قصة الرهبان في المعبر هي قصة ألمانيّة شعبيّة، قامَ الكاتب تشارلز جون تيبيتس بتأليفها في عام 1892م. حيث نُشرت هذه القصة في كافة مطابع مدينة برلين في جمهورية ألمانيا الاتحادية وفي بعض المطابع في مدينة لندن في المملكة المتحدة وفي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
الشخصيات:
- عامل الكنيسة.
- الرهبان.
- القديسين.
قصة الرهبان في المعبر:
كان هناك مبنى طويل ومدمر في معبر أندرناخ الذي يقع على حافة نهر الراين. وبالقرب منه تتواجد بقايا قلعة فريدريششتاين والمعروفة للفلاحين وكل ركاب النهر ببيت الشيطان. ولكن كيف أتت هذه التسمية المشبوهة؟ يقول البعض بأنَّ أمير نيويفيد أجبر رعاياه على بنائه وهم من أطلقوا عليه هذا الاسم بالإجماع، والبعض الآخر يقولون بأنَّ هذه التسمية قد أتت من الأعمال الشيطانية التي كان يقوم بها البعض في هذه القلعة.
كان ذلك في الوقت الذي كان فيه دير القديس توماس الشهير متواجدًا في الكنيسة، وفي وقت متأخر من إحدى الليالي الخريفية رأى أحد القديسين الموجودين في الكنيسة التي بقرب النهر رجلًا يجر قاربه الذي غرق في النهر وهو مبلول تمامًا، كان هذا الرجل يرتدي رداء الكهنة الطويل. قال الراهب: هل من أحد هنا؟ رد عليه القديس: تفضل! قال له: أيها القديس، أود أنْ تنقلني عبر نهر الراين إلى شاطئ النهر الآخر. لقد جئت من دير القديس توماس وأنا ذاهب بعيدًا وبرفقتي مهمة ثقيلة يجب علي القيام بها.
قال القديس: ادخل إلى قاربي وسأضعك عبر تيار النهر هذا وسيجرك حتى الطرف الآخر من النهر. دخل الراهب إلى القارب وخرج معه أحد عاملي الكنيسة وسرعان ما وصلوا إلى الشاطئ المقابل، لم يعطي الراهب أي نقود للعامل وذهب بسرعة البرق للبحث عن بيت الشيطان. جدف العامل إلى الطرف الآخر من النهر وسمع مرة أخرى صوت يقول: هل من أحد هنا؟ رأى العامل راهبين يرتديان ملابس مماثلة تمامًا لراكبه الراحل يقفان معًا ويتحدثان بصوت منخفض للغاية.
قالوا لعامل الكنيسة: أتينا من كنيسة القديس توماس وسنذهب للطرف الآخر بحثًا عن بيت الشيطان. صعدوا إلى القارب وكان العامل يريد أنْ يسبقهم بالنزول إلى الشاطئ، ولكنهم كانوا كالراهب السابق خرجوا إلى الشاطئ بدون سابق إنذار. فعاد العامل إلى منزله الذي بقرب الكنيسة في أندرناخ. سمع العامل صوت مماثل للذي سبقه يقول: هل من أحد هنا؟ لم يجيب العامل وظل يحاول أنْ يبعد قاربه عن الأنظار، ولكن ذهب في النهاية إليهم وقالوا له: يا بني نحن القديسون الذين سيذهبون لتطهير بيت الشيطان في الضفة الأخرى من النهر ونود أحد يأخذنا للطرف الآخر ونحن رأينا قارب بالقرب من هنا.
قال لهم العامل: لقد مر ثلاثة رهبان قبلكم ولم يدفعوا لي أي شيء مقابل خدمتي لهم بنقلهم للطرف الآخر من النهر وإذا أردتم مني نقلكم أود الحصول على مقابل. قال له أحد القديسين: وهل تظن بأنَّ من سبقونا لم يعطوك مقابل خدمتك؟ قال لهم: بالطبع لم يعطونني. قال له القديس: لقد أعطوك بركاتهم ولهذا أنت الآن هنا، فالنهر هذا لأنَّه بالقرب من بيت الشيطان لا أحد يعود منه سالمًا وبركات القديسين هي ما أعادك سالمًا إلى بيتك.
أكمل القديس: وإذا نقلتني سأعطيك بركاتي مدى الحياة وسأدعو دائمًا لك. قال لهم العامل: ولكن بركاتكم لا تطعمني لقمة العيش. قال له القديس: حسنًا أحضر لي قارب فارغ لأبحر به وحدي والله من سيريني الطريق ولن أكون بحاجتك أيها العامل المسكين. أخذ العامل أحد القوارب وأعطاه للقديسين وقال لهم: رحلة موفقة. ذهبوا القديسين برحلتهم وسارت أمورهم على ما يرام، وعندما وصلوا إلى منتصف النهر كان عدد من الرهبان الآخرين قد عرضوا المال على العامل لينقلهم إلى الطرف الآخر وبالطبع وافق على ذلك.
وعندما خرج بهم ليبحر بدأت عاصفة شديدة ترفع مياه النهر، كان القارب الخاص بالعامل يهتز يمينًا وشمالًا. ووقتها شاهد القديسان القارب الخاص بالعامل واقتربا منه، وبعدها أخذ الرهبان معهم وتركا العامل وحده في القارب وقالوا له: هل ترى ما هي فائدة البركة؟ ظل العامل يدعو الله الرحمة والخلاص حتى حل الصباح وكان وقتها مُلقى على الشاطئ القريب من بيت الشيطان، بدأ العامل بالبكاء عندما رأى القديسين يطهرون البيت وهو مُلقى على الأرض. أخذ قاربه وعاد إلى منزله بعدما أظل طريقه لمرات عديدة وكانت هذه هي نهاية القصة.