قصة التخرج Graduation Story

اقرأ في هذا المقال


تناولت قصتنا لهذا اليوم الحديث حول قصة إحدى العائلات المكونة من أب وأم وفتاة شابة، وقد كانت تلك العائلة تتجهز من أجل امتحانات ابنتها النهائية والتجهيز إلى السفر من أجل استكمال دراستها في المنحة الدراسية، ولكن تعرضت الفتاة لحادثة قلب حياتها لفترة، ولكنها زادت تلك الحادثة من إصرارها وعزيمتها وتعلم والدها من ذلك الإصرار درساً لن ينساه مدى حياته، تابع معنا عزيزي للنهاية لنرى ما حدث.

قصة التخرج

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة بلجيكا، حيث أنه في يوم من الأيام كانت هناك إحدى الأسر البسيطة والتي تتكون من الأب وهو ما يدعى السيد روميو ويعمل كطبيب والأم وهي ما تدعى السيدة كارلا ولديهما ابنة وتدعى إليزا، وتلك الأسرة تعيش حياة طبيعية حالها كحال الأسر العادية، وفي فترة من الفترات كانت تستعد تلك العائلة وبالأخص الأب من أجل الذهاب مع ابنته وإيصالها إلى المدرسة من أجل تقديم واحد من الاختبارات الدراسية.

وأثناء الطريق دار بين الأب وابنته حديث مطول بعض الشيء، وبعد أن أوصلها توجه من أجل مقابلة إحدى الفتيات والتي تعرف باسم ساندرا، وقد كانت تلك الفتاة هي عشيقة السيد روميو، فقد كان يعيش مع زوجته والده ليزا بشكل شكلي فقط، فلم يكون هناك بينهم انسجام ولا ود أبداً، وفي بعض الأحيان حينما يدور بينهم حديث يكون حول ابنتهم ودراستها فقط لا أكثر من ذلك، فلم يكن هناك أي نوع من التواصل بينهم.

ومنذ ذلك اللقاء بين كل من السيد روميو وساندرا بدأت الأحداث تتصاعد تدريجياً، حيث أنه بينما كان يجلس مع عشيقته ويتناولان الحديث الشيق رن هاتفه، وأول ما رد على المكالمة أخبره أحد الأشخاص أنه تم الاعتداء على ابنته من قِبل أحد الشباب، كما طلب منه المتصل الحضور على الفور والتواجد في المستشفى حيث توجد ابنته، وفي تلك اللحظة على الفور فزع روميو من مكانه وتوجه مسرعاً نحو المستشفى.

وفي ذلك الوقت كان ذلك الاتصال ذاته قد تلقته والدة إليزا كذلك، وأول ما وصل السيد روميو إلى المستشفى التقى عند الباب مع زوجته، وهناك بانتظار خروج الطبيب جلس كل واحد منهما على حده في زاوية بعيدة عن الآخر، وفي لحظة من اللحظات خرج إليهم الطبيب الذي أشرف على علاج ابنتهم وأخبرهم أن ابنتهم تعرضت لحادثة اعتداء من قبل أحد الأشخاص، وعلاوة على ذلك كله ما كان بمثابة صدمة لوالديها هو أن إليزا على الرغم من أنها كانت سليمة الجسد، إلا أن هناك التواء حدث في منطقة الحوض حدث لها أثناء وقوع الحادث، وأخبرهم أن ذلك الأمر سوف يعيق حركتها لفترة من الوقت، ولذلك من الأفضل لها أن تبقى لأيام في المستشفى.

وبعد أيام قليلة تمكنت إليزا من التعافي من الالتواء وتمكنت من العودة إلى المنزل برفقة والديها، ولكن ما حدث قبل أن تصل إلى المنزل بدقائق سألها والدها في ما إذا كانت تشعر بالراحة من الناحية النفسية، وبعد أن أشارت إلى أنها بحالة جيدة، أخبرها أنه قبل الوصول إلى المنزل ينبغي عليهم التوجه إلى مركز الشرط وتقديم بلاغ بحق المعتدي عليها، وافقت إليزا على ذلك وأول ما وصلوا إلى المركز قام والدها السيد روميو بالانفراد برئيس مركز الشرطة، إذ كان من أكثر الأصدقاء المقربين من السيد روميو منذ مرحلة الطفولة وحتى الوقت الحالي.

وفي تلك الأثناء طلب منه السيد روميو أن يقوم بمساعدته في تلك المشكلة التي وقع بها، إذ أنه كانت الاختبارات المدرسية تتم تحت إشراف عناصر الشرطة ورئيسهم، والحالة الصحية التي آلت إليها ابنته كان من الممكن أن تؤثر على تحصيلها لدرجات عالية، وذلك الأمر كان سوف يتسبب في خسرانها للمنحة الدراسية، فطلب من رئيس المركز أن يقوم بوضع درجات عالية على أوراق الاختبار الذي سوف يكون مكتوب اسم ابنته عليها؛ وذلك حتى تحصل على إحدى المنح الدراسية.

وفي تلك الأثناء وافق صديق طفولة السيد روميو على طلبه، كما أشار مدير المركز أن رئيس البلدية في تلك الفترة يعاني من مشاكل صحية في الكبد وهو بحاجة إلى إجراء عملية جراحية عاجلة، وأنه هو من المحتمل أن يتولى زمام الأمور الخاصة بنتائج اختبار إليزا، كما اقترح رئيس المركز على السيد روميو أن يقوم بمهاتفة الشخص المسؤول بوزارة الصحة؛ وذلك من أجل تقديم موعد عملية رئيس البلدية مقابل أن يقوم بوضع النتائج بنفسه لنتائج الاختبار، ووافق السيد روميو على طلبه من أجل ابنته.

ومن هنا توجه السيد روميو وزوجته وابنته إلى المنزل، وبعد أن توجهت إليزا نحو غرفتها جلس كل من السيد روميو وزوجته في ذات الغرفة، وبدآ يخوضان في حديث غاية في الحساسية، حيث أن السيد روميو اعترف أمام زوجته أنه على علاقة مع فتاة أخرى وأن إليزا قد علمت بعلاقته مع ساندرا، وأول ما سمعت زوجته بذلك قام بالالتفات من النافذة، وقد بدت وكأن الأمر لا يعنيها، ثم بعد ذلك توجها في حديثهما بشأن إليزا، فمن وجهة نظر والدتها رأت أنها يجب أن تخوض تجارب الحياة بنفسها، بينما من وجهة نظر والدها فقد رأى أنه يجب عليه أن يعلم بكل أمر يتعلق بها؛ وذلك من أجل أن يعرف كيف يوجهها إلى الطريق الصحيح.

في لحظة ما خرجت إليزا من غرفتها وجلس إلى جانب والديها وهنا أخبرها والدها بأنه تحدث إلى المسؤول عن الاختبارات المدرسية، وأنه سوف يعمل على تأجيل الاختبار حتى تشفى تماماً وتعود حالتها النفسية الطبيعية، وفي يوم من الأيام جاء موعد الاختبار وأول ما توجهت إليزا إلى مقر الاختبار، لم تسمح لمدير المركز بوضع العلامة المطلوبة على ورقتها، فقد كانت تمتلك إيمان قوي بقدراتها وتفوقها وذكائها، وأن الحادثة التي حصلت معها لم تغير أو تبدل في شخصيتها على الاطلاق، بل زادت من عزيمتها وإصرارها على إبراز العديد من الجوانب الخفية بها.

وفي تلك الأثناء أدرك والدها أنها تتمتع بقدرة وإيمان لم يمتلكه هو ذاته في يوم من الأيام، كما أنه شعر بالندم على أنه لم يدرك مدى وعيها وذكائها ويوليها اهتمام كبير، وأوضح أنه كل ما فعله في حياته هو أنه سار في طريق الواسطة والرشوة والفساد وفي النهاية أدرك خطأه، حينما كان على وشك أن يسير بمستقبل ابنته في حصولها على المنحة الدراسية من خلال الواسطة وهذا ما كان يهدد مستقبل ابنته بالسير في ذات الطريق.

وقد كان ذلك الجانب من القصة هو ما يبرز الجانب الأبوي لدى العديد من الآباء، والذين بدورهم يعتقدون أنهم أكثر فهمًا واحتواءً لحياة أبنائهم منهم، وأنه ينبغي عليه أن يقوم بفعل أي شيء من أجل الوصول إلى هدفه وغايته في أبنائه حتى لو طلب الأمر أن يهدم ما تربى عليه من قيم وأخلاق ومبادئ.

المصدر: كتاب الأدب الأوروبي من منظور الآخر - فرانكا سينوبولي - 2007


شارك المقالة: