قصة السلحفاة الثرثارة

اقرأ في هذا المقال


قصة السلحفاة الثرثارة أو (The talkative tortoise)  هي قصة خيالية تمّ تحريرها من الكاتب جوزيف جاكوبس، وحكاية شعبية هندية، نُشرت عام (1910) للناشر: أبناء جي بي بوتنام، نيويورك.

الشخصيات:

  • بوذا المستقبلي.
  • البطتان.
  • السلحفاة.
  • الملك.
  • قصة السلحفاة الثرثارة

قصة السلحفاة الثرثارة:

وُلد بوذا المستقبلي في عائلة أحد الوزراء عندما كان براهما داتا يحكم بيناريس، ولمّا كبر بوذا المستقبلي صار مستشار الملك في الأمور الزمنية والروحية، وفي تلك الأثناء كان هذا الملك شخصاً ثرثاراً جداً، وبينما كان يتحدث لم يكن لدى الآخرين فرصة للكلام، وهذا ما كان يزعج بوذا المستقبلي الذي أراد علاج هذا الثرثار بأي طريقة وجعله يخفف من الكلام.

وكان يبحث باستمرار عن بعض الوسائل للقيام بذلك، وفي ذلك الوقت كان هناك في بركة في جبال الهمالايا سلحفاة ثرثارة كان هناك بطّتان بريّتان ذهبتا للبحث عن الطعام هناك في أرض السلحفاة، وهناك قابلت السلحفاة وكونتا صداقات معها، وذات يوم عندما أصبحنّ قريبتين جدًا منها، قلنّ للسلحفاة: أيتها السلحفاة الصديقة.

المكان الذي نعيش فيه في الكهف الذهبي على جبل جميل في بلاد الهمالايا هو مكان مبهج ومريح هل ستأتي إلى هناك معنا؟ فقالت السلحفاة: ولكن كيف يمكنني الوصول إلى هناك؟ فأجابت البطتان: يمكننا أن نأخذك، إذا كنت تستطيعين فقط أن تمسكي لسانك ولن تقولي شيئًا لأي شخص أثناء سيرنا، فقالت السلحفاة: هذا ما يمكنني فعله فقط خذاني معكما.

فقلن لها هذا صحيح،  ولجعل السلحفاة تعض لسانها ولا تتكلم جعلنها تمسك بعصا وتعض عليها بفمها لمنعها من الحديث، وحملنها من خلال الإمساك بالعصا بطرفيها في أسنانهنّ كلّ واحدة بطرف، وطرنّ في الهواء نحو بلادهن، وأثناء رحلتهن وطيرانهن رأى بعض القرويين أنهنّ يحملنها على هذا النحو وهي بين أسنانهن دون أن يسمعوا همسة للسلحفاة، فصرخوا: بطتان بريتان تحملان سلحفاة على عصا!

وعندها أرادت السلحفاة أن تقول: إذا اختار أصدقائي أن يحملوني، فماذا يخصكم، أيها الناس البائسون، وبينما كانت البطتان سعيدتين برحلتهنّ السريعة فوق قصر الملك في مدينة بيناريس تركت السلحفاة العصا التي كانت تعضها، وسقطت في الفناء المفتوح للقصر منقسمة إلى قسمين! وفجأة سمع من في القصر صرخة عالية للناس في الخارج وهم يقولون: سقطت سلحفاة في الفناء المفتوح.

وانقسمت إلى قسمين، عندها أخذ الملك بوذا المستقبلي، وذهب إلى المكان محاطاً بحاشيته، ونظر إلى السلحفاة سأل بوذا المستقبلي: يا معلّم! كيف يمكن أن تأتي السلحفاة لتسقط هنا؟ حقاً أنّ السلحفاة من الممكن أنّها قتلت نفسها، فقال بوذا الحكيم وهو يمسك العصا بإحكام: لقد قتلت نفسها بكلمة واحدة، ها هو إذاً نتيجة الكلام الزائد وغير المثمر والذي لا يكون بوقت غير مناسب.

ثمّ قال: ترى جلالتك كيف من خلال حديثه المفرط، لقد وقعت السلحفاة في هذه المحنة البائسة، ورأى الملك أنه قد تمت الإشارة إليه بهذا الكلام، فقال: أيها المعلم أتتحدث عنّا، وعندها تحدث بوذا علانية وقال: أيها الملك العظيم! سواء كنت أنت أو أي شخص آخر، كلّ من يتحدث بما لا يناسب يقابل حادثًا كهذا، وامتنع الملك من الآن فصاعداً عن الثرثرة وأصبح رجلاً قليل الكلام.

وفكر بوذا المستقبلي في نفسه قائلاً: كنت أتوقع منذ فترة طويلة، وأرغب في توجيه اللوم إلى الملك، لقد بحثت عن بعض الوسائل للقيام بذلك، ولا بد أنّ هذه السلحفاة قد كوّنت صداقات مع البط البري، ولا بد أنهنّ جعلوها تقضم العصا وقد طرنّ في الهواء ليأخذنها إلى التلال، لكنّها بسبب عدم قدرتها على الإمساك بلسانها عندما سمعت أي شخص آخر يتحدث، لا بد أنها أرادت أن تقول شيئًا.

وتركت العصا، وهكذا يجب أن تكون قد سقطت من السماء وبذلك فقدت حياتها، وقال: حقاً أيها الملك أولئك الذين يطلق عليهم صناديق الثرثرة الناس الذين لا نهاية لكلماتهم، يجلبون لأنفسهم  الحزن مثل هذه السلحفاة.


شارك المقالة: