قصة الفتاة التي تبكي دائمًا

اقرأ في هذا المقال


الفتاة التي تبكي دائما أو (The Girl who Always Cried) هي حكاية فولكلورية أمريكية أصلية تم جمعها من كندا، للمؤلف سايروس ماكميلان، ُنشرت عام 1922، نشرها جون لين ذا بودلي هيد .

الشخصيات:

  • الفتاة التي تبكي.
  • رجل البومة.
  • الرجل العجوز.

قصة الفتاة التي تبكي دائماً:

على ضفة مجرى مائي بعيد في الغرب، عاش رجل البومة منذ فترة طويلة في منزل صغير تحت الأرض، كانت لديه عادات غريبة جداً، كان دائمًا يبتعد عن المياه العظيمة وسكن في الغابة، كان لديه عدد قليل جدًا من الأصدقاء، وعادة ما كان يذهب للصيد بنفسه حيث عاش على الضفادع والذباب.
كان يتكلم قليلاً، وعندما جلس الآخرون حوله يتحدثون بسرور، كان دائمًا صامتًا يحدق في الفضاء بعيون مفتوحة، ويحاول أن يبدو أكثر حكمة مما كان عليه حقًا، ولهذا السبب، اعتقد الناس أنه غريب الأطوار، وسرعان ما انتشرت القصص الغريبة عنه على نطاق واسع حيث قيل إنه كان قاسياً للغاية، وأنه كان صامتًا لأنه كان دائمًا يفكر في شره الماضي أو يفكر في عمل شرير كان سيفعله قريبًا.
وعندما كان الأطفال مزعجين أو غير مطيعين، كانت أمهاتهم تخيفهم دائمًا بقولهن: سيأتي رجل البومة من الجدول ويأخذك إذا لم تحسن التصرف، وعلى الرغم من أن البومة كان وحيدًا، إلا أنه كان له تأثير كبير في كل الأرض، وليس بعيدًا كان يعيش رجل وامرأة لديهما، وكانت الطفلة الوحيدة في المنزل حيث كانت لطيفة للغاية، ولكنّها لم تكن راضية عن شئ أبدًا، وكانت تبكي وتقلق طوال الوقت، وتطلب دائمًا أشياء لا تستطيع الحصول عليها.
أزعجت كل الجيران حولها حتى أنهم لم يتمكنوا من النوم بسبب بكائها المستمر والشكوى، وأخيرًا سئم والداها من بكائها وقالا لها: رجل البومة سيحملك بعيداً إذا لم تتوقفي عن البكاء، لكنها لم تتغير وتتوقف عن العبس والبكاء، فقال والدها يوماً: أتمنى أن يأتي رجل البومة ويأخذها، كان والد الطفلة العجوز ساحرًا عظيمًا، وكما أراد، حدث ذلك، ففي ذلك المساء، اجتمع الناس في وليمة أسماك القواقع على الشاطئ عند ضوء القمر الساطع، كما كانت عادتهم الأسبوعية.
لكن الفتاة الحزينة لم تذهب مع الآخرين، بقيت في المنزل وهي حزينة كعادتها تبكي، وبينما كانت تجلس وحدها في المنزل، جاء رجل البومة العجوز حاملاً سلته المليئة بالضفادع، كانت الفتاة لا تزال تبكي عندما دخل، وقال: لقد جئت من أجلك، كما يتمنى الرجل العجوز، ووضعها في سلته مع الضفادع وحملها، وكانت تصرخ وتركل وتخدش السلة حتى تخرج.
لكنّ غطاء السلة كان مغلقًا بإحكام وضحك رجل البومة على نفسه وقال: الآن لدي زوجة أخيرًا، لن أكون وحدي أكثر، ولن يفكر الناس الآن أنّني شرير جداً، فأخذها إلى منزله الواقع تحت الأرض بجوار الجدول، وفي تلك الليلة لاحظ الناس أن صرخات الفتاة لم تعد تُسمع، فقالوا: ما الذي أوقف بكاء تلك البائسة؟ ما الذي يمكن أن يرضي الفتاة الباكية حتى تصمت؟ وتسائلت والدة الفتاة عن مكان اختفاء ابنتها، لكن الرجل العجوز فقط كان يعلم أن ذلك حدث كما كان يشاء، بسبب قوته السحرية، وأن رجل البومة أخذها بعيدًا.
لم تكن الفتاة سعيدة في منزلها الجديد، ولن تكون سعيدة في أي مكان، ولم يكن هناك سلام في المنزل، كان رجل البومة صيادًا عظيمًا، كان يخرج كل يوم للصيد وسلة كبيرة على ذراعه، لكنه كان يحبس زوجته في المنزل دائمًا قبل أن يذهب بعيدًا، كان دائمًا ناجحًا جدًا في المطاردة، وفي كل ليلة كان يعود بسلة مليئة بالضفادع وفئران الحقل والذباب.
ولكنّ زوجته لم تأكل منها شيئاً، ورمتها في وجهه عندما قدمها لها، وكانت تقول له: لن آكل طعامك القذر، إنّه لا يصلح للأكل، فقال رجل البومة: أنت لست لطيفة، أنت شيء شرير وحشي، لكنَّني سأروّضك، فبكت الفتاة مرة أخرى، أخيرًا، أصبحت الفتاة جائعة جدًا، لأنه لم يكن هناك سوى القليل من الطعام باستثناء الطعام الذي جلبه رجل البومة لنفسه.
لقد جلب لها القليل من التوت، لكن حتى هذه لم تشبع جوعها، لذلك فكرت في خطة للهروب، وفي أحد الأيام عندما كان رجل البومة بعيدًا، أخذت بعض الزيت الذي وجدته في المنزل وفركته على وجهها وشعرها، وعندما عاد رجل البومة إلى المنزل في المساء، قال: أنت جميلة جدًا هذه الليلة، ماذا فعلت لتجعلي نفسك تبدين لامعة؟ فأجابت: لقد وضعت الصمغ على وجهي وشعري الذي قطفته من الأشجار الليلة الماضية عندما كنت أمشي معك، فقال: أود أن أضع بعضًا منه أيضًا، لأنّه ربما يجعلني جميلاً.
أخبرته الفتاة أنّه إذا خرج وجمع بعض الصمغ فسوف تضعه على وجهه وشعره، فخرج وجمعه من الشجر وأعاده إليها، ثمّ أذابته على موقد ساخن حتى أصبح بلسمًا مرة أخرى وكان ينساب بسهولة، ثم قالت: أغمض عينيك حتى لا تؤذي بصرك، فأجعل وجهك وشعرك جميلين ومشرقين مثل وجهي، فأغمض رجل البومة عينيه، وسرعان ما غطت الفتاة وجهه ورأسه بالصمغ الناعم.
وضعت كمية كبيرة جدًا، فقالت: أبق عينيك مغمضتين حتى يجف أو قد يعميك، ففعل رجل البومة ما قيل له، لكن عندما جف الصمغ لم يستطع فتح عينيه، وبينما كان يحاول فركها، هربت الفتاة من الباب وركضت عائدة إلى والديها، بعيدًا عن المياه العظيمة، قام رجل البومة بكشط الصمغ من وجهه ورأسه قدر استطاعته، وعندما تمكن من فتح عينيه مرة أخرى واستطاع الرؤية جيدًا، خرج في الليل بحثًا عن زوجته.
وبينما كان يتقدم، صرخ بأعلى صوته: أين زوجتي؟ أين فتاتي؟ لقد فقدت زوجتي، لقد فقدت ابنتي، وعندما سمعه الناس، ينادي ظنوا أنّه سيلعب خدعة عليهم، فقالوا: إنها هنا، إنها هنا، لكن عندما دخل بيوتهم، لم تكن المرأة التي أروه إياها أنّها زوجته، وذهب بعيدًا وحزينًا، وضحك الناس جميعًا على ارتباكه، وقالوا: رجل البومة يزداد غرابة كل يوم، ثمّ انتقل رجل البومة من بيت إلى بيت، لكنه لم يجد زوجته.
ثم ذهب إلى الشجر وفتش بين الأغصان، واقتلع الأشجار من الجذور، معتقدًا أنها ربما تكون مختبئة تحتها، ونظر في مصائد السلمون في الأنهار وركلها في هيجانه، ولكن لم يتم العثور على زوجته في أي مكان، ثم ذهب إلى منزل الفتاة ، حيث كانت مختبئة، وصرخ: أعطوني زوجتي، أعطوني فتاتي، أعرف أنها هنا، لكن والدة الفتاة لن تتخلى عنها، ثم بدأ في هدم المنزل فوق رؤوسهم، لأن الرجل العجوز كان بعيدًا عن المنزل ولم يكن هناك شخص آخر قوي بما يكفي لإيقاف رجل البومة في غضبه.
وعندما رأت المرأة منزلها في خطر السقوط حول أذنيها، صرخت: توقف، زوجتك هنا، وأخرجت الفتاة من مخبئها، وعندما رآها رجل البومة، ترك غضبه وكان سعيدًا مرة أخرى، ولكن بعد ذلك فقط عاد الرجل العجوز ذو القوة السحرية إلى المنزل، لقد سمع صوت الهدم من مسافة بعيدة، وعندما جاء ورأى الثقوب الكبيرة في السقف وجانب منزله حيث قام رجل البومة بتمزيق جذوع الأشجار.
كان غاضبًا جدًا وقال لنفسه: سأعاقب كل من رجل البومة والفتاة على عمل هذه الليلة، وفكر بخطة، فقال لرجل البومة: يجب أن تستحمّ بماء ساخن لإذابة الصمغ من شعرك، وسيزيل كل الشعر من رأسك، فوافق الرجل البومة بسرور، لذلك ملأ حوضًا كبيرًا بالماء وسخنه بوضع العديد من الأحجار الملتهبة في قاعه، على غرار الهنود في تلك الأيام القديمة.
لكنّ الرجل العجوز وضع الكثير من الحجارة الساخنة في الماء لدرجة أنّه سرعان ما أوشك على الغليان مع الحرارة ، وعندما وضعوا رجل البومة في الحوض، كاد أن يحترق حتى الموت وصرخ بصوت عالٍ من الألم، ثم قال الرجل العجوز: الآن سأنتقم منك، ولن تزعجني بعد الآن، لقد حطمت منزلي، من الآن فصاعدًا لن تكون رجلاً بل بومة، وستعيش بمفردك في الغابة مع القليل من الأصدقاء، و ستعيش دائمًا على الضفادع، وسيسمعك الناس ليلًا تبكي على زوجتك في جميع أنحاء الأرض، لكنك لن تجدها أبدًا، ثم بقوته السحرية غيره إلى بومة وأرسله في طريقه.
ثمّ قال للفتاة: لقد أسأت إليّ كثيرًا أيضًا، وقد جلبت لي كل هذه المشاكل، من الآن فصاعدًا لن تكوني فتاة بل سمكة، وستبكي دائمًا وتتضايقي وتصرخ كما فعلت من قبل، ولن تكوني راضية أبدًا، وبقوته السحرية حولها إلى سمكة، وأرسلها إلى المحيط.
وهناك كانت تصرخ دائمًا، وكانت جائعة بشدة، لأنها لا تستطيع أبدًا الحصول على ما يكفي من الطعام، ومنذ ذلك الوقت، لم يقابل رجل البومة الفتاة، وكانوا يعيشون بعيدًا عن بعضهم البعض، وبقيت البومة تحافظ على الغابة والجبال، بينما تحافظ الأخرى على البحر، وهكذا انتقم الرجل العجوز، وهكذا عوقبت الفتاة الباكية على دموعها، ولا تزال صرخات البومة والسمكة تسمع في العديد من الأماكن، أحدها ينادي زوجته، والأخرى تصرخ غير راضية عن شيء لا تستطيع الحصول عليه.

.


شارك المقالة: