تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية التي صدرت عن الأدب الإنجليزي، حيث تضمنت من خلال محتواها طرح قضية مهمة ألا وهي الانتباه إلى الأبناء والحرص عليهم وعدم وضع الثقة بمن هم ليس أهل لها، فعلى الرغم من أننا جميعنا نعتقد أنّه من يصل إلى مرحلة متقدمة في العمر يكون قد وصل إلى مرحلة قد زهد من هذه الحياة ولم يبقى لهم سوى تقديم الحكمة والرحمة والعطف على الغير، إلا أنه لكل قاعدة شواذ، فهناك الكثيرون ممن يصلون إلى مرحلة متقدمة من العمر، ولكن تبقى سلوكياتهم وتصرفاتهم السيئة طبع لا يمكن أن يتغير بهم.
قصة العم فرانك
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول حول أحد الشباب، حيث أنه في يوم من الأيام كان ذلك الشاب جالس في إحدى الاستراحات التي تقع على جانب الطريق التي تعرف بأنها الطريق السريع، وفي تلك الأثناء كان ينتظر إحدى سيارات الأجرة التي تمر من تلك الطريق من أجل أن تقله وتوصله إلى المنزل، كان ذلك الشاب في الحقيقة يقيم على الهامش، فلا يمتلك أي عمل أو وظيفة، وقد كان شغله الشاغل هو البحث عن عمل، وقد مضت عليه فترة طويلة وهو يطرق أبواب العديد من الشركات في أمل منه أن يحصل على عمل يتمكن من خلاله تأمين حياته وقوت يومه.
وعلى الرغم من أن قد صال وجال على العديد من الشركات دون جدوى، إلا أنه لم يكن قد فقد الأمل في يوم من الأيام، وبقي يبحث بشكل مستمر دون كلل أو ملل، وبينما كان جالس في تلك الاستراحة دخل رجل متقدم في السن إلى الاستراحة، وقد كان ذلك بعد أن اصطف شاحنته في الخارج، وأول ما دخل الاستراحة قام بالجلوس إلى جانب الشاب، وبعد أن مضت دقائق قليلة بدأ العجوز في تبادل الحديث مع الشاب، كان يبدو ذلك العجوز للشاب أنه رجل لطيف وتنبع من ملامح وجهه الطيبة والتسامح، ومن خلال الحديث أخبر العجوز الشاب أنه يمتلك مزرعة خاصة، كما أنه يبحث عن شخص يدير له أمور المزرعة.
وقد أضاف العجوز على حديثه أنه ليس لديه زوجة ولا حتى أبناء، وفي تلك اللحظة أدرك ذلك الشاب أن تلك فرصة عظيمة بالنسبة إليه ولا يمكن أن تعوض، وسرعان ما تحدث للعجوز أنه مضى عليه وقت طويل وهو يبحث عن عمل، وهنا عرض عليه العجوز أن يقوم هو بإدارة أمور مزرعته، وبالطبع وافق الشاب في الحال دون أي تفكير أو حتى تردد، وفي ذلك الوقت عرض عليه العجوز أن يقوم بإيصاله إلى منزله، وهمّ الشاب بالوقوف وقد فرح بذلك الأمر كثيراً، إذ اعتقد أن الحياة قد بدأت بالانفراج عليه، وبالفعل نهض العجوز واستقلا كلاهما شاحنة العجوز وتوجها نحو منزل الشاب، وأثناء الطريق عرف الشاب عن نفسه وعن عائلته.
وأول ما وصل كل من العجوز والشاب إلى المنزل على الفور دعت أسرة الشاب العجوز لتناول الطعام معهم، وقد عرف على نفسه بأنه تتم مناداته تحت اسم العم فرانك، ولكن العجوز رفض تناول الطعام معهم في البداية، ولكن بعد إصرار وإلحاح جميع أفراد العائلة عليه وافق السيد فرانك وجلس لتناول الطعام معهم، وبعد مكوث العجوز مع العائلة لمعت عيناه حينما لمح طفلة صغيرة تبلغ من العمر عشرة أعوام بين أفراد تلك العائلة.
وفي تلك الأثناء انتبهت الأم إلى ذلك الأمر وقامت بدعوة طفلتها لتلقي التحية على العجوز، بالفعل تقدمت الطفلة والتي تدعى جويس وهو يملئها الحماس وألقت التحية عليه، وقدر رد عليها بالترحيب بها ووعدها أمام كافة أفراد العائلة أنه سوف يأتي في اليوم التالي ويقلها معه إلى حفل عيد ميلاد ابنة شقيقته، فهي في مثل سنها، كما أكد لها أنها سوف تشعر بالسعادة في تلك الحفلة، وحينما سمعت الطفلة بذلك أصرت على الذهاب ولم تجد الأسرة الطيبة مفرًا من الموافقة، وهنا شعر العجوز بفرحة كبيرة وقد غادر.
وفي اليوم التالي جاء العجوز في موعده تماماً ليأخذ الطفلة إلى الحفل، وحينما خرجت الطفلة من المنزل ودعت أسرتها وصعدت إلى سيارة العجوز، وقد توجها للحفل وأثناء الطريق توقف العجوز إلى جانب الطريق وأحضر للطفلة بعض المثلجات والسكاكر التي عرف من خلال حديثه إلى الطفلة بأنها أكثر الأشياء تفضلها، وبعد أن أحضر لها بضعًا منها أكمل مسيرة.
وبعد أن تخطى العجوز ما يقارب منتصف الطريق توجه بشاحنته إلى قطعة أرض مليئة بالأشجار، وقد كانت قطعة الأرض تلك لا يمكن لكل من يمر في الطريق العام أن يلتفت نظره إليها على الاطلاق، وهنا بدأت الطفلة بسؤاله عن كون ابنة شقيقته تقيم في كوخ بالغاية مثل سنووايت، وهنا كشف العجوز عن حقيقته، إذ ترجل من الشاحنة وأخذ الطفلة عنوه عنها من داخل الشاحنة وأنزل بها إلى الخارج، وأول ما قام به هو ربط يديها وقدميها، وحين بدأ بالصراخ نزع جزء من ثيابها وحشرها في فمها ليكتم تلك الصرخات المدوية.
ومن ثم قام العجوز بالاعتداء عليها، وهنا ظهرت شخصيته الحقيقة وقد كان من يدعى ألبرت فيش، وهو ما يعرف بأنه من أكبر المجرمين الذين يعتدون على الأطفال الأبرياء ولم ينفع الطفلة أي صرخة من صرخاتها، ثم بعد أن انتهى من الاعتداء عليها قام بوضع يديه على عنقها وخنقها حتى فاضت روحها إلى بارئها، وبعد أن تخلص منها وضعها داخل قطعة كبيرة من القماش وربط عليها جيدًا وعاد إلى منزله، لم تكن لشاحنته لوحة أرقام أو تعرف عائلة الطفلة منزله، حيث أنه كان قد قدم لشقيقها وعائلتها عنوان مزيف، وأول ما وصل إلى بيته قام بما لم يخطر على بال أحد، إذ قام بتقطيع جثة الطفلة إلى قطع صغيرة وقام بطبخها على النار، وحينما استوى اللحم أخذ بتناوله والتلذذ بطعمه بطريقة وحشية.
وفي النهاية قام العجوز من شدة حالة الوحشية والعنف الذي كان بها بكتابة رسالة إلى عائلة الطفلة يتشكرهم بها على تقديمهم لطفلتهم له، وفي تلك الرسالة أخذ يصف لهم عذوبة لحمها الطري!، وأول ما علمت العائلة بالموضوع أصيب كامل أفرادها بحالة انهيار كامل، وسرعان ما توجهوا إلى قسم الشرطة وإبلاغهم بما حدث معهم، والذين بدورهم أخذوا يتتبعون العجوز وقد استمر بحثهم عنه لفترة طويلة، حتى كادوا أن ييأسوا من البحث والتحري حوله، إلا أنه أخيراً جاءهم بلاغ من أحدهم عن مكان تواجده وتم إلقاء القبض عليه، لم يقاوم ذلك العجوز الوحشي وكأنه كان بانتظارهم، كما اعترف بكافة جرائمه فقد قتل مئات الأطفال قبل تلك الطفلة، وحكم عليه بالإعدام عن طريق الكرسي الكهربائي في النهاية.