قصة الريشة البيضاء والعمالقة الستة

اقرأ في هذا المقال


 قصة الريشة البيضاء والعمالقة الستة أو ( White Feather and the Six Giants) هي قصة خيالية من الأساطير الأصلية وهي حكاية فولكلورية أمريكية أصلية للمؤلف كورنيليوس ماثيوز، تاريخ نشرها عام 1869 بواسطة الأخوين ألين.

الشخصيات:

  • الشاب الطيب.
  • جد الشاب.
  • العمالقة.
  • ابنة الزعيم.

قصة الريشة البيضاء والعمالقة الستة:

كان هناك رجل عجوز يعيش في أعماق الغابة مع حفيده الذي كان قد تولى المسؤولية عليه عندما كان رضيعًا وقد قام جده بعزله عن العالم منذ طفولته، لم يكن للطفل أبوين أو إخوة أو أخوات، لقد تمّ تدميرهم جميعًا على يد ستة عمالقة كبار، وتم إخباره أنّه ليس لديه قريب آخر يعيش بجانب جده، كانت القرية التي ينتمي إليها قد وضعت أطفالها في رهان في سباق ضد العمالقة، وبالتالي فقدتهم جميعاً.
كان هناك تقليد قديم في القبيلة، أنّه في يوم من الأيام سيظهر رجلاً عظيماً يرتدي ريشة بيضاء، ويذهل الجميع بمهاراته في المهارة والشجاعة، بمجرد أن كبر الطفل وتمكن من اللعب، أعطاه الجد قوسًا وسهامًا للترفيه عن نفسه. وفي أحد الأيام دخل إلى حافة الغابة ورأى أرنبًا، لكن دون أن يعرف ما هو ركض إلى المنزل ووصف الأمر لجده. قال له ما هو وأنّ لحمه جيد للأكل، وأنّه إذا رمى أحد سهامه في جسده لقتله.
خرج الولد مرّة أخرى وأحضر الحيوان الصغير الذي طلب من جده أن يطبخه حتى يتغذى عليه، فشجعه جده على الاستمرار في اكتساب مهارة الصيد، حتى يتمكن من قتل الغزلان وأنواع الطرائد الأكبر، وأصبح عندما كبر صيادًا خبيرًا، ونظرًا لأنّهم كانوا يعيشون بمفردهم وبعيدًا عن الهنود الآخرين، كان فضول الشاب متحمسًا لمعرفة ما كان يمر في العالم.
وفي أحد الأيام، وصل إلى حافة مرج حيث رأى رمادًا مثل الرماد الموجود في منزل جده، وكانت هناك أعمدة منزل واقفة، عاد واستفسر عمّا إذا كان جده قد وضع العصي وأشعل النار، ولكن كان رد جده النفي، ولم يعتقد أنّه رأى أي شيء من هذا القبيل، ثمّ أخبره جده: لا بد أنّك فقدت حواسك عند الحديث عن مثل هذه الأشياء.
في يوم آخر خرج الشاب للغابة من أجل الصيد، وعند دخول الغابة، سمع صوتًا يناديه ويقول: تعال إلى هنا، لقد حددت مرتدي الريشة البيضاء، أنت لا ترتديها، لكنّك تستحقها، لذلك عد إلى المنزل وخذ قيلولة قصيرة وأنت سوف تحلم بسماع صوت يخبرك أن تنهض وتدخن، وسترى في حلمك غليونًا وكيسًا للتدخين وريشة بيضاء كبيرة.
ثمّ أكمل الصوت: وعندما تستيقظ ستجد هذا الريش على رأسك، وستصبح صيادًا عظيمًا ومحاربًا قوياً قادرًا على فعل أي شيء، وكدليل على أنّ هذه الأشياء ستحدث، عندما تدخن سيتحول الدخان إلى حمام، ثم أبلغ الصوت الشاب عن اسمه وعرّفه بشخصية جده .
ثم أخبره الصوت أنه قد بلغ الآن سن الانتقام، وأضاف الصوت: عندما تقابل عدوك تجري معه سباقًا، ولن يرى الريشة لأنها مسحورة، وأثناء الجري ترميها فوق رأسه وتجعله يتراجع، وهكذا سوف تفوز بالسباق، وقبل وقت طويل من انتهاء هذا الكلام، استدار الشاب إلى المكان الذي يخرج منه الصوت، وكان مندهشًا عندما رأى رجلاً، لأنّه حتى الآن لم ير أي إنسان سوى جده.
وعندما نظر باهتمام أكبر، رأى أن هذا الرجل كان كبير في السن وكان مثل الخشب من رأسه إلى أسفله، ويبدو أنّه ثابت في الأرض، وبينما كانت عينه تنظر إلى هذا الكائن الغريب تلاشى الوجه بدرجات، وعندما تقدم إلى المكان الذي خاطبه منه كان قد أختفى، ثمّ عاد إلى المنزل ونام، وفي وسط سباته كان من جوف الهواء يسمع الصوت حيث استيقظ ، فتفاجأ جده بشدة عندما وجد الشاب ذو ريشة بيضاء على جبهته، ورأى قطعان من الحمام تطير فوق منزله.
ثم تذكر التقليد القديم لقبيلته، وأنه قد بدأ اليوم الذي يجب أن يفقد فيه السيطرة على مهمته، وبعد أن حصل الشاب على هديته السحرية، غادر الشاب في صباح اليوم التالي ليبحث عن أعدائه ويطالب بالانتقام، كان العمالقة الستة يعيشون في نزل مرتفع للغاية وسط غابة، ولكنّه سافر في قلب قوي حتى وصل إلى هذا النزل حيث وجد أنّ العمالقه علموا بمجيئه من قبل الأرواح الصغيرة التي تحمل الأخبار.
سارع العمالقة إلى الخروج وصرخوا فرحًا عندما رأوه يقترب، وعندما اقترب منهم بدأوا في الرقص، قائلين: هنا يأتي الرجل الصغير ذو الريشة البيضاء الذي سيحقق مثل هذه العجائب الرائعة، ومع ذلك، عندما وصل بينهم تحدثوا عنه قائلين: إنّه رجل شجاع وسيفعل أشياء شجاعة، وكان هدفهم هو تشجيعه حتى يكون قادراً على الانخراط في تجربة قاسية من القوة.
ودون الالتفات إلى خطاباتهم الجميلة، ذهب الشاب بلا خوف إلى كوخهم وتحداهم في مباراة للركض حيث كانت النقطة التي كان عليهم الركض إليها عبارة عن شجرة مقشرة باتجاه شروق الشمس، ثم العودة إلى نقطة البداية والتي كانت عبارة عن عصا حربية من الحديد، ومن ربح هذه المهمة، كان مفوضًا لاستخدام العصا في قتال البطل المهزوم. إذا كان على الشاب أن يتغلب على العملاق الأول، فعليه أن يجرب الثاني، وهكذا حتى يقيسوا السرعة معه.
من خلال استخدام الريشة بمهارة، فاز بالسباق الأول وضرب منافسه، وقطع رأسه، وفي صباح اليوم التالي ركض مع العملاق الثاني، الذي فاز عليه وقطع رأسه، واستمر في هذا الطريق في الصباحات الخمسة، وقطع رؤوس العمالقة المهزومين، فاعترف آخر العمالقة الذين لم يركضوا معه بعد بقوته، لكنّه استعد سرًا لخداعه.
وقبل أن يذهب إلى كوخ العملاق في صباح اليوم السادس، التقى بالرجل الخشبي في الغابة، ووقف متجذرًا في الأرض، كما كان من قبل حيث أخبر الشاب أنه على وشك أن يخدع، كما أخبره أنّه سيقابل أجمل امرأة في العالم ويجب عليه ألّا ينتبه إليها، فشكر الشاب الرجل اللطيف ورحل، ثمّ تقدم نحو منزل العملاق، والتقى بالأنثى كما تنبأ له التي قالت له: لقد قطعت مسافة كبيرة لأراك وأكون زوجتك، لأنني سمعت عن إنجازاتك العظيمة، وأعجبت بك كثيرًا.
هذه المرأة كانت العملاق السادس، الذي قام بهذا التنكر لخداع الشاب، أثّر جمالها عليه بشدة لدرجة، وبدأ يتحدث إليها بلطف، وغامر بوضع رأسه على حجرها وبعد قليل سقط في سبات عميق، كانت تشك فيما إذا كان نومه قد لا يكون مصطنعًا، و لتؤكد لنفسها ذلك دفعت رأسه جانبًا ورأت أنه ظل فاقدًا للوعي، وسرعان ما استعادت شكلها الحقيقي وهو العملاق السادس، وأخذ الريشة من جيبن الشاب ووضعها على رأسه، وبضربة مفاجئة قام بتحويله إلى كلب الذي قام باتباع عدوه.
أثناء مرورهم في قرية هندية على مسافة ما، كان هناك شقيقتان بنات زعيم القبيلة، وكنّ في ذلك الوقت يسعين للحصول على السلطة، وعندما عرفن بوصول الشاب صاحب الريشة البيضاء، كانت كل منهما تأمل سراً في إثارة مشاعره، وقد بنت كل منهنّ نزلًا على حدود مخيم القرية، وعندما علم العملاق بذلك، وبعد أن أصبح يمتلك العمود السحري، ذهب على الفور لزيارتهن.
وعندما اقترب، خرجت الأخت الأكبر للقاء العملاق، ودعته للدخول، فقبل دعوتها طلب الزواج فوافقت على الفور، بينما دعت الأخت الصغرى الكلب المسحور إلى نزلها وأعدت له عشاءً جيدًا وسريرًا وعاملته باهتمام كبيرٍ، وكان العملاق الذي يمتلك الريشة البيضاء يمتلك أيضًا كل فضائلها، ذهب إلى المرج للصيد وعاد في الليل دون أن يصطاد شيء.
وعندما خرج الكلب في نفس اليوم للصيد على ضفاف النهر، اختبأ بهدوء على طول المكان، ودخل في الماء وسحب حجرا والذي أصبح على الفور قندس، وفي اليوم التالي تبع العملاق الكلب، واختبأ خلف شجرة وشاهد الطريقة التي يصطاد بها الكلب في النهر عندما سحب حجراً تحول في الحال إلى قندس
وبمجرد أن غادر الكلب المكان، ذهب العملاق إلى النهر وقام بتقليد الكلب، وسحب حجرًا وكان سعيدًا برؤيته، بمجرد أن لامس الأرض، تحول إلى قندس عملاق، فربطه بحزامه،ثم أسرع للمنزل، ملوحًا بالريشة البيضاء، وكأنّه مستعد الآن ليريهم ما يمكنه فعله عندما حاول مرة، ولما وصل إلى البيت ألقاه على باب المنزل قبل دخوله كما هي العادة.
في هذه الأثناء، كانت الأخت الكبرى قد وصلت إلى والدها، وأخبرته كيف أنّ أختها كانت تعيش مع كلبٍ خاملٍ، كما أخبرته عن قوة زوجها، اشتبه الرجل العجوز في وجود سحر في منزل ابنته، وأرسل خدمه ليطلب من ابنته الصغرى الحضور إليه، وإحضار كلبها معها، وعندما وصل الخدم إلى المنزل، فوجئوا بالعثورفي مكان الكلب، على شاب جيد، ثمّ عادوا جميعًا إلى الزعيم وأخبروه بما رأوا وكان مندهشاً بما سمع.
ثمّ جمع العجوز على الفور كل المسنين والحكماء ليأتوا ليكونوا شهودًا على العجائب التي قيل أن الشاب يمكن أن يؤديها، وكان يقصد العملاق السادس، وعندما تمّ تجميعهم جميعًا، أخذ الرئيس العجوز غليونه وملأه، ومرره إلى الهنود حوله، ليرى ما إذا كان أي شيء سيحدث عندما يدخنون.
مرروها حتى وصلت إلى الكلب الذي وضع علامة على أنّه يجب تسليمها أولاً إلى العملاق، وقد تمّ ذلك ونفخ العملاق بكل قوته وهزّ الريشة البيضاء على رأسه وانتفخ صدره، ولكن لم يأت منه شيء الا دخان كثيف، ثم أخذها الكلب بنفسه ثمّ أشار إليهم بأن يضعوا الريشة البيضاء على رأسه، وعندما فعلوا ذلك استعاد شكله، وظهر الحمام الأبيض من الدخان.
كُشف العملاق السادس على أنّه محتال، وبمجرد أن روى الشاب ما حصل له مع العملاق، كان الزعيم العجوز الذي كان أحد أفضل السحرة، أمر بضرورة تحويل العملاق إلى كلب في وسط القرية، حيث يجب على الأولاد رجمه حتى الموت، ثمّ انتهى أمر العملاق، وطلب الشاب من ابنة الزعيم الصغيرة أن تكون زوجته، وبعد موافقتها طلبت إذن والدها للذهاب معه في زيارة لجده، فوافق الزعيم بسرور على ذلك، وودعت جميع أصدقائها، فتقدم الشاب الطريق إلى الغابة، وتبعته زوجته المخلصة.


شارك المقالة: