الرجل بلا قلب( The Man Without a Heart) حكاية خيالية من تأليف Andrew Lang’s Fairy Books، أصل هذه القصة الخيالية غير معروف، لذا فقد نُسبت إلى المؤلف الاسكتلندي أندرو لانغ.
الشخصيات:
- الأخوة السبعة.
- الفتاة الصغرى.
- الرجل بلا قلب.
قصة الرجل بلا قلب:
كان في يوم من الأيام سبعة إخوة يتامى وليس لهم أخت، لذلك اضطروا إلى القيام بجميع الأعمال المنزلية الخاصة بهم حيث كان هذا لم يعجبهم على الإطلاق، لذلك قرروا بعد الكثير من المداولات الزواج، ولكن لم يكن هناك، للأسف فتيات صغيرات في المكان الذي يعشون فيه، لكن الأخوة الأكبر وافقوا على الخروج إلى العالم والبحث عن عرائس، ووعدوا بإعادة زوجة جميلة جدًا لأصغرهم أيضًا إذا كان سيبقى في هذه الأثناء في المنزل ويعتني بالمنزل.
وافق الأخ عن طيب خاطر، وانطلق الشبان الستة في حالة معنوية جيدة، وفي طريقهم جائوا إلى كوخ صغير كان بمفرده في الغابة، وأمام الباب وقف شيخ عجوز اقترب من الأخوين قائلا: مرحبا، أيها الرفاق الصغار! إلى أين بعيدًا بهذه السرعة والبهجة؟ أجابوا: سوف نجد عرائس لطيفات لأنفسنا، وواحدة لأخينا الأصغر في المنزل، قال الرجل العجوز: أيها الشباب الأعزاء، أنا وحيد بشكل رهيب هنا، احضروا لي أيضا أحضرعروسا، فقط تذكروا، يجب أن تكون شابة وجميلة.
فكر الأخوان وذهبوا في طريقهم قائلين: ما الذي يريده مثل هذا الشيء الرمادي القديم المنكمش مع عروس صغيرة جميلة؟ ثمّ جاؤوا إلى بلدة كانت فيها سبع أخوات، صغيرات السن وجميلات كما يرغب أي شخص. اختار كل أخ واحدة منهنّ، واحتفظوا بواحدة أخيهم الأصغر في المنزل، ثم انطلق الفريق بأكمله في رحلة العودة ، ومرة أخرى مر طريقهم عبر الغابة وتجاوز كوخ الرجل العجوز.
هناك وقف أمام الباب وصرخ: أوه! أيها الرفاق الرائعون، يا لها من عروس ساحرة جلبتموها لي! فقال الشباب: إنّها ليست لك، إنّها لأخينا الأصغر كما وعدنا، قال العجوز: ماذا! وأين وعدكم لي! سأجعلكم تأكلون وعودكم! وأخذ عصاه السحرية، وتمتم بسحره ولمس الإخوة والعرائس، وعلى الفور تحولوا إلى أحجار رمادية، فقط الفتاة الصغرى التي لم يسحرها.
أخذها إلى الكوخ، ومنذ ذلك الوقت اضطرت للاحتفاظ بالمنزل من أجله، لم تكن سعيدة للغاية، ولكن كانت الأفكار التي تزعجها، ماذا لو مات الرجل العجوز وتركها هنا بمفردها في الكوخ الانفرادي في أعماق قلب الغابة! ستكون وحيدة بشكل رهيب كما كان في السابق، فأخبرته ذات يوم عن خوفها.
قال العجوز: لا داعي للقلق، لا تخافي من موتي، فليس لي قلب في صدري! ومع ذلك، إذا مت، ستجدين عصاي فوق الباب، وبها يمكنك تحرير أخواتك وأزواجهن، وعندها سيكون لديك بالتأكيد عائلة كافية، فسألت الفتاة: في أي مكان في العالم تحتفظ بقلبك، إن لم يكن في صدرك؟ قال زوجها: هل تريدين معرفة كل شيء؟ حسنًا، إذا كان يجب أن تعرف، فإنّ قلبي في غطاء السرير.
وفي أحد الأيام عندما خرج الرجل العجوز إلى عمله قضت عروسه وقتها في تطريز الزهور الجميلة على لحاف السرير لإسعاد قلبه، كان الرجل العجوز مسلياً جدا، وضحك وقال لها: أنت طفلة جيدة، لكنّي كنت أمزح فقط. قلبي بالفعل في، فقالت الفتاة: الآن أين هو يا زوجي العزيز؟ أجاب: إنّه في المدخل، في اليوم التالي، بينما كان في الخارج، زينت الفتاة الباب بالريش والزهور الطازجة، وعلقت أكاليل الزهور عليه، وعند عودته سأل الرجل العجوز ماذا يعني كل هذا.
قالت الفتاة: لقد فعلت ذلك لأظهر حبي لقلبك، ومرة أخرى ابتسم الرجل العجوز قائلاً : أنت طفلة عزيزة ولطيفة، لكن قلبي ليس في المدخل، ثم انزعجت العروس الشابة المسكينة وقالت: آه يا عزيزي! لديك حقًا قلب في مكان ما، لذلك قد تموت وتتركني وحدي، بذل الرجل العجوز قصارى جهده لتهدئتها بتكرار كل ما قاله من قبل، لكنّها توسلت إليه من جديد ليخبرها حقًا بمكان قلبه وأخبرها في النهاية.
قال إنه بعيد، بعيدًا عن هنا، في مكان منعزل حيث تقف كنيسة عظيمة، أقدم ما يمكن أن يكون قديمًا، أبوابها من الحديد، ويدور حولها خندق عميق، لا يمتد على جسر، داخل تلك الكنيسة طائر يطير صعودا وهبوطا، ولا يأكل ولا يشرب ولا يموت أبداً، لا أحد يستطيع الإمساك به، وأثناء حياة هذا الطائر سأكون كذلك، لأنّ قلبي فيه، أصبحت العروس الصغيرة حزينة للغاية لتعتقد أنّها لا تستطيع فعل أي شيء لإظهار حبها لقلب الرجل العجوز. كانت تفكر في الأمر لأنها جلست وحدها طوال الأيام الطويلة، لأن زوجها كان دائمًا في الخارج.
في أحد الأيام، جاء مسافر شاب عبر المنزل، ورأى الفتاة الجميلة وتمنى لها يوم سعيد، فردت تحيته، ولما اقترب منها سألته من أين أتى وإلى أين هو ذاهب، تنهد الشباب وقال: للأسف!أنا حزين جدا، كان لي ستة أشقاء ذهبوا ليبحثوا عن عرائس وعوس لي، لكنهم لم يعودوا إلى المنزل أبدًا، لذا سأبحث عنهم الآن، قالت الفتاة: أوه، صديقي العزيز، لا تحتاج إلى الذهاب أبعد من ذلك، تعال واجلس، كل واشرب، وبعد ذلك سأخبرك بكل شيء عن ذلك.
أعطته الطعام، وعندما أنهى وجبته أخبرته كيف جاء إخوته إلى المدينة التي تعيش فيها مع شقيقاتها، وكيف اختار كل منهم عروسًا، وأخذوها معهم، ثمّ بكت وهي تروي كيف تحول الآخرون إلى حجر، وكيف تم الاحتفاظ بها كعروس الرجل العجوز، ولم تترك شيئًا، حتى أنّها حكت له قصة قلب زوجها.
فلما سمع الشاب هذا قال: سأذهب لأبحث عن الطائر، قد يساعدني الله في العثور عليه والقبض عليه، قالت: نعم ، اذهب، سيكون عملاً صالحًا، لأنّه عندها يمكنك إطلاق سراح إخوتك وأخواتي، ثم أخفت الشاب، لأنّ الوقت قد فات، وسيعود زوجها قريبًا، وفي صباح اليوم التالي، عندما خرج الرجل العجوز، أعدت مؤونة لضيفها وأرسلته في رحلاته، متمنية له التوفيق والنجاح.
مشى ومضى حتى ظنّ أنّ الوقت قد حان لتناول الإفطار، نظر خلفه فوجد ثورًا أحمراً عظيمًا، فعرض عليه الطعام، قال: يسعدني كثيرًا قبول دعوتك الكريمة، فشكر الثور الشاب شكرًا جزيلاً ، وقال الحيوان وهو ينهض: عندما تكون في خطر أو ضرورة اتصل بي واختفى بين الأدغال، وعندما حل الظلام، وضع الشاب الطعام على الأرض، فخرج خنزير بري يركض، و قال: أنّ العشاء جاهز، هل تسمح لي أن آتي؟
وافق الشاب على دعوته، وبعد تناول الطعام، نهض الخنزير وقال: شكرًا لك، عندما تكون في حاجة، يجب عليك طلبي بسرعة وانطلق، ولفترة طويلة سار الشاب، وحلول المساء كان على بعد أميال، شعر بالجوع مرة أخرى ، وبعد أن بقي بعض المؤن، اعتقد أنّه من الأفضل له تحضير العشاء، وفجأة سمع صوتًا فوق رأسه مثل خفقان الأجنحة، وظل يلقي بظلال على الأرض.
ثم ظهر جريفين ضخم يقول: سمعت شخصًا يعطي دعوة لتناول الطعام، هل يوجد شيء لي؟ قال الشاب: لم لا؟ تعال وخذ كل ما تريد، لن يتبقى الكثير بعد هذا، لذلك نزل الغريفين وأكل قائلاً ، وهو يطير بعيدًا، ادعوني بي إذا كنت بحاجة لي، قال الشاب في نفسه: كم كان في عجلة من أمره! ربما كان قادرًا على توجيهي إلى الكنيسة، لأنّني لن أجدها بمفردي.
ثمّ بدأ يمشي مسافة أطول قبل أن يستريح، لم يكن قد ذهب بعيدًا عندما رأى الكنيسة فجأة! وسرعان ما وصل إليها ، أو بالأحرى إلى الخندق الواسع والعميق الذي يحيط به دون جسر واحد يمكن عبوره، لقد فات الأوان لمحاولة القيام بأي شيء الآن، وإلى جانب ذلك كان الشاب المسكين متعبًا جدًا، فاستلقى على الأرض ونام بسرعة، وفي صباح اليوم التالي، عندما استيقظ، بدأ يتمنى لو يكون فوق الخندق، وخطر بباله أنه إذا كان الثور الأحمر موجودًا فقط، وكان عطشانًا بما يكفي ليشرب كل الماء في الخندق، فقد يمشي عبره وهو جاف.
وما إن عبرت الفكرة دماغه قبل ظهور الثور وبدأ يشرب الماء، فسارع الشباب عبر الخندق وبمجرد جفاف الخندق، لكنّه وجدوا أنه من المستحيل اختراق الجدران السميكة والأبواب الحديدية القوية للكنيسة، أعتقد أن الخنزير الكبير سيكون أكثر فائدة مما هو عليه الآن، وعندما فكر به، جاء الخنزير البري وبدأ في الدفع بقوة ضد الجدار، وتمكن من فك حجر واحد بأنيابه، وبعد أن بدأ تم حفر حجر بعد حجر حتى صنع حفرة كبيرة بما يكفي للسماح لرجل بالمرور.
سرعان ما دخل الشاب إلى الكنيسة ورأى طائرا يطير حولها، لكنه لم يستطع الإمساك به، فصرخ: أوه! لو كان غريفين فقط هنا، لكان سرعان ما يمسك به، وعند هذه الكلمات ظهر الغريفين، وأمسك الطائر وأعطاه للشباب الذي حمله بعناية، بينما طار الغريفين بعيدًا.
أسرع الشاب إلى المنزل بأسرع ما يمكن، ووصل إلى الكوخ قبل المساء، ثمّ روى قصته للعروس الصغيرة التي بعد أن أعطته بعض الطعام والشراب، أخفته مع طائره تحت السرير، في تلك الأثناء عاد الرجل العجوز إلى المنزل واشتكى من الشعور بالمرض، وقال إنه لا شيء سيكون على ما يرام معه بعد الآن، تم القبض على طائر قلبه.
سمع الشاب تحت السرير هذا، وفكر: هذا الرجل العجوز لم يؤذني بشكل خاص، لكنه بعد ذلك سحر إخوتي وعرائسهم، واحتفظ بعروستي لنفسه، وهذا بالتأكيد سيء بما فيه الكفاية، فقرص الطائر، فصرخ الرجل العجوز: آه! أشعر بالموت يمسك بي! طفلتي، أنا أموت! وبهذه الكلمات سقط مغشيا عليه من كرسيه، ولأنّ الشاب قبل أن يعرف ما يفعله، ضغط على الطائر حتى الموت فمات الرجل العجوز أيضا.
تسلل الشاب من تحت السرير، وأخذت الفتاة العصا السحرية التي وجدتها حيث أخبرها الرجل العجوز، ولمست به الأحجار الرمادية الاثني عشر، وحولتهم في الحال إلى ستة إخوة وعرائس، ثم كان فرحهم عظيم، وهناك كان يرقد الرجل العجوز، ميتًا تمامًا ولا يمكن لعصا سحرية أن تعيده إلى الحياة، حتى لو رغبوا في ذلك، وبعد ذلك ذهبوا جميعًا وتزوجوا وعاشوا معًا سنوات عديدة في سعادة.