قصة الزوبعة – الجزء الثاني أو (The whirlwind) هي حكاية فولكلورية بولندية، للمؤلف (A. J. Glinski) ترجمها (مود أشورست بيغز) نشرها (John Lane، The Bodley Head London) شركة جون لين.
الشخصيات:
- الأمير.
- الأميرة.
- القزم.
- الرأس العملاق.
- الحصان.
- الملك.
قصة الزوبعة الجزء الثاني:
عندما وصل الحصان قال: ما هي أوامرك يا أمير دوبروتيك؟ فقال الأمير: أنا في ورطة، أتمنى لك مساعدتي، وأخبره بكل ما حدث، فقال الحصان: ازحف إلى أذني اليسرى ومرة أخرى إلى اليمين، لذا تسلل الأمير إلى أذن الحصان اليسرى، وخرج مرة أخرى عند اليمنى فوجد نفسه قد ازدادت قوته بأعجوبة، حتّى أنه عندما صاح هبّت عاصفة هزّت أوراق الشجر.
ثم سأل الأمير الحصان: ما العمل بعد ذلك؟ قال الحصان إنّ خطيبتك الأميرة لادنا حملها القزم الذي يبلغ ارتفاعه سبع بوصات ولحيته التي تبلغ طولها سبعة أقدام، إنّه ساحر قوي ويسكن عبر البحار السبعة، بين الجبال التي يصعب الوصول إليها، ولا يمكن غزوه إلا من خلال السيف القاطع الذي يحرسه أخيه الملقب بالرأس العملاق، لذلك يجب أن نذهب إلى هذا الرأس العملاق.
صعد الأمير دوبروتيك على صهوة حصانه وطاروا مثل السهم فوق الأراضي والبحار والجبال الشاهقة والمحيطات الواسعة، وتوقفوا مطولاً على سهل واسع تتناثر فيه العظام أمام جبل متحرك، وقال الحصان: هذا الجبل المتحرك الذي تراه أمامك هو سكن الرأس العملاق، وتثبت العظام المتناثرة حوله بكثافة مدى قوته، لذا كن حذرًا، إنّه الآن نائم من حرارة الشمس.
لكن أمامه بخطوتان فقط يوجد السيف والذي يمكنك من خلاله التغلب على عدوك، استلقي على طول ظهري حتّى لا تصل نظرته القاتلة إليك من خلال رقبتي، ولكن عندما تقترب منه، أمسك السيف، عندما تحصل عليه ستضع رأس العملاق تحت رحمتك، واقترب الحصان بخفة وانحنى الأمير وأخذ السيف، لكنّه صرخ بصوت عالٍ حتى استيقظ العملاق، ونظر حول عينيه المحتقنة بالدماء.
ولمّا رأى السيف الرائع بيد الأمير نادى: سيدي الفارس! هل سئمت من الحياة، حتّى تطلب الموت السريع؟ أجاب الأمير دوبروتيك: لا تحتاج إلى التباهي بهذه الطريقة، أيها الرأس الفارغ، وتموت بهذا السيف القاطع، لكنني سأعرف أولاً من انت، فأجاب الرأس: أعترف يا أمير أنني في قوتك، لكن ارحمني، فأنا مستحق الشفقة، أنا فارس من العمالقة، ولولا حسد أخي، لبقيت سعيدًا.
كان الملقب بالخروف الأسود لعائلتنا، وولد قزمًا قبيحًا، وله لحية طويلة، ولكن بسبب طولي كعملاق جعله ذلك يكرهني بمرارة، ولكن نقطته الوحيدة الجيدة هي قوته العظيمة، وكل ذلك يكمن في طوله لحيته وطالما لم يتم قطعها لا يمكن التغلب عليه، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بالسيف الذي تملكه الآن، وذات يوم، قال لي وهو عازمًا على قتلي: يا أخي، لا ترفض مساعدتي.
لقد قرأت في كتب السحر الخاصة بي أنه وراء الجبال، على سهل الكذب مدفون سيف معين حيث يقوم الفارس الذي يبحث عن خطيبته بقتل كلّ منّا، لذلك دعنا نذهب ونبحث عنه حتى نهرب من الهلاك المهدّد! لهذا وافقت، وأخذت صنوبرًا عمره مائة عام ممزق من جذوره وصنعت منه فأساً، وانطلقنا ثمّ أظهر لي أخي المكان، وحفرت ووجدت السيف في هذا السهل نفسه، ثم بدأنا نتشاجر حول من يجب أن يمتلكه.
فقال بعد خلاف طويل: كان من الأفضل أن نقرر ذلك بالقرعة، يا أخي، دع كل واحد منّا يضع أذنه على الأرض، وكل من يسمع صوت جرس المساء يكون له السيف، فمدّ أذنه على الأرض، وأنا مددت أذني، لكنني لم أسمع شيئًا، وفي هذه الأثناء، بعد أن أمسك بالسيف تسلل إليّ وقطع رأسي من كتفي، وجذعي مقطوع الرأس غير مدفون وهو متعفن، وقد نما العشب فوقه.
لكنّ رأسي الذي وهبني حياة خارقة للطبيعة من قبل أخي القزم الخبيث، تُرك هنا مكلفًا بحراسة هذا السيف، وقتل كل من يقترب منه بنظراتي المميتة، لذلك أناشدكم أن تقطعوا لحيته وأن تجعلوه لحمًا مفرومًا، وانتقموا لي، قال الأمير للحصان: احملني إلى مملكة الساحر القزم، ذو اللحية التي يبلغ طولها سبعة أقدام، لذلك انطلقوا في الحال، وبعد ساعتين توقفوا على قمة جبل عالٍ، فقال الحصان: هذه الجبال هي مملكة الساحر القزم الذي حمل خطيبتك، وكلاهما الآن في البستان.
وفجأة سمع الأمير صوت همهمة فوقه، ورأى عندما نظر لأعلى القزم يحلق فوقه مثل نسر في السحب، لأنّه كان لديه القوة السحرية لزيادة حجمه وقوته، وكان سيفه مسلول على استعداد للسقوط عليه، قفز الأمير جانباً، ونزل القزم بقوة حتّى اصطدم رأسه ورقبته بالأرض، ترجل الأمير، وأمسك بالقزم من لحيته، ولفه في يده، وبدأ في قطعه بالسيف.
ولكنّ القزم طار بالسحاب بينما الأمير ممسكًا بيده اليسرى على لحيته، استمر في قطعها بسيفه حتى قطع نصفها تقريبًا، وأصبح القزم يضعف ويضعف كلما تساقط شعره فبدأ في البكاء طلباً للرحمة، قال الأمير: انزل على الأرض، وسأترك لحيتك، فنزل القزم ببطء، لكن الأمير قطع ما تبقى من لحيته وألقاه، وعندما حُرم من سحره وقوته على حد سواء، وضع الامير اللحية المقطوعة حول خوذته الخاصة، ودخل القصر.
مرّ في جميع الغرف، لكنّه لم يجد أميرته في أي مكان، ذهب إلى الحديقة، واجتاز جميع المسارات والمروج، ونادى باسمها، ولم يجدها في أي مكان، وبالصدفة لمس الغطاء غير المرئي، ورأى الأميرة على الفور، لكنّها كانت نائمة، وتغط في نوم عميق بسبب نفس القزم السام، لدرجة أنّه لم يستطع إيقاظها.
حملها بين ذراعيه، ووضع الغطاء غير المرئي في جيبه، وحملها وحمل معها القزم الشرير، ثمّ امتطى حصانه، وحلّق مثل السهم، وفي دقائق قليلة وقف أمام الرأس العملاق، ألقى القزم امامه حيث تمّ قتله على الفور، ثمّ قطع الأمير الرأس العملاق إلى قطع صغيرة، ونثرها في جميع أنحاء السهل، وبعد أن تخلص الأمير من القزم والعملاق، ركب مع الأميرة النائمة على الحصان الذهبي، وعند غروب الشمس وصلوا إلى نفس مفترق الطرق حيث التقى الحصان.
فقال الحصان: هنا أيها الأمير، يجب أن نفترق، هنا في المرج هو حصانك الخاص، فأخذ الأمير حصانه، وكان متعبًا من الرحلة الطويلة، لذلك بعد أن وضع الأميرة التي لا تزال نائمة على العشب الناعم، استلقى ونام، وفي الصباح حمل الأميرة إلى المنزل إلى والدها ووصل إلى القصر الملكي حيث كان الملك محاطًا بفرسانه، وقال: أيها الملك! أنا من هزم أعدائك، وأنقذت الأميرة من القزم الساحر، ذو اللحية الطويلة؟
أمسكه الملك بين ذراعيه، وأحتضنه، وفي ذلك المساء تزوج الأمير دوبروتيك من الأميرة، وأعطاهم الملك نصف مملكته، وكان هناك حفل زفاف رائع.