قصة الصياد الماهر (The Skilful Huntsman) حكاية خيالية جمعها الأخوان جريمز، إنّها حكاية آرني – طومسون من النوع 592.
الشخصيات:
- الصياد.
- الملك.
- الأميرة.
- العمالقة.
قصة الصياد الماهر:
كان هناك ذات مرّة شابًا تعلم تجارة الأقفال، وأخبر والده أنّه سيسافر إلى مكان آخر ويبحث عن ثروته، فقال الأب: حسنًا، أنا راضٍ تمامًا عن ذلك، وأعطاه بعض المال مقابل رحلته، لذلك سافر وبحث عن عمل، وبعد فترة، قرر عدم متابعة تجارة الأقفال بعد الآن، لأنه لم يعد يحبها، لكنّه كان يبحث عن الصيد، ثم قابله في نزهاته صياد يرتدي اللون الأخضر، وسأله من أين أتى وإلى أين هو ذاهب؟
قال الشاب إنّه كان متدربًا في صناعة الأقفال، لكن التجارة لم تعد تسعده، وكان يحب الصيد، فهل يقبل أن يعلمه ذلك؟ قال الصياد: أوه، نعم إذا كنت تريد الذهاب معي، ثم ذهب معه الشاب وربط نفسه به لعدة سنوات، وتعلم فن الصيد. بعد ذلك تمنى أن يجرب حظه في مكان آخر، ولم يعطه الصياد شيئًا مقابل عمله سوى مسدس، ثمّ انطلق ووجد نفسه في غابة كبيرة جدًا لم يستطع الوصول إليها في يوم واحد، وعندما حل المساء جلس على شجرة عالية هرباً من الوحوش البرية.
وفي منتصف الليل، بدا له كما لو أن ضوءًا صغيرًا كان يلمع من بعيد، ثم نظر إلى أسفل من خلال الأغصان نحوه، وبقي في ذهنه أنه سيكون جيدًا حيث كان، لكنه فكر في خلع قبعته وألقى بها في اتجاه الضوء، حتى يذهب إلى القبعة كعلامة عندما ينزل، ثم نزل وذهب إلى قبعته، ولبسها مرة أخرى وتوجه للأمام، وكان كلما ابتعد، زاد الضوء، وعندما اقترب منه رأى أنّها كانت نارًا هائلة.
كان هناك ثلاثة عمالقة يجلسون بجانبها النار، وكان لديهم ثورًا على الموقد يريدون طهيه، وسمعهم يتحدثون حيث قال أحدهم الآن: يجب أن أتذوق ما إذا كان اللحم صالحًا للأكل قريبًا وسحب قطعة منه، وكان على وشك وضعها في فمه عندما أطلق عليها الصياد من يده إلى الجهة الأخرى والتقطها .
قال العملاق: حسنًا، حقًا إذا لم تنفجر الريح من يدي! وقام بمناولة لقمة ثانية لعملاق لآخر، ولكن عندما كان على وشك أن يعضها، أطلق عليها الصياد مرّة أخرى بعيدًا عنه، فظن العملاق ان صديقه العملاق الآخر هو من أكلها، فصرخ غاضبًا: لماذا أنت تخطف قطعي بعيدًا عني؟ قال العملاق الآخر: لم أخطفها بعيدًا، لا بد أنّ قناصًا أطلقها بعيدًا عنك.
أخذ العملاق قطعة أخرى، لكنه لم يستطع الاحتفاظ بها في يده، لأن الصياد أطلق عليها، ثم قال العملاق: يجب أن يكون هذا صيادًا ماهرًا لإخراج الطعام من فمه، مثل هذا سيكون مفيدًا لنا، وصرخ بصوت عال: تعال إلى هنا، أيّها القناص، واجلس في النار بجانبنا وكل من طعامنا حتى تشبع، لن نؤذيك، ولكن إن لم تأت، وسيكون علينا أن نأتي بك بالقوة، فأنت رجل ضال!
ثمّ ذهب الشاب إليهم وأخبرهم أنه كان صياد ماهر، ثم قالوا له إذا كان سيعمل معهم سوف يعاملوه معاملة حسنة، وقالوا له إنّه توجد بحيرة كبيرة خارج الغابة، يوجد خلفها برج وفي ذلك البرج سُجنت أميرة جميلة تمنّوا كثيرًا أن يحصل أحدهم عليها، قال الصياد : نعم، سأحضرها لكم قريبًا.
ثم أضافوا: ولكن لا يزال هناك شيء آخر، هناك كلب صغير صغير يبدأ بالنباح مباشرة عند رؤية أي شخص يقترب منه، وبمجرد أن ينبح كل فرد في القصر الملكي يستيقظ، ولهذا السبب لا يمكننا اذهب هناك، أيمكنك أن تتعهد بإطلاق النار عليه وترديه قتيلًا؟ قال: نعم، سيكون ذلك ممتعًا قليلاً بالنسبة لي.
بعد ذلك، ركب قاربًا وجذف فوق البحيرة، وبمجرد أن هبط بأتجاه القلعة نزل الكلب الصغير، وكان على وشك النباح ، لكنّ الصياد أخذ مسدسه وأطلق النار عليه، وعندما رأى العمالقة ذلك ابتهجوا، واعتقدوا أن ابنة الملك أصبحت بين أيديهم بالفعل، لكن الصياد أراد أولاً أن يرى كيف تسير الأمور، وأخبرهم أنّه يجب عليهم البقاء في الخارج حتى يطلب منهم الحضور.
ثم ذهب إلى القلعة، وكان كل شيء هادئًا تمامًا، وكان الجميع نائمين، وعندما فتح باب الغرفة الأولى، كان هناك سيف معلق على الحائط مصنوع من الفضة النقية، وكان عليه نجمة ذهبية، واسم الملك وعلى طاولة بالقرب منه وضع حرف مختوم الذي كسره،حيث كُتب بداخله أن من كان لديه السيف يمكنه أن يقتل كل ما يعارضه.
فأخذ السيف من الحائط وعلقه على جنبه ومضى قدمًا، ثم دخل الغرفة حيث كانت ابنة الملك نائمة، وكانت جميلة جدًا لدرجة أنّه وقف ساكنًا ونظر إليها وهو يحبس أنفاسه وقال لنفسه: كيف يمكنني أن أعطي عذراء بريئة لقوة العمالقة الذين يشبهون الوحوش البرية والذين لديهم الشر في أذهانهم؟
نظر أبعد من ذلك، وتحت السرير كان هناك زوج من النعال، على اليمين كان اسم والدها بنجمة، وعلى اليسار اسمها بنجمة. كانت ترتدي أيضًا منديلًا كبيرًا من الحرير المطرز بالذهب، وعلى الجانب الأيمن كان اسم والدها، وعلى الجانب الأيسر، كلها بأحرف ذهبية، ثم أخذ الصياد مقصًا وقطع الزاوية اليمنى ووضعه في حقيبته، ثم أخذ أيضًا النعال الأيمن واحتفظ به معه.
كانت الفتاة لا تزال نائمة، وكانت في ثوبها الليلي حيث قام بقطع جزء منه، لكنه فعل هذا دون أن يلمسها، ثم خرج وتركها مستلقية نائمة دون إزعاج، وعندما وصل إلى البوابة مرة أخرى، كان العمالقة لا يزالون يقفون في الخارج في انتظاره ويتوقعون أنّه سيحضر الأميرة، لكنّه قال لهم بأنّهم سيدخلون معه، وأنّه لا يستطيع فتح البوابة لهم، ولكن كان هناك ثقب يجب عليهم التسلل من خلاله.
ثم اقترب الأول، ولف الصياد شعر العملاق حول يده وسحب رأسه، وقطعه بضربة واحدة بسيفه، ثم طلب من العملاق الثاني الدخول، وبعد دخوله قطع رأسه بالمثل، ثم قتل الثالث أيضًا، وكان مسرورًا لأنه حرر الفتاة الجميلة من أعدائها، وقطع ألسنتهم ووضعها في حقيبته، ثم فكر قائلًا: سأعود إلى والدي وأتركه يرى ما قمت به بالفعل، وبعد ذلك سأسافر حول العالم.
ولكن عندما استيقظ الملك في القلعة، رأى العمالقة الثلاثة هناك ميتين. فذهب إلى غرفة نوم ابنته، وأيقظها وسألها من قتل العمالقة؟ ثم قالت: أبي العزيز، لا أعرف لقد كنت نائما، ولكن عندما قامت ولبست نعالها وجدت أن النعال الأيمن قد اختفى، وعندما نظرت إلى منديل رقبتها كان مقطوعًا، وعندما نظرت إلى ثوبها الليلي كان قد تمّ قطع جزء منه.
فاستدعى الملك بلاطه بالكامل، وسألهم من أطلق سراح ابنته، وقتل العمالقة، في تلك الأثناء كان لديه نقيب أعور ورجل بشع، وقال إنه فعل ذلك، ثم قال الملك العجوز أنّه بعد أن أنجز هذا، يجب أن يتزوج ابنته، لكن الفتاة رفضت هذا الزواج، وقالت: أبي العزيز، سأذهب بعيدًا إلى العالم بقدر ما يمكن أن تحملني ساقاي.
لكن الملك أخبرها إنّها إذا لم تتزوج منه فعليها أن تخلع ثيابها الملكية وأن تلبس ثياب الفلاحين وتخرج من قصره، وأن تذهب إلى السوق، وتبدأ تجارة الأواني الفخارية، لذلك خلعت ملابسها الملكية، فذهبت إلى صانع الخزف واقترضت أواني فخارية، ووعدته أيضًا بأنّها إذا باعتها بحلول المساء، فسوف تدفع ثمنها.
ثم رتب الملك مع بعض جنوده للذهاب بعرباتهم وتكسير الأواني الخزفية الخاصة بأبنته، لذلك عندما وضعت ابنة الملك الأواني في الشارع، جائت العربات وكسرت كل ما لديها إلى شظايا صغيرة، حينها بدأت تبكي وقالت: آه، كيف سأدفع ثمن الأواني الآن؟ لكن الملك بفعله هذا أراد أن يجبرها هذا على الزواج من الرجل، ولكن بدلاً من ذلك، ذهبت مرّة أخرى إلى صانع الخزف وسألته عما إذا كان سيقرضها مرّة أخرى.
فقال الرجل: لا، لأنّه يجب عليها أولاً أن تدفع ثمن الأشياء التي كانت لديها بالفعل، ثم ذهبت إلى والدها وصرخت وقالت إنّها ستسافر بعيدًا عن مملكته، ثم قال الملك: سأبني لك كوخًا صغيرًا في الغابة بالخارج، وستبقني فيه طوال حياتك وتطبخين لكل شخص يمر بك ، لكنّك لن تأخذ نقودًا مقابل ذلك، وعندما أصبح الكوخ جاهزًا، تم تعليق لافتة على الباب كُتب عليها أن الطعام يقدم مجانًا.
وهناك بقيت الأميرة هناك فترة طويلة، وقد ترددت شائعات حول العالم أن هناك عذراء تطبخ دون أن تطلب أجرًا وأن هذا وضع على لافتة خارج بابها، فسمع الصياد بذلك ، وفكر في نفسه: هذا يناسبك، أنت فقير وليس لك نقود، فأخذ مسدسه وحقيبتة وكل الأشياء التي كان يحملها معه من القلعة في السابق، وذهب إلى الغابة، ووجد الكوخ الذي تسكنه الأميرة، وكان قد لبس السيف الذي قطع به رؤوس العمالقة الثلاثة، ودخل الكوخ، وطلب شيء ليأكله.
كان مفتونًا بالعذراء الجميلة التي سألته من أين أتى وإلى أين يذهب، فقال: أنا أتجول في العالم، ثم سألته من أين حصل على السيف، لأنّ اسم والدها كان عليه، ثمّ سألها إذا كانت ابنة الملك، فأجابت: نعم، فقال: بهذا السيف قطعتُ رؤوس ثلاثة عمالقة، وأخرج ألسنتهم من حقيبته في البرهان، ثم أراها أيضًا النعال وقطعة من ثوب النوم،عندئذ شعرت بسعادة غامرة وقالت إنّه هو الذي أنقذها.
ثمّ ذهبوا معًا إلى الملك العجوز، وأخبرته أن الصياد هو الرجل الذي حررها حقًا من العمالقة، وعندما رأى الملك المسن كل الأدلة على ذلك، لم يعد بإمكانه الشك، وقال إنه سعيد جدًا لأنّه يعرف كيف حدث كل شيء، وأنّ الصياد يجب أن يكون زوجًا لأبنته، والتي كانت سعيدة في قلبها .
ثم قرّر الملك إن تكون هناك عقوبة للرجل العجوز الذي كذب، وتم وضعه في السجن ثم تمزق إلى أربع قطع، أمّا ابنة الملك كانت متزوجة من الصياد، وبعد ذلك أحضر والده وأمه، وعاشا مع ابنهما في سعادة، وبعد وفاة الملك العجوز حكم الصياد المملكة.