أصحاب النفوس الطيبة دائماً ما يرزقهم الله بما يتمنّون، هذا ما حدث مع الرجل الغني الطيب الذي كان يساعد الجميع، ولكنّه تحوّل بيوم من الأيام لرجل فقير، وبسبب طيبه وهبه الله قدرة التحدّث مع الحيوانات وأخبره أحد الحيوانات بمكان الكنز، وعاد غنيّاً وعاش مع زوجته حياة سعيدة.
قصة الرجل وحاكم الأفاعي
في إحدى القرى يسكن رجل غني وطيب القلب، كان هذا الرجل ينول محبة كل من حوله؛ فهو يقوم بمساعدة كل الفقراء والمحتاجين من حوله، ولا يتردّد أي شخص في قريته أن يأتي له ويطلب منه أي مساعدة، وكان هو يغدق عليهم بماله الكثير، وكان دائماً عند حسن ظنّهم، ولكن مع مرور الوقت لم يعد هذا الرجل يمتلك المال الكثير؛ فقد أنفقه على المحتاجين والفقراء.
لم يشعر هذا الرجل الطيب بالندم أو الحزن لذلك، بل كان سعيداً لأنّه ساعد غيره، وكانت زوجته تغضب دائماً بسبب كرمه الزائد، حتى أنّه عمل في رعي الغنم، ولأنّه رجل طيب لم يكن يقسو على زوجته التي لم تتوقّف عن نهره كل يوم بما فعله، وفي يوم من الأيام بينما كان هذا الرجل يسير بجوار الغابة، إذ رأى نار مشتعلة في الغابة، شعر الرجل الطيب بالخوف وحاول أن يقترب ليرى إن كان هنالك من يحتاج المساعدة؛ فوجد ثعباناً كبيراً بحاجة للمساعدة؛ فساعده الرجل الطيب وأنقذه من النيران المشتعلة.
تفاجأ الرجل بعد ذلك أن الثعبان يتحدّث، وأنّه شكر الرجل لمعروفه الذي صنعه معه، ومن خلال الحديث علم الرجل أن هذه الأفعى كانت أميرة ووالدها هو حاكم الأفاعي، وطلبت من الرجل أن يأتي معها لحاكم الأفاعي ليكافئه، وعندما قابل الرجل حاكم الأفاعي طلب منه أن يمنحه قدرة التحدّث مع الحيوانات، وبالفعل منحه الحاكم هذه القدرة، ولكنّه أخبره أن هنالك شرط وهو عدم إخبار أي أحد بهذا السر وإلّا فسيكون الثمن حياته.
وبالفعل صار هذا الرجل يتحدّث مع الحيوانات ويفهمها وتفهمه، وصار له أصدقاء من الحيوانات، وفي يوم من الأيام كان يسير الرجل مع الكلب؛ فدلّه الكلب على مكان للكنز مدفون تحت الأرض، فرح الرجل كثيراً وأخبر زوجته أنّه يريد استخراج الكنز، وأنّه يريد أن يعود ويساعد الناس كما كان.
ولكن زوجته غضبت منه وطلبت منه أن تعلم السر وراء معرفته للكنز، ولكن زوجها رفض ذلك وخيّرها أن يموت أو أن يعيش بسعادة مع زوجته؛ فقرّرت الزوجة أن ترضى بمساعدة الناس، وعاشت مع زوجها الطيب حياة سعيدة.