قصة الجميلة والوحش أو( BEAUTY AND THE BEAST) هي قصة خيالية أدرجها أندرو لانغ في كتاب الجنيات الأزرق.
الشخصيات:
- الفتاة الجميلة.
- الوحش.
- عائلة الجميلة.
قصة الجميلة والوحش:
في بلد بعيد جدًا، عاش تاجر كان محظوظًا جدًا في جميع مشاريعه لدرجة أنّه كان ثريًا للغاية، ولأنّه كان لديه ستة أبناء وست بنات، فقد وجد أن ماله لم يكن كثيرًا للسماح لهم جميعًا بالحصول على كل ما يحلمون به، وفي يوم من الأيام حلت بهم مصيبة غير متوقعة حيث اشتعلت النيران في منزلهم وسرعان ما احترق كل الأثاث الرائع والكتب والذهب والفضة والبضائع الثمينة التي يحتويها، وكانت هذه فقط بداية مشاكلهم.
و فجأة فقد والدهم كل سفينة كانت لديه على البحر، بسبب القراصنة وغرق بعض السفن أو حريقها، وأخيرا تحول من ثراء كبير إلى أشد فقر مدقع، وكان لديه كوخ صغير في مكان مهجور بعيدًا عن المدينة التي كان يعيش فيها، ولهذا اضطر إلى الإنتقال مع أطفاله أليه، الذين كانوا يائسين من فكرة السكن في مثل هذا البيت وتجربة حياة مختلفة، وما اكتشفوا أنّهم تركوا بمفردهم دون مساعدة، وأن صدقائهم السابقين لم ينظروا لمصائبهم ولم يظهروا أي نية لتقديم أي مساعدة لهم.
لذلك لم يبق لهم شيء سوى الذهاب إلى الكوخ الذي كان يقع في وسط غابة مظلمة، ويبدو أنّه المكان الأكثر كآبة على وجه الأرض، ولأنهن أصبحن فقيرات كان على الفتيات أن يعملن بجد، مثل الفلاحين وأبنائهم حيث يزرعون الحقول لكسب عيشهم، ثمّ أصبحت الفتيات يعشن بأبسط طريقة، ويأسفن بلا انقطاع على الرفاهيات في حياتهن السابقة، فقط الأصغر سنًا حاولت أن تكون شجاعة ومبتهجة.
وسرعان ما سيطرت على حزنها واستعادت فرحتها، ثمّ شرعت في العمل لتحقيق أفضل الأشياء لتسلية والدها وإخوتها بقدر ما تستطيع، ومحاولة إقناعها أخواتها لينضموا إليها في الرقص والغناء، لكنهن لم يفعلن ذلك وقد أعلن أنّ هذه الحياة البائسة هي ليست مناسبة لهن، لكنها كانت أجمل وأذكى منهنّ جميعًا، وبعد عامين، عندما بدؤوا جميعًا في التعود على حياتهم الجديدة، حدث شيء ما يزعج هدوئهم.
تلقى والدهم أخبارًا عن وصول إحدى سفنه التي كان يعتقد أنّها فقدت، فوصلت بأمان إلى الميناء مع شحنة غنية حيث اعتقد جميع الأبناء والبنات في الحال أن فقرهم قد انتهى وأرادوا الانطلاق مباشرة إلى المدينة، لكن والدهم الذي كان أكثر حكمة، توسل إليهم أن ينتظروا قليلاً، لأنّه حان وقت الحصاد وكان لابد من قيامهم بحصاد المحصول، مصممًا على الذهاب بنفسه أولاً لإجراء الاستفسارات.
لذلك طلبوا جميعهم من والدهم إحضار الجواهر والفساتين التي كان من الممكن شرائها بثروة ، أمّا الأبنة الصغرى لم تطلب أي شيء، وعندما سألها والدها : وماذا أجلب لك يا ابنتي الجميلة؟ أجابت: الشيء الوحيد الذي أتمناه هو أن أراك تعود إلى المنزل بأمان، لكن جوابها هذا أزعج أخواتها وأخوتها الذين تخيلوا أنّها تلومهم على طلب مثل هذه الأشياء الباهظة.
