قصة الطبيب الحكيم هي قصة ألمانيّة شعبيّة، قامَ الكاتب تشارلز جون تيبيتس بتأليفها في عام 1892م. حيث نُشرت هذه القصة في كافة مطابع مدينة برلين في جمهورية ألمانيا الاتحادية وفي بعض المطابع في مدينة لندن في المملكة المتحدة وفي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
الشخصيات:
- الطبيب.
- الرجل النبيل.
- السيدة جريتيل.
- الخدم.
قصة الطبيب الحكيم:
كان هناك فلاح فقير يُدعى كراب، قاد ذات مرة ثيرانه مع حمولة من الخشب إلى المدينة وباعها هناك مقابل دولارين إلى الطبيب، قام الطبيب بحساب المال له وهو جالس على العشاء. بدأ الفلاح ينظر إلى بيت الطبيب الفاخر ويتوق للعيش كحياة مماثلة لحياة هذا الطبيب، قال للطبيب: أيها الطبيب، هل من الممكن أنْ أكون طبيبًا؟ قال له الطبيب: بالطبع يمكنك ذلك، أولاً اذهب إلى المكتبة واشتري بعض الكتب الطبية ومن ثم قم ببيع عربتك واشتري الملابس الفاخرة وأخيرًا علق لافتة واكتب عيها الطبيب الحكيم.
فعل الفلاح كما قيل له بالضبط، وبعد فترة وجيزة صادف أنَّ أحد النبلاء قد سُرق منه مبلغًا كبيرًا من المال وفي طريقه للمنزل رأى اللافتة الخاصة بالفلاح وذهب إليه وقال له: أيها الطبيب لقد سُرقت أموالي وأنا بحاجة إليك لتعيد لي أموالي، هل يمكنك القيام بذلك؟ قال له الطبيب: ولكنني طبيب أقوم بمعالجة المرضى، كيف لي أنْ أجد مالك؟ قال له الرجل النبيل: الأطباء أذكياء ويمكنهم حل جميع الألغاز. قال له الطبيب: حسنًا، ولكن إذا أردت مني الذهاب معك يجب أنْ أحضر معي زوجتي جريتيل. وافق الرجل النبيل على ذلك وذهب مع الطبيب إلى منزله.
صعدوا إلى العربة الفاخرة وتجولوا المدينة حتى وصلوا إلى بيت الرجل النبيل، وما أنْ دخلوا إلى المنزل حتى وُضعت أمام الطبيب مائدة كبيرة للغاية كانت تشمل جميع أنواع الأطعمة. تفاجأ الطبيب كثيرًا؛ وذلك بسبب كثرة الأطعمة وإدخال الخدم المزيد وبمجرد دخول الخادم الأول، قال الطبيب لزوجته: عزيزتي جريتيل، هذا هو الأول. صُعق الخادم الأول ظنًا بأنَّ الطبيب يقول عنه السارق الأول، فكان منزعجًا للغاية وقال لرفاقه: الطبيب يعرف كل شيء، الأمور ستسوء بالتأكيد؛ وذلك لأنه قال أنني كنت اللص الأول.
لم يصدق الخادم الثاني ما قاله، ولكنه اضطر لحمل الطبق الثاني إلى الغرفة وبمجرد دخوله قال الطبيب لزوجته: عزيزتي جريتيل، هذا هو الثاني. أصبح الخادم الثاني الآن خائفًا مثل الأول وكان سعيدًا للغاية بمغادرة الغرفة وعدم مقابلة الطبيب، فظن بأنَّه سيكشف أمره. وعندما دخل الخادم الثالث حاملًا الطبق بيده، قال الطبيب لزوجته: عزيزتي جريتيل، هذا هو الثالث.
والآن دخل الخادم إلى غرفة الطعام وكان يحمل معه طبق كان عليه غطاء وأراد النبيل من الطبيب أنْ يُظهر مهارته من خلال تخمين ما كان تحت الغطاء. كان الطبق يحتوي على سلطعون، نظر الطبيب إلى الطبق ثم إلى غلاف الطبق ولم يستطع على الإطلاق أنْ يتخيل ما الذي بداخله، ولكنه قال بصوت لا يكاد يكو مسموع: هل هذا الطبق يحتوي على سلطعون؟ للأسف إنَّه سلطعون مسكين. عندما سمع النبيل هذا صرخ بفرح قائلًا: لقد خمنت ذلك أيها الطبيب وأنا الآن متأكد من أنَّك ستعرف أين توجد أموالي.
كان الخادم منزعجًا جدًا من هذا وغمز للطبيب ليتبعه خارج الغرفة وما إنْ فعل ذلك حتى وقف الأربعة الذين سرقوا الذهب أمامه وقالوا بأنَّهم سيتخلون عن الذهب وأعطوه مبلغًا جيدًا ليخفي الأمر بشرط ألا يخونهم؛ وذلك لأن سيدهم سيقطع رؤوسهم إذا قطع رأسه. وعد الطبيب الخدم بإخفاء الأمر وأخذوه إلى المكان الذي كان الذهب مخبأ فيه، كان الطبيب سعيدًا برؤية الذهب وعاد إلى النبيل وقال: يا سيدي، سأبحث الآن في كتابي وأكتشف أين تتواجد الأموال.
وبعدها تسلل الخادم الخامس إلى الفرن لسماع ما يقوله الطبيب للنبيل، جلس لبعض الوقت يقلب أوراق كتابه ويقول: أعلم أنَّك هنا ويجب أنْ تخرج. ظن الخادم بأنَّ الطبيب يتحدث معه فخرج من المطبخ في الحال وهو يصرخ للخدم الآخرين: يا رفاق هذا الرجل يعلم كل شيء ويعلم بأننا أخفينا بعض الذهب في الفرن. ذهب جميع الخدم إلى المطبخ وقالوا للطبيب: يا سيدي، نحن نعلم بأنَّك تعرف كل شيء وهذا الذهب الذي أخفيناه في الفرن، ولكن أرجوك لا تخبر السيد النبيل بذلك.
ثم أظهر الطبيب للنبيل مكان الذهب، ولكنه لم يقل شيئًا عمن سرقه. ولذلك نال أجرًا عظيمًا من النبيل ومن الخدم وأصبح رجلًا مشهورًا جدًا. وكانت هذه هي نهاية القصة.