير بوفا كوروليفيتش والأميرة دروشنفنا – الجزء الثالث:
عندما رأته الأميرة يضع إكليل الزهور، استدعته أمامها وطلبت منه أن يأخذ إكليل الزهور من رأسه ويضعه على رأسها، لم يطيع بوفا أمرها ، فأخذت اكليل الزهور من على راسه وطرحته على الأرض، ثمّ غادرت الغرفة وأغلقت الباب من بعدها بقوة حتّى سقط حجر من الحائط وأصابه في رأسه، وعندما سمعت الأميرة هذا، عالجت جرحه بنفسها، وعندما شُفي استلقى بوفا مرّة أخرى لينام، ونام خمسة أيام وخمس ليال.
في تلك الأثناء، جاء القيصر ماركوبرون من المملكة الواقعة وراء نهر الدون، ومعه مئات الآلاف من المحاربين، وحاصر المدينة الأرمنية بجيشه، وأرسل سفيراً إلى سينسيبري ليطلب منه الأميرة دروشنفنا زوجة له، ووعد بمكافأته والدفاع عنه إذا وافق على ذلك، لكنّه هدد في حالة رفضه بتدمير المدينة بالنار، وإلقاء الملك في السجن، وإخراج ابنته بالقوة.
ثمّ أجاب الملك سينسيبري: أخبر سيدك الملك الشهير ماركوبرون، أنّه حتى يومنا هذا، لم أختلف معه قط، بل عشت في صداقة معه وحسن نيّة، وإنّني لا أرغب الآن في الخلاف معه، ولكن من الأفضل أن يكون قد أرسل معك طلبًا مهذباً بدلاً من التهديدات، ومع ذلك، أعفو عنه بسبب صغر سنه، وسأدعوه إلى قلعي الملكية لتناول الطعام والاحتفال بزواج ابنتي منه، وغادر الرسول وذهب الملك معه.
وأمر بفتح بوابات المدينة، وذهب بنفسه للقاء الملك ماركوبرون، وأمسكه بيديه وقاده إلى القصر، وأجلسه على مائدته حيث تمّ وضع اللحوم، وجلسوا للأكل والشرب والأحتفال، بعد ذلك، استيقظ بوفا كوروليفيتش من نومه بعد خمسة أيام، وسمع أصوات الرجال وصهيل الخيول خارج المدينة، عندها ذهب إلى القصر الأبيض للأميرة دروشنفنا، وقال: سيدتي الكريمة، أسمع أصوات الرجال والخيول خارج المدينة، والناس يقولون إنّ نبلاء ماركوبرون يسلون أنفسهم ويتسابقون بخيولهم.
لدي رغبة في الانضمام إليهم، أتمنى أن يتم إعطائي حصانًا جيدًا، واسمح لي بالخروج ومشاهدة المسابقة، أجابت الأميرة: كيف يمكنك الركوب مع نبلاء ماركوبرون؟ ما زلت صغيرًا جداً، ولا يمكنك الجلوس جيداً على الحصان، ومع ذلك إذا كان لديك الكثير من الشوق للذهاب، فاختر حصانًا جيدًا وانطلق لمشاهدة المسابقة، لكن لا تأخذ سلاحًا ولا تختلط في ألعابهم.
وذهب إلى الإسطبل، وركب فوق مكنسة، وركب خارج المدينة، وحالما رأى نبلاء ماركوبرون بوفا كوروليفيتش يركب حصاناً صغيراً، بدأوا في الضحك عليه وصرخوا: انظروا إلى خادم الملك على الحصان الصغير! لكنّ بوفا لم يستمع لنكاتهم، وقام بمهاجمتهم، فثار غضب الفرسان الآخرين، وهاجموا بوفا، وعندما رأت ابنة الملك هذا من نافذتها، ذهبت إلى والدها وقالت: يا أبي، أطلب من أنهاسي العودة، لقد انطلق لمشاهدة نبلاء ماركوبرون.
لكنّهم يهاجمونه بغضب شديد، لقد كان من العار الدخول معه بقتال، فهو لا يزال مجرد طفل صغير، وليس لديه سوى القليل من القوّة، لذلك أرسل الملك سينسيبري على الفور إلى بوفا، وأمره بالعودة إلى المدينة، أطاع بوفا الأمر، وعاد إلى المدينة، واستلقى للنوم، ونام تسعة أيام وتسع ليال، في هذه الأثناء، جاء القيصر والفارس القوي لوكبر إلى المملكة الأرمنية، كان رأسه بحجم برميل كبير وحاجبيه كانا متباعدين، وكتفيه بطول سهم عريض.
وكان طويلًا، لم يسمع أحد من قبل عن مثل هذا الفارس القوي، وجاء على رأس جيش ضعف قوة جيش ماركوبرون، ثمّ حاصر مدينة الملك سينسيبري، وأرسل له سفيراً طالباً يد الأميرة دروشنفنا، وكان يهدد إذا تمّ رفض طلبه، أنّه سيقوم بتدمير مدينته بالنار، وسجن جميع السكان، والإطاحة بجيش ماركوبرون، وقتل كل الملوك.
وإخراج الأميرة دروشنفنا بالقوة، ولكن إذا وافق سينسيبري على طلبه، فقد وعده لوكوبر بمساعدته وحمايته، وعندما سمع الملك سينسيبري هذه الرسالة، طرد السفير دون إجابة، ثمّ استدعى ماركوبرون واستشاره، ووافقوا على مهاجمة لوكبر بكل قوّاتهم، وأمروا فوراً أن تُجهز خيولهم، وأخذ كل واحد بيده اليمنى سيفاً من حديد وعلى يساره رمح ماض وغادروا خارج المدينة.
وعندما رآهم القيصر لوكوبر، هاجم ماركوبرون وسنسيري بقوة، وأطاح بهم واحدًا تلو الآخر، وأخذهم سجناء، وأرسلهم إلى والده، سلطانوفيتش الذي كان معسكرا مع جيشه على شاطئ البحر، ثم سقط لوكوبر على جيوش ماركوبرون وسنسيري وقتلهم بدون رحمة، وفي وقت قصير غُطيت المروج الملكية بالموتى، وفي تلك الأثناء استيقظ بوفا، وسمع ضجيج جيش لوكبر وصهيل الخيول.
ثمّ ذهب إلى الأميرة دروشنفنا وقال: سيدتي، أسمع ضجيج محاربي لوكوبر الذين حققوا الانتصار على والدك وماركوبرون، وقد أرسل والدك ومن معه سجناء لوالده القيصر سلطان سلطانوفيتش على شاطئ البحر، لذلك أتيت، بصفتي خادمك المخلص، لأطلب الإذن لأخذ حصانًا جيدًا من الإسطبل الملكي، واسمحي لي أن أخرج ضد جيش لوكوبر، وأقيس قوتي معه، وأجرّب شجاعة محاربيه المتفاخرين.
أجابت الأميرة: سأوافق على رغبتك، أيّها الشاب. لكن يجب أن تخبرني أولاً بصدق ما هي الطبقة التي كنت تنتمي إليها في الحياة، وما هو اسمك الحقيقي؟ أنت لم تخبر والدي بالحقيقة، فشخصيتك الوسيمة وأعمالك الشجاعة تظهر بوضوح أنّك لست ابن رجل فقير، أجاب بوفا: سيدتي، لن أفصح لك عن مكانتي الحقيقية واسمي، لكنّني الآن أخوض معركة حياة أو موت، ولا أعرف ما إذا كنت سأعود منها حياً، لذلك أعترف بالحق.
كان والدي هو الملك الشهير جيدون، وهو بطل عظيم في الميدان، وأمير رحيم لرعاياه، ووالدتي هي الملكة ميليتريسا، ابنة القيصر كيربيت فيرسولوفيتش، واسمي بوفا، تركت بلدي في بداية شبابي، عندما دمر الملك دادون مملكتنا، وقتل والدي غدراً، واستولى على نفوذه، لقد سعى لقتلي أيضًا، لكنّني هربت وأبحرت مع بعض التجّار إلى مملكتك واشتراني والدك.
عندما سمعت الأميرة هذه القصة، أصبحت تحب بوفا كوروليفيتش أكثر، وقالت له: أيّها الفارس الشجاع، ستخوض معركة حياة أو موت مع القيصر لوكوبر، لكنّك ربما لا تعرف مدى قوته ويا له من جيش هائل معه، إلى جانب ذلك، ما زلت صغيراً جدًا، وليس لديك قوة الرجولة، ابقى في مدينتي، وتزوجني، واحمي بلدي وشعبي من أعدائنا.
لم يتأثر بوفا بكلماتها، وناشدها مرة أخرى للسماح له بالحصول على حصان ودرع، عندما رأت الأميرة دروشنفنا مدى جدّية توسلاته، أخذت من الحائط سيفًا قتاليًا، وربطته بيديه، واعطته درعاً، وقادته إلى الإسطبل لجلب حصان، وعندها أخذ بوفا الحصان وودع الأميرة دروشنفنا، وركب خارج المدينة، ثمّ ضرب بوفا جوانب فرسه الذي بدأ يركض وارتفع من الأرض، وقفز فوق سور المدينة.