قصة البطل الشهير بوفا كوروليفيتش والأميرة دروشنفنا - الجزء السادس

اقرأ في هذا المقال


قصة البطل الشهير بوفا كوروليفيتش والأميرة دروشنفنا – الجزء السادس أو ( The Renowned Hero, Bova Korolevich and the Princess Drushnevna) هي حكاية فولكلورية روسية، تم جمعها من كتيبات روسية مختلفة، حررها روبرت ستيل، ونشرت عام 1916، للناشر (A. M. Philpo Limite London) روبرت إم ماكبرايد.

الشخصيّات:

  • بوفا.
  • الأميرة دروشنفنا.
  • بولكان.
  • الملك دادون.

قصة البطل الشهير بوفا كوروليفيتش والأميرة دروشنفنا – الجزء السادس:

خرجت الأميرة دروشنفنا وأمرت رجالها المخلصين بإحضار فرساً جيدًا لها، والفرس الملكي لبوفا كوروليفيتش، ثمّ أعطته درعًا، وفي ظلام الليل هربوا من المملكة، سافروا لمدة ثلاثة أيام دون توقف، وفي اليوم الرابع اختاروا مكانًا لطيفًا، ونصبوا خيمة، ولأنّه تعبوا من رحلتهم وناموا بسرعة، كان صباحًا رائعًا عندما أخذ بوفا كوروليفيتش فرسه إلى الماء، وفجأة بدأ الحصان في الصهيل والدوس على الأرض، وبالتالي جعل بوفا يفهم أن عدوًا يتقدم ضده.

ثم شد جواده، وارتدى درعه، وكان هناك عدد كبير من الرجال الذي عرف أنّ ماركوبرون قد أرسلهم لملاحقته، فحاربهم وأنتصر عليهم، وقتلهم جميعاً، وأبقى ثلاثة منهم حيث أرسلهم لماركوبرون، وقال لهم أن يحذّروه من ملاحقته خشية أن يفقد جيشه بالكامل، وعندما عاد هؤلاء الثلاثة إلى ملكهم، وأخبروه بذلك، فأمر ماركوبرون أن يتمّ جمع جيشًا من أربعة ملايين رجل، لإحضار بوفا ودروشنفنا أحياء له، وترأس الجيش فارس قوي اسمه بولكان فذهب بولكان وحده في البداية ليبحث عن بوفا.

وبعد قتال كبير حيث أنتصر بوفا عليه وأوقعه أسيراً عنده، ثمّ سأله عمّا إذا كان يفضل أن يعيش أو يموت، وردّ بولكان وقال: دعنا نصنع السلام مع بعضنا البعض ونكون إخوة، لذلك أبرم بوفا معاهدة مع بولكان، ثمّ ركب بوفا حصانه مع الأميرة، وتبعهم بولكان، وسافروا إلى مدينة كوستل التي حكم فيها القيصر أوريل، وجاء القيصر أوريل لملاقاتهم، وقادهم بشرف كبير إلى القصر.

في هذه الأثناء تقدم الملك ماركوبرون ضد مدينة كوستل مع مائة ألف رجل، وحاصر المدينة، وأرسل سفيراً إلى القيصر أوريل، وأمره بشدة بتسليمه بوفا ودروشنفنا وبولكان، ثمّ جمع القيصر أوريل جيشه، وأخذ معه ابنيه وخرج للقتال مع ماركوبرون، قاتلوا بشجاعة ، لكن ماركوبرون أطاح بجيشهم بالكامل، وأخذ القيصر وأبنائه أسرى، ثمّ وعد أوريل الملك ماركوبرون بتسليم بوفا ودروشنفنا وبولكان مقابل ترك أبنائه.

لذلك ترك ماركوبرون القيصر أوريل، وأعطاه مليون ونصف رجل من جيشه، لجلب بوفا وبولكان، ذهب القيصر أوريل إلى غرفته واستلقى للنوم، لكنّ بولكان صعد إلى باب غرفته واستمع إلى حديث القيصر لزوجته، حيث أخبرها القيصر كيف ترك أبنائه رهائن مع ماركوبرون ووعد بتسليم بوفا ودروشنفنا وبولكان، فأجابت زوجته، أنّه عار عليه التخلي عنهم، وعندما سمع بولكان هذا غضب وفتح الباب ، ودخل الغرفة، وطرح القيصر على الأرض وقتله.

نظر بولكان الآن إلى الفناء ورأى أنّه مليء بجنود ماركوبرون، لذلك، أيقظ بوفا كوروليفيتش، وأخبره كل ما حدث، وبعد ذلك قاموا بتسليح أنفسهم وخرجوا من المدينة ضد جيش ماركوبرون، وحاربوا بقوة كبيرة مع جيشهم وهزموا عدوهم، وأطلقوا سراح أبناء القيصر أوريل، وفرّ الملك ماركبرون إلى مملكة سادونيا، وأقسم أن لا يلاحق بوفا أبدًا، عاد بوفا وبولكان الآن مع أبناء يوريل إلى مدينة كوستل، وعندما وصلوا إلى القلعة سلّم بوفا لزوجة القيصر أبناءها، وبقايا الجيش  وتركهم ليحكموا وغادر.

ثمّ انطلق بوفا مع الفارس بولكان والأميرة إلى مدينة سومين حيث كان خادمه المخلص سيمبالدا، من أجل تكوين جيش صغير للتقدم ضد الملك دادون وطرده من مدينة أنطون، سافروا لفترة طويلة، وتوقفوا في مرج، ونصبوا خيمتهم للراحة حيث أنجبت الأميرة طفلين ولدين، وسماهما بوفا ليتشاردا والآخر سيمبالدا، وذات يوم، بينما كان بوفا يسير مع بولكان حول خيمته، رأوا من بعيد بعض المحاربين، فتقدما نحوهم.

وسأل بوفا: أيّها المحاربون من أي بلد أنتم، ومن هو ملككم أجاب الجنود: أرسلنا الملك دادون بجيش عظيم إلى مملكة أرمينيا للمطالبة بابن ملكنا الذي هرب في شبابه، واسمه بوفا، فقال بوفا للفرسان: أذهبوا وأخبروا قائد جيشكم ألا يتقدم إلى المملكة الأرمنية، ولكن لينتظرني في المكان الذي سأقابله فيه أنا بوفا كوروليفيتش، وسأتبعكم قريبًا، فغادر الفرسان بأستغراب.

وقال بوفا لبولكان: أيها الرفيق، سأذهب الآن للقتال مع جيش دادون الذي أرسل ضدي، أرجوك أن تبقى بالقرب من خيمتي لحماية زوجتي من الأعداء والوحوش البريّة، ولكن لا تقل لها إنّي خرجت للحرب، ثمّ صعد على حصانه، وذهب بسرعة ضد جيش دادون، وقتل أغلب الجيش حتى سقط القليل منهم وطلبوا الرحمة، بينما كان بوفا في المعركة، هاجم أسدان ضخمان بولكان لتمزيقه، فقتل بولكان  أحدهم، لكنّ الأسد الآخر لم يستطع التغلب عليه بسهولة، وبعد قتال طويل، سقط بولكان ميتًا.

بعد وقت قصير من خروج دروشنفنا من الخيمة، وعندما رأت جثث بولكان والأسود، اعتقدت أنّ بوفا ربما يكون قد قُتل أيضًا على يد هذه الوحوش البريّة، لذلك أخذت ابنيها، وركبت حصانها، وابتعدت عن تلك البقعة المخيفة بأسرع ما يمكن، وعندما وصلت دروشنفنا إلى مدينة القيصر سلطانوفتش، ذهبت إلى جدول، واغتسلت بالمسحوق الأسود، وأصبحت فجأة داكنة اللون، وهكذا ذهبت في طريقها إلى المدينة.

وبعد أن دمر بوفا كوروليفيتش جيش الملك دادون، عاد إلى المكان الذي ترك فيه زوجته وبولكان، ليصطحبهما معه إلى مدينة سومين،  وعندما جاء إلى خيمته، أصابه الرعب من رؤية جثث بولكان والأسود، ولم يجد دروشنفنا أو أطفالها في الخيمة، أعتقد أنّ الأسود قتلت بولكان وزوجته، وبعد أن بكى طويلًا ومريرًا في تلك البقعة القاتلة، انطلق بمفرده إلى خادمه المخلص سيمبالدا.

وعندما وصل بوفا إلى مدينة سومين، استقبله سيمبالدا بشرف كبير، وسرعان ما أمر بتجميع جيش وسار باتجاه مدينة أنطون، في تلك الأثناء، كان الملك دادون يعيش في مدينته، دون مشاكل، وينتظر من ساعة إلى ساعة استسلام بوفا من قبل الملك سينسيبري، وهو لم يفكر بأنّ الجيش الذي أرسله لجلبه قد تم تدميره، وفجأة، جاء رسل يركضون إليه ليعلنوا أنّ بوفا كوروليفيتش كان يحاصر مدينة أنطون من جميع الجهات.

عندما سمع الملك دادون ذلك، أمر على الفور بتجميع كل جيشه، وجمع أكثر من ثلاث مئة ألف رجل وخرج للقتال، لكنّ بوفا لم يرغب في إراقة الدماء بلا داع، وأمر جميع محاربيه بعدم التحرك من المكان. ثم نظر بثبات إلى دادون، وسار نحوه بسرعة، وضربه بضربة سيف على رأسه وقد شق جمجمته، وسقط دادون ميتًا من حصانه، وأمر بوفا بنقل الجثة ونقلها إلى مدينة أنطون لترى الملكة ميليتريسا بنفسها نهايته.

في هذه الأثناء ذهب إلى قبر أبيه وبكى عليه، ثمّ عاد إلى مدينة سومين، وعندما تمّ عرض جثة دادون أمام ميليتريسا، بكت بمرارة، وبينما كانت تبكي فوق رأس دادون، أدركت أنّه لا يزال على قيد الحياة، فأرسلت على الفور خدمها المخلصين إلى جميع الممالك المجاورة لجلب طبيب للملك دادون، ووعدت بمكافأة سخيّة لمن ينقذه من الموت.


شارك المقالة: