قصة الزوبعة - الجزء الأول

اقرأ في هذا المقال


قصة الزوبعة الجزء الأول أو (The whirlwind) هي حكاية فولكلورية بولندية، للمؤلف ( A. J. Glinski) ترجمها (مود أشورست بيغز) نشرها (John Lane، The Bodley Head  London) شركة جون لين.

الشخصيات:

  • الأميرة لادنا.
  • الامير دوبروتيك.
  • القزم.
  • الملك.

قصة الزوبعة:

في بلد بعيد، وراء البحر والجبال عاش ملك وملكة مع ابنة جميلة، تُدعى الأميرة لادنا، جاء عدد كبير من الأمراء لخطبتها، لكنّها أحبّت واحدًا منهم فقط، يُدعى الأمير دوبروتيك، فاعترفوا للملك بحبهم لبعضهم البعض فوافق على ارتباطهما وحدد يوم الزفاف، وكان هناك واحد من الخاطبين الذين رفضتهم الأميرة، كان قزماً قبيحًا، ولكنّه غيّر نفسه إلى شكل أمير، من أجل القدوم إلى مملكتها وطلب الزواج منها.

كان قزمًا، يبلغ ارتفاعه سبع بوصات فقط، ولكن له لحية أكثر من سبعة أقدام، وعلى ظهره سنام كبير، لقد شعر بالإهانة من الأميرة لرفضها إياه لدرجة أنّه قرر خطفها، وعندما كان الزوجان الشابان مع جميع أتباعهما وضيوفهما يغادرون القصر للذهاب إلى الكنيسة، بدأت رياح عنيفة تهب، وزوبعة منتظمة، ورُفع عمود من الرمال، وتمّ رفع الأميرة عن قدميها، وتمّ حملها فوق الغيوم إلى أعلى بعض الجبال التي يتعذر الوصول إليها.

وسقطت في قصر رائع بسقف ذهبي، وحائط مرتفع من جميع الجوانب، وبعد فترة، استيقظت الأميرة من نوبة الإغماء التي سقطت فيها، وعندما نظرت حول القصر الرائع الذي كانت فيه، اعتقدت أنّ الأمير الشاب الوسيم يجب أن يكون قد حملها إليه، كان هناك في الغرفة طاولة منتشرة وجاهزة، وحولها جميع الأطباق والسكاكين والشوك والملاعق من فضة وذهب.

وكان العشاء بحد ذاته جيدًا لدرجة أنها رغم حزنها ورعبها لم تستطع الامتناع عن تذوقه، ثمّ انفتحت الأبواب، وجاءت جماعة من الزنوج تحمل كرسيًا كبيرًا حيث جلس فيها القزم القبيح، ذو اللحية الطويلة والسنام الكبير، بدأ القزم الآن في الأقتراب من الأميرة، وشرح لها كيف حملها تحت ستار الزوبعة، لأنّه أحبها كثيرًا، لكنّها لم تستمع إليه، وضربته صفعة قوية بيدها على وجهه، حتّى أنّه استشاط غضباً.

ولكن من أجل حبه لها تمكن من الحفاظ على أعصابه واستدار ليغادر الغرفة، لكنّه في عجلة من أمره أمسك قدميه بلحيته الطويلة وسقط على العتبة، وفي سقوطه أسقط  قبعته التي كان يمسكها بيد واحدة، فساعده الزنوج مرة أخرى في الجلوس على الكرسي وحملوه، لكنّ الأميرة قفزت وأغلقت الباب ورفعت القبعة التي كانت ملقاة على الأرض.

ارتدتها وذهبت إلى المرآة لترى كيف تبدو عليها، ولكن وجدت أنها لم تستطع رؤية نفسها حتى خلعتها! لذا توصلت إلى استنتاج حكيم مفاده أن هذه كانت قبعة غير مرئية، فكانت مسرورة للغاية، وارتدتها  مرة أخرى وبدأت تمشي في أرجاء الغرفة، وانفتح الباب مرة أخرى بصوت عالٍ، ودخل القزم ولحيته الطويلة ملقاة على ظهره، لكن لم ير قبعته ولا الأميرة.

وعلى الفور خمن ما حدث حيث كان مليئًا باليأس الشديد، وبدأ في الدوران بجنون حول الغرفة، وطرق نفسه على الطاولات والكراسي، بينما هربت الأميرة عبر الباب، وركضت إلى الحديقة التي كانت واسعة للغاية ومليئة بأشجار الفاكهة الجميلة، لذلك عاشت على هذه الثمار وشربت ماء عين في البستان لبعض الوقت، وكانت تسخر من غضب القزم العاجز.

في بعض الأحيان عندما كان يندفع بعنف حول الحديقة، كانت تضايقه بخلع القبعة غير المرئية حتّى يراها أمامه بكل جمالها، ولكنّ عندما كان يندفع وراءها كانت تلبسها ثانية وتصبح غير مرئية له، ثم كانت ترمي عليه حبّات الكرز، وتقترب منه، وتضحك بصوت عالٍ: ثم تهرب مرة أخرى، وذات يوم  عندما كانت تلعب بهذه الطريقة، علقت قبعتها في أغصان شجرة، وسقطت على شجيرة عنب.

رآها القزم وأمسك الأميرة بيد والقبعة باليد الأخرى، ولكن بعد ذلك  سمع صوت يأتي من قمة الجبل، فوق الحديقة نفسها حيث ارتفع صوت بوق بشدة، فارتجف القزم من الغضب، ثمّ وضع قبعته غير المرئية على رأسه، وبعد أن فعل هذا، وأمسك بسيفه، وطار في السحب،فرأى فارساً قام القزم بضربه وأهلكه بضربة واحدة، في تلك الأثناء وبعدما حملت الزوبعة الأميرة لادنا في يوم زفافها، كان هناك ذعر سيطر على جميع الحاضرين.

كان والدها المشتت وعريسها يسارعان في كل الاتجاهات، وأرسلوا رجال الحاشية في كل مكان بحثًا عنها، لكن لم يرها أحد، ولم يبق لها أي أثر، فأخبر الملك الأمير دوبروتيك أنه إذا لم يسترد ابنته، الأميرة فلن يقتله فقط، بل سيحول بلاده بأكملها إلى رماد، كما أخبر جميع الأمراء هناك أن من يعيد ابنته يجب أن يكون زوجاً لها، وأن يحصل على نصف مملكته في الصفقة.

وعندما سمعوا ذلك، ركبوا جميعًا على أحصنتهم، وركضوا في اتجاهات مختلفة، ومن بينهم الأمير دوبروتيك الذي استمر لمدة ثلاثة أيام، ولم يتوقف عن الطعام أو الراحة، ولكن في اليوم الرابع عند الغسق شعر بالنوم يغمره، لذلك ترك حصانه يأكل في المرج، واستلقى هو نفسه على العشب، ثمّ سمع صرخة خارقة، ورأى أمامه مباشرة أرنبًا، وبومة جاثمة عليه، ومخالبها تنقب في جانب المخلوق الفقير.

أمسك الأمير بأول شيء كان بالقرب منه، ووجهه إلى البومة، فقتلها على الفور، وهرع إليه الأرنب مثل مخلوق مروض، ولعق يديه، وهرب بعيدًا، ثمّ رأى الأمير أنّ الشيء الذي ألقاه على البومة كان جمجمة بشرية، وكلمته بهذه الكلمات: أيها الأمير دوبروتيك، أشكرك على ما فعلته من أجلي، وأخبرته قصتها قائلة: عندما كنت على قيد الحياة انتحرت، وبالتالي حُكم علي أن أبقى دون دفن عند هذا المفترق حتّى أكون وسيلة إنقاذ الحياة.

لقد استلقيت هنا لمدة سبعمائة وسبعة وسبعين عامًا، وتعلم السماء كم من الوقت كان يجب أن أبقى، إذا لم تكن قد أتيحت لي الفرصة لترميني على البومة، وهكذا أنقذت حياة الأرنب المسكين، و الآن ادفني حتّى أتمكن من الاستلقاء بسلام على الأرض في نفس المكان، وسأخبرك كيف تستدعي الحصان مع الرجل الذهبي الذي سيساعدك دائمًا عندما تكون في حاجة للمساعدة.

لذلك اخرج إلى السهل، دون النظر خلفك، ثمّ صرخت: أيها الحصان تعال إلى هنا، ولمّا قالت ذلك سكت الرأس، ولكن ضوء أزرق انطلق منه نحو السماء، فاعتقد الأمير أنّها كانت روح المتوفى بعد أن كفّرت عن خطيئتها بسجنها الطويل في الجمجمة، ثمّ حفر الأمير قبراً ودفن الجمجمة، ثمّ نادى: أيها الحصان الرمادي، تعال إلى هنا! فارتفعت الريح، وظهر الحصان الرائع ذو الرداء الذهبي.


شارك المقالة: