قصة القلنسوة الذهبية الصغيرة أو (Little Golden Hood) من الحكايات الخيالية والفولكلور المحبوبين في فرنسا، التي قدمت الشخصيات العالمية التي ما زلنا نحبها حتى اليوم مثل الجميلة النائمة، وهي للمؤلف تشارلز بيرولت كاتب الحكايات الخيالية والفولكلور والذي جمع كل حكاياته تقريبًا من رواة القصص الشعبية، كان يستخدم الحكايات كقصص أخلاقية للصغار والكبار.
الشخصيات:
- الجدة.
- بلانشيت.
- الذئب.
- الأم.
قصة القلنسوة الذهبية الصغيرة:
كانت هناك فتاة صغيرة كانت تسمى القلنسوة الذهبية الصغيرة كانت جميلة ولطيفة كنجمة في السماء، وكان اسمها الحقيقي بلانشيت، ولكن بما أنّها كانت ترتدي عباءة صغيرة رائعة بغطاء رأس بلون ذهبي فقد أطلق عليها اسم القلنسوة الذهبية الصغيرة التي أعطتها جدتها لها، كانت جدتها كبيرة في السن لدرجة أنها لم تكن تعرف عمرها.
وذات يوم قالت الأم لطفلتها: دعينا نرى قلنسوتي الصغيرة إذا كنت تعرفين الآن كيف تجدين طريقك إلى منزل الجدة بنفسك، ستأخذين قطعة الكعكة الجيدة لها في يوم الأحد غدًا وتذكري أن تسأليها كيف هي حالها وتعودين على الفور دون التوقف عن الثرثرة في الطريق مع أشخاص لا تعرفينهم، هل تفهمين ما قلته تمامًا؟ أجابت بلانشيت بمرح: أنا أفهم ذلك تمامًا.
وذهبت مع الكعكة مسرورة بمهمتها، لكنّ الجدة عاشت في قرية أخرى، وكانت بعيدة وكان هناك غابة يجب عبورها قبل الوصول إلى هناك وعند منعطف الطريق تحت الأشجار سمعت فجأة حيوانًا بين الأدغال فقالت: من هناك؟ فقال صديقك الذئب، كان يتجسس عليها منذ أن غادرت المنزل في ذلك اليوم باحثًا عن مكان آمن لمهاجمتها وأكلها، ولكن بدلاً من الهجوم على بلانشيت، أتى إليها مثل كلب جيد.
قال: هذا أنت أيتها القلنسوة الذهبية الصغيرة اللطيفة فتوقفت الفتاة الصغيرة عن الحديث مع الذئب رغم أنها لا تعرفه على الإطلاق، وقالت بعد ذلك: أنت تعرفني إذاً، ما اسمك؟ فقال: اسمي الصديق وولف، ثمّ قال: وإلى أين أنت ذاهبة أيتها الجميلة بسلة صغيرة على ذراعك؟ فقالت: أنا ذاهب إلى جدتي لأخذ لها قطعة من الكعكة ليوم الأحد غدًا، فسأل الذئب: وأين تعيش جدتك؟
فقالت الفتاة: تعيش على الجانب الآخر من الغابة في أول منزل في القرية بالقرب من طاحونة الهواء كما تعلم، قال الذئب: نعم أنا أعلم ذلك الآن، حسنًا هذا هو المكان الذي أذهب إليه بالضبط سأصل إلى هناك أمامك بلا شك لأنّ ساقيك صغيرة وبطيئة، وسأخبرها أنك ستأتي لرؤيتها ثم ستنتظرك، وقطع الذئب الغابة وفي غضون خمس دقائق وصل إلى منزل الجدة.
وطرق الباب ولكن لم يكن هناك إجابة، وقرع بصوت أعلى ولم يجب أحد ثمّ وقف أمام الباب ووضع ساقيه الأماميتين على المزلاج وفتح الباب ولم تكن هناك أحد في المنزل فقد نهضت السيدة العجوز مبكراً لبيع الأعشاب في المدينة، وكانت قد غادرت بسرعة لدرجة أنها تركت سريرها غير مرتب مع غطاءه الليلي على الوسادة، قال الذئب لنفسه: أعرف ما سأفعل.
وأغلق الباب وجذب غطاء النوم الخاص بالجدة إلى عينيه، ثمّ استلقى بكامل طوله في السرير بعد سحب الستائر، وفي هذه الأثناء ذهبت بلانشيت في طريقها بهدوء كما تفعل الفتيات الصغيرات مسلية نفسها هنا وهناك من خلال اختيار أقحوان عيد الفصح وجمع الزهور، ومشاهدة الطيور الصغيرة وهي تصنع أعشاشها وتجري خلف الفراشات التي ترفرف في ضوء الشمس.
وأخيرا وصلت إلى الباب ودقت عليه، قال الذئب وهو يخفف صوته الخشن قدر استطاعته، من هناك؟ فقالت الفتاة: إنّه أنا يا جدتي القلنسوة الذهبية الصغيرة أحضرت لك قطعة كبيرة من الكعكة لتناول طعامك يوم الأحد غدًا، فقال الذئب: اضغطي بإصبعك على المزلاج، ثمّ ادفعي ويفتح الباب، فقال الذئب وهي تدخل: قليلاً، قليلاً وتظاهر بأنّه يسعل أغلقي الباب جيدًا يا فتاتي الصغيرة.
ضعي سلتك على الطاولة، ثمّ اخلعي حذائك وتعالي واستلقي بجانبي واستريحي قليلاً، خلعت الطفلة الطيبة حذائها لكنّها أبقت غطاء رأسها الصغير على رأسها وعندما رأت حجم جدتها في السرير فوجئت كثيرًا وقالت مندهشة: أوه كيف حالك، لماذا تشبهين صديقي وولف، أجاب الذئب: هذا بسبب مرضي يا طفلتي ثمّ قالت الفتاة: ولماذا هي أذرعك مليئة بالشعر هكذا يا جدتي؟
فقال الذئب: هكذا أفضل لكي أعانقك بقوة يا طفلتي، فقالت الفتاة: أوه يا له من لسان كبير يا جدتي، فقال الذئب: هو أفضل للإجابة على أسألتك يا طفلتي فقالت الفتاة: أوه يا لها من أسنان بيضاء رائعة يا جدتي، ففتح الذئب فكيه على مصراعيه لابتلاع بلانشيت وقال: هذا من أجل سحق الأطفال الصغار! لكنّها أنزلت رأسها وهي تبكي وتنادي أمها، ولم يمسك الذئب سوى بغطاء رأسها الصغير.
تراجع الذئب إلى الوراء وهو يبكي ويهز فكّه كما لو كان قد ابتلع جمراً ملتهباً كان الغطاء الصغير الملون بالنار الذي أحرق لسانه أسفل حلقه حيث كانت القلنسوة الصغيرة واحدة من تلك القبعات السحرية التي اعتادوا ارتداءها في الأوقات السابقة، لذلك كان هناك الذئب الذي احترق حلقه يقفز من السرير ويحاول العثور على الباب وهو يعوي ويعوي كما لو أنّ كل الكلاب في البلد كانت في أعقابه.
وفي هذه اللحظة وصلت الجدة التي كانت عائدة من المدينة وكيسها الطويل فارغًا على كتفها، وعندما رأت الذئب قالت: آه قاطع طريق وصرخت انتظر قليلاً وسرعان ما فتحت كيسها على مصراعيه عبر الباب، واندفع الذئب المجنون رأسًا لأسفل ثمّ أصبح هو الذي تمّ القبض عليه، وأغلقت السيدة العجوز الشجاعة كيسها وبعد ذلك ركضت وأفرغته في البئر وسقط الذئب المتشرد الذي كان لا يزال يعوي وغرق.
فقالت الجدة: أيها الوغد لقد ظننت أنك ستضرب حفيدتي الصغيرة، ولكن في الغد سأفرغ البئر وأنت نفسك سوف تُطحن، لأنّنا سنعطي جثتك للكلاب، ثمّ سارعت الجدة إلى مساعدة حفيدتها في ارتداء ملابسها التي كانت لا تزال ترتعش من الخوف في الفراش، وقالت لها: حسنًا بدون غطاء رأسك الصغير أين ستكونين الآن يا عزيزتي؟ ولاستعادة وعي الطفلة جعلتها تأكل قطعة جيدة من كعكتها وأشربتها كأس من الماء وبعد ذلك أخذتها من يدها وأعادتها إلى منزلها.
ثم قامت الأم ووبختها لأنّها تحدثت مع الغرباء، لكن بلانشيت قالت إنها لن تتوقف أبدًا للاستماع إلى ذئب لذلك سامحتها والدتها وحافظت بلانشيت ذات القلنسوة الذهبية الصغيرة على وعدها. ولا تزال تُرى في الحقول بغطاء رأسها الصغير الجميل وهو يشبه لون الشمس.