قصة الجندي الذي نجا من الحرب بفضل جرعة زائدة من المنشطات

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية الأوروبية والتي تم تدوينها بناءً على قصص حقيقية حدثت على أرض الواقع، وقد تمحور الحديث بها حول أحد الجنود العسكريين التي ساهمت الحبوب المنشطة في بقائه على قيد الحياة في ظل ظروف الحرب البائسة.

قصة الجندي الذي نجا من الحرب بفضل جرعة زائدة من المنشطات

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول أحد الجنود من دولة فنلندا، حيث أنه في منتصف القرن التاسع بينما كانت الحرب مشتعلة بين دولته وعدد من الدول انفصل الجندي الذي يدعى أيمو عن الوحدة العسكرية التابع لها حينما كانت قد وصل إلى الدائرة القطبية الشمالية، وعلى الرغم من أنه لم يكن يحمل معه أي نوع من أنواع الطعام، إلا أنه تمكن من البقاء على قيد الحياة لعد أسابيع؛ وكان يعود استمراره على قيد الحياة ذلك جراء تناوله لجرعة من مادة الميثامفيتامين، وقد كانت تلك الجرعة التي تناولها كبيرة جداً إلى حد أنها تكفي إلى ما يقارب ثلاثين شخص.

وأول ما بدأت قصته هو أنه طوال الفترة التي كانت الحرب بها مشتعلة تمكنت القوات الحربية الفنلندية من التصدي للاتحاد السوفيتي، حيث أنها تحالفت مع قوات الجيش الألماني، وبعد فترة وجيزة من الحرب تضامنت مع الحلفاء في محاربة دولة ألمانيا، وفي كل تلك الأحداث كان الجندي إيمو يلعب دور كبير في إحداث الفوضى؛ وذلك لأن المادة التي تناولها غذت طاقته بشكل مذهل.

ففي أثناء تلك الحرب بقي الجنود الفنلنديون يحاربون بما يقارب أربع سنوات متتالية، وفي يوم من الأيام وجدت إحدى الدوريات نفسها قد وصلت إلى خطوط العدو وتم إحاطتهم على الفور بعدد من الجنود السوفييت، وقد حدث ذلك داخل أحد الأقاليم الشهيرة والذي يعرف بإقليم لابي والذي يقع شمال فنلندا، وفي تلك الفترة كان قد اكتسى بالثلوج، وحينما تم إطلاق النار عليهم بدأ الجنود يتدافعون من أجل الابتعاد عن وجهة النيران، وعزم العديد من الجنود من الفرار عبر الزلاجات.

في تلك الأثناء كان إيمو يقوم بقيادة المتزلجين، وكافة الجنود يسيرون على خطاه فهو يمهد لهم طريق عبر تلك الثلوج الكثيفة، لكنه في لحظة من اللحظات شعر بالتعب والإرهاق الشديدين وسرعان ما تذكر علبة الحبوب تلك الموجودة في جيبه.

إذ أنه في طريق عودة الجنود إلى دولة فنلندا تم تلقي جميع الجنود بين الحين والآخر حصص من أحد أنواع العقاقير التي تعرف باسم بيرفتين، وهو أحد أنواع العقاقير المنشطة، وهنا أشار قائدهم إيمو بأنهم سوف يشعرون بقوة وطاقة كبيرة، كما وعدهم بأن يمنحهم جرعات عالية من الطاقة بين فترة وأخرى؛ وذلك حتى يتحملوا تلك الظروف الشاقة جراء الحرب، وفي بداية الأمر كان الضابط في البداية يحاول منع رغبته في تناول المنشط، لكنه كان حالته بائسة تماماً كحال باقي الجنود.

ولذلك في تلك اللحظة قام الضابط بوضع يده في إحدى جيوبه وسحب علبة المنشطات، وقد كانت كمية المنشطات التي يحملها في جعبته مخصصة لفرقة كاملة من الجنود، وأثناء تزلجه بسرعة هائلة من أجل الفرار من وجه السوفييت رفع العبوة وتوجه بها نحو فمه، وبدلاً من أن يأخذ حبة واحدة من تلك العبوة سقطت بفمه ما يقارب على الثلاثين حبة مكونة من مركب الميثامفيتامين النقي.

وفي ذلك الحين بدأ مفعول المنشطات يسير بسرعة هائلة، حيث أن الضابط زادت سرعته في التزلج بسرعة فائقة، كما أن الفريق الذي كان يتبعه تسارعت وتيرتهم جميعًا؛ جراء تناولهم للمنشط المخصص لهم، وهنا أصبحت قوات السوفييت غير قادرة على اللحاق بهم، لكن بعد لحظات قليلة بدأت الرؤية تبدو ضبابية وغير واضحة على مرأى الضابط، وبهذا لم يعد يتمكن من تمييز الطريق من أمامه، ولكن على الرغم من كل ذلك لم يكف عن التزلج وواصل مسيره إلى أن أغمي عليه، وفي اليوم التالي حينما بدأ الضابط في استعادة وعيه اكتشف أنه قطع مسافة تقارب مئة كيلو متر عبر الثلوج، كما اكتشف كذلك أنه في تلك المنطقة يوجد بمفرده ولا يرى أحد من فريقه بالقرب منه.

وفي ذلك الوقت على الرغم من أنه تمكن من الفرار والنجاة بنفسه من القوات السوفييتية، إلا أن الموقف الذي هو به لا يحسد عليه ولم يكن يبشر بالخير، فقد أصبح وحيداً وسط تلك الثلوج المتراكمة دون طعام ولا حتى أي ذخيرة، وكل ما بحوزته هو زلاجتين ودفعة الطاقة التي تلقاها بعد تناول المنشطات، ولم يرى أمامه سوى أن يستمر في التزلج، وبالفعل الآثار التي كانت هنا وهناك أدرك أن القوات السوفييتية ما زالت تطاردهم، وأول ما بدأ في مسيره وقعت رجله على لغم مدفون في باطن الأرض، وما حصل أن اللغم انفجر وتسبب في حريق كبير، ولكن الضابط نجا من ذلك الحريق، ولكن تأثر به بعض الشيء، إذ أصبح يهذي ويتدحرج يميناً ويساراً ولم يتمكن من السيطرة على نفسه.

ولكن حينما بدأ يتحسس برودة الطقس قام ورجع إلى زلاجته وتابع مسيره، لكن مع مرور الوقت وبدء اختفاء مفعول مادة المنشطات شيئاً فشيئاً عاد شعوره بالجوع إليه، وفي ذلك الإقليم لم يكن أمامه سوى قضم براعم الصنوبر، في محاولة منه من أجل التخفيف من مشكلة الجوع، ومع مرور الوقت وصل أخيراً الضابط إلى الأراضي الفنلندية وسرعان ما هرع إليه المواطنون، وحملوه على أكتافهم وأسرعوا بنقله إلى المستشفى.

وقد اكتشف بعد ذلك أنه في الحقيقة قد تمكن من قطع مسافة تقدر بحوالي أربعمئة كيلو متر أو ما يقارب على الخمسمئة ميل، وقد انخفض وزنه إلى حد كبير جداً، لكن بقيت معدل ضربات قلبه مرتفعة بشكل يتعدى الطبيعي، إذ بلغت مئتين نبضة في الدقيقة وقد تم الوصول إلى علاج مناسب في هذا المجال.

وقد كان من ساهم إلى حد كبير في بقاء الضابط على قيد الحياة على الرغم من كافة الصعوبات والأحداث التي واجهها هو مادة المنشطات، وقد كان ذلك الفضل يعود إلى تلك المادة التي ساهمت إلى حد كبير في تحمل كل ما مر به، وفي حقيقة الأمر لم يكن ذلك الضابط هو الضابط الوحيد الذي يستخدم ذلك النوع من المنشطات أثناء اشتعال الحروب، وإنما كانت هناك أعداد هائلة من الجنود والضباط والقادة العسكرين الذي يتم تقديم لهم مواد منشطة تعمل على تحسين الأداء، وذلك تبعاً إلى تلك الظروف السيئة التي كانت تحاط بهم في الحروب، وعلى وجه التحديد تلك الحروب التي كانت تشتعل في فصل الشتاء.

ومنذ ذلك الوقت تم إجراء العديد من التحسينات على تلك المنشطات والاحتفاظ بها لحين اشتعال الحرب، كما أن ذلك النوع من المنشطات كان يتم صرفها إلى من يعانون من مرض الاكتئاب، وفي النهاية على الرغم من توزيع تلك المواد المنشطة على كافة الجنود أثناء الحرب، إلا أنه هو الوحيد الذي كان قد سطر اسمه في كتب التاريخ أنه الناجي الوحيد بسبب تلك المواد المنشطة، وعاش بعدها إلى عمر السبعين عاماً.


شارك المقالة: