قصة القاتل تشارلز شميد زمار توكسون

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من روائع الأدب الأمريكي، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول شاب كان هدفه هو لفت أنظار الفتيات، إلا أن تطور به الأمر إلى أن يقوم بارتكاب جرائم قتل بشعة بحق الفتيات.

قصة القاتل تشارلز شميد زمار توكسون

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول شاب يدعى تشارلز، وقد كان ذلك الشاب يتميز بجسده النحيل وقصره بالنسبة إلى عمره، وقد كان تشارلز في أغلب الأوقات يقوم بوضع بعض من مستحضرات التجميل بشكل لافت على ملامح وجهه ويلبس حذاء ذو كعب عالي؛ وذلك من أجل أن يلفت أنظار الفتيات بأنه طويل القامة وينجذبن إليه، وقد كان كل من يعرفه لا يعرفه باسمه وإنما بلقبه بزمار توكسون، ولم يكن ذلك اللقب قد أطلق عليه جراء الإنجازات العظيمة التي قام بها، بل بسبب فعل أحمق وهو القيام بجذب ثلاثة من الفتيات الصغيرات في السن والعزف على قتلهن.

وفي بداية حياته كان تشارلز منذ أول يوم ولد به قد تم تبنيه؛ وذلك لأنه لم يكن ولد من زواج شرعي، ومن قام بتبنيه هو سيد يدعى شميد وزوجته التي تدعى السيدة كاثرين، واللذان كانا يمتلكان دار رعاية الأيام في إحدى المناطق التي تعرف باسم في منطقة توكسون الواقعة في أريزونا.

لقد قضى مرحلة طفولته بعيدة كل البعد عما يُعرف بالطفولة المثالية، حيث أنه بعد أن أتم سن الأربع سنوات حدثت مشكلة بين والديه بالتبني وانفصلا عن بعضهما البعض، وفي تلك الأثناء حاول البحث عن والدته الحقيقة وحينما ذهب إليها سرعان ما همت بطرده وطلبت منه ألا يعود أبدًا.

وعلى الرغم من أنه لم يكن بارعاً في أي مجال من المجالات الأكاديمية، إلا أنه برع في مجال الرياضة، ففي منتصف القرن التاسع عشر قاد مدرسته الثانوية للفوز ببطولة الدولة للجمباز، حيث أنه في تلك الفترة حدثت عدة مسابقات رياضية، ومن ضمن تلك المسابقات مباراة في كرة الطائرة ومسابقة في طوق الجمباز، وقد حصل على المركز الأول في كلا المسابقتين، كما حصل على المركز الخامس في لعبة الشريط الأفقي.

وفي وقت لاحق أشار تشارلز أنه من أكثر الألعاب الرياضية التي جذبته هي لعبة الجمباز؛ وقد كان السبب في ذلك أنها كانت تخيفه؛ وذلك لأنه أي سقوط أو انزلاق له سوف تكون تلك هي المرة الأخيرة في مستقبله، ولكنه على الرغم من ذلك فقد انفصل عن فرق الجمباز بعد مرور سنة واحدة فقط، وبعد مرور فترة وجيزة تم توجيه أصابع الاتهام إليه جراء حدوث سرقة بعض الأدوات من المتجر التابع لمدرسته، ومنذ تلك اللحظة غادر تشارلز المدرسة وترك الدراسة ولم يعد إليها أبدًا.

وفي ذلك الوقت كان عدم وجود عمل أو شهادة ثانوية أو مستقبل ناجح أمام تشارلز في الأفق همّ بمغادرة منزل والدته بالتبني إلى إحدى الشقق السكنية التي كانت تعود ملكيتها لها كذلك، ومع نهاية كل شهر كانت والدته بالتبني تمنحه مبلغ يقارب على الثلاثمئة دولار، وأول ما أقام في تلك الشقة الجديدة انتقل أحد الأصدقاء المقربين منه والذي يدعى بول جراف للسكن معه في ذات الشقة، في ذلك الحين تعرف على أصدقاء اثنين آخرين وهما جون والآخر برونز.

وقد كانوا هؤلاء الأصدقاء الأربعة في كل ليلة يقضون أمسياتهم في أحد الأماكن التي تعرف باسم سبيد واي بولفارد؛ وذلك حتى يتمكنوا من تناول الكحوليات واصطياد الفتيات، ولكن تشارلز كان الأكثر من بين هؤلاء فاقد للوسامة الكلاسيكية في ذلك العصر؛ وذلك بسبب قصر قامته، على الرغم من أنه كان كلما يخرج من المنزل يقوم بحشو حذائه بمجموعة من الخرق والعلب المعدنية ليظهر أمام الفتيات أنه طويل القامة.

وفي ذلك الوقت كان قد قام بالعديد من التعديلات على ملامح وجهه من خلال القيام برسم شامة على خده وصبغ شعره باللون الأسود، في محاولة ليكون أكثر جاذبية وملفت للانتباه، وقد رغب في أن يكون شبيه بمعشوق الفتيات في ذلك الوقت الفيس بريسلي.

ومع مرور الوقت تمكن من جذب انتباه الفتيات، إلى أن أصبح مكتفي من ذلك الأمر، وقد بدأ يفكر في تجربة شعور القتل، وفي يوم من الأيام عزم على تنفيذ رغبته، وبالفعل أقنع اثنين من أصدقائه على قتل فتاة تدعى ألين، وقد كانت تلك الفتاة تبلغ من العمر الخامسة عشر عاماً فقط، حيث أنهم قاموا باستدراج ألين إلى منطقة صحراوية وقاموا بقتلها هناك ودفنها في ذات المكان.

وبعد مرور ما يقارب على العام من تلك الجريمة كانت إحدى الفتيات المقربات من تشارلز والتي تدعى جرينتش وتبلغ من العمر السابعة عشر عاماً قد اختفت هي وشقيقتها الأصغر منها سناً، إذ حدث لها ولشقيقتها كما حدث مع إلين، إذ قام تشارلز وأصدقائه بقتل الفتاتين وإشراك أصدقائه بجريمته كالعادة.

وبعد أن انتهى من جريمته قام بإخبار صديقه الرابع والذي يدعى برونز عن تلك الجرائم التي قام بها، وهنا خشي أن يقوم تشارلز بقتل صديقته المقربة؛ ولذلك قام برونز بالهروب إلى منزل والديه والذي كان في مدينة أخرى تعرف باسم مدينة أوهايو، وأول ما وصل إلى ذلك المنزل أخبر والداه عن تلك الجرائم التي ارتكبها تشارلز.

وفي تلك الأثناء توجها والدا برونز إلى مركز الشرطة وأخبرا عن كافة الجرام التي قام بها تشارلز، وحينها تم إلقاء القبض عليه، كما تم استدعاء برونز من أجل أن يكون الشاهد الرئيسي في ذلك الادعاء، وفي النهاية تم الحكم على تشارلز بتهمة قتل الفتيات الثلاث، كما أن برونز ألف كتاب حول جرائم القتل التي ارتكبها تشارلز وقال من ضمن الكتاب: لقد كنت شاهد على أنه فقد عقله، منذ تلك اللحظة التي قام بها بالإمساك بقطته وربطها من ذيلها بحبل ثقيل، ثم أخذ برطمها بالحائط حتى لطخ الدم الحائط.

وفي ذلك الوقت تم زج تشارلز في السجن وتصدر اسمه عناوين الصحف والمجلات، كما تصدر اسم المنطقة التي كان يقيم بها وهي توكسون، والتي كانت في الحقيقة يلازمها صيت غير لائق، ولهذا تم إطلاق عليه لقب زمار توكسون، حيث أنه تم اقتباس اللقب من إحدى القصص القصيرة الشهيرة عالمياً والتي تحمل عنوان زمار هاميلون، وهذا العنوان كان يحكي عن شخص يقوم باستدراج الأطفال وهم بقتلهم، كما تم ذكر في المجلات والصحف أن تشارلز كان يحصل على المال من عمله كمهرب للسيارات إلى دولة المكسيك، وكذلك من الفتيات اللواتي تربطه بهن علاقة.

وفي النهاية تمت محاكمته وإلقاء تهمة عليه بقتل ثلاث فتيات، كما قام برونز بإبلاغ عناصر الشرطة عن المكان الذي تم به دفن جثث جرينتش وشقيقتها، وبالإضافة إلى ذلك أخبر الشرطة أن تشارلز قد أخبره بمكان دفن جثة إلين، كما تم اعتقال الأصدقاء الاثنين الذين شاركوا تشارلز في جرائمه وقد شهد العديد من الشبان حول أنهم سمعوا أن تشارلز وهو يتفاخر بقتله للفتيات، وأخيراً تم الحكم عليه بالإعدام، إلا أنه بعد فترة وجيزة تم تخفيف الحكم عليه إلى السجن المؤبد، إلا أنه بعد أن حاول الفرار من السجن وفشل تعرض للطعن من قِبل عدة أشخاص من السجناء، وتوفي هناك.

المصدر: كتاب ألوان من القصص القصيرة في الأدب الأمريكي - عباس محمود العقاد - 1963


شارك المقالة: