قصة الفتى الذي وضع كمين للشمس

اقرأ في هذا المقال


قصة الفتى الذي وضع كمين للشمس أو (The Boy who Set a Snare for the Sun) هي حكاية فولكلورية أمريكية أصلية، للمؤلف، كورنيليوس ماثيوز، نشرت عام 1869، للناشر (Allen Brothers).

الشخصيّات:

  • الفتى.
  • أخت الفتى

قصة الفتى الذي وضع كمين للشمس:

في الوقت الذي سادت فيه الحيوانات على الأرض، وقتلت كل الناس ما عدا فتاة وشقيقها الصغير، وكان هذان الشخصان يعيشان في خوف في مكان بعيد عن الطريق، كان الصبي قزمًا صغيرًا مثاليًا، ولم يتجاوز حجمه حجم الرضيع، لكنّ الفتاة كبرت وأصبحت امرأة ناضجة حتّى أنّ مهمة توفير المأكل والمأوى كانت تقع عليها بالكامل، كانت تخرج يوميًا لجلب الحطب للنار، وأخذت معها شقيقها الصغير حتى لا يصيبه أي حادث مؤسف، لأنّه كان صغيرا جدا لتركه وحده.

كانت تخاف أن يختطفه طائر كبير ويطير معه، لذلك صنعت له قوسًا وسهامًا، وقالت له ذات يوم: أخي الصغير، سأتركك خلفي حيث كنت أجمع الحطب، يجب أن تختبئ وسوف ترى قريبًا طيور الثّلج تأتي وتلتقط الديدان من جذوع الأشجار التي جمعتها، أطلق على أحدها وأعده إلى المنزل، أطاع الفتى اخته، وبذل قصارى جهده لقتل أحد الطيور، لكنّه عاد إلى المنزل وقد فشل.

أخبرته أخته أنّه يجب ألا يشعر باليأس، ويجب عليه المحاولة مرة أخرى في اليوم التالي، وبناءً عليه، تركته في مكان تجمّع الحطب في الغابة وعادت إلى الكوخ، ومع حلول الليل سمعت خطواته الصغيرة تتطاير عبر الثلج، فأسرع وألقى بجو من الانتصار أحد الطيور التي قتلها، وقال: أختي، أتمنى منك سلخها وأن تزيلي الجلد وتجمعي الريش، وعندما أقتل المزيد سيكون لي معطف مصنوع منها، وبما انّهم كانوا يعيشون على الخضروات والتوت، سألت الفتاة: لكن ماذا سنفعل بالجسد؟

أجاب الفتى: قومي بتقطيعه إلى قسمين، ثمّ تتبيله وطبخه، وكان أول طبق لهم من اللحوم وقد استمتعوا به كثيرًا، واصل الصبي جهوده في الصيد، وخلال وقت قصيرة قتل عشرة طيور، ومن جلودها صنعت له أخته معطفًا صغيرًا، ولكونه صغيرًا جدًا، كان لديه معطف جميل من جلد الطائر، وذات يوم سأل الفتى اخته وهو يتجول صعودًا وهبوطًا أمام المنزل، مستمتعًا بمعطفه الجديد، وقال: أختي، هل نحن وحدنا حقًا في هذا العالم، أم أننا نلعب فيه؟

ألا يوجد أحد آخر يعيش فيه غيرنا؟ وأخبريني، هل كانت كل هذه الأرض العريضة العظيمة وهذه السماء الكبيرة الضخمة صُنعت لصبي وفتاة صغيرة مثلك ومثلي؟ قالت له: بأي حال من الأحوال، كان هناك الكثير من الناس غير المؤذيين الذين عاشوا في ربع آخر معين من الأرض، حيث قُتل جميع أقاربهم، ولكن علينا أن نعيش بعيداً عنهم حتى لا نعرّض حياتنا للخطر، ولا يجب علينا الذهاب إلى حيث يعيشون.

بعد سماعه هذا الكلام الذي إثار فضوله، وبعد فترة وجيزة أخذ قوسه وسهامه وذهب في هذا الاتجاه، وبعد المشي لفترة طويلة دون أن يلتقي بأحد، أصبح متعبًا وتمدد على تلّة خضراء عالية حيث كان يذوب دفء النهار من الثلج ونام، وأثناء نومه، ضربته الشمس بحرارة شديدة لدرجة أنّها تسببت في إذابة معطفه المصنوع من جلد الطير، وشدّته على جسد الصبي الصغير لإيقاظه.

وعندما شعر كيف أحرقت الشمس بأشعتها النارية المعطف الذي كان فخورًا به، غضب بشدة، ووبّخ الشمس بطريقة مروعة، وقال: لا تظنّي أنكِ مرتفعة للغاية، سأنتقم منك بنفسي، وعند عودته إلى المنزل، روى لأخته عن محنته، وندب بمرارة على خسارة معطفه الجديد، ولم يأكل أو يتحرك لمدة عشرة أيام كاملة، مع أنّ أخته جاهدت لتجعله يتغلب على حزنه.

وفي نهاية العشرة أيام عندما نهض كان شاحبًا جدًا، ولكنه كان حازم أيضًا. وأمر أخته بأن تصنع فخًا، لأنّه أخبرها أنه كان ينوي التقاط الشمس وحجز اشعتها انتقاماً منها، حكت أخته وقالت أنّه ليس لديها شيء، ولكن بعد فترة أحضرت عصب الغزلان الذي تركه والدها قبل موته، وسرعان ما حوّلته إلى خيط مناسب كالحبل، وفي اللحظة التي أظهرته له كان غاضبًا جدًا، وأخبرها أن ذلك لن يجدي، وأمرها بالبحث عن شيء آخر.

وأخيرًا، فكرت في جلد الطائر الذي تركته عند صنع المعطف، وصنعت منه خيط، ولكن كان الصبي الصغير منزعجًا أكثر من ذي قبل، وقال: لقد سئمت الشمس من جلود طائري وأذابته بسهولة، اعثري على شيء آخر، وخرجت من الكوخ قائلة في نفسها: هل كان هناك ولد عنيد هكذا؟ ولم تجرؤ على الإجابة هذه المرة بأنها لا تملك شيئًا، ولحسن الحظ، فكرت في شعرها الجميل، وسحبت بعضًا منه من بين خصلات شعرها، وسرعان ما قامت بتضفيره في حبل.

وعادت وسلّمته إلى شقيقها، وفي اللحظة التي سقطت فيها عينه على هذه الجديلة السوداء النفّاثة كان سعيدًا، وقال: هذا سيفي بالغرض، وعلى الفور بدأ في تشغيله ذهابًا وإيابًا بين يديه بأسرع ما يمكن، وجرّب قوتها. قال مرة أخرى: هذا سيفي، ولفّها حول كتفيه، وانطلق بعد منتصف الليل بقليل، وكان هدفه هو التقاط الشمس قبل أن تشرق، وثبّت الضفيرة بإحكام في مكان حيث يجب أن تضرب الشمس الأرض وهي ترتفع فوق الأرض.

وعندما أرادت الشمس أن تشرق فمسكها الحبل ولم تستطع الظهور، ثمّ تعرضت الحيوانات التي حكمت الأرض على الفور إلى اضطراب شديد، حيث لم يكن لديهم ضوء، وركضوا ذهاباً وإياباً، ينادون بعضهم ويستفسرون عمّا حدث، واستدعوا مجلسا لمناقشة هذه المسألة، واقترح رجل كبير في السن وحكيم حيث كان يشك في مكان المشكلة، أن يتم تعيين شخص ما للذهاب وقطع الحبل.

كان هذا أمر جريء يجب القيام به، لأنّ أشعة الشمس لا يمكن أن تفشل في حرق من يجب أن يغامر بالقرب منها، وأخيرًا، قام السنجاب الموّقر بنفسه، لسبب وجيه للغاية لم يفعله أي شخص آخر، في هذا الوقت كان السنجاب أكبر حيوان في العالم، وعندما وقف بدا وكأنه جبل، وسارع إلى المكان الذي كانت الشمس تكمن فيه، وعندما اقترب أكثر فأكثر، بدأ ظهره يحترق مع الحرارة ويخرج منه الدخان، وتحول الجزء العلوي من كتلته الضخمة بالكامل في وقت قصير جدًا إلى أكوام هائلة من رماد.

ومع ذلك، فقد نجح في قطع الحبل بأسنانه وتحرير الشمس التي تدحرجت مرة أخرى، مستديرة وجميلة كما كانت دائمًا في السماء الزرقاء الواسعة. لكنّ السنجاب أو الحيوان الأعمى كما كان يسمى، تقلّص إلى حجم صغير جدًا، وهذا هو السبب في أنه الآن واحداً من أصغر المخلوقات على وجه الأرض، عاد الصبي الصغير إلى المنزل عندما اكتشف أنّ الشمس قد نجت من شركه، وكرّس نفسه بالكامل للصيد.

قال: إذا كان شعر أختي الجميل لا يحبس الشمس بسرعة، فلا شيء في العالم يستطيع، لقد تطلب الأمر شخصًا أعظم وأكثر حكمة مما كان عليه لتنظيم ذلك، فخرج وأطلق النار على عشرة طيور ثلجية أخرى، لأنّه في هذا العمل كان خبيرًا جدًا، وصنعت أخته معطفًا جديدًا من جلد الطيور له، كان أجمل من ذلك الذي كان يرتديه من قبل.


شارك المقالة: