قصة العقيدة من الأدب الروسي

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من روائع الأدب الروسي، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول شخص تم اختياره من أجل تجنيده في إحدى المنظمات السرية للوصول لإحدى المواد التي تساهم في عكس الزمن.

قصة العقيدة

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في إحدى المدن الأوكرانية والتي تعرف باسم مدينة كييف، حيث أنه في يوم من الأيام يتم احتجاز عدد كبير من الرهائن في أحدى دور الأوبرا، وهنا يتم إرسال فرقة خاصة من أجل تحرير الرهائن بالإضافة إلى شحنة من مادة البلوتونيوم تم السيطرة عليها، وفي أثناء المداهمة دخل بطل القصة والذي كان من ضمن الفرقة الخاصة، في بداية المداهمة لم يكن واضح على ذلك البطل لصالح من يعمل، وهذا ما جعل أحد أفراد الفرقة أن يعزم على الإطاحة به، ولكن سرعان ما يتم إنقاذه من قِبل شخص مجهول كان من ضمن الفرقة كذلك، وقد كان ذلك البطل يحمل على ظهره حقيبة فيها شريط أحمر.

وبعد الخروج من دار الأوبرا أول ما قامت به تلك الفرقة هو أنها احتجزت البطل، وقد تم تقييده وطلبوا منه أن يدلي بما لديه من معلومات حول من أرسله، وهنا قام أحد أعضاء الفرقة بإجباره على تناول كبسولة سامة؛ وذلك من أجل أن يجبروه على الإدلاء بأي معلومات حول الخاطفين، ولكن بعد لحظات قليلة صرحوا له بأن تلك العملية في الحقيقة هي عملية مزيفة، وهنا دخل البطل بغيبوبة.

وحينما استعاد البطل وعيه علم أن تلك الحبة التي أُجبر على ابتلاعها هي مجرد اختبار لولائه، وأنه تم اعتماده من أجل تجنيده في إحدى المنظمات السرية ولم يتم تقديم له أي معلومة حول تلك المنظمة سوى كلمة تينيت وهي إشارة تدل على يد مقاطعته، ومنذ تلك اللحظة يتم اعتباره في عداد الموتى لكل من يعرفه، وهنا طلب منه الشخص الذي يتحدث معه أن يقوم باستخدام تلك الإشارة بحذر شديد، كما أخبره أن الاختبار الذي اجتازه لم يجتزه أحد من قبل.

وفي ذلك الوقت يبقى البطل داخل المنشأة لفترة وهناك التقى بسيدة غريبة، وأول ما التقى بها أخبرها عن الرمز الخاص به، وهنا طلبت منه السيدة أن أهم أمر لدى رؤساء تلك المنظمة هو عدم سؤالهم عن هويتهم أو ماذا يعملون، كما نوهت إليه السيدة أنه كل ما يفكر به أعضاء تلك المنظمة هو أنهم يمنعون حدوث حرب عالمية ثالثة، وفي ذلك الحين قامت تلك السيدة باطلاعه على إحدى تلك التجارب التي قامت بها المنظمة إذ قامت بإطلاق رصاصة من مسدسه، ثم بعد ذلك طلبت منه أن يفتح خزنة المسدس، وإذ به يجد الرصاصة ذاتها ما زالت متواجدة به.

وقد أشارت السيدة أن تلك الرصاصة قد عادت للخلف ولم تتحرك للأمام، وقد أوعزت كلامها بأنها تلك الرصاصة هي في الأصل تمت صناعتها جراء نشاط إشعاعي من مادة البلوتونيوم، ولكن أعضاء تلك المنظمة يريدون التوصل إلى معرفة كيفية عمل تلك المادة من أجل العمل على عكس الزمن، وصرحت بأنهم أشاروا إلى أنه هناك شخص من المستقبل سوف يخبرهم عن سر تلك المادة.

وفي تلك الأثناء كان ما هو مطلوب من البطل هو أن يوصل إلى الشخص الذي قام بصنع الأسلحة المعكوسة؛ وذلك حتى يعيدوها كما كانت، إذ أدركوا أن تلك الأسلحة من الممكن أن تدمر العالم بأكمله، وقبل أن يسير البطل في مهمته قدم إليه أحد العملاء التابعين إلى المخابرات البريطانية وهو ما يدعى نيل وقد أخبره أنه سوف يقوم بمساعدته في تلك العملية، وأول خطوة بدأ بها البطل في تلك المهمة هو أنه  تسلل إلى منزل أحد تجار الأسلحة الهنود والذ يعرف باسم سانجي، وقد تمكن من ذلك بمساعدة العميل.

وأول ما حط رجله في منزل التاجر الهندي اكتشف البطل أن زوجة التاجر والتي تدعى بريا تعرف ما يحدث، وتقوم بإخباره أن تقنية عكس الوقت تخضع لسيطرة أحد تجار الأسلحة في دولة روسيا ويدعى أندري ساتور، وهو من يتواصل مع إحدى الوكالات غير معروفة من المستقبل.

ومن هنا توجه البطل إلى ذلك التاجر الروسي، وأول ما قام به هو أنه حاول التقرب من زوجته والتي تدعى كات، وبعد أن تقرب منها أخبرته أنها تكره زوجها كره أعمى؛ وذلك لأنه خيرها بين أن تنال حريتها أو أن يتم حرمانها من رؤية ابنها للأبد، وأنه باستمرار يهددها بزجها في السجن جراء أنها قدمت له لوحة مزيفة؛ ولهذا فإنها مجبرة على البقاء معه، وهنا حاول البطل أن يكسب ثقة السيدة كات وقد قام بذلك عن طريق تدمير طائرة شحن كانت موجودة في مستودع داخل ميناء حر في مطار أوسلو وبعد ذلك تمكن من استعادة اللوحة من داخل الطائرة بمساعدة العميل نيل.

ولكن أثناء تلك العملية هاجمهم أحد الرجال يحمل بين يديه بندقية معكوسة الزمن، لكن هذا الرجل شعر بالخوف من البطل وهرب قبل أن يعرف البطل من هو، وهنا رجع البطل إلى السيدة كات وقدم لها اللوحة وطلب منها أن تساعده في مقابلة زوجها التاجر ساتور، وبالفعل قامت السيدة كات بترتيب موعد على مأدبة عشاء بين البطل والسيد ساتور، وأول ما التقى به ساتور لم يشعر بالاطمئنان نحوه.

وبعد عدة أيام ذهب البطل مع التاجر الروسي وزوجته في رحلة بحرية، وأثناء تلك الرحلة حاولت الزوجة قتل زوجها، لكن البطل أنقذه، وهنا سأله التاجر عن طريقة يكافئه بها على إنقاذه له، فطلب منه البطل طلب واحد غريب، وهو أن لا يقوم بإيذاء زوجته ومعاقبتها على فعلتها أولاً، وثانياً طلب منه أن يقوم بمساعدته من أجل الحصول على مادة البلوتونيوم الذي يتم من خلاله صناعة الأسلحة العكسية، وهنا أخبره التاجر الروسي أنه في الحقيقة عثر على تلك المواد من قريته بعد أن حدث بها انفجار أسلحة نووية، حيث أنه في تلك الأثناء كانت قد أوكلت إليه مهمة جمع المواد المشعة.

وبعد أيام قليلة نجح البطل في الحصول على مادة البلوتونيوم من إحدى السيارات المصفحة، ولكن ما حدث هو أنه تم قطع طريقه من قِبل مركبة معاكسة للوقت، وهنا اكشف البطل أن هناك مؤامرة يترأسها التاجر الروسي وعصابته، وتلك المؤامرة كانت تتمثل في أنهم يديرون عمل حركة كماشة زمنية، بحيث يتمكنوا من التحرك للخلف وللأمام حسب رغبتهم، وقد حاولوا إتمام تلك المؤامرة من خلال الدخول أولاً في أحد الخطوط الزمنية، ثم بعد ذلك التحرك للخلف عبر الزمن.

ولكن ما حدث هو أنه عند الوصول إلى التقاطع الزمني أطلق التاجر الروسي النار على زوجته، ومن ثم غادر قبل أن يتم وصول التعزيزات؛ وذلك من أجل تأمين الهيكل الزمني في البداية، وهنا تمكن البطل من تتبع ساتور وقد كان ذلك عن طريق المسار الزمني، إذ تبين أنه سائق السيارة هو من قام بعكس الزمن، وهنا تمكن البطل من إنقاذ السيدة كات، لكنه فشل في منع التاجر الروسي من الحصول على مادة البلوتونيوم.

وفي النهاية اكتشف التاجر الروسي أنه يعاني من مرض السرطان في منطقة البنكرياس، وهنا تأكد من أنه سوف يموت في القريب العاجل، ولكن هنا فضل أن يقوم بنشر الموت للبشرية جمعاء، كما تم الكشف في ذلك الوقت أن التاجر الروسي في الحقيقة لم يكن يبحث عن البلوتونيوم، وإنما حول بعض الخوارزميات المستقبلية التي يمكن أن تتسبب في عكس الاتجاه الزمني في الكون بأكمله، حيث أنه في ذلك الوقت كان يتم العمل على إنشاء الخوارزمية في المستقبل من قبل أحد علماء المستقبل؛ وقد كان الهدف من ذلك العمل هو اعتبارها وسيلة يتم من خلالها إعادة الزمن إلى الخلف؛ وذلك لأنه اعتقد أن الأرض المستقبلية قد تدميرها بالكامل جراء قرارات اتخذها البشر.

وفي النهاية أخذ يركز البطل بالحفاظ على حياة السيدة كات، وقد تم اكتشاف في وقت لاحق أنها هي في الأصل قائدة تلك العمليات منذ عامين، كما اكتشف البطل أن العميل نيل هو الشخص الذي أنقذه من المهاجمة التي تعرض لها في دار الأوبرا.

المصدر: كتاب قصص روسية - محمد السباعي - 1994


شارك المقالة: