قصة الحماة الرهيبة إليزابيث آن دنكان

اقرأ في هذا المقال


هناك أشخاص في هذه الحياة تطغى على قلوبهم الحقد والغيرة، ومثل تلك الأمراض لا يمكن علاجها حتى ولو مر عليها دهر، فتلك الأمور تأتي مجبولة بالفطرة للشخص الحقود والغيور، تابع المزيد من القراءة.

قصة الحماة الرهيبة إليزابيث آن دنكان

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في منتصف القرن التاسع عشر، حيث أنه في يوم من الأيام اختفت سيدة تدعى أولغا، وفي ذلك الوقت كانت أولغا حامل وتبلغ من العمر ثلاثون عاماً، وأول ما تم توجيه أصابه الاتهام حول سيدة تدعى إليزابيث، إذ أنه بعد اكتشاف أن السيدة إليزابيث قد حصلت بشكل غير قانوني على قرار يقضي بفسخ عقد الزواج بين ابنها وزوجته أولغا، فقد قامت بإحضار رجل وامرأة مزيفين أمام القاضي وادعت أنهما ابنها وزوجته.

فبعد مرور ما يقارب على الشهر على اختفاء أولغا عثرت عناصر الشرطة على جثتها في إحدى الممرات الموجودة في مدينة كاسيتاس التابعة إلى ولاية كاليفورنيا، كما تم ضبط رجلان هما من يدعيان أغسطس ويبلغ من العمر خمسة وعشرون عاماً والآخر يدعى لويس وهو ما يبلغ من العمر اثنان وعشرون عامًا، وقاما هذان الرجلان بالاعتراف بأنهما هما ذاتهما من قاما بقتل أولغا، وأنه قد حدث ذلك بعد أن أغرتهما والدة زوجها بدفع مبلغ يقدر بستة آلاف دولار للقيام بعملية القتل، كما اعترفا أنهما ضربا المجني عليها بقعر بندقية، ثم بعد ذلك قاما بدفنها، ولكن الطب الشرعي أثبت أن أولغا ما زالت على قيد الحياة وقت دفنها.

وفي ذلك الوقت تم استدعاء السيدة إليزابيث من أجل استجوابها، وخلال التحقيق معها أشارت إلى أنها تزوجت ما يقارب إحدى عشر مرة، وأنه كل ما جنته من تلك الزيجات هو ابنها الذي يدعى فرانك وابنة أخرى لها توفيت وهي في سن الخامسة عشر من عمرها، ولم يتبقى لها سوى فرانك في هذه الحياة، ولكن ما توصلت إليه عناصر الشرطة خلال البحث حولها أنه لديها أربعة أطفال آخرين ثلاثة فتيات وابن، وهنا واجهها القاضي بذلك وسألها حول فيما إذا كانت تميز وتحب فرانك أكثر من الآخرين فأجابته: نعم.

وفي تلك الأثناء تم استدعاء فرانك من أجل استجوابه، وقد أشار إلى أنه كان يقيم مع والدته طوال حياته، وأن هذا الأمر قد دفع والدته إلى التعلق به إلى تلك الدرجة التي أوصلت بوالدته إلى الغيرة من زوجته، وأن الغيرة هي من دفعت بوالدته إلى القيام بتلك الجريمة، وأنها حاولت كثيراً إنهاء علاقته بزوجته بطريقة منطقية؛ وقد كانت تبرر ذلك بأنها لا تقوى على العيش بمفردها، وانتهت التحقيقات بالحكم على الحماة بالإعدام، وقد كان فرانك والذي كان يعمل في مجال المحاماة يدافع عن والدته ولكن لم تكن هناك جدوى من دفاعه عنها.

ومن هنا بدأ الكاتب في استرجاع ذكريات أول لقاء فرانك مع أولغا، حيث أنه في يوم من الأيام انتقلت المتهمة مع ابنها والذي كان يبلغ من السابعة والعشرين عامًا إلى مدينة سانتا باربرا، وقد كان حينها جديد في عمل المحاماة، وفي يوم من الأيام تم نقل والدته إلى المستشفى جراء تناولها إلى كمية كبيرة من الحبوب المنومة، وما صرح به الطبيب حول حالتها هو أنها تخشى أن يبتعد ابنها عنها.

وفي أحد المرات بينما كان فرانك في زيارة إلى والدته في المستشفى التقى بأولغا، والتي كانت تعمل كممرضة في ذات المستشفى، ومنذ ذلك اليوم وقد حصل بينهم إعجاب، وحينما أدركت والدته ذلك كانت في كل يوم تقوم بالاتصال بأولغا وتطلب منها أن تبتعد عن ابنها، وقد وصل الأمر بالسيدة إليزابيث لتهددها بالقتل، ولكن أولغا لم تبتعد عن فرانك وتزوجت منه، وقد كان ذلك الزواج يقضيه فرانك في منزل والدته ويذهب لزيارة زوجته في شقتها، وفي فترة من الفترات قرر فرانك أن يستأجر منزل ويعيش به مع زوجته، وقد جعل عنوان منزله سراً عن والدته

