قصة العصا الفولاذية

اقرأ في هذا المقال


قصة العصا الفولاذية أو ( THE STEEL CANE) هي قصة خيالية أدرجها أندرو لانغ في كتاب الجنيات الزيتونة.

الشخصيات:

  • الشاب الشرير.
  • العجوز.

قصة العصا الفولاذية:

كانت هناك امرأة عجوز وكان لديها كوخ صغير على حافة الغابة، وكان خلف الكوخ كان يوجد حديقة تمتلكها حيث نمت فيها جميع أنواع الخضروات، وحقل به بقرتان أو ثلاث بقرات، لذلك اعتبرها جيرانها غنية جدًا، وحسدوها كثيرًا.
كانت العجوز قوية بما يكفي للعمل طوال اليوم في حديقتها، ولم تشعر المرأة العجوز بالوحدة أبدًا، ولكن بعد فترة عانت من مرض سي ممّا جعلها أضعف بكثير من ذي قبل، وبدأت تفكر في ذلك بين الحين والآخر وتقول في نفسها كم لطيفًا أن يكون لديك شخص تتحدث إليه، وفي تلك الأثناء سمعت عن وفاة راعي وزوجته اللذين كانا يسكنان على الجانب الآخر من السهل، تاركين وراءهما طفلًا صغيرًا وحيدًا تمامًا في العالم.
قالت: هذا الطفل سوف يناسبني، وأرسلت رجلاً لجلب الطفل الذي تنوي أن تتبناه لنفسها، كان الصبي الذي كان في الثانية عشرة من عمره يعتبر نفسه محظوظًا جدًا، لأن والدته الجديدة كانت لطيفة معه مثل أمّه الميتة، لكن لسوء الحظ ، قام بتكوين صداقات مع بعض الرفاق السيئين الذين تسببت مشاكلهم في إثارة الرعب للجميع، ولم تتوقف المرأة المسنة المسكينة عن الندم على فقدانها الوحدة التي كانت تعيشها قبل مجيء الصبي.
استمرت الأمور على هذا النحو لعدّة سنوات حتى أصبح الصبي رجلاً، فكرت العجوز في نفسها قائلة: ربما، إذا تزوج الشاب فقد يصحو وتنتهي مشاكله واستفسرت من بين الجيران عن بعض الفتيات اللواتي في سن للزواج للاختيار من بينها عروسًا له، وفي النهاية تم العثور على واحدة.
كانت جيدة ومجتهدة وكذلك جميلة، وعندما لم يبد الشاب أي اعتراض تم الزواج في الحال، وذهب العروس والعريس للعيش في الكوخ مع المرأة العجوز، لكن لم تلاحظ العجوز بعد ذلك أي تغيير في سلوك الزوج حيث طوال اليوم كان يسلي نفسه بصحبة أصدقائه السابقين، وإذا تجرأت زوجته على قول أي شيء له عند عودته إلى المنزل يضربها بعصا، وفي العام التالي عندما ولد لهم طفل، كان يضربه أيضًا.
وطالما نفد صبر المرأة العجوز، رأت أنّه من غير المجدي أن يصلح هذا المخلوق الكسول والعاطل عن العمل، وذات يوم قالت له: هل تقصد أن تستمر هكذا إلى الأبد؟ تذكر أنّك لم تعد ولدًا، وقد حان الوقت لتتوقف عن التصرف كالصبيان، تعال وتخلص من عاداتك السيئة واعمل من أجل زوجتك وطفلك، وفوق كل شيء توقف عن ضربهما، و إذا لم تسمع الكلام وتغير من حالك، فسوف أحولك إلى حمار، وسوف تتراكم الأحمال الثقيلة على ظهرك، وسيقوم الناس بركوبك.
ثمّ ستكون القذارة طعامك، وسوف تتعرض للضرب والجلد، وعندها ستعرف ماهو الشعور عندما تتعرض للضرب، وعندما توقعت العجوز أن يحقق كلامها تغيير على تصرفات ابنها للأفضل، ولكن سرعان ما اكتشفت خطأها، لأنّ الشاب غضب وصرخ بوقاحة: امسكي لسانك او اضربك ايضًا، أجابت العجوز وهي قاتمة: بالطبع سوف تفعل؟ وبسرعة البرق التقطت عصا فولاذية كانت موضوعة في الزاوية ووضعتها على كتفيه.
وفي لحظة كبرت أذناه وطال وجهه، وأصبحت ذراعيه ساقين وكان جسده مغطى بشعر رمادي، وبالفعل كان حمارًا. و قبيح جدًا أيضًا، ثم قالت العجوز: اترك المنزل وأذهب بعيدًا فخرج وهو يتأرجح بشكل محرج، وبينما كان يقف في الطريق بالخارج لا يعرف ماذا يفعل، مر رجل.
فقال الرجل عند النظر أليه: ها هو، صديقي العزيز، أنت بالضبط ما كنت أبحث عنه! لا يبدو أنّ لديك سيد، لذا تعال معي، سأجد لك شيئًا لتفعله، وأخذه من أذنه وأخرجه من الكوخ، ولمدّة سبع سنوات عاش الحمار حياة قاسية، تمامًا كما تنبأت المرأة العجوز، لكن بدلاً من أن يتذكر أنّه جلب كل معاناته على نفسه، وأن يأسف على أفعاله الشريرة، ازداد قوة وأكثر مرارة.
وفي نهاية السنوات السبع، تآكل جلد الحمار وأصبح رجلاً مرة أخرى، وعاد في يوم من الأيام إلى الكوخ، وعندما فتحت زوجته الباب ورأته أمامها أصيبت بالصدمة وركضت إلى الداخل، وهي تبكي وقالت:جدتي ! جدتي ! لقد عاد ابنك! فأجابت المرأة العجوز: اعتقدت أنّه سيفعل ذلك، حسنًا، كان بإمكاننا أن نعيش حياة أفضل بدونه، ولكن بما أنّه هنا كما أفترضت أنّه يجب أن يأتي.
وبعد دخوله كان كما توقعت المرأة العجوز حيث كان يتصرف بشكل أسوأ من ذي قبل، ولبضعة أسابيع سمحت له أن يفعل ما يحبه، ثم أخيرًا قالت: إذًا لم تعلمك التجربة شيئًا! بعد كل ماحدث لك، هناك عدد قليل جدًا من الأشخاص الذين لديهم الإحساس بالتعلم من خلال تلك التجربة، لكن احترس لئلّا أحولك إلى ذئب، لتكون فريسة للكلاب والرجال!
وكان الجواب الذي حصلت عليه: أنت تتكلمي كثيرًا، سأكسر رأسك لو فعلتي ذلك! وعندما كان الشاب مشغولاً بصنع غليون ولم ينتبه إلى العجوز، وفي اللحظة التالية لامست العصا الفولاذية كتفيه، وتحول إلى ذئب رمادي كبير الناب، وكان يركض وينبح بين الكلاب، وكان صراخ الجيران قد ملأ القرية كلها وهم يطاردونه.
ولمدّة سبع سنوات أخرى عاش حياة حيوان مطارد، وغالبًا ما كان باردًا وجائعًا دائمًا، ولم يجرؤ أبدًا على السماح لنفسه بنوم عميق، وفي نهاية ذلك الوقت، تآكل جلد الذئب أيضًا، وظهر مرّة أخرى عند باب الكوخ، لكن السنوات السبع الثانية لم تعلمه أكثر من الأولى حيث كان سلوكه أسوأ من ذي قبل، وذات يوم قام بضرب زوجته وابنه بوحشية شديدة لدرجة أنّهم صرخوا في وجه المرأة العجوز لمساعدتهم.
وعندما جاءت المرأة وأحضرت معها العصا الفولاذية، وفي ثانية اختفى الشاب الشرير وكان هناك غراب أسود كبير يطير حول الغرفة، ويصرخ بأصوات الغربان حيث كانت النافذة مفتوحة، وانطلق من خلالها، ثمّ بحث عن رفاقه الأشرار الذي تمكن من شرح قصته لهم وجعلهم يفهمون ما حدث.
فقالوا: سوف ننتقم لك، وحملوا حبل وانطلقوا لخنق المرأة العجوز، لكنّها كانت جاهزة لهم وقامت بضربة واحدة على عكازها ، تم تحويلهم جميعًا إلى مجموعة من الغربان السوداء، وهذه المرة اختفوا بعيدًا للأبد دون عودة.


شارك المقالة: