قصة الجميلة والوحش

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول فتاة وقفت أمام وحش من أجل إنقاذ والدها من بين يديه، ولكن الوحش أخذها رهينة عنده كعقاب لوالدها على أفعاله وتصرفاته التي تعدى بها على منزل الوحش.

الشخصيات

  • الفتاة الجميلة
  • والد الفتاة
  • الوحش

قصة الجميلة والوحش

في يوم من الأيام كان هناك رجل يعمل في مجال التجارة، وكما هو معروف عن التاجر أنه يبقى في تنقل وترحال مستمر، كان ذلك التاجر يقيم مع ابنته الوحيدة وتدعى بيوتي في إحدى القرى الصغيرة، وذات يوم اضطر التاجر المكافح أن يقوم بمغادرة المنزل من أجل أمر طارئ بخصوص تجارته، وفي ذلك اليوم كان مجبر الأب على أن يترك ابنته بمفردها في المنزل، ولم يمضي في تلك الرحلة سوى عدة أيام، وأثناء عودته من مهمة العمل مرّ من إحدى الغابات، وقد كانت تلك الغابة شديدة الظلام، ومن شدة الإرهاق والتعب قرر أن يمضي تلك الليلة في تلك الغابة، وبدأ يبحث بمكان مريح للنوم والراحة.

وخلال بحثه وصل إلى إحدى القلاع وأول ما قام به هو أنه طرق على الباب، ولكن لم يجبه أحد، وبعدها انتظر لحظات قليلة ومن ثم قرر أن يحاول أن يدخل إلى داخل القلعة، وبالفعل تمكن من التسلل إلى داخل القلعة، والتي كانت تبدو أنها مهجورة ولم يقيم بها أحد منذ فترة طويلة، ولكن على الرغم من ذلك كان يشعر أن تلك القلعة مسحورة؛ وذلك لأنه وجد هناك منضدة مغطاة بأطباق الطعام وسرير كبير ومريح للغاية، بعد أن انتهى من تناول وجبة كاملة من الطعام اللذيذ، نهض واستلقى على السرير وعلى الفور خلد إلى النوم.

وفي صباح اليوم التالي استيقظ التاجر من نومه، وأول ما استند شعر بالانتعاش، وقد كان ذلك الشعور لم يكن في يوم من الأيام وأن شعر به، وحينما أخذ بالتجوال في القلعة ولم يكن يبدو أن هناك أي أثر للحياة في القلعة، وخلال تجواله شاهد واحدة من الأشجار غريبة الأطوار، إذ كانت تلك الشجرة تبدو أنها نابضة بالحياة وهي متواجدة في الحديقة وتعج بالثمار الغريبة، وفي تلك اللحظة أول ما شاهد الشجرة خطر بباله أن يقوم بقطف تلك الثمار التي على الشجرة ويقوم بتقديمها إلى ابنته، وأشار إلى أن تلك الثمار من أكثر الأشياء التي قد تدخل الفرحة على قلب ابنته الوحيدة؛ لأنها فريدة من نوعها.

وبالفعل قام بقطف الثمار من تلك الشجرة ونظمها مع بعضها البعض، وحاول أن يعود إلى منزله، ولكن أول ما استدار سمع صوت هدير عنيف ومرتفع يصدع بكل أركان القلعة، وفجأة ظهر أمامه خيال كبير وضخم وقام بردع التاجر إلى أن ألقى به أرضاً، ومن ثم قفز أمام وجهه أحد الوحوش والذي يبدو أنه شرير، وكانت ملامح ذلك الوحش مثيرة للرعب والذعر وعبس في وجه التاجر وبدأ أنه غاضب منه.

وفي تلك الأثناء كان ذلك الوحش يرتدي رداء طويل ذو لون أحمر مخملي وملتف حول رقبته المكسوة بالفرو، وأول ما نطق به الوحش هو قوله: لقد جئت إلى منزلي وتناولت طعامي ونمت على فراشي وها أنت الآن تقطف ثمار شجراتي التي لطالما اعتنيت بها.

وفي تلك اللحظة كان التاجر عاجز عن الكلام، وكأنه تجمد وجهه وبدأ يقطنه الخوف والرعب، وفي لحظة من اللحظات صاح صوت صغير من بعيد يقول: أبي، وقد كان ذلك الصوت قادم من الطفلة بيوتي، حيث أنها استطالت والدها وذهبت للبحث عنه، وحينما شاهدت والدها بين يدي الوحش قفزت على الفور من على حصانها وجرت نحو والدها وأمسكت بيديه وبحلقت عينيها في الوحش، وحينما نظر الوحش إليهما، أشار بيديه نحو التاجر وقال له: سوف اتركك تذهب في هذه المرة، إلا أنني سوف انتظر منك أن تدفع ثمن جريمتك، وذلك الثمن هو أن تبقى ابنتك معي إلى الأبد.

وفي تلك الأثناء توسل الأب إلى الوحش أن يعفوا عنهم ويتراجع عن قرار العقاب ذلك، ولكن بيوتي كانت تحب والدها إلى حد كبير، وهذا ما جعلها توافق على البقاء مع الوحش بقية حياتها، وقامت بتوديع والدها وطلبت من الوحش أن يقوم بالإفراج عنه، وعلى الفور حينما سمع الوحش بقرارها حمل والدها بين يديه وطرده من الحديقة، وهنا كان والد الفتاة لم يرضى عن قرار ابنته وسرعان ما توجه نحو القرية من أجل طلب المساعدة من سكانها في القضاء على ذلك الوحش.

في بداية كانت الفتاة تشعر بالخوف والرعب من الاستمرار بالبقاء طوال حياتها في تلك القلعة برفقة الوحش،  وأكثر ما كان يخيفها هو أن نظراته موحشة للغاية، ولكن بعد مرور عدة أيام بدأت الفتاة تكتشف أن ذلك الوحش يمتلك قلب رقيق وعطوف للغاية، إذ أنه على الدوام كان يعاملها بكل عناية ولطف؛ وفي كل لحظة كان يطمئن على وضعها أنها لا تشعر بالبرد ومتغذية بشكل جيد، وحينما كانت تسير في القلعة من أجل اكتشافها كان يرافقها خشية أن تشعر بالخوف من أحد الأشباح التي تقيم في القلعة.

ويوماً بعد يوم كان يشعر الوحش بالعطف على تلك الفتاة التي أصبحت بعيدة عن والدها بسببه، وفي يوم من الأيام قرر الوحش أن يقدم إلى تلك الفتاة مرآته السحرية، وقد كانت تلك المرآة كل ما يتم طلبه منها تقوم بتنفيذه على الفور، وهنا أول ما أصبحت تلك المرآة بين أيدي الفتاة أول أمر طلبته منها أن تحققه لها هو أن تقوم بمشاهدة والدها في القريب العاجل، ولكن ما اكتشفته تلك الفتاة هو أن تلك المرآة لا تقوم بتنفيذ أي طلب لأي شخص سوى بعد أن تأخذ الإذن من الوحش.

وهنا قالت الفتاة للوحش: اطلب من المرآة أن تسمح لك برؤية والدي، ولم يرفض الوحش طلبها، وأول ما سمح لتلك المرآة أضاءت وسطعت بنورها، وبعد لحظات قليلة شاهدت من خلال زجاج المرآة الفتاة والدها، وفي تلك اللحظة كان والدها ملزم الفراش بسبب تعرضه لوعكة صحية، ولم يكن بجانبه أي شخص، وهنا بدأت دموع الطفلة تذرف من عينيها من شدة حزنها على حالة والدها، وعلى الفور بدأت بالتوسل والتضرع للوحش من أجل ان يقوم بالسماح لها بالعودة إلى والدها.

وعلى الرغم من الوعد الذي قطعته الفتاة على نفسها، إلا أن الوحش وافق على أن تقطع ذلك الوعد وتتخلى عن احتجازها؛ وذلك لأنه أرادها أن تكون سعيدة، وفي النهاية سمح لها بمغادرة القلعة والحديقة وتذهب لتعيش إلى جانب والدها وتعتني به، وأوضح أن كل من الأب والأم هما لا يمكن لأحد أن يعوض مكانهما.

العبرة من القصة هي أن الأب والأم لا يمكن لأي شخص في هذا العالم أن يحل محلهما، مهما كان يتمتع بنفس رؤوفة وعطوفة.


شارك المقالة: