هناك الكثير من القصص والحكايات المشوقة والمضحكة، التي يكمن ورائها عبرة أو حكمة يريد الكاتب أن يوصلها لنا بطريقة مضحكة ومسلية، ومن هذه القصص قصة الحاكم مع الدقّة والشطّة.
قصة الدقة والشطة
- يحكى أن هناك حاكماً لقرية بسيطة، يحبه شعبه كثيراً، فكان الحاكم يدير أمور هذه القرية ويحافظ على مصلحة شعبه، وكان لديه ثلاث بنات، وأراد أن يختبر حُب بناته له، فسأل ابنته الأولى: ما مقدار حُبكِ لي يا ابنتي العزيزة؟ قالت له: أحبك بمقدار ما يحب السمك الماء، ففرح الحاكم كثيراً، وقال في نفسه، إن ابنتي تحبني فلا يستطيع السمك العيش دون ماء، وأعطاها خاتماً حباً وتقديراً لها.
- سأل الحاكم ابنته الثانية وقال لها: ما مقدار حُبك لي يا ابنتي العزيزة؟ قالت كما يحب العصفور السماء، ففرح أيضاً فالعصفور لا يرى حريته إلا وهو محلق في سمائه، وأمر لها بمبلغ نقدي أيضاً، وفي اليوم التالي سأل الحاكم ابنته الصغيرة نفس السؤال وقالت له: أحبك بمقدار حُبك للدقة مع الشطة، كتم الحاكم في خاطره ما قالت ابنته له، ففكر في نفسه أنها لا تحبه كثيراً، وطردها من القصر.
- ذهبت ابنة الحاكم إلى الغابة وتزوجت من شاب وسيم، وبنوا كوخاً صغيراً ليسكنوا به، وذات يوم كان الحاكم يتجول في الغابة دون حراس وكان شديد العطش، فشاهد ذلك الكوخ من بعيد، قرر الحاكم أن يذهب إلى صاحبه ليشرب منه الماء، وبعد أن وصل استقبله الشاب، وقدم له الماء، سمعت ابنة الحاكم صوت أبيها فعلمت بأمر قدومه.
- قالت ابنة الحاكم: لا بد من أن هذا الضيف يتضور جوعاً، فقدم له بعض الدقة والزيت إلى أن أحضّر بعض الدجاج المشويّ، ولما قدَّم الشاب الدقة والزيت إلى الحاكم قال له الحاكم، إن طعمه سيء جداً فلا يكون لذيذاً إلا بوجود الشطة، وحينها تذكر الحاكم قول ابنته الصغيرة وتمنى أن يَراها مجدداً، خرجت إليه ابنته وقالت له: أرجو منك يا أبي أن تكن مدركاً لما قلته، فهل بإمكانك أن تأكل الدقّة دون تلك الشطة؟!