ومع ذلك، كان والدها مصرًا عليها أن تختار شيئًا ما، فقالت: حسنًا، أبي العزيز، بينما تصر على ذلك أتوسل إليك أن تحضر لي وردة، لأنّني لم أر واحدة منذ جئنا إلى هنا، وأنا أحبها كثيرًا، فخرج التاجر إلى المدينة بأسرع ما يمكن، ولكنّه وجد أنّ رفاقه السابقين الذين يعتقدون أنّه ميت، قسّموا البضائع التي جلبتها السفينة بينهم، ثمّ وجد نفسه فقيرًا كما كان عندما بدأ حيث لم يكن قادرًا على التعافي بما يكفي لدفع تكلفة رحلته الفاشلة.
وممّا زاد الطين بلة، أنّه اضطر إلى مغادرة البلدة في أسوأ الأحوال الجوية حتى أنه بحلول الوقت الذي كان فيه على بعد بضع فراسخ من منزله ، كان يعاني من البرد والتعب، ثمّ أعاق تقدمه الليل والثلوج العميقة والصقيع حتى أصبح من المستحيل على حصانه أن يحمله إلى أبعد من ذلك، وكان المأوى الوحيد الذي استطاع الحصول عليه هو الجذع المجوف لشجرة كبيرة، وهناك جثم طوال الليل، وعلى الرغم من تعبه، أبقاه عواء الذئاب مستيقظًا، وفي صباح اليوم التالي، لم يكن يعرف أي طريق يتجه.
ثمّ قاده الطريق بين الأشجار حتى انتهى بقلعة رائعة، حيث بدا غريبًا جدًا للتاجر أنّه لم يسقط ثلوج في الشارع الذي كان يتألف بالكامل من أشجار البرتقال المغطاة بالزهور والفاكهة. تجاه القلعة، ولما وصل إلى أول فناء في القلعة رأى أمامه سلالم من العقيق وصعد عليها ومرّت بعدة غرف مؤثثة بشكل رائع.
أحياه دفء الهواء اللطيف وشعر بالجوع الشديد، ولكن يبدو أنّه لا يوجد أحد في كل هذا القصر الشاسع والرائع يمكنه أن يطلب منه أن يعطيه شيئًا ليأكله، وساد الصمت العميق في كل مكان، وفي النهاية سئم التجوال في الغرف الفارغة وصالات العرض وتوقف في غرفة أصغر من البقية حيث اشتعلت النيران الصافية ووضعت أريكة بالقرب منها. معتقدًا أن هذا يجب أن يكون مستعدًا لشخص كان متوقعًا، جلس للانتظار حتى يأتي وسرعان ما سقط في نوم هادئ.
عندما أيقظه جوعه الشديد بعد عدة ساعات، كان لا يزال وحيدًا، لكن طاولة صغيرة كان عليها عشاء جيد وقد تم وضعها بالقرب منه، ولأنه لم يأكل شيئًا لمدّة أربع وعشرين ساعة، لم يضيع الوقت في بدء وجبته، على أمل أن تتاح له الفرصة قريبًا من شكر الشخص الذي قدم له الطعام أيا كان، لكن لم يظهر أحد ولم يكن هناك ما يشير إلى أي شخص، بدأ الصمت يرعبه وقرر البحث مرة أخرى في جميع الغرف، ولكن كان لا جدوى من ذلك.
ولم يكن هناك أي أثر للحياة في القصر! ثمّ بدأ يتسائل عما يجب أن يفعله، ويسلي نفسه بالتظاهر بأنّ كل الكنوز التي رآها هي ملكه، ويفكر في كيفية تقسيمها بين أطفاله، ثم نزل إلى الحديقة، ورغم أن الشتاء كان في كل مكان آخر، ولكن هنا أشرقت الشمس وغنت الطيور، وتفتحت الأزهار، فقال التاجر في نشوة بكل ما رآه وسمعه: كل هذا يجب أن يكون لي، سأذهب هذه اللحظة وأحضر أطفالي لمشاركة كل هذه المسرات.
أخذ حصانه إلى الإسطبل وأطعمه، ثمّ رآء مسارًا طويلاً من الورود الجميلة، اعتقد التاجر أنّه لم ير أو يشم مثل هذه الزهور الرائعة وتذكر طلب ابنته منه أن يحر لها الورود، وتوقف وجمع منها ليأخذها إليه، عندما أذهله ضجيج غريب خلفه، استدار ورأى وحشًا مخيفًا بدا غاضبًا جدًا وقال بصوت رهيب: من قال لك أنك قد تجمع الورود الخاصة بي؟ أليس كافيًا أن أسمح لك بالتواجد في قصري وكنت لطيفًا معك؟ هذه هي الطريقة التي تظهر بها امتنانك، من خلال سرقة أزهاري! لكن وقاحتك لن تذهب بدون عقاب.
كان التاجر خائفًا من هذه الكلمات الغاضبة، وألقى الوردة وصرخ: عفوا سيدي الكريم، أنا ممتن لك حقًا على كرم ضيافتك التي كانت رائعة جدًا لدرجة أنني لم أستطع تخيل أنك ستشعر بالإهانة إذا أخذت شيئًا صغيرًا مثل الوردة، لكن غضب الوحش لم يهدأ بهذا الخطاب، وفي حالة من اليأس بدأ يروي للوحش كل مصائبه وسبب رحلته، دون أن ينسى طلب ابنته للورود.
وبعدما طلب التاجر المسامحة من الوحش، فكر الوحش للحظة، ثم قال: سوف أسامحك بشرط واحد، أن تعطيني إحدى بناتك، صرخ التاجر: ما العذر الذي يمكنني أن أخترعه لإحضارها إلى هنا؟ أجاب الوحش: لا داعي لعذر، يجب أن تأتي بمحض إرادتها، إذا كانت أحداهن شجاعة بما يكفي وتحبك بما يكفي لتأتي وتنقذ حياتك، يبدو أنّك رجل أمين، لذلك سأثق بك في العودة إلى المنزل، وسأمنحك شهرًا لمعرفة ما إذا كانت أي من بناتك ستعود معك وتبقى هنا ، لتطلق سراحك.
و إذا لم يكن أي منهن على استعداد يجب أن تأتي بمفردك، لأنك حينها ستكون ملكًا لي، ولا تتخيل أنّك تستطيع أن تختبئ مني، لأنك إذا فشلت في الوفاء بكلمتك فسوف آتي وأخذك! قبل التاجر هذا الاقتراح، رغم أنّه لم يعتقد حقًا أنه يمكن إقناع أي من بناته بالحضور، ثمّ وعد بالعودة في الوقت المحدد، ثمّ عاد لبيته.
سارع أبناؤه وبناته الذين كانوا قلقين للغاية بسبب غيابه الطويل لمقابلته، متحمسين لمعرفة نتيجة رحلته، فقط قال بحزن لأبنته وهو يعطيها الوردة: هذا ما طلبت مني أن أحضره لك، ثمّ أخبرهم بمغامراته من البداية إلى النهاية، ثم كانوا جميعًا غير سعداء للغاية، وحزنت الفتيات على آمالهن الضائعة، وقال الأبناء أن والدهم لا ينبغي أن يعود إلى هذه القلعة الرهيبة، وبدأوا في التخطيط لقتل الوحش إذا كان سيأتي لجلبه، لكنّه ذكّرهم بأنّه وعده بالعودة.
ثم كانت الفتيات غاضبات جدًا من أختهن الصغيرة، وقلن أن كل شيء كان خطأها، وأنها لو طلبت شيئًا معقولًا لم يكن هذا ليحدث أبدًا، فقالت لهم ، بحزن : لقد تسببت بالفعل في هذه المحنة، لذلك سأعود مع والدي للوفاء بوعده، ثم قامت بوداع الجميع وشجعت والدها على تنفيذ وعده، وأنطلقوا برحلتهم حتى وصلوا إلى شارع أشجار البرتقال، وعندما اقتربوا من القصر رأوا أنّه مضاء من السطح إلى الأرض، فقالت الفتاة الجميلة وهي تحاول أن تضحك: يجب أن يكون الوحش جائعًا جدًا، إذا كان يفرح بوصول فريسته.
وعندما نزلوا قادها والدها إلى الغرفة الصغيرة التي كان فيها من قبل، و سمع ضجيج خطى الوحش يقترب، وتشبثت الجميلة بأبيها في حالة من الرعب والتي أصبحت أكبر عندما رأت مدى خوفه، لكن عندما ظهر الوحش حقًا، على الرغم من ارتجافها عند رؤيته، بذلت جهدًا كبيرًا لإخفاء رعبها، وحيته باحترام، ثمّ قال الوحش: مساء الخير أيّها الرجل العجوز، مساء الخير يا جميلة، ثمّ سألها الوحش: هل أتيت عن طيب خاطر؟ وهل ترضين بالبقاء هنا عندما يذهب والدك؟
أجابت الجميلة بشجاعة أنها مستعدة تمامًا للبقاء، فقال الوحش:أنا سعيد بك، وبعد مغادرة والدها في اليوم التالي، قالت الجميلة: ماذا يمكنني أن أفعل يا أمير، لأجعلك سعيدًا ؟ فأجاب: لا تتخلي عني حتى تنقذيني من بؤسي القاسي، ثمّ بعد فترة من مكوثها كانت الفتاة تحلم كل يوم بأمير ساحر يناديها لتنقذه من بؤسه وكانت دائمًا ما تفكر بسبب هذا الحلم، و في الأمير الساحر الذي رأته في حلمها.
وفي أحد الأيام بدأت في استكشاف بعض الغرف العديدة في القصر، وكانت المرة الأولى التي دخلت فيها غرفة مليئة بالمرايا، ثم لفت انتباهها سوار كان يتدلى من الثريا، وعند نزعه تفاجأت بشدة عندما وجدت أنّه يحمل صورة للأمير الذي تراه في أحلامها، وأثناء تناولها العشاء مع الوحش طلب منها الزواج به، لكنّها رفضت ذلك ولم تجد أن هذا قد أغضب الوحش، ولكن في منامها، عاتبها الأمير لماذا تريد تركه لبؤسه.
وفي صباح اليوم التالي، اشتعل الضوء أمام نوافذ القصر، كانت الألعاب النارية تقرقع وتقرع البنادق، وعبر شارع أشجار البرتقال مكتوبًا بأحرف مكونة من ذباب النار: يعيش الأمير وعروسه، وعندما ذهبت لسؤال الوحش عمّا يمكن أن يعنيه كل هذا، وجدت الفتاة أنه قد اختفى، ووقف في مكانه أميرها المحبوب الذي تراه في أحلامها منذ فترة طويلة.
ثمّ ظهرت ملكة جميلة تركب عربة ومعها خادماتها، فقالت إحداهنّ: حسنًا أيتها الملكة، هذه هي الجميلة التي كانت لديها الشجاعة لإنقاذ ابنك من السحر الرهيب، إنهم يحبون بعضهم البعض وموافقتك فقط على زواجهما هي التي تجعلهما سعداء تمامًا، صاحت الملكة: أنا موافقة من كل قلبي، ثمّ قالت:كيف لي أن أشكرك بما يكفي، أيتها الفتاة الفاتنة، على إعادة ابني العزيز إلى شكله الطبيعي؟
ثم احتضنت بحنان الجميلة والأمير، الذي كان في هذه الأثناء يشرح للجميلة أنّه الأمير الذي تراه في أحلامها وقد تحول بفعل ساحرة شريرة لهذا الشكل المخيف، ولكن بفضل حبها وإخلاصها له تخلص من لعنته، فهمت الفتاة التفسير لغرابة أحلامها وتم الاحتفال بالزواج في اليوم التالي، وعاش الأمير والجميلة في سعادة دائمة.