قصة الطقوس

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية الإنجليزية، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول مجموعة من الأصدقاء قرروا الذهاب في رحلة بين السويد والدنمارك سيراً على الأقدام لتأبين صديقهم الميت.

قصة الطقوس

في البداية تدور وقائع وأحداث القصة حول مجموعة من الشباب تربطهم علاقة صداقة قوية، حيث أنهم في يوم من الأيام اجتمعوا في أحد المقاهي وقد اتفقوا على القيام برحلة مشتركة فيما بينهم، ومن بين هؤلاء الشباب كان هناك يدعى بوب وفي لحظة من اللحظات اقترح عليهم أن يقوموا في رحلتهم بالتوجه نحو دولة السويد سيراً على الاقدام، ولكن باقي الشباب رفضوا ذلك الاقتراح، وبعد أن خرجوا الشباب من المقهى توجه اثنان منهم وهو بوب وآخر يدعى لوقا نحو أحد المحلات التجارية من أجل شراء بعض من المثلجات، وأول ما دخلوا إلى ذلك المحل التجاري تفاجؤوا بأن هناك مجموعة من اللصوص يحاولون القيام بسرقة المحل التجاري.

وأول ما ما قام به لوقا هو أنه اختبأ وترك صديقه بوب بمفرده في مواجهة تلك المجموعة من اللصوص، وفي تلك الأثناء أمسكوا اللصوص ببوب وطالبوه بإخراج كامل ما يمتلك من نقود بالإضافة إلى أنهم طلبوا منه أن يقوم بتسليم ساعته، وقد كانوا اللصوص مجموعة فلم يقوى بوب على مجابهتهم وهذا الأمر اضطره إلى الاستجابة لطلبهم، وحينما شاهدوه قد استجاب لطلباتهم تمردوا وحاولوا أن ينزعوا منه خاتم زواجه، ولكن هنا رفض إعطائهم إياه، مما دفع اللصوص لأن ينهالوا عليه بالضرب المبرح، ثم بعد ذلك قام واحد من اللصوص وسحب سيفه على بوب إلى أن أردفه قتيلاً، فيسقط بوب متوفياً على الأرض، بينما لوقا بقي مختبئ ولم يحاول فعل شيء من أجل إنقاذ صديقه.

وبعد مضي أشهر قليلة من وفاة بوب قرر الأصدقاء الأربعة المتبقيين أن يقوموا بالرحلة التي اقترحها عليهم صديقهم قبل وفاته؛ وذلك كتكريم له بعد مماته، وبالفعل ساروا لمسافة سير طويلة عبر جبال السويد، وفي أثناء الطريق قرروا أن يقيموا نصب تذكاري لتأبين صديقهم، وبعد أن استراحوا لبعض الوقت وحاولوا استئناف رحلتهم سقط واحد من بينهم يدعى دوم ويتعرض لإصابة في إحدى قدميه، وهنا أخبرهم أنه لن يتمكن من إكمال الرحلة المسير حتى انتهاء المسافة.

وفي تلك الأثناء اقترح واحد من بين الشباب يدعى هوتش أن يقوموا بإكمال رحلتهم عبر طريق مختصر، كما أشار إليهم أن تلك الطريق تمر من الغابة، وافق الجميع على ذلك الاقتراح وحينما ساروا بطريق الغابة وجدوا هناك مجموعة من الرموز الغريبة، وقد كانت تلك الرموز مرسومة على جذوع الأشجار، كما وجدوا أحد أنواع الحيوانات والذي يعرف باسم حيوان آيل كان معلق بطريقة غريبة بعض الشيء بين الأشجار وكانت بطنه مفتوحة.

وفي تلك اللحظة شعروا الشباب بالقلق والتوتر، وحاولوا أن يتراجعوا عن المسير من تلك الطريق، ولكن هوتش قام بمنعهم من التراجع وأقنعهم بالاستمرار في المسير، ومع اقتراب المساء هطلت الأمطار بغزارة، وفجأة عثروا على كوخ مهجور في الغابة، وهنا قاموا بالمكوث فيه وينتظرون حتى تشرق الشمس.

وفي ذلك الكوخ عثروا الشباب على أحد التماثيل الغريبة ومجموعة من التعويذات المعلقة داخل الكوخ، ولكنهم لم يبدوا اتجاهها أي اهتمام، فكل ما كانوا يريدونه هو الخلود إلى النوم، إذ اضناهم التعب والإرهاق، وبينما كانوا غارقين في نومهم استيقظ لوقا من نومه مفزوعاً على إثر مشاهدته لكابوس مزعج، إذ رأى نفسه وكأنه في ذلك المحل التجاري الذي توفي به صديقه، وحينما استيقظ في صباح اليوم التالي عثر على نفسه في الغابة وعلى صدره مجموعة من الندوب التي تنزف.

وفي ذلك الوقت عاد إلى الكوخ، وإذ به يجد أصدقائه النائمين يصرخون في نومهم، وصديقه الذي يدعى فيل جالس أمام التمثال الغريب ويبدو أنه يصلي أمامه، وهنا أخبر أصدقائه أن هذا المكان المسحور وأنه يسلب عقل من به، ومنذ تلك اللحظة عزم الأصدقاء على الخروج من الكوخ واستكمال رحلتهم، وقد كانوا غاضبين وخائفين مما حدث معهم، وبعد قليل اكتشفوا بأنهم تاهوا في الغابة، ومن هنا وقعت بينهم مشاجرة كبيرة.

وأول ما فكر به لوقا هو أن يذهب من أجل البحث عن مخرج للغابة، وأثناء بحثه رأى شيء غريب يسير في الغابة، وسرعان ما ذهب وقام بتحذير أصدقائه، كما أخبرهم أنه لا يجب أن يبقوا في هذه الغابة ليلة أخرى، ولكن هنا أشار هوتش أنه ينبغي عليهم أن يبيتوا هذه الليلة في الغابة؛ وذلك لأن ساق دوم أصبحت في وضع سيء للغاية ولن يتمكن من إكمال سيره معهم أكثر من ذلك، كما أوضح للجميع أنه في الصباح يجب أن يتم أخذ البوصلة والذهاب من أجل طلب المساعدة لهم.

ولكن ما حدث في تلك الليل هو أن لوقا رأى في منامه ذات الكابوس مرة أخرى، وفي الصباح وجد نفسه خارج الخيمة التي نصبوها في السابق، ثم بعد ذلك سمع صراخ صديقه هوتش، وفي ذات اللحظة أخبره فيل أن شيء غريب قام بخطف هوتش، وهنا توجهوا البقية من أجل البحث عنه في كافة أرجاء الغابة، ولكنهم أضلوا الطريق وفقدوا أماكن خيامهم وطعامهم، وبينما كانوا يبحثون هنا وهناك عثروا على جثة هوتش معلقة كما كانت معلقة جثة حيوان آيل.

وعلى إثر ذلك المنظر المفزع شعر الأصدقاء المتبقيين بالرعب وأكملوا مسيرهم حتى الليلة التالية، ثم بعد ذلك تم اختطاف فيل بذات الطريقة، وسرعان ما هرب كل من لوقا ودوم ولكنهم وجدوا أنفسهم أنهم قد عادوا إلى مكان الكوخ مرة أخرى من جديد، وسرعان ما دخلوا إليه من أجل الاختباء بداخله، ولكن فجأة تم طرقهم بشيء ما فوق رؤوسهم وقد أغمي عليهم.

وبعد أن أفاقوا من غيبوبتهم وجدوا أنه تم تقييدهم داخل القبو التابع للكوخ ومن حولهم مجموعة من الأشخاص تبدو أشكالهم وكأنهم أناس بدائيين ويتحدثوا بلغة غريبة، ثم أخذوا دوم إلى أعلى الكوخ وقد كان يصرخ بأعلى صوته، وفي تلك اللحظة دخلت فتاة وقدمت الطعام للوقا وقد أخبرته أنهم سوف يقدموا صديقه دوم كقربان للكائن الذي اعتقدوا بأنه إله قديم يقيم في الغابة وهو الذي يحميهم، وقد أشارت غليه الفتاة أنه هو دوناً عن الجميع سوف يصبح واحد منهم؛ وذلك لأنه الكائن قام بنقش علامته على صدره، وتلك العلامة هي تلك الجروح التي تم نقشها على صدره.

وفي تلك الأثناء عاد دوم إلى القبو وأخبر صديقه لوقا أنه رأى في منامه أن الكائن قد قام بقتله، وأنه ينبغي على لوقا أن يعزم على الهرب، ولكن ينبغي عليه قبل القيام بالهرب أن يهب بحرق الكوخ قبل هروبه، ثم بعد ذلك على الفور تم تقديم دوم كقربان للكائن، ولكن همّ لوقا بمساعدته وتمكن من فك قيوده، وبعد أن حرره قام بحرق الكوخ، وهذا ما جعل الكائن يصاب بالجنون ويقوم بمطاردة لوقا، والذي بدوره قام بضرب الكائن بفأس في رأسه، وركض مسرعًا نحو الغابة ومع بزوغ الفجر وجد نفسه وصل لمخرج في الغابة، وقد وقف هذا الكائن ولم يتمكن من الوصول إليه، ونظر إليه لوقا وصرخ به بأعلى صوته.

المصدر: كتاب مختارات من القصص الإنجليزي - تشارلز ديكنز وآخرون - 2018


شارك المقالة: