على أحد مواقع التواصل الاجتماعي كان هناك موقع متخصص للقصص الحقيقية، حيث يخبرون به المتابعين عن قصص واقعية وحقيقة قد حدثت معهم بالفعل في الحقيقة، ومن أكثر القصص التي لاقت شهرة واسعة من بين تلك القصص هي قصة اللوحة المسكونة، حيث تم انتشارها بشكل واسع على مجموعة من مواقع التواصل الاجتماعي وأخذ الأفراد بتداولها فيما بينهم، كما دونت في كتب بعض الكُتاب المشهورين؛ وذلك لأنها حملت في مضمونها أمور خارقة للطبيعة.
قصة اللوحة المسكونة
في البداية يصرح شاب يدعى شون روبين أن وقائع واحداث القصة كانت تدور حول لوحة كانت تحتفظ بها جدته من الزمن القديم، إذ كانت تلك اللوحة مخبأه في عُلية بيتها ما يقارب 25 عام، حيث كانت الرسمة الموجودة على اللوحة هي مجرد رسمة لرجل يقوم بالصراخ، وكانت الجدة على الدوام تنبه أن لا يقوم أي شخص سواء من أبنائها أو أحفادها أن يعزم على الاقتراب منها، وقد كانت تبرر ذلك أنه في تلك اللوحة يوجد إنسان شيطاني وشرير للغاية ومن الممكن أن يلحق بأحدهم الأذى والضرر الجسدي والنفسي، وقد أخبرتهم أنها حينما كانت تقوم بتعليق تلك الصورة في المنزل، فإنها كانت تنصدم بسماع أصوات مرعبة وغريبة كالبكاء بصوت عالي وحدب وندب.
علاوة على ذلك كانت ما دام تلك الصورة معلقة على الجدار في المنزل فإنها كانت دائماً تشاهد خيال رجل يصول ويجول في كامل أرجاء المنزل، بالإضافة إلى كل تلك الأخبار أضافت الجدة أن في الأصل الرسام الذي قام برسم تلك اللوحة كان قد عزم على عمل مزيج بين الألوان الزيتية التي استخدمها في الرسم وكمية من الدم، وقد كان هذا الدم قد حصل عليه من خلال حقن الإبر في جسده وإخراجه ووضعه في نفس العلبة التي تحتوي على الألوان ومزجهم جيداً مع بعضهم البعض وتلوين اللوحة بها، وبعد انهاءه للوحة عزم على الانتحار وإنهاء حياته بيده.
ومع مرور الأيام توفيت الجدة، وهذا ما جعل عائلة شون تقوم بنقل اللوحة من العلية الموجودة في منزل الجدة إلى القبو الموجود في منزلهم، فلم يتطرق أي شخص إلى فتحها، إذ كانوا يعملون بكلام الجدة، لكن مع مرور الوقت بدأ أفراد العائلة في مشاهدة شخصية غريبة لرجل، حيث كان طيفه وخياله القاتم السواد يتجول أثناء الليل بين غرف المنزل، كما أنهم يوماً عن يوم بدأوا يسمعون أصوات البكاء والنحيب في كافة أرجاء المنزل.
لكن أفراد العائلة لم يكونوا من الأشخاص الذين يؤمنون بوجود أمور خارقة للطبيعة، وأن كل ما يشاهدونه ويسمعونه ما هي إلا مجرد تهيؤ يحصل للعائلة من الممكن أن يعود مصدرها إلى قلة النوم أو التعب والإرهاق، فلم يهتموا بموضوع اللوحة وبقيت على حالها في القبو، ولكن ما كان يثير استغرابهم أنهم يوماً بعد يوم كان الصراخ والعويل يزاد أكثر فأكثر، حتى وصل الأمر في الشاب شون أن يشاهد طيف الرجل المفعم بالظلام واقف إلى جانب سريره في غرفته أثناء منتصف الليل ويحدق به بشكل مخيف، كان يبدو الطيف على هيئة رجل ما زال في مرحلة الشباب، لكن ملامحه لم تكن واضحة بشكل جيد.
وعلى الرغم من كل ما شاهده شون بأم عينه، لم يكن شون حتى تلك اللحظة التي شاهد بها طيف الرجل على قناعة تامة بأن هناك مثل تلك الخرافات والأشباح، لكن على أثر تلك الحادثة عزم على القيام بنقل تلك اللوحة إلى داخل غرفته الخاصة، وقد كان في تلك اللحظة يعتريه الشعور بالخوف، لكن ذلك لم يهبط من عزيمته ولم يتراجع عن قراره، وبالفعل قام بوضع اللوحة في غرفته، وهنا قرر أن يضع أمام تلك اللوحة كاميرا؛ وذلك حتى يتمكن من الوصول إلى السر الذي يكمن خلف تلك اللوحة أو السبب الحقيقي وراء ظهور الطيف وأصوات الضجيج التي تصدر منها.
بقيت الكاميرا الخاصة بشون تسجل كل الأحداث التي تدور لمدة ما يقارب الثلاثة ليالي، بحيث يتم فتحها منذ الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وحتى الخامسة صباحًا، وحينها كانت تسجل الكاميرات جميع أصوات الضوضاء والضجيج المعتاد، ولكن في الليلة الثانية وعلى وجه التحديد في تمام الساعة الثالثة والربع صباحاً، وقعت اللوحة بشكل مفاجئ على الأرض وبعد سقوطها مباشرة ظهر شكل يشبه العين المحدقة فوق اللوحة، بالإضافة إلى ذلك ظهر في تلك اللحظة ضباب كثيف فوق اللوحة، وقد أصبحت وكأنها محاطة فجأة بالدخان، ولكن هذا الدخان لم يستمر طويلاً إذ سرعان ما اختفى بشكل سريع كما ظهر.
وهنا قرر شون أن يقوم باسترجاع اللوحة ووضعها في القبو، وبعد مرور سنتين انتقل شون مع والديه للعيش في بيت آخر، وهنا كان عزم على أخذ اللوحة معه إلى البيت الجديد، وبعد قنوط بضعة أيام في البيت الجديد بدأ يسمع أصوات البكاء والضوضاء والضجيج يظهر مرة أخرى، وقد كانت ذات الضوضاء التي كانوا سمعوها من قبل في المنزل القديم، وعلى أثر ذلك قرر شون أن يتواصل مع مجموعة من الأشخاص الذي كانت مهمتهم هو القيام بالبحث والكشف عن الظواهر الخارقة للطبيعة في المملكة المتحدة وهما شخص يدعى جون بلاكبيرن وشخص آخر يعرف باسم إيان لاومان.
في البداية عزم بلاكبيرن أن يقوم بأخذ اللوحة إلى مكان آخر، وذلك المكان كان يُعتقد أنه من أكثر الأماكن التي يتواجد بها نشاطات خارق للعادات الطبيعية، وهو عبارة عن أحد القلاع التي كانت يعرف باسم قلعة شيلينجام، وقد كان معه فريق كامل يقوم بعمليات البحث معه، وفي أحد الأيام في فترة الصباح كانت هناك مجموعة من الفريق تجلس في القلعة بجانب اللوحة، وفي تلك الأثناء قام بلاكبيرن بعمل بعض الحركات التي يتم عملها في الطقوس.
وعلى أثر ذلك ظهر فوراً طيف الرجل فقد كان كبير ومظلم للغاية حول اللوحة، كما في تلك اللحظة سقط أحد المقاعد الخشبية الكبيرة على الأرض من ذاته دون أن يقوم أحد بتحريكه، وقد حدث كل ذلك بعد أن قام بتوجيه بلاكبيرن مجموعة من الأسئلة إلى اللوحة، وقال شون أنه كان هناك ما يقارب عشرين شاهد على هذا الحدث، وأنها كانت تلك القصة من أغرب التجارب التي مر بها في حياته، بينما بلاكبيرن فقد أكد في تقرير مثبت أنّ اللوحة بالفعل تحتوي على نشاط خارق للطبيعة وغير عادي وقوي جداً، وعلى الرغم من النشاط الذي تحتويه اللوحة بقي شون محتفظ بلوحة جدته العجيبة.