قصة البطل الشهير بوفا كوروليفيتش والأميرة دروشنفنا- الجزء الخامس أو ( The Renowned Hero, Bova Korolevich and the Princess Drushnevna) هي حكاية فولكلورية روسية، تم جمعها من كتيبات روسية مختلفة، حررها روبرت ستيل، ونشرت عام 1916، للناشر ( A. M. Philpo Limite London) روبرت إم ماكبرايد.
الشخصيّات:
- بوفا.
- الأميرة.
- الملك ماركوبرون.
- العجوز.
قصة البطل الشهير بوفا كوروليفيتش والأميرة دروشنفنا- الجزء الخامس:
استدعى سلطانوفيتش ثلاثين فارسًا جريئًا وأرسلهم إلى سجن بوفا، لكن عندما وصلوا إلى هناك لم يتمكنوا من إزالة الرمال من الباب لأنّ ابنة القيصر في غضبها، راكمت الرمل كثيرًا، وفكروا في نزع السقف وسحب بوفا للخارج، ثمّ كان يفكر في نفسه ويقول باكياً: للأسف، أنا أكثر الرجال بؤسًا! ليس لدي سيف ولا فأس معركة، في حين أن أعدائي لا حصر لهم، كما أنني أضعف من الجوع والحبس لمدة خمسة أيام.
ثمّ جلس في ركن من أركان السجن وفجأة شعر أنّه بالقرب منه على الأرض يوجد سيف، فتناوله ببهجة غامرة، وقلبه بشكل دائري، ثمّ ذهب إلى المكان الذي كان فرسان سلطانوفتش ينزلون فيه إلى السجن، وقطع رؤوسهم واحداً تلو الآخر عند نزولهم ووضعهم في كومة، في هذه الأثناء كان سلطانوفتش ينتظر عودة الفرسان الذين أرسلهم إلى بوفا، وبعدما كان غاضبًا من تأخرهم الطويل، وأرسل أكبر عدد ممكن لمساعدتهم.
وأمّا هؤلاء فقد لقوا نفس مصير أصدقائهم على يد بوفا، ثمّ هرب من السجن وأسرع إلى المرفأ حيث رأى سفينة هناك، ثم صرخ بصوت عال: يا سادة! هل تصطحبون شابًا صادقًا على متن سفينتكم! خلصوني من الموت القاسي، وسأكافئكم بسخاء، وعندما سمع التجار ذلك، أرسلوا قاربًا إلى الشاطئ وأخذوا بوفا كوروليفيتش على متن السفينة، وبعد رحلة دامت ثلاثة أشهر جاءوا إلى مملكة عبر نهر الدون، وسألوا صيادًا عن هذه المملكة التي رأوها من بعيد .
أجاب الصّياد: هناك مملكة سادونية وملكها يدعى ماركوبرون، ثمّ سأل بوفا: هل يمكن أن يكون ماركوبرون هو نفسه الذي ذهب ليطلب يد ابنة الملك سينسيبري؟ أجاب الصّياد: نعم هو نفس الشخص، ويتم الآن الاحتفال بزواجهما بسرعة، عندما سمع بوفا كوروليفيتش هذا، لم يستطع نطق كلمة واحدة لبعض الوقت، ثمّ ركب السفينة مرة أخرى، وذهب إلى مملكة السادونية، وعندما وصل، وجّه بوفا خطواته نحو مدينة ماركوبرون الرئيسية.
استمر لمدّة يومين دون أن يلتقي بأحد، وفي اليوم الثالث التقى الحاج الذي أعطاه مسحوق النوم وسرق سيفه وفأسه وفرسه، ثمّ أمسكه بوفا وألقاه على الأرض قائلاً: أيها الشرير! لقد سلبتني سيفي، وفرسي الشجاع، وتركتني عاجزًا في الصحراء، تمزقني الوحوش البرّية، الآن ستأخذ عقابك و تموت، فتوسل العجوز إلى بوفا بالرحمة، ووعده بأنّه سيعيد خيله، وسيفه، بالإضافة إلى ثلاث مساحيق.
وقال له: اغتسل بواحدة من هؤلاء وستصبح عجوزًا حتّى لا يتعرف عليك أحد، وإذا اغتسلت بالثانية، فسوف تعود كما كنت من قبل، وإذا وضعت المسحوق الثالث في شراب أي شخص، فسوف ينام كما لو كان ميتًا لمدّة تسعة أيام، فأخذ بوفا المساحيق والسيف واغتسل بالمسحوق الأول، وذهب إلى القصر الملكي وبدأ في استجداء الصدقات باسم بوفا كوروليفيتش.
وعندما سمع أحد الطهاة هذا الأمر، ضرب بوفا على رأسه، وصرخ: ابتعد، أيّها الرجل السيء! لا تتسول هنا باسم بوفا، ممنوع في هذا البلد نطق اسمه تحت وطأة الموت، ثمّ قال: نحن مأمورون بقتل أي شخص يتكلم بكلمة في مدحه في هذا البلد، ومع ذلك، سأخبرك بأن تذهب مباشرة إلى الساحة الخلفية حيث سترى الأميرة العادلة دروشنفنا، التي تعطي الصدقات للمتسولين مثلك، في غضون ثلاثة أيام سيتم الاحتفال بزفافها مع الملك ماركوبرون.
ذهب بوفا إلى الساحة الخلفية حيث رأى الأميرة، لكن كان هناك حشد كبير من المتسولين لدرجة أنّه لم يستطع الوصول إليها، ولكنّه سرعان ما شق طريقه إلى الأميرة، وقال: أيتها الأميرة، أعطني صدقات باسم بوفا كوروليفيتش، وعندما سمعت الأميرة هذه الكلمات تغير شكلها، و تركت الطبق بالمال يسقط من يدها، وبالكاد استطاعت الوقوف، ثمّ أمرت إحدى خادماتها بتوزيع الصدقات على المتسولين.
وأخذت بوفا جانباً، وسألته عن سبب طلبه للصدقة بهذا الاسم. وأجاب بوفا: سيدتي، أعرف بوفا كوروليفيتش جيدًا، لأنّني كنت معه في نفس السجن، في مملكة القيصر سلطانوفتش، أكلنا الخبز الأسود وشربنا الماء المتسخ معًا، وشاركته الجوع والبرد، واعترف لي أنكِ أيتها الأميرة الجميلة تحبينه كثيرًا، لذلك تجرأت على طلب الصدقات باسمه، قالت الأميرة : آه، أيّها الرجل الطيب، أين تركت بوفا كوروليفيتش؟
أجاب بوفا: لقد أطلق سراحه معي من السجن، وقد أتيت إلى هذه المملكة برفقته، ولا اعلم اين ذهب، لكنّي تجولت في هذه المدينة وبينما كان يتحدث، دخل الملك ماركوبرون ورأى الدموع في عيني الأميرة، وسألها لماذا تبكي وهل أساء إليها أحد، فأجابت: أيها الملك، لقد بكيت عندما سمعت من هذا الرجل أنّ والدي يرقد على سرير الموت، ثمّ أمر ماركوبرون بوفا بالرحيل وحاول مواساة الأميرة.
ذهب بوفا إلى الإسطبل حيث كان حصانه القديم مثبتًا بإثنتي عشرة سلسلة، وعندما سمع الحصان اقتراب الفارس الشجاع، بدأ في اقتحام الأبواب الحديدية وكسر السلاسل، وعندما رأى الفرسان هذا ذهبوا وأخبروا ماركوبرون بكل شيء، فأسرع الملك ورأى بوفا والفرس، ثم نادى عليه وأمره بالخدمة في إسطبلات بلاطه ورعاية حصانه الحربي، وعندما سمعت الأميرة دروشنفنا ذلك، استدعت بوفا وسألته كيف يمكنه القيام بترويض هذا الجواد، الذي لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه بسبب غضبه.
أجاب بوفا: أيتها الأميرة ، هذا الحصان مضطرب وشرس، لكنّه يعرف سيده السابق في مملكة سينسيبري ويطيعه، لقد تعرف عليّ الحصان على الفور، بينما أنت تحدثت معي ثلاث مرات، ولم تكتشفي أنّني بوفا، فقالت الأميرة: أيّها العجوز، لا تسخر من حزني، أعرف بوفا كوروليفيتش، إنّه شاب وسيم، لكنّك عجوز، أجاب بوفا: أطلبي إحضار بعض الماء، وسوف ترى ما إذا كنت أقول الحقيقة.
لذلك أحضروا حوضًا من الماء، وغطّى بوفا نفسه أمام عيني دروشنفنا بالمسحوق الأبيض، وعلى الفور كان شابًا وسيمًا كما كان من قبل، وعندما رأت الأميرة هذا قفزت من مقعدها فرحًا، وقالت: من أجلك بقيت هذه السنوات الثلاث أرفض طاعة والدي والزواج من الملك ماركوبرون، لكنّني لم أسمع أي أخبار عنك لفترة طويلة، اعتقدت أنك ميت، واضطررت رغماً عني إلى القدوم مع ماركوبرون إلى مملكته.
وها أنا أجّلت العرس من يوم لآخر، على أمل سماع بشرى منك، ولكن الآن بعد أن أراك وجهاً لوجه، يمكنني استبعاد ماركوبرون بجرأة والهروب معك حتى نهاية العالم، أجاب بوفا: عزيزتي دروشنفنا، يمكنك الاعتماد على شجاعتي، لكنّ لا يمكننا الآن ترك هذا المكان علانية بسبب العدد الكبير من محاربي ماركوبرون، وجماهير الناس الذين لم يقتلهم عشرة من أشجع الفرسان، خاصة في قلب مدينتهم.
لكن خذي هذا المسحوق واخلطيه في مشروب ماركوبرون وسينام بعد ذلك بشكل سليم لمدّة تسعة أيام، وفي هذا الوقت يمكننا الهروب منه، وأعطاها المسحوق، وذهب بعيدًا، وعندما جاء الملك ماركوبرون، أحضرت الأميرة له كأسًا من الماء على صينية فضية، ووضعت مسحوق النوم بداخله، فأخذ الأمير الشراب على الفور، وشربه، ونام على الفور.