تُعتبر هذه القصة من القصص التي تناولت في مضمونها الحديث حول حادثة خارجة عن نطاق العقل، فهل ممكن لشخص أن يمتلك أحد المجرات السماوية كالقمر؟، تابع معنا عزيزي القارئ القصة للنهاية لنرى ما قام به السيد دينيس.
قصة الرجل الذي باع القمر
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في الثمانينيات من القرن التاسع عشر، حيث أنه في تلك الفترة كان هناك رجل يدعى دينيس هوب، إذ يقيم السيد دينيس في واحدة من الولايات المتحدة الأمريكية، وفي يوم من الأيام اجتمعت جميع شعوب العالم من أجل أمر مهم للغاية، وقد كان ذلك الأمر ما يطلق عليه الحرب النووية، إذ بدت كافة الشعوب قلقه بشأن ذلك الأمر؛ وذلك لأنه من المؤكد أنه في حال تم ذلك، فإنه سوف تحصل كوارث تبيد العالم بأكمله.
وبينما كانت تلك الشعوب وكافة المواطنين مصابين بالذعر من ذلك الأمر ويفكرون أنه في حال حدث ذلك أين سوف يقيمون، قام السيد دينيس باستغلال تلك الحالة التي يعيشها الناس وصرح أنه يمتلك أقرب الأجرام السماوية لكوكب الأرض ألا وهو القمر، وقد ادعى في ذلك الوقت أنه المالك الوحيد لجار الأرض ولا يوجد أي شخص على وجه الكرة الأرضية يمتلك أي جزء من ذلك الجرم سواه، وهذا الخبر قد شاع في كافة الأرجاء، مما جعل الناس يذرفون بالقدوم إليه من أجل شراء بعض القطع من الأراضي على سطح القمر؛ وذلك حتى يفرون إليها في حال حدثت الحرب النووية وتم تدمير كوكب الأرض، ومن هنا بدأ السيد دينيس بجمع ثروته بعد أن تمكن من إبرام عقود لبيع قطع الأراضي.
حيث أنه في السابق تم ذكر حول السيد دينيس أنه كان يعمل في مجال بيع الأحذية، ولكنه أثناء عمله في هذا المجال لم يحقق أي مبيعات ولا حتى أي أرباح، وبعد فترة من عمله في ذلك المجال أصبح عاطل عن العمل، ومن هنا بدأت المشاكل في حياته تزداد يوماً بعد يوم حتى أوصل به الأمر أنه انفصل عن زوجته، وفي ليلة من الليالي بينما كان يحدق نظره في السماء وجد أنه بإمكانه أن يستفيد من تلك الكواكب الموجودة.
ثم بعد ذلك على الفور توجه نحو إحدى المكتبات المحلية؛ وذلك من أجل أن يقوم بالبحث فيما إذا يوجد هناك شخص يمتلك القمر الذي يدور حول الأرض، وبعد اطلاعه وقراءته للعديد من الكتب اكتشف أن المعاهدة التي تعرف باسم وثيقة الفضاء الخارجي والتي تم توثيقها في الستينات من القرن التاسع عشر ووقع عليها كافة دول العالم التي ارتادت الفضاء أنه لا يحق لأي دولة أن تدعي ملكيتها لأي جرم سماوي.
وقد كانت تلك الوثيقة بمثابة بصيص الأمل بالنسبة للسيد دينيس، إذ بدورها تمنع أي الدول أو أي حكومة من امتلاك القمر، وفي ذات الوقت لم تشير إلى أي شيء حول أن يمتلكه الأفراد، وبناءً على ذلك قام السيد دينيس بتقديم طلب من أجل الحصول على سند يشار به إلى ملكيته للقمر في واحد من المكاتب الحكومية المحلية، وعلى حسب الأحاديث التي صدرت عن السيد دينيس في ذلك الوقت أنه بعد أن قام بممارسة العديد من الضغوطات وقام بالعديد من الجدالات مع الموظف في المكتب تم التوقيع على ذلك السند وحصل على ملكيته للقمر.
وبعد أن حصل السيد دينيس على سند الملكية للجرم قام وأصدر خطاب توجه به إلى السلطات العليا في الولايات المتحدة أخبرهم به أن الحكومة قد وقعت على ملكيته للجرم، وأخذ بسؤالهما فيما إذا كان هناك اعتراض أو أنهما يرغبان في الطعن على هذا الادعاء، وحينما لم يتم الطعن في ذلك السند من قِبل تلك الجهات على ملكيته بدأ دينيس في بيع قطع من العقارات القمرية مقابل مبلغ عشرون دولار للفدان، وبين الحين والآخر يصرح للعامة بأنه في حال رغب أحد في أن يقوم بشراء بعض من المعادن الموجودة على سطح القمر فعليه أن يدفع أكثر من ذلك المبلغ.
وبعد فترة وجيزة تمكن السيد دينيس من تأسيس شركة خاصة به، وقد أعلن من خلالها أنه تم بيع ما يقارب على ستمئة وإحدى عشر مليون فدان من قطع الأراضي على سطح القمر وما يقارب على ثلاثمئة وخمسة وعشرون مليون فدان على كوكب المريخ بالإضافة إلى مئة وخمسة وعشرون مليون فدان على كوكب الزهرة، وعلاوة على ذلك كله قام ببيع كل من قمر أيوا التابع لكوكب المشتري وكوكب عطارد لحوالي ستة ملايين شخص.
كما ادعى السيد دينيس أن هناك أعداد كبيرة من المشاهير قاموا بشراء قطع أراضي منه ومن بينهم كان من يدعى توم هانكس وآخر يدعى جورج لوكاس، كما أن هناك عدد من الرؤساء السابقين مثل من يدعى كارتر ومن يعرف باسم جورج بوش الابن ومن يدعى ريجان قاموا بشراء قطع أراضي منه، بالإضافة إلى سلسلة من الفنادق الشهيرة مثل فندق ماريوت وفندق هيلتون قد اشتروا كذلك منه كميات كبيرة من قطع الأراضي إلى جانب ألف وثمانمائة شركة كبرى أخرى.
وفي يوم من الأيام بعد أن تأكدت الحكومة الأمريكية بتوثيق شركة السيد دينيس وتسجيلها باسمه بشكل رسمي قامت فرض الضرائب عليه، ولكن ما كان مدهش في الأمر أن السيد دينيس لم ينزعج من ذلك الأمر، بل شعر بفرحة عارمة، إذ أشار إلى أن ذلك الأمر هو بمثابة اعتراف رسمي من الحكومة الأمريكية بشركته، ومنذ تلك اللحظة وقد مضى السيد دينيس قدمًا في مشروعه حتى أنه وصل به الأمر في يوم من الأيام أنه رغب في تشكيل حكومة للمجرة، كما أنه قد فكر في القيام بإنشاء عُملة خاصة ومعتمده في تلك الحكومة، وقد أوضح أن تلك الحكومة سوف تكون من أقوى الحكومات على الاطلاق؛ وذلك لأنه يدعمها بما يمتلكه من احتياطيات لمادة الهيليوم والتي تقدر بقيمة ستة كوادريليون دولار.
وفي النهاية بغض النظر عن الجدل القانوني الذي أثاره السيد دينيس في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تمثل ذلك الجدل في أن السيد دينيس قد بنى عقده على أساس جزء بسيط فقط من تلك المعاهدة وأنه في الحقيقة قد تجاهل جزء مهم للغاية وهو ما يتمثل في إلزام أي فرد أو أي مؤسسة غير حكومية تحاول في يوم من الأيام الوصول إلى الفضاء ينبغي عليها أن تحصل أولاً على توقيع يفيد بموافقة كافة الدول الموقعة على المعاهدة.
ولكن السيد دينيس تمكن من تلك المشكلة بسبب نفوذه الاقتصادي في ذلك الوقت، ومنذ ذلك اليوم وهو يدعي أنه أثرى رجل في العالم كله؛ وذلك لأنه يمتلك احتياطي من الأراضي على ذلك الجرم السماوي بما تزيد قيمته عن مئة تريليون دولار، بالإضافة إلى الجانب الاحتياطي من مادة الهيليوم والثروة المعدنية الموجودة في ممتلكاته خارج كوكب الأرض.