قصة القط الذي أصبح رئيس الحراج

اقرأ في هذا المقال


قصة القط الذي أصبح رئيس الحراج أو (The Cat Who Became Head-Forester) هي حكاية شعبية روسية من الحكايات الروسية الكلاسيكية المتوفرة باللغة الإنجليزية، تتحدث عن شخصيات حكايات خرافية عالمية، لصوص وأبطال وملوك وفلاحين وفتيات جميلات وساحرات مرعبات وأطفال مسحورون وحيوانات في الفولكلور السلافي.

الشخصيات:

  • القط.
  • الثعلبة.
  • الدب.
  • الذئب.

قصة القط الذي أصبح رئيس الحراج:

منذ وقت ببعيد كان لدى فلاح عجوز قط يدعى توم ولم يحبه أبداً، كان هذا القط يقاتل دائمًا وقد فقد أذنًا واحدة، ولم يكن جميلًا جدًا عند النظر إليه، اعتقد الفلاح أنّه سيتخلص من قطه القديم ويشتري واحد جديداً من أحد الجيران، ولم يكن من المفيد التفكير في قتله، لأنّ قتل قط باعتقاده من المحتمل أن يحيا مرة أخرى، لذلك أخذ الفلاح العجوز كيسًا، ووضع قطه توم في الكيس.

وخاط الكيس وعلقه على ظهره ومشى إلى الغابة بعيداً وعندما وصل منتصف الغابة، أخذ الكيس مع القط فيه ورماه بعيدًا بين الأشجار، واستدار ومشي إلى المنزل مرة أخرى، واشترى قطة لطيفة المظهر وهادئة من أحد الجيران مقابل القليل من التبغ، واستقر بشكل مريح في المنزل مع القط الجديد أمام الموقد.

بينما كان القط توم المقيّد في كيس بعيدًا في الغابة، طار الكيس في الهواء وسقط من خلال شجيرة على الأرض، وسقط القط توم العجوز على قدميه بداخله، خائفًا جدًا ولكنه لم يصاب بأذى وقال لنفسه: هذه الرحلة عبر الهواء تعني أنّ حياتي ستتغير، ثمّ نظر حوله وقال: يبدو أن العالم أكبر من القرية، سوف أمشي وأرى ما بداخله.

غسل نفسه ولف ذيله بفخر في الهواء وانطلق يمشي تحت أشجار الغابة وهو يقول لنفسه: لقد كنت القط في القرية، وإذا سارت الأمور على ما يرام سأكون هنا أيضًا، وجاء إلى كوخ قديم، ويبدو أنّه لم يكن هناك أحد منذ سنوات عديدة، وصعد إلى الدور العلوي تحت السطح، ووجد القليل من التبن الفاسد، ثمّ نام هناك، وعندما استيقظ شعر بالجوع، ونزل في الغابة لاصطياد الطيور والفئران الصغيرة.

كان هناك الكثير منهم في الغابة وعندما أكل ما يكفي عاد إلى الكوخ وقضى الليل هناك براحة تامة، وقال: هذا سكن جيد بما فيه الكفاية، لكن لا بد لي من اصطياد كل طعامي، كانوا يطعمونني في القرية كل يوم، ولم أصطاد سوى الفئران للتسلية، يجب أن أكون قادرًا على العيش هكذا هنا، وفي اليوم التالي ذهب للمشي في الغابة، وبينما كان يسير التقى بثعلبة.

وعندما رأت الثعلبة القط كانت مندهشة للغاية، وقالت الثعلبة لنفسها: لقد عشت في الغابة، لكنني لم أر قط وحشًا بريًا مثلك من قبل، يا لك من حيوان غريب المظهر وبأذن واحدة فقط كم هو جميل، فاقتربت منه وقالت: قل لي أيها السيد العظيم، من أنت، وما هي الفرصة السعيدة التي جلبتك إلى هذه الغابة؟ وبأي اسم أدعو فخامتك؟ كانت الثعلبة مهذبة جدًا، تقوس ظهر القط بفخر.

وقال وبهدوء: لقد تمّ إرسالي من الغابات البعيدة في سيبيريا لأكون مشرفًا عليك،  واسمي كات إيفانوفيتشن، قالت الثعلبة: لم أكن أعرف، أرجو من معاليكم العفو، هل ستكرمني بزيارة بيتي المتواضع كضيف؟ قال القط: سأفعل، وما هو اسمك؟ فأجابت: اسمي ليزابيتا إيفانوفنا، فقال القط: سآتي معك يا ليزابيتا، وذهبا معا بيت الثعلبة الذي كان مريحًا جدًا في الداخل، وقام القط بالجلوس في أفضل مكان.

بينما أعدت ليزابيتا طبقًا لذيذًا وبينما كانت تعد الوجبة نظرت إلى القط وقالت بخجل: أخبرني أيها القط إيفانوفيتش، هل أنت متزوج أم أعزب؟ فأجاب القط: أعزب، فقالت: وأنا أيضًا غير متزوجة، ثمّ نظرت نحو القط وقالت: ماذا لو تزوجنا؟ سأحاول أن أكون زوجة صالحة، فوافق القط على الزواج بالثعلبة، وأقامت الثعلبة وليمة زفاف للاحتفال بزواجها من القط الكبير إيفانوفيتش. والذي أتى من غابات سيبيريا البعيدة ليكون رئيساً للحراج.

وفي صباح اليوم التالي انطلقت الثعلبة إلى الغابة لإحضار الطعام لزوجها، وبقي القط العجوز في المنزل، للأكل والنوم فقط، لقد أصبح كسولًا وفخورًا، وبينما كانت الثعلبة تركض عبر الغابة بحثًا عن طعام، عندما قابلت صديقًا قديمًا وهو الذئب، وبدأ يسألها عن حالها، فأخبرته بزواجها من القط الذي تمّ إرساله من غابات سيبيريا البعيدة ليكون رئيساً للغابة.

وقالت بفخر: حسنًا، أنا الآن زوجة رئيس الغابات، فقال الذئب: ومتى يمكنني أن أقدم احترامي للرئيس؟ فقالت الثعلبة: سوف يغضب مني إذا تركت أحدًا يقترب منه في الوقت الحاضر، لأنّه سوف يتناول طعامه، لذلك احصل على خروف واجعله جاهزًا، وأجلبه له لتظهر له أنّه مرحب به بيننا، ثمّ اترك الخروف بالقرب منك واختبئ لئلا يراك، لأنّه إذا فعل فقد تكون الأمور محرجة.

شكرها الذئب وذهب للبحث عن خروف وغادرت الثعلبة وفي طريقها قابلت الدب، وقال الدب عندما رآها: أنت جميلة أكثر من أي وقت مضى، فأخبرته أنّها تزوجت من القط الذي قدم من غابات سيبيريا البعيدة ليكون رئيسًا لهم جميعًا، وعندما طلب منها رؤيته أخبرته بما أخبرت الذئب به، وطلبت منه أن يحضر ثوراً مطبوخاً له على سبيل الترحيب، وأن يختبئ حتى لا يراه القط الكبير.

هرب الدب بأسرع ما يمكن للحصول على ثور، بينما عادت الثعلبة  الجميلة إلى منزلها على الأرض، وتسللت بهدوء شديد حتّى لا يستيقظ القط إيفانوفيتش العظيم، وفي تلك الأثناء جاء الذئب عبر الغابة وهو يجر شاة كان قد قتلها، ولم يجرؤ على الاقتراب من أرض الثعلبة زوجة رئيس الغابات الجديد، فتوقف بعيدًا عن الأنظار ووضع الخروف.

ثمّ وقف ساكناً يفكر في ما يجب القيام به بعد ذلك، ثمّ سمع ضوضاء ونظر إلى الأعلى حيث كان هناك الدب مع ثور ميت، فسأل الدب الذئب فيما إذا كان قد رأى رئيس الغابات، قال الذئب: لا، لم أره هل تذهب قبلي، أنت أكبر وأكثر جرأة مني، فرفض الدب وقال: لا، لا فائدة من المخاطرة بحياة المرء دون حاجة، وفجأة بينما كانوا يتحدثون، جاء أرنب صغير يركض ببطء.

قال الدب: هل تعرف أين تعيش الثعلبة؟ اذهب إلى هناك بسرعة، وأخبرها أنّ الدب وشقيقه الذئب كانا جاهزين منذ فترة طويلة، وقد أحضروا هدايا كتحية للسيد رئيس الغابة، ركض الأرنب بأقصى ما يستطيع بينما كان الذئب والدب يبحثان عن أماكن جيدة للاختباء فيها، وانحنى الذئب تحت الشجيرات، وغطاه الدب بأوراق شجر بحيث يمكن رؤية طرف أنفه فقط.

ثمّ صعد الدب ببطء إلى شجرة التنوب ونظر ليرى ما إذا كانت الثعلبة والقط إيفانوفيتش قادمين، بينما طرق الأرنب الباب وأخبرهم بوصول الدب والذئب، وهكذا خرجت الثعلبة والقط معًا، وتقدم القط وألقى بنفسه على الثور وبدأ في تمزيق اللحم بأسنانه ومخالبه، وبينما هو يأكل استمع الدب وسمع صوت القط، وبدا له أنّ القط كان يتمتم بغضب وهو يقول: صغير فهمس الدب: إنّه ليس عملاقًا.

ولكن يا له من شره وحاول الذئب أن ينظر ليراه لكنّه لم يستطع؛ لأنّ رأسه كان مغطى بالأوراق الجافة وشيئًا فشيئًا حرك رأسه، وذلك لإزالة الأوراق من أمام عينيه، فتوقف القط عن تمزيق اللحم واستمع لصوت حفيف الأوراق، وقال لنفسه: لم أمسك فأرًا اليوم، وقفز القط في الهواء وسقط بكفوفه الأربعة ومخالبه على أنف الذئب حيث طارت الأوراق مثل الغبار، وقفز الذئب وركض بأسرع ما يمكن أن تحمله رجليه.

كان الذئب خائفًا، لكنّه لم يكن خائفًا مثل القط، وعندما قفز الذئب العظيم من الأوراق، صرخ القط وركض فوق أقرب شجرة، وكانت تلك هي الشجرة التي كان يختبئ فيها الدب في أعلى الأغصان الذي قال بخوف: أوه لقد رآني القط إيفانوفيتش، وبينما كان القط قادم بقفزات طويلة، قفز الدب من أعلى الشجرة وعندما اصطدم بالأرض كان يئن من الألم.

ومنذ ذلك الحين تخاف جميع الوحوش البرية من القط، ويعيش القط والثعلبة معًا بمرح، ويتناولان اللحوم الطازجة طوال العام والتي تقتلها الحيوانات الأخرى وتتركها بعيدًا.


شارك المقالة: