قصة العصابة البرية The Wild Bunch Story

اقرأ في هذا المقال


ظهرت على مرّ العصور العديد من القصص التي تناولت في مضمونها الحديث حول حرب العصابات؛ وذلك لكثرة انتشارها في فترة من الفترات، وفي قصتنا لهذا اليوم اخترنا لكم عزيزي القارئ واحدة من تلك الحروب التي دارت على إحدى الحدود الدولية.

قصة العصابة البرية

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في بداية القرن التاسع عشر على تلك الحدود الواقعة بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة المكسيك، وقد كانت تلك الحدود على مرّ العصور حدثت بها العديد من المعارك والحروب بين أفراد العصابات، حيث أنه في تلك الفترة كان هناك انتشار كبير لعصابات المافيا والمنظمات التي تتوسع نشاطاتها إلى العديد من المواضيع، منها ما كان يختص بتجارة بالأعضاء البشرية ومنها ما كان يتجه إلى خطف الأشخاص ونهب وسرقة أموالهم.

ولكن من أكثر الأمور التي كانت تقوم بها عصابات المافيا والمنظمات في تلك المنطقة هي تجارة الأسلحة؛ وقد كان السبب في اختيار تلك المنطقة دوناً عن غيرها أنها كانت لا تحط عليها الأنظار بشكل مستمر، إذ بين الحين والآخر تأتي مراكز الشرطة لتفقد المكان، ومن شدة خبرة أصحاب العصابات والمنظمات بتلك المنطقة كانوا على علم ودراية كاملة بالأوقات التي يزور بها مراكز الشرطة لتلك المنطقة الحدودية.

وأول ما بدأت القصة كانت بين مجموعتين من العصابات في إحدى مدن الولايات المتحدة والتي تعرف باسم ولاية تكساس، المجموعة الأولى من تلك العصابات كان أفرادها من الأشخاص المتقدمين في العمر وقد وصل بهم الأمر إلى أنهم وصلوا إلى مرحلة لم تعد لهم أي قوى على مجابهة ومعاركة الناس والتسلط عليهم، بينما أفراد العصابة الثانية كانوا جميعهم من فئة الشباب وهو ما زالوا في كامل قواهم ونشاطهم الحيوي وقد كانوا قاموا بالعديد من النشاطات غير الشرعية والخارجة عن القوانين والأنظمة.

وفي بداية الأحداث كانوا أفراد العصابة من المتقدمين في العمر والذين يقودهم زعيم يدعى السيد ويليام قد قرروا القيام بإحدى عمليات السطو المسلح الكبيرة، وقد اتفق جميعهم على أن تلك العملية سوف تكون آخر عملية يقدمون عليها، إذ أنهم قد اكتفوا من تلك الأعمال الخارجة عن القانون ورغبوا في أن يستريح كل واحد منهم ويكمل حياته إلى جانب عائلته، وقد كانت تلك العملية وجهتها إلى دولة المكسيك، فقد خططوا من أجل أن يقوموا بسرقة أحد المكاتب التي تعود في عملها إلى السكة الحديد، وقد اتفقوا على أنهم سوف يصلون إلى ذلك المكتب من خلال المرور عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن ينتهوا من تلك العملية بسلام سوف يقومون اعتزال العمل الإجرامي والأعمال الخارجة عن القانون إلى أبد الحياة.

وبالفعل في ذلك الوقت تمكنوا من تجهيز كافة ما يلزمهم في تلك العملية، وأول ما حلّ الظلام الدامس توجهوا جميعهم نحو دولة المكسيك، وطوال الطريق وكافة الأمور تسير على ما يرام، ولكن كانت الصدمة تنتظرهم في المكسيك، إذ أنهم أول ما حطوا أقدامهم داخل الحدود المكسيكية قاموا أفراد العصابة الثانية من الذين ما زالوا في مرحلة الشباب بمحاصرتهم على الفور من جميع الجوانب، وقد كشفوا في وقت لاحق أنهم كانوا على علم بكافة مخططات العصابة بقيادة السيد ويليام منذ أن تحركوا من مكانهم من الولايات المتحدة.

وقد كانت العصابة الثانية ما يعرفونه عنهم العصابة الأولى أنهم من العصابات المرتزقة ويرأسهم أحد الأشخاص من الذين كانوا من أفراد العصابة الأولى وهو ما يدعى الجنرال جيمس، وما هو معروف عن الجنرال جيمس هو أنه حينما كان ملتحق مع العصابة الأولى كان في ذات الوقت صاحب أقوى قوة عسكرية في دولة المكسيك، وما يشتهر به أنه من أكثر الأشخاص الذين يشتهرون بفظاعته الدموية جدًا، فقد كان في كل معركة أو عملية يقوم بها تسيل الدماء في الشوارع والطرقات من فضاعه ما يقوم به، فهو شخصية عنيفة ووحشية.

وبعد لحظات قليلة من محاصرة كافة أفراد عصابة السيد ويليام بدأت عملية تبادل إطلاق النيران بين كلا الطرفين، وعلى إثر إطلاق النار تم قتل أحد أفراد عصابة ويليام، وبعد عدة دقائق أدرك السيد ويليام أن الخطر أصبح يحيط بهم من جميع الجهات، وكل ما هو أمامه وأفضل له وللمحافظة على أفراد عصابته هو الفرار والنجاة بحياتهم، وبالفعل تمكن من إلقاء نظرة حول المكان المتواجد به وتوصل إلى مخرج، ولكن ذلك المخرج كان في طريقة مجموعة لا بأس بها من المواطنين المدنيين، وهنا فكر أنه من المحتمل أن يصاب أحدهم، ولكن لم يكن أمامه سوى ذلك الحل، واختار لحظة مناسبة وعلى الفور أشار إلى كافة أفراد عصابته من أجل الهروب من بين جموع المواطنين.

وقد كانت تلك اللحظات مؤسفة بالنسبة إليه؛ وذلك لأنه من أجل أن يتمكن من الدفاع عن نفسه اضطر إلى إطلاق رصاصات من سلاحه، وعلى إثر ذلك تسبب في وفاة مجموعة من المواطنين أثناء الهروب، وأثناء فرار الزعيم ويليام وكافة أفراد عصابته أصيب بحالة غضب كبيرة، إذ أن مقاطعة أفراد عصابة الجنرال جيمس تسببت لهم في فشل خططتهم في سرقة مكتب السكك الحديدية، وخلال هروبهم توصلوا إلى أحد الأنهار والذي يعرف باسم نهر غراندي، ولم يكن أمام أفراد العصابة بقيادة السيد ويليام إلى أن يعبروا ذلك النهر والوصول إلى القرية الموجودة على الجهة الأخرى منه.

وبالفعل عبروا النهر ووصلوا إلى تلك القرية ولجأوا إلى سكانها، ولكن هنا كانت الصدمة الحقيقة لهم، إذ اكتشفوا أن كامل ما حدث معهم هو مجرد خدعة من أجل محاصرتهم ومحاصرة كافة المناطق من حولهم حتى لا يتبقى أمامهم سوى اللجوء إلى تلك القرية، حيث أن تلك القرية كانت تعود لحكم جيمس ذلك الجنرال المكسيكي السادي، وهنا رضخوا لذلك فلم يكن لهم أي مفر من تلك القرية.

وفي يوم من الأيام شاهد أحد أفراد عصابة السيد ويليام حبيبته السابقة برفقة الجنرال، وهنا ثارت الغيرة بداخله وشاط غضبه مما دفعه إلى إطلاق النار عليهما والذي تسبب في مقتل الفتاة، وهذا الأمر قد هيج الجنرال ولكن على الفور تدخل الزعيم ويليام ومحاولة تهدئته وطلب العفو منه على ما بدر من هذا الفرد، ولكن الجنرال لم يقوم بالسماح إلا بعد تنفيذ شرطه، والذي كان يتمثل بإرسالهم من أجل القيام بإحدى السرقات لواحدة من شحنات الأسلحة، وقد كانت تلك الشحنة موجودة في واحد من القطارات التابعة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كان هدف الجنرال من تلك المهمة هو أن تمويل قواته، وأشار إلى الزعيم أنه بعد انتهائهم من تلك المهمة سوف يقدم لهم مكافأة ذهبية.

ولكن ما قام به الجنرال في ذلك الوقت أنه أوحى لجميع معادية أن هؤلاء الرجال هم من التابعين له، ثم بعد ذلك قام بتوصيل صندوق من الأسلحة لجماعة المتمردين العاصين له، وأخبرهم عن مكان العملية؛ وذلك لأنه كان يريد التخلص من عصابة السيد ويليام، في البداية كانت تسير العميلة بخطى ثابتة حتى تلك اللحظة التي ظهر بها رجل زعيم عصابة معادية للجنرال على متن رحلة القطار، وقد قام  بمطاردة أفراد عصابة السيد ويليام إلى أن أوصلوهم إلى الحدود المكسيكية وهناك قاموا بتفجير الجسر بهم وإلقاء الرجال بالنهر، وفي النهاية تم القضاء على كافة أفراد عصابة السيد ويليام في معركة دامية جدًا ندر وجودها.


شارك المقالة: