تناولت القصة في مضمونها الحديث حول أحد القناصين الذين اشتهروا خلال الحرب العالمية الثانية، والذي كان تابع إلى القوات الروسية، وقد أنجز العديد من المهام الكبيرة الناجحة مما جعله في النهاية بطل عالمي ورمز شعبي أثار حمية المعركة بين الطرفين، وقد تم تجسيد القصة في أحد الأفلام السينمائية العالمية عام 2001م.
قصة العدو على الأبواب
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة خلال اشتعال الحرب العالمية الثانية، حيث أنه في تلك الفترة زحفت قوات الجيش الألماني نحو الاتحاد السوفيتي، وخلال ذلك الزحف تمكنت من الوصول صوب إحدى المدن التي تعرف باسم مدينة ستالينغراد، وتمت فرض السيطرة عليها بالكامل، ولكن في تلك الأثناء لم يكون وطيس مقاومة القوات الروسية قد هبط أو تراجع، ومن بين أهم وأبرز المناضلين في تلك الفترة كان هناك أحد الجنود ويدعى فاسيلي، إذ أنه كان يحتل مكانة مميزة بين الجنود على الرغم من أنه لم يكن ملتحق بالقوات الروسية منذ فترة طويلة؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنه قناص محترف، فقد تمكن من قنص العديد من جنود الروس المتواطئين.
وفي يوم من الأيام تحول فاسيلي من جندي بسيط إلى إحدى الأساطير الشعبية التي تحيي روح المقاومة لدى كافة الشعب الروسي، ومن تسبب في ذلك التحول هو أحد المسؤولين العسكريين والذي يدعى دانيلوف، وهو من كان ذو مكانة رفيعة بين قوات الجيش الروسي.
وبعد مرور فترة من الوقت كان فاسيلي قد أنجز قدر كبير من البطولات، ولكن لم يكن كل تلك الأمور تأخذ حيزاً من تفكيره، فكل ما كان يركز عليه هو الدفاع عن وطنه بشتى الطرق، ولكن القائد العسكري دانيلوف كان في كل مرة يقوم فاسيلي بأمر ما يصر على تعظيم صورته أمام كافة فئات الشعب، ومن هذا المنطلق كان في كل مرة ينجح فيها فاسيلي كان القائد العسكري ينجح معه، وفي كل نجاح يقوم به فاسيلي كذلك كان يشعر الجنود والقادة الألمان بالإهانة؛ وذلك لأن فردًا واحدًا فقط هو من يلحق بهم كل تلك الهزائم.
وفي كل مرة يتم الإشادة والثناء بالأعمال التي يقوم بها فاسيلي كانت يؤجج النار وتشتعل من جديد ين أفراد الجيش الروسي، وهذا ما جعلهم مستمرين في المقاومة رافضين الرضوخ تحت أي ضغوطات، وفي يوم من الأيام قررت قوات الجيش الألماني الإيعاز بإرسال واحد من أمهر القناصة لديهم إلى المكان الذي يقيم به ذلك القناص الروسي؛ وذلك من أجل قتله، ووقع الاختيار على جندي يدعى إرفين، ولم يكن مجرد قناص عادي، بل هو من أمهر القناصين الذين شهدتهم ألمانيا خلال الحرب.
ومن هنا انتقل الكاتب للحديث عن حياة طفولة فاسيلي، إذ تمت الإشارة إلى أنه كان يعيش في إحدى المناطق الجبلية والذي تشتهر باسم جبال الأورال، وفي تلك المنطقة كان جده في كل يوم يقوم بتعليمه فنون القنص، وقد كان غاية جده من ذلك هو أن يقوم فاسيلي بحماية نفسه من الذئاب التي كانت تكثر في ذلك المكان، ثم بعد ذلك عاد الكاتب إلى فترة اشتعال الحرب مرة أخرى، فأشار إلى أنه في يوم من الأيام تعرف القناص الروسي على إحدى العائلات التي تعرف باسم عائلة السيد فيليب وف.
وتلك العائلة مكونة من كل من الأم وتدعى كاتيا والابن ويدعى ساشا وهو لا يتجاوز العشر سنوات من عمره والفتاة وتدعى تانيا، وتلك العائلة من أصول يهودية، وبعد التعرف على تلك العائلة ورؤية القناص للفتاة على الفور وقع في حبها، ولم يكن هو فقط، بل القائد العسكري كذلك وقع في حبها، ولكن الفتاة اليهودية فضلت القناص الروسي الأمي المقاتل على القائد العسكري المثقف الذي يحارب بقلمه لا بحمل سلاحه بين صفوف الجيش.
أما بالنسبة إلى شقيق الفتاة اليهودية ساشا فقد أصبح القناص الروسي هو مثله الأعلى، وعلى إثر ذلك قرر أن يقوم بأصعب مهمة من الممكن أن يقوم بها طفل، وتلك المهم تتجسد في أن يصبح جاسوس يعمل لصالح القوات الروسية، وفي يوم من الأيام قام بالتعرف على القناص الألماني وفي كل يوم كان يتقرب منه أكثر فأكثر، وذلك من خلال تقديم له معلومات مغلوطة عن المكان الذي يتواجد به القناص الروسي مقابل بعض القطع من الشكولاتة.
ولكن ما لم يكن في الحسبان هو أن القناص الأماني اكتشف أمر الطفل اليهودي، وأدرك أنه يتلاعب به، وكعقاب له قام بشنقه وتعليقه في وسط المدينة؛ وذلك من أجل أن يستفز بذلك المنظر مشاعر القناص الروسي ويندفعه للانتقام دون أن يحسب خطواته ويخطط لها، وقد أوضح القناص الألماني أنه في تلك اللحظة التي يخرج بها القناص الروسي سوف يقوم على الفور باستغلال الفرصة وقنصه، ولكن القناص الروسي سيطر على نفسه وطلب من تانيا الاستعانة بالقائد العسكري من أجل القيام بعملية إخلاء لوالدتها من المدينة مع مجموعة من الراحلون.
وبالفعل سمعت الفتاة اليهودية توجيهاته وقامت بالتعاون مع القائد العسكري بإخلاء المنطقة من المواطنين، ولكنهما لم يوصلا إلى والدتها خبر وفاة شقيقها، وكل ما أخبروها به هو أن ابنها اختار الانضمام إلى صفوف معسكرات العدو، وهو بأمان طالما اختار القوات الألمانية، وهنا شعرت الأم بحزن شديد وتنصرف تاركة رسالة له لتطمئنه فيها على نفسها، وخلال مغادرة السيدة إلى جانب ابنتها والقائد العسكري يتم قصف المدينة وتصاب الفتاة اليهودية بشظية قاتلة.
وفي تلك اللحظة على الفور توجه القائد العسكري إلى المكان الذي يجلس به القناص الروسي من أجل قنص القناص الألماني؛ وذلك انتقامًا منه على قتل الطفل اليهودي، وأول ما وصل إليه القائد تحدث معه عن استقلال الوطن ودوره البطولي الذي قام به وعشق الفتاة اليهودية له، وبعد لحظات صمت بشكل مفاجئ وانهار بالبكاء وأخبره بوفاة حبيبته، وحينما سمع فاسيلي بذلك فاضت عيناه بالدموع على حبيبته الفقيدة.
وفي النهاية قرر القائد العسكري أن يقوم بالتضحية بنفسه ومنح القناص الذي قدم الكثير لبلاده فرصة لقتل القناص الألماني ومعرفة المكان الذي يمكث به، فيطل القائد برأسه من المخبأ وبسرعة البرق تلقى رصاصة القناص في رأسه، وبعد ذلك خرج القناص الألماني من وكره ظنًا أنه قد نال من فاسيلي، ولكنه صدم حينما شاهد بندقية القناص الروسي موجهه صوبه من ذات الجانب، وأول ما رفع قبعته باغته القناص برصاصة مميتة في منطقة الرأس، وجلب سلاحه ومنحه لصديقه الراحل القائد.
وأخيراً تم رفع السيطرة عن مدينة ستالينغراد، وفي لحظة ما تلقى القناص الروسي رسالة من حبيبته السبقة أخبرته به أنها ما زالت على قيد الحياة وهي موجوده في أحد المستشفيات، وبسرعة البرق انطلق نحوها القناص ليجدها بين مئات الجرحى.