وفي يوم من الأيام حملت أولغا وقد سمعت والدة فرانك بذلك، وحينها توجهت الحماة نحو إحدى صديقاتها المقربات والتي تدعى السيدة باربرا وقد أخبرتها أن أولغا حامل من رجل أخر وليس من ابنها، وعرضت على السيدة باربرا أن تساعدها في قتل أولغا مقابل ألف وخمسمئة دولار، ولكن ما قامت به السيدة باربرا هو أنها ذهبت إلى فرانك وأخبرته بالعرض الذي عرضته والدته عليها، وهنا رأى فرانك أنه من الأفضل أن يعود إلى منزل والدته، لكن هذا الأمر لم يهدأ من غيرة والدته وفي يوم من الأيام اتفقت مع شخص صاحب أسبقيات أن يذهب للمحكمة وينتحل شخصية ابنها ويقوم بإلغاء زواجه من أولغا، وبعد جلسة واحدة قرر القاضي فسخ عقد الزواج.

ثم بعد ذلك ذهبت إليزابيث إلى أحد المقاهي التي تعود ملكيتها إلى زوجين، كان فرانك قد ترافع عنهما في إحدى التهم التي تُعنى بالسرقة، وهنا قامت بإخبارهم أن أولغا قد هددتها بأنها سوف تقوم بإلقاء مادة حمضية على وجه فرانك، وسألتها إذا كانت تعرف شخص يمكن أن يخلصها منها، وهنا اتفقت معها زوجة صاحب المقهى أن تعود إليها في صباح اليوم التالي.

وفي صباح اليوم التالي عادت الحماة إلى المقهى حيث عرفتها السيدة صاحبة المقهى على كل من أغسطس ولويس واتفقت معهم على دفع مبلغ ثلاثة آلاف دولار عند تنفيذ المهمة، وثلاثة آلاف دولار أخرى في خلال ثلاثة إلى ستة أشهر تالية، وقد لقنت الحماة الرجلين الطريقة التي سوف يقومون بها قتل الضحية، وفي تلك الأثناء طلبوا منها مبلغ مالي للتنقل وشراء سلاح وقفازات، فدفعت لهم مبلغ يقدر بألف وخمسة وسبعون ألف دولار، وقد كان ذلك هو كامل ما حصلوا جراء ارتكابهم لتلك الجريمة البشعة؛ وذلك لأنهم بعد القيام بالجريمة تواصلوا معها من أجل الحصول على بقية المبلغ المتفق عليه، فأخبرتهم أنها لم تتمكن من سحب أي أموال من البنك؛ وقد بررت ذلك بأن الشرطة كانت تحقق في اختفاء الممرضة.

وقد تمت الجريمة قبل منتصف ليل بقليل، حيث أن أولغا كانت تعمل في واحد من المستشفيات، وقد أمضت فترة المساء من تلك الليلة في الحباكة والدردشة مع ممرضتين كانتا في زيارة لها في شقتها، وقد غادرت الممرضتان شقة المجني عليها في تمام الساعة الحادية عشر وعشر دقائق بالتمام، وبعد مرور دقائق قليلة سمعت باب شقتها يطرق، وحينما فتحت أولغا الباب وجدت شاب مضطرب، وقد أخبرها أن زوجها فرانك قد تناول الكحوليات وموجود بسيارته في الطابق السفلي، وهو بحاجة لمساعدتها من أجل الوصول لشقته.

وفي تلك الفترة كانت أولغا لم تشاهد زوجها منذ عشرة أيام، فرافقت الرجل إلى السيارة، وفي المقعد الخلفي للسيارة وتحت جنح الظلام كان لويس جالس بشكل منخفض، وقد تظاهر بأنه زوجها فرانك، وحينما انحنت للأمام لرؤية زوجها، سرعان ما قام أغسطس بضربها على منطقة الرأس بكعب البندقية ودفع بها للداخل حيث أمسكها لويس، لكن أولغا كانت سيدة قوية جداً ،فعلى الرغم من أنها كانت حامل، إلا أنها بدأت في الصراخ والمقاومة، فقام الرجلان على الفور بضربها مرات عدة حتى فقدت وعيها، ثم بعد ذلك قاموا بربط يديها معها.

ومن ثم قاما بنقلها في السيارة، وبينما كانا يسيران بالطريق قاما بخنقها من أجل التأكد من أنها توفيت، ثم دفنوها وقد تركا خاتم الزواج في يدها، وحينما سمعت السيدة إليزابيث بكلامهم ذلك نفت تماماً أن يكون لها أي علاقة بالجريمة، وكل ما اعترفت به هو أنها كانت متواجدة في المقهى؛ وقد كان السبب في ذلك هو أن صاحبة المقهى كانت غير راضية عن الخدمات التي قدمها لها فرانك في القضية التي دافع عنها بها، ولكن في النهاية تم تنفيذ حكم الإعدام فيها.

المصدر: كتاب روائع من الأدب الأمريكي المعاصر - توني موريسون - 2014


شارك المقالة: