تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية الصادرة عن الأدب الإسباني، وقد تمحور الحديث فيها حول جثة سيدة اختفت بشكل غامض من المشرحة قبل دفنها، ويبدأ التحقيق للبحث عن الجثة.
قصة الجثة المفقودة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في مشرحة للموتى، حيث أنه في يوم من الأيام يتم استدعاء أحد المحققين العاملين في مركز الشرطة ويدعى جيمي من أجل التحري حول حادثة غريبة، وقد كانت تلك الحادثة هي هروب حارس المشرحة في ظروف غامضة وأثناء هروبه تعرض لحادث دهس وتم نقله للمستشفى وقد تبين أن دخل في غيبوبة، وفي تلك الأثناء كان المحقق جيمي للتو عائد من دولة ألمانيا وما زال في إجازة السفر، لكن الحادثة كان تتطلب استدعائه على الفور.
في بداية التحريات أول ما قام به المحقق هو التوجه لتفقد المشرحة، وهناك اكتشف أن آخر جثة قد دخلت إلى المشرحة هي المفقودة، وتلك الجثة تعود لسيدة ثرية تدعى ميكا، وقد كان سبب وفاتها هو تعرضها لنوبة قلبية حادة بعد أن ساعات قليلة من عودتها من رحلتها التي كانت تقوم بها إلى مدينة لوس أنجلوس.
وهنا قرر المحقق أن يقوم في البداية في البحث عن الجثة المفقودة؛ ومن هناك بإمكانه التوصل لما حدث مع الحارس، وأول خطوة كانت هو أنه طلب استدعاء زوج المتوفية، وهوما كان يعمل كطبيب في مجال التحاليل الطبية ويدعى أليكس، وفي ذلك الوقت كان السيد أليكس يدير مجموعة معامل تعود ملكيتها لزوجته.
وأول ما التقى به المحقق بدا أنه أصغر سناً من زوجته، كما اتضح أنها كانت تفرض سيطرتها عليه بشكل كبير، وفي ذلك اللقاء الأول بين المحقق وبينه كان في حالة ثبات ولا يبدو عليه أي مشاعر من الحزن جراء فقدانه لزوجته، وهنا بدأت شكوك المحقق تدور حوله في أن يكون هو من قام بإخفاء جثتها، وأنه من المحتمل أن يكون هو من قام بقتلها، على الرغم من أن الطبيب قد أكد للمحقق وفاتها جراء نوبة قلبية، وفي ذلك اللقاء أخبره المحقق أن جثة زوجته قد سرقت، كما أوضح له أن سرقة الجثة لا يمكن أن تكون بدافع تجارة الأعضاء أو لأمر يخص الطوائف الدينية، وإنما الدافع الوحيد خلف تلك الحادثة هو شخص يكن لهم الكره أو ربما يكره الزوجة فقط ويريد إيذائها.
وأثناء مجريات التحقيق تم تركه أليكس لبضع دقائق في غرفة لوحد من أجل أن يدخن سيجارة، أثناء تواجده بمفرده شعر أن هناك حركة داخل غرفة الموتى، وهنا توجه ليرى مصدر الصوت، وإذ به يجد متعلقات زوجته الشخصية ما زالت هناك، وأخذ بتفقدها فوجد بها أحد أنواع الأدوية موضوع في علبة زجاجية، وسرعان ما قام بإخفائه في جيوبه.
وبعد أن عاد المحقق لمتابعة سير التحقيقات لاحظ أنه تم خلع الصندوق الذي به مقتنيات الزوجة، وأن هاتفها والذي كان ضمن المقتنيات والأدلة قد تم فقدانه، وهنا طلب من بعض عناصر الشرطة أن يقوموا بتفتيش أليكس، حينها عثروا على علبة الدواء في جيبه تم سؤاله عنها، فأخبرهم أنه وجد تلك الزجاجة على الأرض وأنه كان سوف يلقي بها في مكان القمامة في الخارج لأنها مادة سامة، وبعد أن دقق المحقق في زجاجة الدواء لاحظ أنها تحمل ذات العلامة التجارية التي يتميز بها المعمل التابع لزوجته والذي يقوم بإداراته، وحين تم الإشارة إليه حول الأمر أوضح أن منتجات معاملهم يتم استخدامها في كافة المشارح في إسبانيا.
وفي تلك اللحظة جاء إلى أليكس مكالمة هاتفية، وحينما رد كانت المتحدثة سيدة وهنا أخبرته أن الحارس في غيبوبة، فسرعان ما قام بحذف الرقم من سجل المكالمات وأخبر المحقق أنها شقيقته، وفي تلك اللحظة بدا أليكس أن متوتر للغاية وطلب أن يذهب للحمام، وأول ما دخل إلى الحمام وجد على موضوع أمامه على المرآة التي في الحمام دعوة لمأدبة العشاء.
وقد كانت تلك الدعوة قد وصلت لزوجته في أحد الأيام من دائرة رواد الأعمال، وما هو مكتوب داخل تلك الدعوة هي العبارة التالية: “أغمض عيني وأنت ما زلت معي”، وقد كانت تلك العبارة هي ذاتها التي أرسلتها له عشيقته في ذات ليلة مأدبة العشاء المقررة في الدعوة، وبعد أن أتم قراءة تلك العبارة اعتقد أليكس أن زوجته ما زالت على قيد الحياة، وأنها قد علمت بأمر خيانته لها وبدأت تتلاعب به.
وفي لحظة من اللحظات بينما كان المحقق يصول ويجول هنا وهنا في غرفة المشرحة ويبحث عن أدلة اكتشف أن هناك شخص ما قام بتغيير الرقم السري الخاص بباب غرفة الموتى، وحينما تم استدعاء خبير حتى يتمكن من فتحه، أدرك أليكس أن الرقم الجديد الذي تم تعيينه للباب هو تاريخ ذلك اليوم الذي التقى فيه للمرة الأولى بعشيقته والتي تدعى كارلا، كما ظهر ذلك التاريخ على أحد جدران في الغرفة.
وهنا شاهد أليكس ذلك تأكد تماماً أن زوجته هي من قامت بفعل كل ذلك، وأنها تسعى من أجل الانتقام منه ومن عشيقته، وسرعان ما استأذن وأجرى اتصال مع كارلا وأخبرها بذلك، وهي بدورها طلبت منه أن يهرب على الفور من غرفة الموتى، وأن ينجو بنفسه وينسى أمر المال، كما طلب منها هو كذلك أن تهرب وتختبئ؛ وذلك لأن زوجته لن تتركها وشأنها، وهنا سمع المحقق جزء بسيط من المكالمة، وهذا ما أكد له شكوكه بأن أليكس هو من أخفى الجثة.
وفي ذلك الوقت قام المحقق باحتجاز أليكس في إحدى الغرف؛ وذلك من أجل الاستعداد لنقله إلى مركز الشرطة، وبينما يستعدوا لنقله رن هاتف بذات النغمة الموضوعة على هاتف زوجته، وحينما تم التوصل للصوت وجد الهاتف داخل أحد أكياس الجثث الموجودة بالغرفة، وأول ما رد على الهاتف وجد أن المتصل هي زوجته وقد كانت تهم بالبكاء، وحينما أعاد طلب الرقم ردت سيدة غريبة وأخبرته أن زوجته قد تركت هاتفها في مطعمها.
وفي تلك الأثناء شعر أن عشيقته بخطر، وسرعان ما قام بالاتصال بها وطلب منها أن تهرب على الفور، لكنه سمعها تصرخ بأعلى صوتها ويتم إغلاق هاتفها، وفي النهاية اضطر أليكس إلى أن يقوم بإخبار المحقق بالحقيقة كاملة، وقد صرح بأنه استخدم مادة من أجل أن يقوم بقتل زوجته، كما صرح أن تلك المادة تتسبب بأزمة قلبية في غضون ثمانية ساعات من بدء تناولها، ثم سرعان ما تختفي آثارها من جسم المتوفي بعد ذلك، وما دفعه إلى التصريح بكل ذلك هو أنه أدرك أن كارلا أصبحت بخطر بين أيدي زوجته وقد طلب منهم إنقاذها.
وهنا على الفور أرسل المحقق فريق بحث إلى منزل العشيقة، لكن الفريق اكتشف أن المنزل فارغ تمامًا ولا يسكنه أحد، وبعد البحث في أطراف المنزل توصلوا إلى أن جثة الزوجة مدفونة في مكان قريب، وقد كانت متوفية حقاً.
وأخيراً حاول أليكس الهرب من الشرطة، إذ أنه اعترف بقتل زوجته، لكن المحقق أمسك به على الفور، ثم أخبره بالمفاجأة التي تحل لغز كل شيء، وهي أن المحقق هو ذاته من قام بإخفاء جثة الزوجة، وأن حارس غرفة الموتى رآه وخاف وهرب فاصطدمت به السيارة بسبب خوفه، وأن كارلا عشيقته هي في الحقيقة ابنة المحقق وقد رتبت للقائه من البداية؛ وذلك لأنه هو ابنته أرادا الانتقام من أليكس وزوجته ميكا، وأن السبب الذي يكمن خلف ذلك هو أنه منذ عشر سنوات مضت كان أليكس وزوجته قد تناولا الكحول بشكل مفرط وبينما كان يقود السيارة اصطدم بسيارة المحقق وكان برفقته زوجته وابنته في ذلك الوقت، وقد أقنعت ميكا أليكس بالهرب وتركهم بعد الحادثة، وقد أصيبت زوجة المحقق بجروح بالغة وبقيت تنزف حتى توفيت.
وفي ذلك الحادث رأت ابنة المحقق رقم لوحة السيارة على الرغم من أنها كانت صغيرة في السن، وبعد بحث مطول عنهم تأكد أنهم هم المتسببين في مقتل زوجته، وفي النهاية أخبره المحقق أن عشيقته كارلا قد وضعت له ذات المادة القاتلة في شرابه قبل ذهابه للمشرحة، وأنه على وشك أن الموت بذات الأزمة القلبية في غضون دقائق لأن الثماني ساعات على وشك الانتهاء.