قصة الزوجة الذكية أو ( THE CLEVER WIFE) هي حكاية هندية خيالية، تمّ جمعها وترجمتها بواسطة مايفي ستوكس وماري ستوكس، حررها دبليو آر إس رالستون.
الشخصيات:
- الزوجة الذكية.
- القاضي.
- الملك.
- الوزير.
- الزوج.
قصة الزوجة الذكية:
في بلد ما كان هناك تاجر يتاجر في جميع أنواع البضائع، وكان يقوم برحلات من بلد إلى آخر في قاربه لشراء وبيع بضاعته، وذات يوم قال لزوجته: لا يمكنني البقاء في المنزل بعد الآن لأنني يجب أن أذهب في رحلة لمدة عام لمواصلة عملي، وأضاف ضاحكًا: عندما أعود أتوقع أن أجد أنّك بنيت لي بئرًا كبيرة، وأيضًا بما أنّك زوجة ذكية أن تنجبي ابنًا صغيرًا، ثمّ ركب قاربه وذهب بعيداً.
وعندما رحل بدأت زوجته في العمل وقامت بغزل أربع ثياب جميلة بيديها ثم لبست أجمل ثيابها، وذهبت إلى السوق لبيع هذه الثياب فذهبت إلى السوق، وهناك عندما رأوا ثيابها، أتوا إليها على الفور، وسألوها هل هذه الثياب للبيع فأجابت أنّها ستبيعها بخمسون روبية فتقدم منها شخص يدعى كوتوال، وقال: حسنًا، سأعطيك الخمسين روبية، ولكن هل يمكنني تناول العشاء معك في منزلك؟
فأجابت: نعم، في الساعة العاشرة مساءً، ثم أخذ ثوباً وأعطاها خمسين روبية، ثمّ ذهبت إلى سوق آخر، وهناك رآها وزير الملك تحاول بيع الثياب مرة أخرى، فسألها هل هي للبيع؟ فأجابت: نعم، بسعر مائة روبية، فقال الوزير: حسنًا، سأعطيك مائة روبية، ولكن هل يمكنني تناول العشاء معك في منزلك؟ أجابت نعم، في الليل الساعة الحادية عشرة، قال الوزير: جيد، هذه مائة روبية.
وأخذ الثوب وذهب، ثمّ ذهبت زوجة التاجر الآن إلى سوق ثالث، وهناك رآها قاضي الملك، وسألها هل هذه القطعة الجميلة للبيع؟ فأجابت: نعم، مقابل مائة وخمسين روبية فوافق وأعطاها مائة وخمسين روبية، وطلب منها تناول العشاء معها في منزلها؟ فوافقت وحددت الساعة الثانية عشرة من نفس الليلة، ثمّ انطلقت بالقطعة الرابعة إلى السوق الرابع وفي هذا السوق كان قصر الملك.
حيث رآها الملك وسألها إذا كانت تلك القطعة للبيع، فأجابت بأنّها مقابل خمسمائة روبية فأخذها الملك وأعطاها خمسمائة روبية، وطلب منها تناول العشاء معها في منزلها؟ وحددت الساعة الثانية ليلاً، ثمّ عادت إلى المنزل وأرسلت أحد خدامها إلى السوق ليشتري لها أربعة صناديق كبيرة، وأخبرت خدمها الآخرين أنهم سيجهزون لها أربع وجبات عشاء جيدة، وتقديم كل عشاء في غرفة مختلفة.
وكان من المقرر أن يكون أحدهم جاهزًا في الساعة العاشرة في تلك الليلة وواحدًا في الساعة الحادية عشر وواحدًا في الثانية عشرة وواحدًا في الثانية صباحًا، وجلبت لها الخادمة أربعة صناديق كبيرة ووضعتها في أربع غرف مختلفة، وفي الساعة العاشرة صباحًا وصل كوتوال حيث استقبلته زوجة التاجر بحفاوة وجلسا وتناولتا العشاء، وبعد العشاء سألته هل يستطيع اللعب بالورق؟
فأجاب: نعم، فأحضرت بعض البطاقات وجلسوا ولعبوا حتّى دقّت الساعة الحادية عشرة، عندما جاء البوّاب ليقول: الوزير هنا، ويطلب رؤيتك، كان كوتوال في حالة رعب وقال لها: أخفيني في مكان ما، فأجابت: ليس لدي مكان يمكنك الاختباء فيه في هذه الغرفة، لكن في غرفة أخرى لدي صندوق كبير، أختبئ فيه إذا أردت وعندما يرحل الوزير، سأدعك تخرج منه فأخذته إلى الغرفة المجاورة.
ودخل إلى أحد الصناديق الأربعة الكبيرة وأغلقت الغطاء عليه وحضر الوزير، وتناولوا العشاء معًا، بعد العشاء طلبت منه اللعب في الورق، وأخرجت البطاقات، وظلّوا يلعبون حتّى الساعة الثانية عشرة، عندما جاء البواب ليقول أنّ القاضي قد جاء لرؤيتها، فطلب منها الوزير في رعب شديد أن تخبأه، فطلبت منه الذهاب إلى غرفة أخرى وأخفته في صندوق كبير وأخبرته أنها ستسمح له بالخروج عندما يرحل القاضي.
لذلك أغلقت الوزير في الصندوق الثاني وحدث مع القاضي ما حدث مع الذين من قبله، وجلسوا يلعبون على الورق حتى الساعة الثانية، عندما جاء الملك لرؤيتها حيث كان القاضي خائفاً جداً، وطلب الاختباء فأخذته وحبسته في صندوقها الثالث، ودخل الملك الآن وتناولوا العشاء، ولعبوا حتّى الساعة الثالثة، عندما جاء البواب راكضًا كما طلبت منه ليقول: وصل قارب سيدي وهو قادم إلى المنزل.
سيكون هنا مباشرة، قال الملك الذي كان خائفاً مثل الآخرين، ها هو زوجك يجب ألا يراني ويجب أن تخفيني في مكان ما، فأخبرته أنّ هناك صندوق كبير يمكنه الدخول فيه إذا أراد، وستسمح له بالخروج صباح الغد فأغلقت غطاء الصندوق الرابع على الملك، ثمّ نامت حتّى الصباح.
وفي اليوم التالي، بعد أن استيقظت ارتدت ملابسها وقامت بجميع أعمالها المنزلية، قالت لخادمها: أريد أربعة رجال فذهب الخادم للحراس، وعندما جاءوا أرتهم الصناديق الأربعة، وقالت: كل واحد منكم يجب أن يأخذ أحد هذه الصناديق على رأسه ويذهب معي ثمّ انطلقوا معها، وفي هذه الأثناء كان ابن كوتوال، وابن الوزير وابن القاضي وابن الملك يتجولون في البحث في كل مكان عن آبائهم.
ويسألون عمّا إذا كان قد رآهم أحد ما، لكن لم يعرف أحد عنهم شيئًا، فذهبت زوجة التاجر أولاً إلى منزل كوتوال، وهناك رأت ابن كوتوال، ووضعت صندوق كوتوال على الأرض أمام بابه، وسألت ابنه هل سيشتري هذا الصندوق، فسأل الابن ماذا في داخله، فأجابت: أغلى شيء، وطلبت ألف روبية مقابله، ثمّ أخبرته أنه لا يجب أن يفتحه حتّى يكون داخل منزل والده فأخذ ابن كوتوال الصندوق مقابل ألف روبية.
ثمّ ذهبت المرأة والصناديق الثلاثة الأخرى في طريقها، بينما أخذ ابن كوتوال الصندوق ثمّ رفع الغطاء وسأل والده بدهشة كيف جاء إلى الصندوق؟ كان كوتوال يشعر بالخجل الشديد من نفسه، وقال: لم أعتقد أبدًا أنّ امرأة تلعب لي مثل هذه الحيلة، ثم أخبر ابنه القصة كاملة، وأكملت المرأة رحلتها لمنازل الجميع وباعتها بنفس الطريقة حيث بدا عليهم الخجل الشديد، واندهشوا للغاية، أن تخدعهم امرأة بهذه الطريقة، وروى كل منهم قصته.
وعندما كان الملك جالسًا في قصره، طلب أن يحضروا له زوجة التاجر وأعطاها مبلغًا من الروبيات، قائلاً: أنت امرأة حكيمة وذكية، وكان لدى زوجة التاجر الآن الكثير من الروبيات، لذلك كان لديها أجمل بئر تمّ بناؤه، ثمّ أغلقت باب البئر، وأخبرت الخدم أنّه لا ينبغي لأحد أن يشرب أيًا من مياهه أو يستحم فيه حتّى يعود زوجها إلى المنزل لأنّه كان يجب أن يكون أول من يشرب من مائه ويستحم فيه.
ثمّ أرسلت خدمها إلى السوق ليشتري لها ملابس رجالية، حتى لا يعرف أحد أنها امرأة، وأمرت بتجهيز حصان لها وقالت: سوف أسافر لبلد آخر لبعض الوقت وسأعود قريباً وقطعت شوطًا طويلاً، وسألت في كل مكان عن قارب زوجها، وفي نهاية الشهر وصلت إلى حيث كان القارب، وهناك استأجرت منزلًا صغيرًا وارتدت ملابس مثل ابنة راعي البقر.
ثم حصلت على بعض الحليب الجيد للغاية، ونزلت إلى ضفاف النهر لبيعه وفعلت هذا لعدة أيام حتى رآها زوجها التاجر، كان يعتقد أنها جميلة جدًا، وطلب منها إحضار بعض الحليب إلى قاربه، وكانت تبيعه الحليب يومياً، وذات يوم ق طلب منها الزواج، فقالت: أنت تاجر وقريباً سوف تغادر هذا البلد إلى بلد آخر في قاربك، وسوف تطلب مني أن أذهب معك، ثمّ سأضطر إلى ترك والدي وأمي، ومن الذي سيعتني بهم؟
قال التاجر: لنتزوج لمدة ثلاثة أشهر وعندما أذهب، ستعودين إلى والدك وأمك وبعد ذلك سأعود إليك، فوافقت على ذلك وتزوجا، وذهبت لتعيش في القارب، وفي نهاية ثلاثة أشهر، قال لها التاجر أن عمله انتهى، ويجب أن يذهب إلى بلد آخر، فطلبت منه أن يعطيها قبعته القديمة وصورته فأعطاها إياهما، ثمّ ذهب إلى قاربه، وعادت إلى منزلها.
وبعد مرور بعض الوقت أنجبت ابنًا صغيرًا وكان الخدم خائفين للغاية لأنّهم ظنّوا أن سيدهم لن يرضى عندما يعود إلى المنزل، وبالفعل لم يكن مسرورًا عندما جاء بعد شهرين لدرجة أنه لم ينظر إلى الطفل الصغير، وذات ليلة استلقى مستيقظًا وهو يفكر بقتل زوجته وابنها الصغير، لكنّها جاءت إليه في اليوم التالي، ثمّ عرضت عليه صورته الخاصة والقبعة القديمة التي أعطاها إياها على متن قاربه.
وأخبرته كيف كيف ربحت المال لبناء بئر له، وقالت: لقد فعلت كل ما أمرتني به، ها هي بئرك، وها هو ابنك، ثمّ كان التاجر سعيدًا جدًا. وقال لزوجته: يا لك من امرأة ذكية.