هناك الكثير من الروايات والقصص التي تحمل بداخلها لنا المعنى والحكمة، ومن تلك القصص قصة الخنفشاري، فما مضمون تلك القصة؟ وما معنى تلك الكلمة؟ وعلى من تطلق كلمة خنفشاري؟
قصة الخنفشاري
- كان يا ما كان في قديم الزمان، يحكى أنه كان هناك رجلاً يدعي العلم والمعرفة، فهو معروف بين أبناء قومه، فكل أحد يسأله أي سؤال سواء في الطب أو في العلوم أو سواء أكان في الهندسة وغيرها الكثير قام بالإجابة عليها، ولكن لا صحة لمعلوماته ولا فائدة منها، وفي يوم من الأيام لاحظ أصدقاؤه أمر ما يفعله، وأنه يبالغ جداً في ذلك الأمر حتى أن الجميع ينزعج منه ومن أحاديثه عديمة المعنى، بل وفوق ذلك يدعي بالعلم والحكمة والمعرفة وأنه سادة من سادة القرية بسبب ذكائه وفطنته.
- وفي يوم من الأيام قرر أصدقاؤه أن يختبروه ويوقعوه في الفخ والحرج، فكان الرجل ذات يوم جالس في جلسة كبيرة، وكانت هذه الجلسة مليئة بالعلماء والحكماء وأصحاب المعرفة والعلم، فقرر الأصدقاء أن يسألوه عن معنا كلمة “خنفشاري” وهي بالأصل لا يوجد أي معنى لها في اللغة، ولم يسمع بها أحداً من قبل، فقال الرجل: إن تلك الكلمة يمنية الأصل ويطلق كلمة خنفشاري على نبتة طيبة الرائحة تخرج في جبال اليمن، فلقد قال شاعر يمنيّ شعر بها، وقال فلان عن الكلمة هذه: لا يعقد الحليب إلا بالخنفشاري، وقال كذا وكذا عن الكلمة تلك.
- حيث بدأ ذلك الرجل بأن يأتي بأحاديث وأقوال لا صحة ولا أساس لها، وفي آخر الجلسة قال ذلك الرجل الأحمق الذي يدعي بأنه عالم: قال رسول الله عن تلك الكلمة أنها كذا، فقام الأصدقاء بإيقافه، ثم قالوا له: تلك كلمة أحدثناها للتو وأنت بدأت تقول لنا قال الرسول وقال الشاعر، شعر الرجل بالحرج الشديد، وأصبحت تلك الكلمة تطلق على كل كلمة لا يوجد لها معنى بالأصل، وتطلق على كل من يدعي العلم والمعرفة وهو لا يفقه شيئاً.