قصة السرير السحري

اقرأ في هذا المقال


قصة السرير السحري أو (The Magic Bed) قصة خيالية من كتاب حكايات شرق الهندي للمؤلف هارتويل جيمس، نشرت عام 1910 نشرها أبناء جي بي بوتنام، نيويورك.

الشخصيات:

  •  الأمير.
  • الأميرة لالون.
  • ملك النمل.
  • النمر. 
  • العجوز.

قصة السرير السحري:

في أحد الأيام الحارة جدًا كان الأمير الشاب أو الراجا كما يطلق عليهم في الهند يصطاد طوال الصباح في الغابة، وبحلول الظهيرة كان قد غاب عن الحاضرين، فجلس تحت شجرة ليستريح ويأكل من الكعك الذي أعطته إياه أمه وعندما كسر القطعة الأولى ووجد نملة فيها، وفي القطعة الثانية كان هناك نملتان، وفي الثالثة كان هناك ثلاثة نملات، وهكذا حتى في السادسة كان هناك ستة نملات وملك النمل نفسه.

قال الأمير لملك النمل: أعتقد أنّ هذه الكعكة تخصك أكثر مما تخصني خذها كلها، لأنّني سأنام، وبعد فترة زحف ملك النمل إلى أذن الأمير وهو يرقد هناك وهو يحلم، وقال له في أذنه: نحن أحببنا كثيرًا الكعكة وأكلناها، ماذا يمكننا أن نفعل لك في مقابل الكعكة؟ أجاب الأمير أثناء نومه: لديّ كل ما أحتاجه، لا يمكنني إنفاق كل المال الذي أملكه، لديّ جواهر أكثر مما يمكنني ارتدائها، وعدد الخدم أكثر مما يمكنني الاعتماد عليه، وقد سئمت منهم جميعًا.

أجاب ملك النمل: سوف لن تتعب لو قابلت الأميرة لالون، ينبغي أن تبحث عنها فهي جميلة مثل الصباح، وعندما استيقظ الأمير الشاب ذهب كل النمل، وكان آسفًا جدًا لذلك، لأنّه تذكر ما قاله ملك النمل عن الأميرة لالون، وقال لنفسه: الشيء الوحيد الذي يجب أن أفعله هو أن أكتشف في أي بلد تعيش هذه الأميرة، فذهب عبر الغابة حتّى غروب الشمس، وتوقف بجانب بركة حيث وقف نمر يزأر.

سأله الأمير: ما المشكلة؟ أجاب النمر: أنا لست جائعاً، ولكن لدي شوكة في قدمي تؤلمني كثيراً، ثمّ قفز الأمير من على حصانه ونظر إلى قدم النمر، ثمّ اقتلع الشوكة وربط بعض أوراق الشفاء على الجرح بقطعة قماش من مزقها عمامته، وبمجرد استعداده لركوب حصانه مرة أخرى، وجاءت نمرة تحطم الأشجار عبر الغابة.

فقالت النمرة: كم هو جميل! هنا رجل ويمكننا أن نأكله، أجاب زوجها: لا لقد كان جيدًا معي، لقد أخرج شوكة من قدمي وأنا ممتن له، وإذا كان يريد المساعدة في أي وقت فيجب أن نقدمها له، تذمرت النمرة وقالت: من الأفضل أن نأكله، لكنّ زوجها زأر رداً على ذلك، فعادت في الغابة العميقة، ثمّ سأل الأمير النمر عمّا إذا كان يستطيع أن يخبره بأقصر طريق إلى بلد الأميرة لالون، فأخبره النمر أنها تسكن عبر ثلاثة نطاقات من التلال وسبع غابات.

قال النمر: لكن هناك فقير أو متسول في الغابة التالية لهذا، ولديه سرير سحري سيحملك إلى أي مكان ترغب في الذهاب إليه، بالإضافة إلى ذلك لديه حقيبة تعطيك كل ما تطلبه، ووعاء حجري يملأ نفسه بالماء كلما طلبت ذلك، وإذا كان بإمكانك الحصول على هذه الأشياء يمكنك بالتأكيد العثور على الأميرة لالون، ثمّ كان الأمير سعيدًا جدًا وشرع في العثور على الفقير.

وجده جالسًا تحت شجرة على حافة الغابة، وسريره على جانب منه والحقيبة والوعاء على الجانب الآخر، جلس الفقير ساكنًا لفترة طويلة عندما سمع ما يريده الأمير، ثمّ سأل: لماذا تبحث عن الأميرة لالون؟ أجاب الأمير بجدية: لأنّني أريد الزواج منها، قال الفقير: انظر في عيني وأنا أمسك يديك، وعندما فعل الأمير، رأى أنّه شخص يمكن الوثوق به.

ثمّ وافق الفقير على إعارته ورعاية جواده حتى يعود الأمير، قال الفقير: الآن استلق على السرير وتمنّى لنفسك أن تكون في بلد الأميرة لالون، وأخذ الحقيبة والوعاء الحجري في يديه، وتمدد على السرير، ثمّ قال الأمير: خذني إلى بلد الأميرة لالون، وبمجرد أن تحدث ذهب بعيدًا فوق الأدغال السبع وفوق النطاقات الثلاثة للتلال، وفي أقل من دقيقة تم وضعه داخل حدود المملكة التي عاشت فيها الأميرة لالون.

كان والد الأميرة هو ملك أو راجا في ذلك البلد، لقد سعى الكثير من الأمراء إلى الزواج من ابنته لدرجة أنه سئم من قول لا لهم، ثمّ جرب تكليفهم بمهام مستحيل القيام بها وبذلك تخلص منهم بهذه الطريقة، لكنهم استمروا في القدوم، لذلك أصدر حكم بعدم منح أي شخص إقامة ليلة لشخص غريب، فلمّا جاء الأمير إلى كوخ امرأة عجوز وسألها هل يقضي الليل هناك، أخبرته أنّ الراجا لا يسمح بذلك.

فأخبرها أنّه يمكنه إحضار سريره إلى حديقتها والنوم هناك؟ فوافقت ووضع حقيبته على طاولتها، ثمّ تحدث إلى الحقيبة وكان هناك عشاء جيد لشخصين لذلك أكلت المرأة العجوز مع الأمير، كان الطعام لذيذًا وكان يقدم على أطباق ذهبية مع ملاعق ذهبية، وعندما انتهوا من الأكل، قالت السيدة العجوز أنها ستذهب إلى البئر لتحضر الماء، ولكن نقر الأمير بإصبعه على الوعاء، وعلى الفور امتلأ الوعاء بالماء وغسلت المرأة العجوز الأطباق والملاعق الذهبية.

قال الأمير: إذا سمحت لي بالبقاء معك لبعض الوقت فقد يكون لديك الأطباق والملاعق الخاصة بك، ثمّ قال الأمير: وعائي يعطيني كل الماء الذي أريده، وتعطيني حقيبتي كل ما أطلبه، إنّهم ينتمون إلى فقير وقد يغضب إذا قمت بتضييع أغراضه، جلست العجوز صامتة مدة طويلة ثم قالت: غضب الراجا أمر مخيف، ولكن غضب الفقير قد يكون أسوأ بكثير.

ثمّ أومأت العجوز برأسها وقالت: يمكنك البقاء، لكن احذر من أن يمسكك جنود الراجا، وبحلول هذا الوقت كان الليل وجلس الأمير والمرأة العجوز في الظلام، لأنّه لم يكن هناك مصباح في المنزل،  وقالت: الراجا لا يسمح باستخدام المصابيح، لأنّ ابنته الأميرة لالون عندما تجلس على سطح قصرها في الليل وتضيء البلاد بأكملها، وعندما خرج الأمير رأى أنّ الأميرة كانت جالسة على سطح قصرها.

كان ثوبها الفضي، وكان شعرها الداكن ينزل على قدميها تقريبًا، كانت ترتدي الألماس واللآلئ على رأسها، وكان الضوء المنبعث منها جميلًا مثل ضوء الشمس والقمر والنجوم معًا، وفي منتصف الليل نزلت الأميرة من سطح منزلها وذهبت إلى غرفتها، ثمّ جلس الأمير على سريره وحقيبته في يده، وقال للسرير: خذني إلى قصر الأميرة، فأخذه السرير إلى حيث كانت نائمة.

ثم هزّ الحقيبة وطلب شالاً جميلاً مطرز فأعطته الحقيبة الشال، ووضعه برفق على الأميرة، ثمّ عاد إلى كوخ المرأة العجوز، وفي منتصف الليل التالي ذهب الأمير بسريره للأميرة، وأعطته الحقيبة خاتمًا مرصعًا بالياقوت، وضعه على يد الأميرة وهي نائمة وبعد ذلك عندما استيقظت أخبرها الأمير من هو، ولمّا رأت الأميرة كم كان شابًا نبيلًا وسيمًا، وسمعت أنه ابن راجا عظيم.

وأنّه هو الذي أحضر لها الشال الرائع في الليلة السابقة، وقعت في حبه و قالت أنها ستخبر والدها وأمها أنها تريد الزواج منه ثمّ عاد الأمير إلى كوخ المرأة العجوز، وأرسل والد الأميرة لالون في اليوم التالي، وأخبره أنه قد يتزوج الأميرة لكن أولاً، يجب أن تستخرج الزيت من ثمانون رطلاً من بذور الخردل، في يوم واحد، قال الأمير: هذا مستحيل، فقط جيش من النمل يمكنه فعل ذلك.

ثم فكر الأمير في جيش النمل وفي نفس اللحظة التي فكر فيها، تسلل جيش النمل الذي أكل كعكته تحت الباب إلى الغرفة، وفي الصباح لم يكن هناك قطرة زيت متبقية في بذور الخردل، وأخذها إلى الملك، وعندما سأل الأمير الراجا عمّا إذا كان سيعطيه ابنته، رد عليه وقال: هناك شيء واحد فقط، إذا تمكنت من قرع الطبل عند الغروب الخاص بي، فسوف تتزوج من الأميرة لالون.

فسأل الأمير: أين طبلك؟ أجاب الراجا: فوق السماء، تنهد الأمير وقال: لا أعرف كيف يمكنني الصعود إلى السماء هذه هي أصعب مهمة على الإطلاق، وعندما أخبر العجوز، قالت المرأة العجوز: أنت غبي نوعا ما، إذا حملك سريرك عبر سبع غابات وأكثر من ثلاثة نطاقات من التلال، ألا تعتقد أنه يمكن أن يأخذك إلى السماء؟ صاح الأمير: لم أفكر في ذلك قط، ثمّ جلس على سريره الصغير.

وحلّق في السماء حيث ضرب طبلة بصوت عالٍ بمقبض سكين الصيد الخاص به لدرجة أنّ الملك سمعه، قال الراجا عندما نزل الأمير مرة أخرى: الزفاف سيُقام في أقرب وقت تريده، وهكذا أرسل الأمير السرير والوعاء والحقيبة إلى الفقير، ثمّ أرسلت الدعوات إلى جميع ملوك وملكات الدول المجاورة،  وبعد زواجهما أخذ الأمير الأميرة لالون إلى منزله في بلده.


شارك المقالة: