تناولت القصة في مضمونها الحديث حول زوجان كانا يتمنان إنجاب طفل، ولكن المفاجئة هي بعد مجيء الطفل كان ثعبان وليس طفل حقيقي.
الشخصيات
- الفتاة الأفعى
- الشاب مورالي
- والد الفتاة
- والدة الفتاة
قصة الفتاة الأفعى
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة الهند، حيث أنه هناك في يوم من الأيام في إحدى القرى يعيش زوجان الزوج يدعى أرينجاي والزوجة تدعى آداب، مرّ فترة على زواجهما فترة ولم ينجبان طفل، وفي كل يوم يدعيان الله في أن يرزقهما طفل، ففي كل يوم كانت الزوجة تشير إلى زوجها أنها تخاف أن تكبر في السن دون طفل.
وهذا الأمر كان يزعج الزوج، حيث أن السيد أرنجاي في بداية حياته كان على الدوام إنسان غاضب ويضوج بسرعة، ويعود ذلك إلى عدة أسباب، وأبرزها أنه كان قد توفي والده وهو في مرحلة مبكرة من عمره وأصبح بعد والده مسؤول عن عائلة مكونة من تسعة أطفال، وهذا ما كان يجعله على الدوام يكافح من أجل تأمين حياة كريمة لوالدته وأشقاءه، وحينما تقدم إلى زوجته وطلب يدها للزواج كان يكبرها سناً، ولكن والدها وافق عليه لأنه كان مقبول بالنسبة له، وله ذات العادات والتقاليد التي تمثلهم.
في بداية زواجها كانت الفتاة غاضبة جداً من اختيار والدها لأرينجاي زوجاً لها؛ وذلك بسبب فارق السن بينهما، وعلى الرغم من التنافر الذي كانت تشعر به أداب إلا أنها بعد مرور فترة وجيزة على زواجهما بدأت تشعر تجاهه بالحب، ومرت ثلاثة عشر عامًا من الزواج السعيد، وأصبح كل منهما يتحلى بالصبر والهدوء.
وبعد عدة محاولات في النهاية قررا أن يلجأن إلى الأطباء لإنجاب طفل، ولكن مرّ على ذلك سنوات ولم تجدي محاولاتهم نفعاً، وبعد أن يأسوا من كافة المحاولات التي يقومون بها قررا في يوم من الأيام اللجوء إلى أحد السحرة، وهو ما كان يعرف بين سكان القرية بساحر الثعابين، وقد كان ذلك الرجل مقدس وله مكانة مميزة لدى سكان القرية.
وبعد مرور فترة وجيزة حملت الزوجة، ويوماً بعد يوم بدأ بطنها ينمو إلى أن وصلت إلى وقت الولادة، وحينما جاء ذلك اليوم هرعت جميع نساء القرية من أجل تقديم المساعدة، رأفة بالزمن الذي قضياه الزوجان في انتظار ذلك المولود، لكن بدلاً من البكاء والفرح والسعادة عند الولادة، لم يكن هناك سوى الارتباك والخوف والرعب؛ وذلك لأنه لم تكن طفلة جميلة قد خرجت من رحم المرأة الشابة في ذلك اليوم، لكنها أفعى.
وقد كانت تلك الأفعى ذو مزيج من الألوان الرمادي والأخضر والمتقشر، كما أنه كان لها لسان متشعب وعيون جامحة، وفي تلك اللحظة لم تنطق إحداهن ولو بكلمة واحدة من شدة حالة الرعب التي أصابتهن، ولكن ما كان مفاجئ بالأمر أن الزوجة خلال السنوات التي قضتها في انتظار طفل تعلمت أن تتميز باللطف والرفق، فحملت الأفعى بين ذراعيها ولفتها في بطانية دافئة.
وقد كان السبب في ذلك هو أنها كانت على يقين أن الجمال ينبع من الداخل، وقالت لمن حولها من نساء، لا يكمن جمال الإنسان في المظهر الخارجي، كما أنه لا بد أن يكون هناك سبب لحدوث ذلك، ولكن مهما كان ذلك السبب سوف أحب تلك الأفعى كما أحب أي طفل، وأطلقت عليها اسم ناجاس، وهذا ما جعل أهل القرية يبدون إعجابهم بردة فعل الزوجة.
ومنذ ذلك اليوم وأصبح ما يدور حول تلك الأفعى بين سكان القرية هي أنها جميلة جداً وثمينة، وسرعان ما أصبحت الناجاس مهمة جدًا للجميع، كما تمت معاملتها على أنها من الأمور المقدسة، وفي المثير من الأحيان كان يعتقد سكان القرية أنها نعمة من الله، ولكن خارج القرية لم تكن الحياة بهذه السهولة بالنسبة إلى ناجاس، حيث أنها كانت تتعرض للتخويف والترهيب، وهذا ما جعلها تشعر بالاستياء الشديد، كما أنها لم يكن لديها أصدقاء وفي أغلب الأحيان كانت تقضي وقتها بمفردها.
وحينما كبرت الأفعى أصبح والداها يبحثان عن زوج لها، ولكن لم يكن أحد قد قبل بها، وعلاوة على ذلك كان من يتم عرض عليه الزواج منها يهزأ ويسخر من ذلك. وبعد مرور فترة من الوقت وصلا الزوجان في النهاية إلى شاب يدعى مورالي، وهو الشاب الوحيد الذي وافق على الزواج من ابنتهما، ولكن ذلك الشاب كان أبكم، وقد أصبح أبكم جراء تعرضه للعديد من الترهيب والمضايقات التي أفقدته القدرة على الكلام ويفهم جيداً ما يعنيه أن تكون وحيدًا وغير محبوب، وحينما تم عرض عليه الزواج من الأفعى أومأ برأسه مشيراً بذلك إلى الموافقة، وبعد بضعة أشهر تزوج الصبي الأخرس من الأفعى.
ومنذ يوم الزفاف وعلى مدار فترة لا بأس بها كان الجميع في انتظار ليروا ما سوف يحدث مع الفتى الأخرس والأفعى، وما كان مدهش بالنسبة لهم هو أنهم في كل مرة يشاهدانهم بها، كانا في غاية السعادة، ولم يتمكن أحد من فهم سبب ظهور الزوجين دائمًا في غاية البهجة والرضا.
وذات ليلة تجمع عدد من سكان القرية أسفل نافذة منزل الزوجين الشابين، وما رأوه أذهلهم جميعًا، إذ أنه مع حلول الليل وملأ النجوم والقمر السماء وفجأة كان هناك ضوضاء وانفتح الجلد الرمادي للأفعى وسقط بعيدًا. وخرجت منه امرأة جميلة، وقد حدث ذلك حينما نطق الصبي وتحدث بصوت عالي وهو تعتريه فرحة كبيرة، وأخذوا بالضحك والحديث طوال الليل ولم يصدق سكان القرية أعينهم.
وفي اليوم التالي عندما أشرقت شمس الصباح، فقد الصبي لسانه مرة أخرى، كما أن الفتاة عادت إلى جلدها، ويبدو أنهما كانا حُرَين لبضع ساعات فقط كل ليلة، ولم يعودا محاصرين بسبب سوء حظهما، وهنا على الفور توجه مجموعة من سكان القرية وأخبروا كل من آدب وأرينجاي بما رأوه.
وفي الليلة التالية تسلل كل من آداب وأرينجاي بكل هدوء وصمت إلى منزل زوج ابنتهما، حينها سمعوا مورالي يضحك ويتحدث، على الفور اقتحموا المنزل ليروا بأنفسهم، وبالفعل كانا ناجاس ومورالي، ولكنهما شعرا بالرعب من فعل والدا ناجاس؛ وذلك لأنهما اعتقدا أن تلك التعويذة السحرية التي تحصل معهم سوف تختفي بسبب التطفل، وبهذا سوف يتم إرجاعهم إلى حالتهما الخاصة كفتى أبكم وأفعى.
ولكن والدة الأفعى أمسك بجلد ابنتها وألقته بموقد النار حتى هسهس وتصدع واحترق وتحول إلى رماد، وفي تلك الأثناء ساد الصمت في الغرفة الصغيرة الزوجان الشابان ينتظران مصيرهما المحتوم، ولكن في تلك اللحظة بدأ ساحر الثعابين الذي لجأوا إليه قبل الحمل بالأفعى في العزف على آلة الناي والتي كان يطلق عليها اسم بنجي.
ومنذ تلك اللحظة لم تتحول ناجاس مرة أخرى إلى أفعى، وحينما أدرك مورالي ذلك انصهر حلقه ونطق أمام الجميع وقال: تبدين جميلة زوجتي العزيزة، وهنا اندهشت ناجاس وقالت: أصبح بإمكانك التحدث على الرغم من وجود والدي هنا، وفي النهاية بكى كل من والدي الأفعى من الفرحة الكبيرة، وفي اليوم التالي أقيم احتفال استمر لعدة أيام وجاءت الحشود من كل حدب وصوب من أجل رؤية الزوجين السعيدين والجميلين.
العبرة من القصة هي أن الرضا بالقضاء والقدر هو من الأمور الطيبة، والتي لا بد أن يأتي يوم ويجني من يقتنع بقضاء الله الثمار الطيبة.