الكاتب والمؤلف هانس كريستيان أندرسن من أهم الأدباء الذين أبدعوا في العديد من الأعمال الأدبية المتنوعة، حيث أن له باع طويل في العمل في مجال الأدب، وقد تم العمل على تجسيد أعماله في العديد من الأفلام السينمائية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.
قصة سباق العدو السريع
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول جائزتين تم رصدهن ضمن مزرعة حيوانات، إحدى تلك الجوائز كانت صغيرة والجائزة الأخرى كانت كبيرة، وقد تم رصد الجوائز لصاحب أعلى سرعة، ولكن لم تكن تلك الجوائز من أجل القيام بسباق، وإنما للركض طوال العام، وقد كان من حصل على الجائزة الأول هو الأرنب، وهنا قال الأرنب: أنه لا بد من وجود عدالة حتى ولو كان هناك أحد المقربين ضمن لجنة التحكيم.
وقد أكمل حديثه بقوله: حصول حيوان الحلزون على الجائزة الأخرى يعتبر هذا الأمر إهانة لي، وقد كان يريد أن يلفت انتباه عمود السياج الذي كان شاهد في لجنة التحكيم، وأضاف أنه يجب أن يتم أخذ المثابرة والتعب بعين الاعتبار، وقد أكد على كلام الأرنب مجموعة من الأشخاص الموجودين من الحضور، وأضاف في الحقيقة أن الحلزون قد ركض بالفعل نصف عام؛ وذلك من أجل أن يتمكن من عبور عتبة الباب، ولكنه في تلك اللحظة كان قد تعرض لكسر في فخذه بسبب سرعته من أجل تحقيق ذلك، كما أنه كان يركض وهو يحمل بيتاً على أكتافه.
وكل ما قام به الحلزون كان غير مطابق للشروط، ولكن من أجل تقديره على مجهوده تم تقديم الجائزة الثانية له، وفي تلك الأثناء اعترض طائر السنونو على تلقي الحلزون للجائزة الثانية كذلك، وقال: كان ينبغي أخذ تعبي وجهودي بعين الاعتبار، إذ لم أرى أسرع مني في الهروب والتحليق، وكم لففت هنا وهناك، ولكن حظي التعيس هو من أبعد عني الجائزة، ولكن هنا رد عليه عمود السياج وقال: أنت تهيم على وجهك كثيراً وتبتعد خارج البلاد، ولم يكن عند أي انتماء إلى وطنك، وبهذا تكون غير مطابق لشروط اللعبة.
وهنا أجابه طائر السنونو: ولكنني في حال بقيت في المستنقع طيلة فصل الشتاء ومضيت وقتي كله في النوم، هل بذلك أكون مستوفيا للشروط؟ لا بل احصل على شهادة عجوز المستنقعات، فرد عليه عمود السياج: إنما تكون قد نمت نصف المدة في وطنك، وبذلك تعد مستوفي للشروط.
وفي ذلك الوقت أشار الحلزون أن الجائزة الأولى في الحقيقة كانت من حقه، كما أوضح إلى أن الأرنب في الحقيقة كان مستمر في الركض بسبب خوفه من أن هناك خطر سوف يحل به، بينما هو كان سبب ركضه هو أن اعتبر الأمر واجب عليه، وأكمل حديثه أنه لا يرغب في إحداث ضجة حول ذلك الأمر، وأكمل قوله: كان بإمكاني الدفاع عن حقي في الجائزة، ومن ضمن لجنة التحكيم كان هناك دلال المساحة المعتمد في الغابة، والذي بدوره كان عضو حاسم في لجنة التحكيم، حيث أنه على الدوام ينادي بالنظام كما يطالب باستمرار بمراجعة الأمور وحسابها.
وعلى الرغم من أن المساح كان يحاول تهدئه الحلزون في كل مرة، إلا أن الحلزون استمر في الحديث وأشار إلى أنه في كل مرة كان يسير حسب الأحرف، وقال: إن أثار انتباه أحدكم حينما يتم البدئ بالحرف الثامن من ألف إلى هـ، فإن ذلك يدل على أن لدينا أرنب هارين بالدنماركية، وهذا الأمر يجعل الأرنب يفقد الجائزة الأولى، والحرف الثامن من الجهة الأخيرة هو الألف، وهذا الأمر يعني أنه له تصويت غير مناسب لنيلة الجائزة، وفي هذه الحالة ينبغي على الجميع وضع نظام محدد لسير المسابقات.
في تلك الأثناء تدخل البغل وأشار إلى أنه كان سوف يدلي بصوته لنفسه، وما منعه من ذلك هو وجوده ضمن لجنة التحكيم، وأنه ينبغي على الجميع أن يأخذ بعين الاعتبار ليس فقط من يكسب المسابقة أولاً، وإنما ما يمتلكه المتسابق من قدرات أخرى كذلك، مثل الذكاء وسرعة البديهة، ولكن ما ركز عليه الجميع هو الجمال الذي يتميز به الأرنب، بالإضافة إلى الصحة واللياقة التي يتمتع بهما.
وفي تلك اللحظة تدخلت الذبابة، وأوضحت أنها لا ترغب بالخوض في الموضوع، إلا أنها تريد أن توضح شيء ما، ألا وهو في وقت المسابقة كان قد تعرض الأرنب إلى كسر في ساقيه الخلفيتين؛ وذلك جراء تعرضه لدهس من قطار كان يمر سريعاً، وأنا كنت من استمرت في الركض وسبقته، ولكن لم يدرك أحد ذلك، كما أنني لست بحاجة إلى جائزة من أحد.
ثم بعد ذلك تدخلت الوردة الجورية في الحديث حول الموضوع، وأشارت إلى أن الشيء الوحيد الذي يحق له الحصول على الجائزتين هي أشعة الشمس، إذ أنها سرعان ما تشرق وسرعان ما تغيب، وأن إشراقها هو من يوقظ الطبيعة بأكملها سريعاً، كما أنه مغيبها هو من يرقد الطبيعة كذلك سريعاً، كما أضافت لا يمكن للجنة التحكيم أن تدرك السرعة التي تتورد به خدودنا، كما أنا لا تنتبه إلى السرعة التي يفوح به عطرنا، ولو يعلم شعاع الشمس بذلك الأمر لقام بتقديم لكل فرد من أفراد لجنة التحكيم ضربة شمس قوية، ولكن لم تفكر تلك الوردة الجورية أن تثير غضب الشمس عليهم، فكل ما رغبت به هو أن يسود السلام في الغابة، والمضي في الحياة بين الأساطير وتورد الحياة من حولها وأن يبقى الشعاع الشمسي يبرز كل صباح.
وفي النهاية وصلت إلى أرض السباق والتحكيم دودة المطر، والتي بدورها كانت قد استيقظت للتو من سبات عميق، وعند وصولها تسألت عن تلك المسابقة وشروطها، وأول من رد عليها كان البغل حيث قال: أنا كنت أول من اقترح نظام ومبدأ الحصول على الجائزة، وأنا كذلك من اقترحت أن يتم تقديمها إلى الأرنب؛ وذلك لعدة أسباب منها أن الأرنب عضو مفكر فعال في مجتمعنا، كما اتخذت اعتبار إلى أنه من الممكن أن يستفيد من الجائزة، وبالفعل ها هو الأرنب قد تمكن من تأمين حياته.
كما تم السماح بعدة أمور لمن حصل على الجائزة الثانية وهو الحلزون، إذ تمكن من الجلوس على السياج الحجري، بحيث أنه هناك يتمكن من أكل الطحالب والتمتع بأشعة الشمس، كما سوف يتم تنصيب وتكريم واحد من الحكام الأوائل في مسابقة العدو السريع في وقت لاحق، وحين يتم تكريمه كم هو جميل أن يجلس واحد من ذوي الاختصاص في أمور المسابقات ممن يطلق عليها الناس قمة في التحكيم كي يراقب المتسابقين، وبعد مرور فترة من الوقت تم التجهيز للمسابقة التالية.